تحقيقات

مروة السلحدار.. أول ضابط بالأكاديمية البحرية

بدأ حلمها بدخول مجال الطيران، وبمرور السنين تغيّر الحلم وتبلور في قيادة السفينة لتشبع حب المغامرة بداخلها، ولتكسر مقولة «للرجال فقط» في عالم البحار، بعد أن نجحت كثيرات في اقتحام مجالات أخرى كانت حكرا على الرجال،

رحلتها مع عالم البحار لم تكن سهلة، تحدت نفسها حتى تحقق الحلم وقادت سفينة في احتفالية عالمية لافتتاح قناة السويس الجديدة، مشاركة في صنع تاريخ بلادها.

انها مروة السلحدار أول ضابط بحري والتي كان لنا معها هذا الحوار:

تحديت نفسي وحققت حلمي بقيادة سفينة

في البداية نود التعرف بك عن قرب.

– أنا مروة ممدوح السلحدار خريجة الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وشرفت أن أكون أول فتاة مصرية وعربية تقتحم المجال البحري، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم البحرية وحاليا أعمل ضمن طاقم السفينة «عايدة 4» برتبة ضابط أول بحري.

حدثينا عن بدايتك في مجال الملاحة البحرية.

– بطبيعتي أحب المغامرة، وخوض التجارب الجديدة، وكانت دراسة الملاحة البحرية حلما مشوقا لي للغاية. وشجعني شقيقي الأكبر لدراسة هذا المجال.

ماذا عن موقف الأسرة؟ وكيف تقبلت الفكرة؟

– أسرتي لم تعترض على الفكرة نهائيا وكانت أمي أكبر داعم لي وشجعتني في كثير من المواقف التي كنت أكاد أضعف فيها كفتاة، وأخي كذلك كان متحمسا للفكرة بحكم دراسته وإدراكه أن طبيعة هذا المجال تناسب شخصيتي،

على الرغم من قلقه من ردة فعل المجتمع باعتباره مجتمعا ذكوريا، وكان يخشى علي من وجودي كفتاة وحيدة داخل الأكاديمية.

كنت أول فتاة عربية ومصرية تقتحم هذا المجال، فكيف كانت ردة فعل المجتمع وزملاء الأكاديمية؟

– كحالة جديدة على المجتمع الشرقي، اختلفت الآراء بين مشجع ومنتقد للفكرة، ولذا لم التفت كثيرا للآراء السلبية، أما فيما يخص الزملاء فكان هناك بعض التحفظات لدى المدربين.

خوف وشوق في أولى رحلاتي البحرية

حدثينا عن أول رحلة بحرية قمت بها؟ وما شعورك وقتها؟

– كفتاة كان لدي شعور مختلط،  بين الخوف والتشوق لأعيش المغامرة، وكان قلبي يدق سريعا عندما بدأ المركب يتحرك، ثم تملكني شعور بالسعادة وصمت لأستمتع بكل لحظة أمامي.

حدثينا عن أغرب وأطرف المواقف التي تعرضت لها خلال دراستك وعملك.

– كنت الفتاة الوحيدة وسط أكثر من ألف طالب، وكان هناك طابور رياضي يومي نؤدي خلاله التمارين الرياضية الشاقة، وبالتدريج بدأت التغلب على خجلي وكان لابد من إخفاء مشاعري كفتاة، واجتهدت كثيرا أثناء التعامل مع الزملاء، ومن أطرف المواقف أن ملابس الأكاديمية كلها رجالي، فكنت أتسلم الزي ومقاسه كبير جدا.. فكان يثير ضحكي أنا وزملائي.

وأيضا أثناء خطوة المارش كنت أعاني من أن خطوتي أصغر من الزملاء، فتدربت كثيرا حتى تمكنت من ضبط إيقاع الخطوة.

التحاقك بهذا المجال، هل كان حلما يراودك منذ الطفولة؟

كنت أحلم بدخول مجال الطيران في طفولتي، ولكن من المعروف أن شخصية الانسان وميوله تتغير كل خمس سنوات تقريبا، وبالتالي تغيرت أحلامي مع مرور السنوات. شاركت في صنع التاريخ وتعديل مقولة «للرجال فقط»

شاركت في احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، حدثينا عن هذه التجربة.

– مشاركتي في احتفالية قناة السويس كان بترشيح من الدكتور اسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري، لأكون ضمن الطاقم الذي شارك في الاحتفالية، وكان احساسي لا يوصف أثناء حدث نعيشه مرة في العمر،

 فبلدي يغير من خريطة العالم، ولذا شعرت بفخر كفتاة مصرية تشارك في صنع تاريخ بلدها.

هل ترى نفسك شخصية ملهمة؟

– أنا سعيدة بأني فتحت هذا المجال لكثير من الفتيات بعدي، كما أنني أدين بالفضل لكثيرات تعلمت منهن واحتذيت بهن. رسالة توجهينها لكل فتاة.

– تمسكي بحلمك وبالأمل وتفاءلي، فمادام التفاؤل موجودا سيتحقق الأمل، وآمني بنفسك وبقدراتك حتى يؤمن بك الناس.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق