معمِّرون بعد الـ 100 ينضمون لقافلة المنتصرين على كورونا
حظيت قصص العديد من المعمرين الذين فاقوا المائة عام باهتمام كبير، إذ إنهم تمكنوا من هزيمة فيروس كورونا الذي يفتك بأروح الآلاف يوميا في مختلف أنحاء العالم، ويقطن أولئك المعمرون مختلف مدن العالم، ويعيشون حياة عادية، بعضم مع أهله وبعضهم في دور العجزة، والقاسم المشترك بينهم ذاكرة قوية وإقبال على الحياة ولو في أبسط متعها مثل قراءة جريدة أو رياضة المشي في الحي أو تناول وجبة طعام مع الأهل أو متابعة مسابقة رياضية.
بوب ويتون: أتعامل مع أمور الحياة بهدوء من دون قلق
وهنا يجب ان نتحدث عن المعمر بوب ويتون البريطاني الذي شهد العديد من المناسبات التاريخية المثيرة للاهتمام، من بينها غرق تايتانيك وتتويج الملكة، ودخول التلفاز إلى المنازل، واختراع الإنترنت ومواقع التواصل، ويعيش ويتون في مقاطعة في هامبشاير البريطانية، وهو يهوى القراءة ويكتب الشعر ويجيد تصنيع الأثاث المنزلي، وقطع الحلي والاكسسوار من المواد المعاد تدويرها، ويصفه الكثيرون من حوله بأنه يتمتع بطاقة وحيوية كبيرة وسمع جيد للغاية، بالرغم من سنوات عمره التي تجاوزت المائة، بما يزيد عن عقد من الزمان.
وأكد ويتون الذي لا يزال يقطن بشقته الخاصة في مدينة هامبشر، أنه لم يكن ينوي أو يخطط للعيش حتى هذا العمر المتقدم، وقال أعتقد أن السبب هو جيناتى الوراثية الجيدة، والتعامل مع أمور الحياة بهدوء، من دون القلق حولها لأشهر، كما قال مازحا: لقد تجنبت الوفاة، في إشارة إلى سر بقائه على قيد الحياة حتى اليوم.
وأشار: لقد أصبت بالأمراض المعتادة، مثل الإنفلونزا والملاريا، وأجريت عمليتين أو 3 عمليات، يجب أن أكون ميتا الآن لكنني أمتلك غريزة البقاء، وقارن أكبر معمر في العالم والذي حصل على اللقب مؤخرا بين فيروس كورونا والإنفلونزا الإسبانية لعام 1918، وقال إنه قلق بشأن فيروس كورونا، ولكنه أصر على أنه ليس أخطر من الإنفلونزا الإسبانية.
وتذكر بوب ويتون رؤية أزمة الإنفلونزا الإسبانية والتي بدأت في شبابه، وقال بوب: أنا قلق للغاية بشأن فيروس كورونا، ويجب على الجميع القلق أيضا، فيجب أن أكون قلقا على نفسي، ولكنني عشت طويلا بما فيه الكفاية، ولذلك أقلق على أطفالي وأحفادي أكثر.. أنا أغسل يدي أكثر وأستخدم فرشاة الأظافر بشكل صحيح.. وأحاول أن أكون أكثر حذرا، فأعداد الوفيات في الصين مخيفة.
وروى بعض ذكرياته عن الانفلونزا الاسبانية: أتذكر سماع قصص وقراءة مقالات الصحف، كما أفعل الآن مع تغطية فيروس كورونا عن الأشخاص الذين يصابون بالإنفلونزا الإسبانية ويموتون، ولكن لحسن الحظ لم أفهم ذلك أبدا.
بوب تحدث أيضا عن مجموعة من أهم الدروس التي تعلمها على مدار حياته الطويلة، وهي أن الضحك والسعادة أكثر أهمية من الممتلكات الثمينة أو القيمة، وأن العائلة والأصدقاء هم كل شيء في هذه الحياة،
وقال أيضا: لم أتمكن حقا من جمع الكثير من المال على مدار حياتي، ولكنني لا أتذكر أنني رغبت في شراء شيء لا يمكنني الحصول عليه.
آدا زانوسو: السر في الطبع الجميل والإرادة القوية
أما آدا زانوسو، التي سيصبح عمرها 104 سنوات في شهر أغسطس المقبل، فإنها تبدو نحيفة ولا تزال ذاكرتها قوية وتعيش في دار للعجزة في مدينة بييللا، وأصيبت بالكورونا وشفيت بعد أسبوعين، ويقول أبناؤها إن سر عمرها الطويل هو طبعها الجميل وإرادتها القوية ومواظبتها على القراءة وترديد الأدعية الدينية.
إيتاليكا غروندونا: أحب الرقص والتزلج على الجليد والجمباز
أما إيتاليكا غروندونا (102 عام) فهي مصابة بمشاكل في القلب وبعض مضاعفات مرض السكري وأصيبت أيضا بكورونا، وشفيت منه، ولا تزال شغوفة بموسيقى الروك ومهتمة بالمسابقات الرياضية، حيث يقول أحد أحفادها إنها لطالما أحبت الرقص وهي شغوفة بالرياضة وتشاهد كل شيء على شاشة التلفزيون، من سباق الدراجات النارية إلى السيارات، من الجمباز الفني إلى التزلج على الجليد، لكنها لا تحب كرة القدم.
ماي ويليس: لا بد من الضحك وإيجاد أوقات للمرح
ومن ناحية أخرى، رأينا احتفال إحدى المعمرات في بريطانيا وهي ماي ويليس، بعيد ميلادها الـ110 تحت قيود حظر التنقل المفروضة في البلاد للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، والتي اعتبرتها أكثر تشدداً مما كانت عليه في زمن الحرب، لكنها نصحت كل من يعاني نفسياً خلال تفشي هذا الوباء بمحاولة الضحك وإيجاد أوقات للمرح.
قالت ماي ويليس إن حياتها المديدة ربما تعود إلى نشأتها الصارمة من دون تدخين أو شرب، لكن فلسفتها في الحياة أنه: مهما كانت ظروف الشخص، يجب أن يستغلها بأفضل شكل، ويحاول البقاء مرحاً ويأخذ قسطاً من الضحك.
ولدت ماي في عام 1910، عاشت الحربين العالمتين ووباء الانفلونزا الاسبانية، لكنها تقول إنها أحبت كل لحظة من حياتها الطويلة.
اضطرت أخيراً إلى تقليص أعداد المجتمعين في عيد ميلادها الـ 110، حيث احتفلت مع ابنتها فيرا سميث البالغة 84 عاماً، وإحدى صديقات العمر، وكعكة مصنوعة في المنزل، في إيست ساسكس، وتمكنت من ذلك لأن عيد ميلادها صادف قبل إجراءات الإغلاق واسعة النطاق، علماً أن المتقاعدة المئوية هي أصلاً تعيش تحت قيود تفرضها على نفسها بسبب عمرها.
أكدت أنها لا تشعر بأي اختلاف عما كنت عليه عندما كانت في الستين من عمرها، مضيفة: الناس يجلسون ويتحدثون إليك، فتنسى أنك أوغلت في السن.. وأحببت كل لحظة من حياتي. حظيت بطفولة سعيدة ثم زواج سعيد.. فماذا يريد المرء أكثر من ذلك.
وفي الصين هزم معمر يبلغ من العمر 101 سنة فيروس كورونا المستجد، فالمريض الذي عرفته وسائل الإعلام المحلية من خلال لقبه داي كان من بين آلاف المصابين بالفيروس في الصين، والذي قضى أسبوعًا في مستشفى ووهان بمقاطعة هوبي.