من قلب الحظر.. كورونا ماذا تعلّمنا منه في حياتنا؟
احياة بلا عمل عبءٌ لا يحتملب هذه هي مقولة انابليون بونابرتب، ولكننا أمام ساعات من حظر التجول فرضت في العديد من البلاد ضمن تدابير مكافحة فيروس كورونا، وعلى غير المتوقع أتى الحظر بنتائج إيجابية مع الكثيرين، وعادت لنا مشاعر وأفعال كنا نضعها في أهدافنا في بداية كل عام، ولكننا لم يكن لدينا وقت للقيام بها، فهذه الأزمة جعلت كثيرين منّا يكتشفون مواهب ومهارات لديهم لم يكونوا يعرفونها عن أنفسهم.
اأسرتيب تواصلت مع عدد من الشخصيات لنتعرف منهم على الدروس التي علمتهم إياها أزمة كورونا؟ وماذا غيّرت فيهم:
رئيسة فريق (عبير 2) الدكتورة عبير الصفران: علمتني كورونا أن العودة للحياة الصحية البسيطة ليسة بالأمر الصعب!
تقول د. عبير الصفران: هذه الأزمة جعلتني أستشعر قيمة النعم التي أنعمها الله علينا، وكيف أن الحياة قصيرة جدا، ويجب أن نعيشها في عمل الخير والأعمال التطوعية والإنسانية التي تعود بالنفع على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي، كما علمتني أن التعود على الحياة الصحية البسيطة ليس بالأمر الصعب على الإطلاق، فكلنا يستطيع العيش بدون المتطلبات الثانوية والكمالية التي تعودنا عليها.
وأضافت: علمتني أزمة كورونا أنه لا شيء يضاهي قيمة الوطن، وأننا فداء لهذا الوطن، وكيف أن للإعلام الكويتي دوراً بارزاً في الكشف عن الحقائق ومعرفة المستجدات، وأهمية دور الكادر الطبي المتخصص في مواجهة الأزمة ببسالة وتحدٍّ، وكذلك إنجازاتهم العظيمة للتصدي لهذا الفيروس المجهول.
كما أظهرت لنا الأزمة تفاني العسكريين المخلصين وكل مسؤول على أرض هذا الوطن الطيب، وكيف أنهم يستحقون أكثر مما يكسبه مشاهير السوشيال ميديا والفاشنيستات الذين لم يكن لهم أي دور خلال هذه الأزمة إطلاقاً سوى إعلاناتهم الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
تعلمت أن الحروب ليست بإطلاق الرصاص والقنابل، وإنما هناك حرب خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه، وهي حرب الأمراض والفيروسات التي يعجز الإنسان وحده على مواجهتها وفك شفراتها الجينية حتى نعرف كم نحن أقزامٌ أمام قدرة الخالق العظيم.
لفت انتباهي مع الحظر انخفاض زحمة السيارات وانخفاض تلوث الهواء
واستدركت: وجدت النظام في كل مكان، ووجدت المتطوعين والمتطوعات يتسابقون ويفزعون في الميدان، وكيف أن الحكومة الكويتية إذا أرادت الإصلاح تطبقه أفضل من أي دولة متقدمة في العالم.
ولفت انتباهي مع الحظر انخفاض زحمة السيارات وانخفاض تلوث الهواء، الأمر الذي انخفضت فيه درجة الحرارة جراء توقف المصانع وحركة السفن في البحر وعوادم السيارات، وعادت الغيوم والأمطار تطل علينا بين حين وآخر لتزين سماء الكويت وتبشرنا بيوم جديد وأخبار مفرحة ستهل علينا مع هلال رمضان المبارك بإذن الله.
كما تعلمت دروسا مستفادة من خلال العزل والبقاء في المنزل، وفي نفس الوقت التباعد الاجتماعي، لأننا نحبهم كثيرا، وكيف أن التباعد أصبح في زمن كورونا حبًا وتضحية، فيجب ألا نشعر بضيق لأي شي يحدث لنا، لأنه بإذن الله خير.. والحمد لله ثم الحمدالله ثم الحمد لله.
⊇
الفنانة التشكيلية د. ريهام الرغيب: أرجعتني كورونا إلى دراساتي ومكتبتي الخاصة
قالت د. ريهام: غيّر ظهور فيروس كورونا تفاصيل وروتين حياتنا، وكأن العالم توقف بعد ان كان رتم الحياة سريعا، ومما لا شك فيه ان هذه الظروف تُغير الإنسان كثيرا وخصوصا من الداخل، والكثير منا لديه الوقت الكافي لمراجعة نفسه وقراراته وأهدافه، والجميع أدرك أن قيمة الصحة فعلا لا تقدر بثمن، ووجدت ان التأمل له فضل كبير في اكتشاف مشاعري.
وهذه الظروف التي يعيشها العالم اليوم كفيلة بتغيير نمط الحياة الاعتيادي الذي كنا نعيشه في السابق، وعززت التحول الالكتروني بديلا ناجحا واختيارا آمنا للناس، وهذه الحقيقة جعلتني أرجع إلى مكتبتي الخاصة واطلع على الكتب والدراسات المتخصصة في هذا المجال، مما جعلني أعيد قراءة رسالتي العلمية التي حصلت بها على درجة الماجستير لتنشيط ومراجعة الأفكار في هذا المجال، حيث انني حاصلة على ماجستير في التعليم والتدريب عن بعد وعنوان الرسالة (أثر المعارض الالكترونية في تنمية المستوى الإبداعي ودافعية طلاب مقرر التصميم الداخلي)، وقمت بتحويل كافة خدمات شركتي ليصبح العمل عن بعد.
