النقاد والباحثون يؤكدون أنها:
«نموذج ساطع لبنت الأصول.. آسرة القلوب» وأنها علامة بارزة من علامات السينما في مصر والوطن العربي. ويضيفون:
«إنها ملاك الفن، وإنها سيدة الشاشة وأيقونة السينما المصرية، وإنها جسدت الموهبة والجمال والرقة والحكمة والذكاء.. وصِدْق الانتماء والتلاحم مع قضايا وطنها وإنها درة تاج الفن».
إنها الرائعة فاتن حمامة.
كتب الناقد الفني محمد السماحي:
إنها رمز من رموز السينما المصرية والعربية.. ولم تأت حتى الآن نجمة شغلت القلوب مثلها.. بدأت فاتن حمامة شهرتها وهي طفلة، فهي الطفلة «أنيسة» في فيلم «يوم سعيد» أمام الفنان الكبير محمد عبدالوهاب، وبعد عامين قامت بدور «نجوى» في فيلم «رصاصة في القلب» إخراج كمال حسين، بطولة صلاح ذو الفقار.
مشوارها الفني بدأ عام 1940 واستمر حتى رحيلها 17 يناير عام 2015، وشغلت قلوب المصريين والعرب كأخت وجارة وحبيبة.
الرائعة فاتن حمامة كانت كما يقول أحمد السماحي: منذ طفولتها تحرص على أن تكون وقورة في إطلالتها في الصحف والمجلات التي تنشر صورها في فترة طفولتها وشبابها، ولم تكن تنظر إلى الفن على أنه رفاهية وشهرة أو طريقًا إلى الثراء، وكانت تعتبره عملًا جادًا، ووصل الأمر إلى حد أنها صرخت في وجه الفنان الكبير محمد عبدالوهاب: «يتشتغل كويس ينجيب حد غيرك».
ومن المواقف الطريفة أن أستاذها زكي طليمات لاحظ «لدغة» في نطقها لحرف «الراء» فطلب منها أن تخرج لسانها أمام زملائها، فغضبت وأخرجت لسانها وقالت له:
«لساني مش ناقص حتة يا أستاذ».
فقال لها: «بس الفرنسيون عندهم اللدغة دي».
ردت عليه: «بس أنا مش فرنسية، أنا مصرية كما قلت لك».. فضحك زملاؤها الطلبة
من تعليقه: هل أنت متأكدة؟!
فقالت بغضب: إيه ده يا أستاذ!
فقال لها: «صباح كل يوم لازم تصلحي لسانك قبل ما تحضري إلى المعهد».
التحقت فاتن حمامة بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وعمرها ثلاث عشرة سنة.
تزوجت فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار رغم معارضة أسرتها، تزوجته سرًا.. خوفًا من أسرتها ومن الجمهور، ولم تعلن زواجها إلا بعد سنين طويلة وبعد اكتمال نجوميتها.
ثم تزوجت عمر الشريف في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين.. وخافت من جمهورها..
فذهبت إلى صديقها الكبير مصطفى بك أمين لكي تأخذ رأيه في زواجها من عمر الشريف، فقال لها:
«أنت أسعدت الملايين.. ومن حقك أن تختاري الرجل الذي يسعدك».
فتزوجت من عمر الشريف وأنجبت منه ولدها «طارق».
وتزوجت للمرة الثالثة من الطبيب الدكتور محمد عبدالوهاب.