عابر القارات السعودي فـهـد الـزهـرانـي: طفت 52 دولة في 3 قارات بالدراجة النارية
نجح عابر القارات، الرَحَّالة السعودي، فهد عبد العزيز أحمد الزهراني، في طواف 3 قارات حول العالم، هي أفريقيا وآسيا وأوروبا على متن دراجة نارية، وسافر إلى نحو 52 دولة منذ عام 2014، ويحلم بأن يمر بدراجته على دول العالم كله.. خاض فهد كل رحلة أو مغامرة، تحت شعار مجتمعي أو رسالة أو مبادرة، ولاقى فهد الكثير من الترحيب من عدد من السفارات في الدول التي مرَّ بها.
«أسرتي» التقت الرحالة فهد الزهراني لتتعرف معه أكثر عن رحلاته:
من معلّم في منطقة الباحة إلى رحالة كيف حدث هذا التحول؟ وكيف كانت البداية؟
- منذ صغري وفكرة الترحال في وجداني، وذلك لتربية والدي لي، كوننا نعيش في بيئة قروية، وكنا نرعى الغنم، وعلمنا الوالد على الحل والترحال والتخييم. ومن هنا نشأ حبي للترحال والسفر وركوب الدراجة النارية، زرع الشغف في نفسي الانتقال والترحال على الدراجة النارية، ولذلك لسهولة التنقل ومتعة القيادة، وأعتبر دراجتي هي صديقتي في ترحالي.
والبداية كانت قبل 15 سنة تقريبا بدأت بالترحال في مدينتي، وكنت مستمتعاً باكتشاف طرق جديدة وأماكن جميلة، ثم زاد طموحي لاكتشاف المدن الأخرى، فبدأت السفر لمدينة الطائف عام 2008 ثم بعدها إلى أبها.
وجدت أنها متعة أكثر من السفر بالسيارة، لاسيما عندما تتعرف على دراجين في مدن أخرى، وتقومون بجولات سياحية يشاركونك الفكر نفسه، من 2009 -2014 قمت برحلات متفاوتة لدول الخليج، وفي 2015 طفت بدراجتي جميع أنحاء المملكة عدا نجران وشرورة، وجميع دول الخليج ومصر والأردن، فخطر ببالي أن أجوب العالم بدراجتي، وجاءتني فكرة أن تكون كل رحلة لها هدف يعزز خدمة بلدي وخدمة المجتمع، وبدأت في تنفيذ الخطوات بشكل فعلي منذ بداية ٢٠١٦.
أول رحلة من منطقة الباحة في السعودية لآسيا وأوروبا وأفريقيا
وقمت بأول رحلة دولية في 2016 مدتها شهران ونصف الشهر، وكانت من منطقة الباحة في السعودية لثلاث قارات آسيا – أوروبا – أفريقيا، وهدفي من الرحلة هو إيصال رسالة بأن “الإرهاب لا دين له”، وتوضيح الفكرة بأن المملكة العربية السعودية هي دولتي، وهي مقر السلام في العالم، وذلك بدخولي بالدراجة في كل مكان والتعريف بالشاب السعودي المسلم والمسالم الذي يحب الخير والسلام للبشرية أجمع، فنحن نشارك وننافس العالم بالأصعدة كلها ثقافياً ورياضياً ومعرفياً كل مواطن فيما يخصه، وأنا أنشر ثقافة الرحالة من خلال الدراجة النارية حول العالم.
ثم كانت الرحلة الثانية 2017 ومدتها أربعة أشهر تقريباً، هدفها السعودية بلد السلام ومبايعة لولي العهد محمد بن سلمان.
حدثنا عن مشاركاتك التطوعية والإنسانية.
لي عدد من المشاركات التطوعية والإنسانية، فقد شاركت في التوعية بسرطان الثدي، وذلك في مستشفى راشد دبي، وكذلك شاركت بالتبرع بالدم في مسقط عُمان، وكانت لي زيارة لدار المسنين بالأردن.
أما مشاركاتي المحلية، فشاركت في يوم اليتيم العالمي، وشاركت كذلك مع الهلال الأحمر، والدفاع المدني، ومكافحة المخدرات ومجلس شباب منطقة الباحة، وأيضا شاركت في المساهمة في توعية الدراجين بالأمن والسلامة بمشاركة شير ذَا رود، وفي مجال تخصصي، شاركت في المهرجانات الدولية للدراجات ومهرجان أسبوع الدراجات في الكويت ٤ مرات ومهرجان Biker show البحرين 3 مرات ومهرجان عمان مرتين ومهرجان دبي 3 مرات ومهرجان أبوظبي مرتين، ومهرجان قطر مرتين ومهرجان الأردن.
استغرقت أولى رحلاتي الدولية أسبوعين
ما المدة التي استغرقتها في أول رحلة داخلية وخارجية لك؟
- استغرقت أوَّل رحلة داخلية قمت بها حول المملكة أسبوعاً، بينما استغرقت أولى رحلاتي الدولية أسبوعين.
هل ما زال الرحالة فهد الزهراني يجوب بدراجته النارية البلاد؟
- ما زلت أقوم برحلات داخلية وخارجية، وبإذن الله نجوب العالم بأكمله.
مقولتي «الأرض فرش والسماء لحافي»
ما الذي تجده في السفر يسعدك؟
- أجد نفسي في الطبيعة، وهذه مقولتي “الأرض فرش والسماء لحافي”، أحب الطبيعة والجبال والأودية وأزور المتاحف، وأعشق التعرف على الشعوب، تقاليدهم، ثقافاتهم، عاداتهم، وأجد أن من المهم التعرف على أنفسنا أولا ثم من نحن ومن الآخر.
هل تفضل السفر بمفردك أو مع صحبة؟
- أتجوَّل بمفردي دائماً حاملاً أغراضي الخاصة، على ظهر دراجتي النارية، في جميع الرحلات، وهم عبارة عن خيمة و”عزبة” وهي حقيبة تضم مستلزماتي الشخصية. غالبا أخيم وإذا دخلت مدينة أسكن في فندق.
أحب أن أطبخ ولديّ نَفَس في الطبخ
ماذا عن الطبخ خلال الرحلات؟
- أحب أن أطبخ، ولدي ولله الحمد “على قولتهم نَفَس في الطبخ”.
دراجتي فعلاً رفيقة دربي وبيننا مشاعر وأُلفة ونفهم بعضنا
هل دراجتك تمثل رفيقة دربك الوحيدة في السفر، وهل يمكن تسافر بدونها بأي وسيلة تنقل أخرى؟
- دراجتي فعلاً رفيقة دربي وبيننا مشاعر وأُلفة ونفهم بعضنا، حاولت وسافرت بطيران وسيارة وكروز، ولكن للأسف الشديد لم تقنع رغبتي في الترحال مثل دراجتي.
كم دولة زرتها؟
- زرت تقريباً 52 دولة، والقادم أجمل بإذن الله.
ما المواقف التي لا يمكن أن تنساها خلال رحلاتك؟
- أحد المواقف التي أذكرها هي أنني عندما كنت متجها من كاليه الفرنسية إلى دوفر البريطانية، ووصلت متأخرا في الليل، كانت هناك أمطار وبرد شديدان، واضطررت إلى أن أنام في الباخرة، وعندما دخلت للمدينة، سرت عكس طريق السير الصحيح، وكل من يقابلني من الناس يؤشّر لي ويصدرون لي صوت “هرن السيارة”، ومن وقتها أصبحت أربط على يدي اليسار اتجاه المسار، حتى لا أنسى اتجاه الطريق.
في بلغاريا يعرضون بناتهم للزواج في سوق يقام من أجل أن يراهم الشباب ويتزوجوهن
ما أغرب عادات شعوب قابلتها؟
- شعوب جبال الألب مازالوا ملتزمين بتراثهم وأصالتهم، وفي بلغاريا حيث إنهم يعرضون بناتهم للزواج في سوق يقام من أجل أن يراهم الشباب ويتزوجوهن.
من الذي قدم الدعم والتشجيع لك؟ وهل واجهت معوقات؟
- الدعم كان من والدي عبدالعزيز بن أحمد، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وأمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود ما زلت أتمنى أن أحقق المزيد من الإنجازات، والرحلات، ولكن هناك بعض المعوقات مثل الدعم المادي وصعوبة استخراج الفيز، بعض الدول لديها حروب مثل السودان أو مشاكل سياسية مثل لاوس، وعندما أجد الدعم الكافي سأقوم برحلة حول العالم لا تقل عن 3 سنوات متواصلة.
وماذا عن وجهتك المستقبلية؟
- من المملكة السعودية إلى روسيا الكبرى.
هل لاقيت تسهيلات في جميع الدول؟
- أغلب الدول أجد الترحيب والتسهيل، والبعض يكون فيها تشديد أمني، وبعضها يكون بها شيء من العنصرية مثل تركيا.