وكوني درست هذا التخصص أرى ان التحول الالكتروني مريح وسهل الاستخدام حتى بعد انتهاء أزمة كورونا، فهو يوفر الوقت والجهد والمال، ويمكن الشخص من الاستفادة من التدريب والتعليم وحضور الورش في الوقت المناسب له وفي المكان المناسب، مما يعزز قيمة الاستفادة المرجوة منه.
كابتن طيار فراس مال الله: كورونا كشفت لي وجه الحياة الطبيعية مع عائلتي
طوال ٢١ عاما من العمل في مجال الطيران، وأنا أفكر كيف ستكون حياتي لو لم أكن طيارا، كشفت لي أزمة انتشار فيروس كوفيد−19 كيف انني أفتقد وجه الحياة الطبيعية التي يعيشها السواد الأعظم من الناس، وان مخططاتي للتقاعد المبكر كانت في محلها، التواجد في البلاد كل صباح والمبيت في المنزل كل ليلة شيء جميل، ويعطي نوعا من السكينة للإنسان، اليوم أنا مستمتع جدا للاستيقاظ المبكر في الصباح لأبدأ يومي والقيام بأعمالي الخاصة والعائلية والنوم المبكر الذي يجعلني أشتاق للاستيقاظ في اليوم التالي للعمل بجد مرة أخرى، علمتني كورونا أمورا أخرى كثيرة وأمورا مازلت أتعلمها.
سيدة الأعمال زيزي بوشهري: علمتني أن الأزمات تظهر مخزونتالبشر الخفي من غير رتوش
تعلمت من أزمة كورونا أن أخذ الحياة بروية وهدوء، وأن عجلة الحياة وروتين العمل التي كنا نعيشها ليست لها جدوى، تعلمت أن أتنازل عن بعض الأمور غير المهمة جدا، ووجدت أن السكينة تكمن في بيوتنا، تعلمت أن الأزمات تظهر مخزون ⊇البشر المخفي من غير رتوش، عرفت يقينا انني أتقبل اي تغيير وبسهولة، أيقنت معنى الحرية، أيقنت أكثر وأكثر انني أحب تواجدي بين الناس وأفتقده بشدة، وانها نعمة ليس لها حدود، تعلمت أنه درس بإعادة النظر وترتيب الأولويات بالحياة، وفرصة قيمة لا تتكرر للفرد من الله سبحانه وتعالى الحمدالله، فعلا ألف الحمدالله.
كابتن همايل الياقوت: كورونا أتت ومعها لكل شخص في العالم رسالة
كوفيد−19 بحسب ما توصلت إليه من خلال ملاحظتي لنفسي ومن حولي ومن خلال قراءاتي لبعض الكتب واستماعي لشخصيات علمية يحمل بطياته قليلا من الفلسفة وبعضا من التنمية الذاتية، توصلت إلى أن جائحة فيروس كورونا أتت ومعها لكل شخص في العالم رسالة هو فقط من يستطيع فك شفرتها، وفي أغلب الظن أتت حتى نواجه أكثر مخاوفنا التي كنا نتهرب من مواجهتها من خلال الروتين اليومي، وتركنا إياها للأيام حتى تعالجها.
الآن حتما هو الوقت اللازم للمواجهة ووضع الحلول، الآن هو وقت أن نقوم بما قد أجلناه لسنوات، حان الوقت لتأليف كتاب أو قراءة رواية عالمية من ٥٠٠ صفحة أو الجلوس مع العائلة أكثر من أي وقت مضى أو رسم لوحة كنت تتمنى أن يكون لديك وقت لتبدأ في وضع أول لون لقاعدتها، هذا الفيروس منحنا وقتا وطموحا لم يكونا ضمن أجندة العام أو أجنده الحياة بأكملها.
أما عمَّا تغير في حياتنا، فقالت الياقوت:
بت أستشعر نعمًا كثيرة حولي لم تسترع انتباهي في الماضي، الحياة ودقائقها ليست بتلك السرعة التي كنت أتوقعها، فالآن تذكرت كم كنت وأنا صغيرة أمتلك وقتا كثيرا وشعورا غريبا أرجعني لربما عشرين عاما إلى الوراء، تغيرت للأفضل، والحمد لله أن أنعم عليّ بوعي وإدراك أن ما من أزمة إلا وفيها خير.
الإعلامية البحرينية سناء السعد: أكدت كورونا لي معنى نعمة الوطن
قالت سناء السعد: علمتني كورونا أن أكون ممتنة لتفاصيل يومي بكل إيجابياتها وسلبياتها، نبهتني لمدى أهمية وجود أهلي ومعارفي وحتى الأغراب في حياتي، وأن أشعر أني كائن حي يتفاعل مع الآخرين.
أكدت لي معنى نعمة الوطن، الحمد لله على نعمة البحرين التي بذلت فوق طاقتها لتحميني بعد الله سبحانه وتعالى، كما قدرت وطنيتي وانتمائي لها في السراء والضراء، فهذه الأزمة عبرة لمن يريد ان يعتبر من كل الجوانب.
أصبحت وأمسيت شاكرة حامدة لله شاكرة على الصحة والأمن والأمان والخدمات المتوفرة التي كانت أراها بديهية ومسلما بها، فشاهدت من خلال صغر كورونا مدى كبر حجم النعم التي لدي ويتمناها غيري.