تحقيقات

الأجهزة الذكية: هل تساعد على التفوق الدراسي.. أم تراجعه؟

إن استخدام الأجهزة الالكترونية من قبل الطلاب يتعين عليه عدد من السلبيات والإيجابيات المختلفة، وبالطبع يعتمد ذلك على طبيعة استخدامها والهدف من ورائها، ولتوضيح الأمر، يجب أن نعي ما الآثار السلبية والإيجابية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة.

فبالرغم من وجود سلبيات لاستخدام هذه الأجهزة من قبل الطلاب، إلا أنها لعبت دوراً مهماً في تطوير أساليب التعليم والتواصل بين الطلاب أنفسهم والمعلمين أيضاً،

فمع وجود الكم الهائل من المعلومات على شبكة الانترنت، وسهولة الوصول إليها، أصبحت آليات التعليم أكثر سهولة وتوفر الوقت والجهد للطلاب.

وخلال هذا التحقيق سنطرح مختلف الآراء التي أدلى بها المختصون والعاملون في الحقل التربوي والطلاب بمختلف مراحلهم للتوصل إلى إجابة شافية حول هذا الموضوع، وإليكم التفاصيل:

 

عدنان المضاحكة: المعلومات أصبحت متاحة والوصول إليها بسهولة

في البداية التقينا الإعلامي ومدرب التنمية البشرية د.عدنان المضاحكة الذي أكد قائلا:

لا شك أن التطور التكنولوجي وما صاحبه من ثورة معلوماتية قد كان له الأثر الكبير على البيئة التربوية،

حيث تم الاستغناء عن السبورة التقليدية والألواح الصماء التي تحولت بفضل هذه الثورة إلى أجهزة ذكية تتفاعل مع الطالب ويتفاعل معها، بل حتى الأقلام تستطيع الكتابة دون حبر أو ألوان،

كما أن المعلومات أصبحت متاحة وسهلة والوصول إليها بسهولة ويسر بمجر كبسة زر يتم استحضار أي معلومة وحول أي موضوع، ولكن ما تأثير هذا التطور التكنولوجي على الطالب وكيف قابله وتعامل معه؟

أضاف المضاحكة:

هناك دراسة استقصائية survey قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأميركية في عام 2013 واستهدفوا فيها 2350 طالباً،

في محاولة منهم لمعرفة أثر هذه التكنولوجيا عليهم من وجهة نظرهم الشخصية، وجدوا أن هذه التكنولوجيا تساعد الطلاب على  تسهيل عملية الدراسة وتخفيف حجم حقائبهم المدرسية،

وكانت النتائج مذهلة ومؤكدة أن الثورة التكنولوجية نقلت الطالب نقلة نوعية واستفاد منها في دروسه،

كما انها أثرت بشكل إيجابي إلى حد كبير في العملية التعليمية ووفرت الجهد والوقت على الطالب والمعلم.

 

عبدالكريم: الأساليب القديمة أثبتت عجزها الشديد أمام ثورة المعلومات

من جانبه، قال الاختصاصي النفسي د.خالد عبدالكريم إن الأساليب القديمة في التلقين أثبتت عجزها الشديد أمام ثورة المعلومات، مع عدم تطور الفكر واستخدام التكنولوجيا الحديثة،

فضلا عن عدم تطور الأسلوب ليكون جاذبا للطالب، ولا يشده إلى التركيز في داخل الفصل، على الرغم من تطور الوسائل التعليمية الحديثة ودخول التكنولوجيا في صلب التعليم.

وأشار د. عبد الكريم إلى أن تعليم الطالب في الزمن الحالي يتطلب نوعا من المرونة والبعد عن الجمود والأسلوب القديم في التعليم الذي يمنع الطالب من التفكير الإبداعي وإطلاق مواهبه،

أو تطوير المعلومات التي يتلقاها، لذا فهو يلجأ إلى أخذ محاضرات أو دورات خارجية ليحقق شيئا من طموحه النفسي الذي

لم يجده في داخل الفصل حيث توفر له تلك الدورات التشويق والمتعة والإبداع في جو نفسي يساعد على التركيز والانتباه.

أما مدير مراقبة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية فيصل حامد فيقول:

من خلال تجاربي وخبراتي في التعامل مع الطلاب بمختلف مراحلهم ومقارنة بين الأسلوب القديم والحديث في العملية التعليمية يمكن أن نحدد عددا من الإيجابيات التي تتعلق

بالأجهزة الذكية داخل المدارس: سهولة الوصول إلى الانترنت للوصول إلى المراجع الضرورية في القيام بالأبحاث المدرسية وهي:

سهولة الوصول إلى البريد الالكتروني ومعرفة الواجبات المدرسية والتواصل مع المعلمين والطلاب، التمكن من تصوير ما يكتب على السبورة داخل غرفة الصف لضمان عدم نسيان بعض الأمور.

تصوير فيديو أو مقاطع صوتية للمعلومات المهمة التي يقولها المعلمون.

القدرة على تحميل بعض التطبيقات التي تساعد على تسهيل عملية الدراسة والتعلم، متابعة الجداول والمواعيد المهمة والخاصة في الدراسة والتعليم، القدرة على تكوين شبكة بين الطلاب لتبادل المعلومات المهمة.

بالتالي تسخير هذه الأجهزة واستخدامها بالطريقة الصحيحة سيساهم في تحسين العملية التعليمية والنتائج الأكاديمية للطلاب.

وأضاف حامد:

انه بالرغم من وجود عدد من الآثار الإيجابية لاستخدام هذه الأجهزة في العملية التعليمية، إلا أنها تعتبر سيفا ذا حدين وذلك اعتماداً على طريقة استخدامها،

فتواجد هذه الأجهزة بمتناول اليد بين الطلاب وعدم استخدامها بالطريقة الصحيحة سيؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة،

منها على سبيل المثال: تواجد هذه الأجهزة في الصفوف، سيمكن الطلاب من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من استخدامها للأغراض التعليمية هرباً من الملل الذي يشعرون به داخل الصفوف،

بالتالي فقدان القدرة على التركيز، وجود هذه الأجهزة بدون تحديد أوقات استخدامها في المنزل سيساهم في تقليل التحصيل الأكاديمي للطلاب، فبدلاً من التركيز على الواجبات المدرسية المنزلية،

سيقضي الطلاب معظم أوقاتهم متسمرين أمام هذه الشاشات الصغيرة.

 

فهد المضاحكة: نجحنا في تطبيق الاختبارات الإلكترونية باستخدام الأجهزة الذكية

ومن داخل إحدى مدارس وزارة التربية التقينا بمدير مدرسة حمد عيسى الرجيب فهد المضاحكة حيث قال:

الأجهزة الذكية توفر الوقت والجهد على الطالب وكذا على المعلم، ولتكون وسيلة يتواصل من خلالها المعلم مع الطالب خارج نطاق المدرسة، وكذا يمكن لإدارة المدرسة أن تتواصل مع أولياء الأمور خارج نطاق المدرسة، أو الدوام الرسمي.

‏وأضاف: وزارة التربية مشكورة اجتهدت في هذا الموضوع حيث بذلت جهوداً مضنية في البحث عن أفضل وأحدث الأجهزة والتقنية الموجودة..، فاحتارت في أي وسيلة تقدمها لأبنائنا الطلبة. في البداية وقع الاختيار على جهاز اللابتوب،

ثم رأت أن ذلك مكلف مالياً، ‏فتم التحول إلى وسيلة «الفلاش مومري»، لكنه فشل لما حدث فيه من خلل كبير من حيث الملفات والكتب الالكترونية والبرامج المحملة عليه..!

‏ثم في المرحلة الأخيرة تم الاتفاق على جهاز التابلت..، ‏وخيراً فعلت وزارة التربية فهذا الجهاز الحديث هو جهاز مثالي ويناسب العملية التعليمية،

‏فهو يتضمن كتباً إلكترونية تفاعلية ويتضمن روابط تعليمية تخدم الطالب وتخدم المنهج العلمي، وأيضا خفف عبء وثقل الحقيبة المدرسية على الطالب.

وأوضح المضاحكة  أنه من خلال هذا الجهاز يمكن تواصل المعلم مع الطالب وتكليفه بالواجبات المدرسية أو بالبحوث ويتواصل المعلم مع الطالب خارج الدوام المدرسي،

‏وأيضا بحمد لله استطعنا في ثانوية ابن العميد عندما كنت مديرها، وأيضا عندما انتقلت إلى ثانوية حمد عيسى الرجيب استطعنا تطبيق الاختبارات الإلكترونية القصيرة داخل المدرسة وهذه تجربة الحمد لله

كنا أولى المدارس التي تنفذ هذا المشروع الكبير والضخم، ‏حيث يتم تدريب المعلمين على استخدام التابلت وكيفية إعداد الاختبارات الإلكترونية وأيضا تم تدريب الطلبة على كيفية الدخول على الاختبار وآلية تنفيذ

وحل الإجابات من خلال  هذه الأسئلة الإلكترونية، وبهذا ‏استطعنا توفير الوقت على الطالب، وتوفير الجهد على المعلم.

اما الطالب فوفرنا عليه جهد الكتابة وذلك ان الاختبارات كلها موضوعية، فيختار من بين الاجابات، اما صح أو خطأ، أو صل بين العبارات، الاختيار بين متعدد.

واما المعلم فوفرنا له الوقت لكي يبدع ويطور من نفسه ويغيّر من طرق ووسائل التعليم داخل الفصل،

حيث ان الاختبار الالكتروني لا يستدعي من المعلم أن يصحح ورقة الطالب،

فالتصحيح تلقائي بعد نهاية الاختبار حيث يمكن للطالب معرفة درجته ونتيجته مباشرة، وأيضاً يعرف أماكن الأخطاء التي أخطأ فيها.

ويمكن من خلال جهاز التابلت عمل ‏الاحصائيات وتحليل أسئلة الاختبار.

‏وفي  العموم  فإنني أوصي الوزارة بتفعيل هذا الجهاز التفعيل الأمثل، وتحديثه بالبرامج الحديثة دائما.

‏وعلى وزارة التربية إذا كانت جادة أن تتابع هذا المشروع الكبير والمتميّز من خلال إلزام وليس تخيير الإدارات المدرسية وكذا إلزام الطلبة بتفعيل هذا الجهاز على الواقع، لا أن يكون فقط توزيعا وانتهى، حتى يؤتي هذا المشروع  ثماره المرجوة،

ومحاسبة المقصرين سواءً كانت الإدارات المدرسية أو اللجنة المتابعة. ‏‏وهناك مرحلة مهمة في أي مشروع يراد التنفيذ في أي مؤسسة لابد أن تفعّل لجنة المتابعة له، وإلا ‏فسيكون مصير هذا المشروع الفشل والإهمال.

 

الجاسم: المواقع ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعي الطلاب والاستفادة بالمعلومات المعروضة

كما التقينا عددا من الطلبة الذين يتعاملون مع هذه الأجهزة حيث يقول الطالب عبد الرحمن الجاسم:

مواقع التواصل الاجتماعي تشغل حيزا كبيرا من يوم الطلبة، بل انهم ينفسون عن أنفسهم وهمومهم من خلال إنشاء مجموعات ليتبادلوا الآراء والتواصل فيما بينهم،

ويتبادلون الأفكار فيما يخص الاختبارات والعطل والنتائج وغيرها من الموضوعات المشتركة بينهم.

وأوضح أن تلك المواقع ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعي الطلاب، والاستفادة بمختلف المعلومات التي يتم عرضها أو تبادلها بينهم مما يجعلهم أكثر وعيا بأمور الحياة.

 

العنزي: الأجهزة الذكية أصبحت من الضروريات سواء في المدرسة أو في حياتنا الخاصة

أما محمد العنزي طالب بالمرحلة المتوسطة فيقول: الأجهزة الذكية أصبحت من الضروريات في حياتنا سواء في المدرسة أو في حياتنا الخاصة،

فهي وسيلة مهمة للتواصل داخل المدرسة وخارجها ولا استغني عنها في حل الواجبات المدرسية واستحضار أي معلومة يصعب فهمها، حيث يساعدني التابلت على حل كل ما هو معقد في حياتي.

وأخيرا الطالب محمد ناصر بالصف الخامس الابتدائي يقول:

جهاز الكمبيوتر واللاب توب عندي من الضروريات فأنا أعتمد عليهما في مذاكرتي وفي حل واجباتي،

وفي التواصل مع أصدقائي، فهذه الأجهزة وفرت علينا الكثير من الوقت والجهد، وهي ليست مضيعة للوقت،

كما يقول البعض، المهم استثمار هذه الأجهزة فيما يفيد.

أجرى التحقيق: أشرف ناجي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق