تحقيقات
أخر الأخبار

التنمر الاجتماعي.. عدوان بأسلحة التواصل الاجتماعي!

 

الهواتف المحمولة

صارت «تحمل» التنمر على الآخرين!

عندما يفكر الناس في التنمر، فإنهم غالبًا ما يتخيلون العنف الجسدي، مثل انتزاع شيء ما من أيدي الآخرين أو تعثرهم أو تخويفهم.. ولكن التنمر اتخذ أشكالًا أخرى جديدة منها بل من اخترها ما يسمى (التنمر الاجتماعي)، وهو معروف أيضًا باسم (عدوان العلاقات)، كما ظهر نوع يسمى (التنمر الهادئ) خاص بالنساء ضد النساء! كما أصبحنا نقرأ كثيراً تعبير (Cyberbullying) أو التنمر الافتراضي!

التنمر الافتراضي (Cyberbullying) مواقع التواصل.. (مواقع) حربية!

(التنمر الافتراضي) شكل من أشكال التنمر الذي نما مع ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، فالهواتف المحمولة صارت (تحمل) التنمر على الآخرين! وصارت الناس محمولة على ريح الشائعات التي تتنمر عليهم! فالتنمر الاجتماعي ذو طبيعة تخص العلاقات، وتسبب ضررًا من خلال الإضرار بالمركز الاجتماعي لشخص ما.. وغالبًا ما يتم ذلك أو علناً على وسائل التواصل الاجتماعي! لذلك ظهر مصطلح أو تعبير (Cyberbullying) الذي يعني التسلط والتنمر عبر الإنترنت، حيث إرسال أو نشر أو مشاركة محتوى سلبي أو ضار أو خاطئ أو وضيع عن شخص آخر.

ظاهرة مخيفة!

أظهر المجتمع اليوم التنمر الاجتماعي على انه مجرد تعبير عن الرأي أو المشاعر! بغض النظر عن النتائج الوخيمة التي له على بشر لهم سمعتهم ومشاعرهم وكرامتهم الإنسانية! حيث من الممكن أن يعاني الضحايا من الآثار السلبية من الانفعالية أو المشاعر أو من الحالة النفسية السيئة بما في ذلك الاكتئاب والقلق الاجتماعي وتدني احترام الذات.. بل المخيف أيضاً أنه يمكن أن تحدث تحولات كبيرة في الشبكة الاجتماعية للفرد أو شبكة علاقاته، بعد سقوطه ضحية للتنمر الاجتماعي، حيث يؤدي هذا النوع من التنمر غالبًا إلى فقدان الأصدقاء أحيانا أو قطع العلاقات معه دون التحقق من الأمر! قد يكون هذا مدمرًا للنساء بشكل خاص، خاصة في مجتمعاتنا العربية المحافظة التي ما زالت تحافظ على قيم أخلاقية معينة تخص النساء أكثر من الرجال!

طبقية جديدة!

لو كان كارل ماركس موجودا معنا هذه الأيام لدعا دعوة جديدة إلى إزالة الطبقات وصراع الطبقات من السوشيال ميديا! ورغم الاختلاف مع مفاهيم وفكر كارل ماركس وعدم الايمان بأي من أفكاره، فإننا نشهد حاليا في عالمنا العربي الذي يعيش ثورة السوشيال ميدا -نشهد صراعا بين الطبقات يصل إلى حد التنمر الاجتماعي!

«التنمر الهادئ» عدوان صارخ من المرأة ضد المرأة!

هو نوع من التنمر الاجتماعي المسكوت عنه! كما تعرفه اللايف كوتش والاخصائية النفسية فران سبيلر، حيث عاصرت وعايشت الكثير من حالات تنمر المرأة ضد المرأة، حتى في أرقى الأوساط العلمية والأكاديمية! في السنوات التي أمضتها مستشارا نفسيا ومحققة ومدربة حياة لم تتفاجأ من انتشار وعواقب ما تسميه (التنمر الهادئ)، وهو التنمر خلف الأبواب المغلقة. هو نوع من التنمر الذي ينطوي على سلوكيات صغيرة متمثلة في التشهير بالمرأة من زميلتها المرأة! وهي ترى أن هذا التنمر يحدث حصريًا بين النساء وفي الأوساط الأكاديمية بكل شراسة ولكن بهدوء!

ماذا تفعل لو تعرض طفلك للتنمر؟

يتعرض الكثير من أطفالنا للتنمر الاجتماعي بسبب اللون أو الجنس أو المستوى الاجتماعي أو الطبقة، وقد تضاعفت الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي فتحولت هذه المواقع (في التواصل الاجتماعي) إلى (مواقع حربية للتنمر الاجتماعي).

4 خطوات مقترحة عندما يتعرض طفلك للتنمر

4 خطوات أو مقترحات تقدمها الاخصائية النفسية والاجتماعية تيفاني هربر في دراسة لها بعنوان (فهم التنمر الاجتماعي).

الخطوة الأولى:

الاستماع لطفلك بتعاطف. اسمح لطفلك بأن يخبرك بما يجري، وحاول طرح أي أسئلة لديك بعاطفة مُسيطر عليها، فقد يكون من الصعب سماع أن طفلك يتعرض لسوء المعاملة. استمر في التزام الهدوء والتركيز على التفاهم والدعم. تجنب إلقاء اللوم أو إعطاء وجهة نظرك على الفور. وعندما تشعر أن لديك فهمًا جيدًا للموقف، ركز على المشاعر. اسأل كيف كان رد فعل طفلك؟ وكيف يشعر؟

الخطوة الثانية:

إن تحديد الإجراء الذي يجب اتخاذه هو الخطوة التالية والأكثر صعوبة غالبًا. من المهم اتخاذ هذا القرار مع طفلك. قد يكون الدخول في الحلول مبكرًا أمرًا مربكًا وغير مرحب به. قد يحتاج طفلك فقط إلى مكان آمن لمعالجة الموقف. قد يكون هذا كافيًا ، وقد يطلب منك حتى التراجع والسماح له بمحاولة التعامل مع الأمر بنفسه، وقد يقرر تجربة أشياء مثل التواصل مع المتنمر أو تجاهل السلوك أو التركيز على صداقات أخرى أو الحصول على الدعم من خلال الأصدقاء أو البالغين (مثل المعلم أو مسؤول المدرسة). قد يكون دعم هذا الخيار صعبًا منك، ولكن هناك الكثير من التمكين لشخصية طفلك الذي يمكن اكتسابه إذا نجح هذا الحل. تحقق مع طفلك بشكل متكرر لتقييم ما إذا كان يتم إحراز تقدم في المشكلة.
من المهم ملاحظة أنه إذا كان طفلك في موقف يستمر فيه التنمر، فهو غير آمن أو يتعرض للتهديد الجسدي، مما يسمح له بالتعامل معه بمفرده قد لا يكون الخيار الأفضل. وبالمثل، إذا أظهر طفلك علامات الاكتئاب أو لاحظت تغيرات سلوكية، فقد تحتاج إلى استشارة أخصائي الصحة العقلية.

الخطوة الثالثة:

تأكد من أن طفلك لديه شخص ما للتحدث معه. سواء كنت أنت أو شخص بالغ موثوق به، هناك حاجة دائمًا للدعم العاطفي له وسط محنة التنمر. وربما يكون هذا الشخص مسؤولا في المدرسة أو الموقع الالكتروني أو الجروب على السوشيال ميديا، حيث المكان الذي فيه يتعرض للتنمر.

الخطوة الرابعة:

التوجه مباشرة إلى الجهة المسؤولة عن المكان أو الجهة أو الموقع الذي حدثت فيه واقعة التنمر على طفلك، وذلك لاتخاذ الإجراء المناسب مع الشخص المتنمر

أمثلة على التنمر الاجتماعي الجديد

– نشر أخبار حول شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل مباشر أو غير مباشر تحوله إلى ضحية للرأي العام.
– الرسائل النصية ذات التعليقات الوقحة أو السلبية عن شخص.
– استبعاد شخص من مجموعة الأصدقاء لمجرد اختلافه في الرأي.
– نشر الشائعات التي تخص الأعراض.
استخدام لغة السوشيال ميديا المعبرة عن السخرية أو المهانة أو الرفض للشخص- لمجرد اختلافه في الطبقة الاجتماعية أو اللون أو الجنس.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق