أزواج وزوجاتمقالات
أخر الأخبار

أزواج وزوجات‎

 زوجتي تدمن لترضيني

نحن نعلم أن الزوجات المحبات لأزواجهن يفعلن لأزواجهن ما يكسبهن محبتهم ورضاهم. «أبورشا» يقول: لتجاريني زوجتي دمرت حياتها وحياتي. وقد طلب مني أن أتكلم بكل صراحة، ولسوف أقوم بذلك دعوني أروي لكم مأساتي.

«أبورشا» يروي لنا مأساته:

 

عبير كانت في الخامسة والثلاثين حين تزوجتها ولكنها كانت أنيقة وجميلة، ولا تريد أي زوج.. تريد زوجاً يعيّشها في رخاء. وهنا وضعت خطة للتعرف على زوجة أعز أصدقائي التي بدورها عرفتها بي، وبما أنني كنت في أواخر الأربعينيات انجذبت لتلك القطة الجميلة وسحرتني بجسدها وجمالها.

فرحت والدتي بزواجي ولم تدقق أبداً في عمر العروس، كان يهمها فقط أن ترى لي أبناء قبل أن تموت.

أنا عشت حياتي وشبابي في بيروت وانجلترا، وعشت متحرراً.. أشرب الخمر كما يشربون ولديَّ صديقات Girl Friends مثلهم، حتى عندما عدت لأعمل في شركات والدي، بقيت مع شلة الأنس التي جاريتها والتي تعيش نفس حياتي. في أيام العطل نجتمع نحن وزوجاتنا في بيتي الكبير أو في بيت أحد الأصدقاء نشوي اللحم ونسهر ونشرب.

في البداية استغربت زوجتي من دعوات العشاء المختلطة، ولكن سرعان ما اندمجت مع زوجات أصدقائي. بعضهن أجنبيات كن يشاركننا الشرب أما الأخريات من جنسياتنا نفسها فكن فقط يدخن.

بعد عام من زواجنا أصبح لديَّ بنت وما زال لديَّ بنت واحدة بعد مرور 41 عاماً على زواجي. ابنتي رشا هي حبي وروحي. ولأن زوجتي لا عمل لها غير مرافقتي أينما أسهر قَلَبْتُ لها حياتها، فنهارها نوم مثلي وليلها صباح، خاصة أنها تخاف أن تخطفني واحدة من الفتيات اللاتي يصحبهن بعض الأصدقاء الذين ترفض زوجاتهن الحضور معهم. كانت عبير تقول عن تلك الزوجات إنهن مغفلات ومتخلفات.

شيئاً فشيئاً كبرت ابنتنا وأصبحت تزور أمي أو أمها كثيراً، وأصبحت عبير تدخن بطريقة مخيفة. أعتقد أنها تعاني نفسياً فهناك صراع في داخلها. هي تريد أن تعيش كباقي البشر تحيي نهارها تلبس وتخرج، كانت تدعوني للغداء في الخارج والذهاب معها إلى السوق وشراء الماسات والملابس لها. كنت أحياناً ألبي طلبها ولكن غالباً أرفض فتصمت.

وفي ليلة بدأت بكأس مجاراة لبعض الحاضرات وشيئاً فشيئاً أصبحت تحتسيه، أي المشروب الكحولي، وكأنه ماء. بصراحة أنا رجل غير متدين ولا أذكر أنني صليت أو صمت، ولذلك لم أمانع، على فكرة هي تصلي وتصوم ولكن شيئاً فشيئاً أصبحت تتعرى وتلبس المايوه وتسبح معي في البحر.

حتى في حفلاتنا المختلطة ــ نحن معشر الرجال الحاضرين بزوجاتنا ــ لا غيرة لدينا أبداً، وأذكر أن إحدى الزوجات كانت ترتدي لباساً فاضحاً جداً وكرجال لم نرفع أعيننا من عليها، كان جسدها مثيراً جداً، وكلما ذهب زوجها  بعيداً عنها اختلسنا النظر إلى الزوجة المثيرة. هذه الحفلات كثيراً ما تعرض الأزواج إلى خلافات وخيانات.

لقد طلبت مني أن أتكلم بكل صراحة وها أنا أقول لكم إننا بشر نحيا كحيوانات لا غيرة لدينا على نسائنا، ونساؤنا تجري وراء إشباع ذاتها المادية والمعنوية، فتخون الزوجة ويخون الزوج ونحيا حيوانات مع البشر يا أعزائي.

كنا أحياناً نضع الموسيقى ونرقص مع زوجاتنا أو زوجات أصدقائنا وتستمر هذه السهرات والحفلات في كل عطل نهاية الأسبوع وفي أعياد الزواج وأعياد الميلاد وفي الأعياد.. وزوجتي تسهر وتشرب وأنا معها.

وفي إحدى الحفلات حصلت الفضيحة من شدة سكرها.. رقصت رقصاً دام الليل كله فكانت ترقص وتشرب إلى أن أصبحت نجمة الحفل بالسُكْر. واضطررت أن أحملها في السيارة إلى البيت. كان منظرها في تلك الليلة قبيحاً جداً ورقصها قذراً جداً وبدأت تُرجِّع وقلبت الحفل إلى مأساة.

ورجعنا إلى البيت ولم يتحدث أحدٌ منا مع الآخر.

عبير جارتني لتُرضيني ولم تحاول إصلاح حالي، لتبحث لنفسها عن هوية جديدة بين المجتمع الفاسد. سحبتها معي لحياتي، وبكل صراحة كنا نموت ونحن أحياء.. تدريجياً. وتلك البنت الطفلة الجميلة ما  مصيرها؟ ومشكلتنا أننا لا نستطيع العيش بطريقة مختلفة، فقد تعوَّدنا على عيشة اللاقيود.

وهل بعد 30 عاماً من التحرر مطلوب مني أن ألتزم بحياة طبيعية.. مثل الأسر الأخرى.. صعب… صعب جداً أن أتغيَّر.

كنا أنانيين.. أنا أردت أن أعيش بلا قيود و«عبير» أرادت زوجاً ثرياً حتى ولو كان فاسداً. علينا تحمل بعضنا البعض إلى أن نموت أو يهدينا الله.

أقول لك دون زعل يا «أبو رشا» حياتك مأساة.. أنت وعبير المجرمون والضحايا، وعلى فكرة يا “أبورشا” أنت مدمن حياة الليل والشرب، والمدمن دائماً يقول صعب عليه أن يترك الإدمان، وأنه لا يستطيع التغيير، ولكن من أراد التغيير بقوة إرادة يستطيع… ولكن أظنك أحببت حياتك هذه، أما عبير فلم تكن تملك مبادئ قوية تمنعها من الانزلاق في الهاوية… أما رشا فدعوها تعيش في بيت له أساسات قوية وأعمدة وحوائط، فبيتك يا أبورشا هش جداً وأخشى أن ينهار عليكما قريباً.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق