ثقافة
أخر الأخبار

عودة الوعي بالحياة وتفاصيلها الجميلة وقت الأزمة! القرارات المصيرية الصحيحة.. تعيد الألوان الطبيعية إلى حياتنا

تغيير المهنة.. الطلاق.. مواجهة مرض خطير أو حادث.. اضطرابات العلاقات الأسرية.. الرحيل أو الهجرة.. التقاعد.. المرض الخطير ووفاة أحد أفراد الأسرة.. حالات تتطلب قرارات مصيرية مغيّرة لحياتنا

يمر العديد منا بواحدة أو أكثر من مجموعة متنوعة من التحولات الرئيسية في الحياة.. أو القرارات المصيرية.. هؤلاء الناس يختلفون في نواح كثيرة. فقد يكونون من أي عمر أو عرق أو وضع عائلي أو مهنة أو جنس، لكنهم يشتركون في السمة المشتركة المتمثلة في الخضوع لعملية انتقال كبيرة في الحياة أو تحولات نوع ما، لكن بالنسبة لهؤلاء الأشخاص هناك شيء أساسي يحدث في حياتهم هو عودة الألوان الطبيعية إلى حياتهم، بمعنى عودة وعيهم بالحياة وتفاصيلها بشكل أكثر وضوحا وقوة وتحرراً.. وكأنهم في حالة (عبور) من رؤية فقيرة غير ملونة لحياتهم إلى رؤية ملونة بكل ألوان الحياة الطبيعية الجميلة.

القرارات المصيرية والتحولات الرئيسية تتنوع بتنوع حياتنا وحسب مراحل حياتنا وعلاقاتنا!

القرارات المصيرية والتحولات الرئيسية من المهنة إلى العلاقات
يرى المعالج النفسي بريان كولينسون أنه توجد في الحياة قرارات متنوعة بشكل كبير، ليست بتنوع الأشخاص فحسب، بل أيضاً يمرون بمجموعة متنوعة من التحولات في الحياة ومنها على سبيل المثال: التغيير المفروض من الخارج في المهنة، فسخ العلاقة الزوجية أو الطلاق، اكتشاف الخيانة الزوجية، التوقف عن الإرهاق سواء في الحياة المهنية أو الشخصية، مواجهة مرض شخصي خطير أو حادث، مواجهة الاضطرابات في العلاقات الأسرية، مواجهة الأزمات المتعلقة بالانتقال أو الرحيل أو الهجرة، أزمات التقاعد عن العمل، المرض الخطير، وفاة أحد أفراد الأسرة، أو أي مجموعة كبيرة من التغييرات الأخرى التي تغير وجه الحياة بشكل كبير وتتطلب منا قرارات مصيرية.

من الألم الأسود إلى الأمل الملوّن..
هكذا نمرّ عبر مراحل القرارات المصيرية والتحولات الكبرى!

النصف الأول من القصة:
الألم الأسود!
يمكن أن تكون التحولات الكبرى في الحياة في مراحلها الأولى مؤلمة نفسياً.. فالتغيير والوقوف أمام ضرورة اتخاذ قرارات مصيرية قد يكون مربكاً وغير مرغوب فيه لأنه ببساطة تغيير للمألوف والمعتاد، كما أنه مواجهة للمجهول، والإنسان عدو لما يجهله، لذلك يمكن للإنسان وقت القرارات المصيرية أن يشعر بالارتباك الشديد، كما لو كان قد خرج تمامًا من إطار الحياة العادية، ويمكن أن تبدو الحياة اليومية بلا متعة ولا طعم لها.. بل يمكن لتجربة الأزمة أيضًا أن تترك الناس في كثير من الأحيان يشعرون بالعزلة والوحدة ويشعرون كثيرًا كما لو أنه لا أحد في عالمهم يعرف حقًا (أو ربما يهتم) بما يمرون به. كما أنه في كثير من الأحيان، قد ترتبط التحولات الرئيسية في الحياة بعدم اليقين!
وقد يؤدي الانتقال المعين الذي يمر به الشخص من مرحلة إلى مرحلة بقرار مصيري منه، إلى صعوبة في التفكير الواضح.. فقد يكون لديه وقت محدود فقط للتفكير في الاحتمالات البديلة للمستقبل، خاصة عند التفكير في اتجاه رئيسي جديد (مثل وظيفة جديدة، أو مزيد من التعليم أو التدريب، أو الانتقال، أو ترك علاقة).
ولكن هذا هو النصف الأول فقط من القصة.. لأن النصف الآخر أو المكمّل للقصة، هو التمتع بحياة جديدة بألوان جديدة أو عودة للوعي من جديد، الوعي بالحياة وتفاصيلها الجميلة التي لم تكن واضحة وقت الأزمة! ولكن كيف يتحقق الجزء الثاني السعيد للقصة.. قصة القرارات الصحيحة وعودة الوعي إلى ألوان الحياة؟

النصف الثاني من القصة:
الأمل الملون!
بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون تحولًا كبيرًا في الحياة وضرورة اتخاذ قرارات مصيرية، قد يكون العنصر الحيوي أولا هو إيجاد طريقة للتعامل مع مشاعره القوية، فغالبًا ما تكون هناك حاجة عميقة لدى الفرد لقبول الذات، ولقبول الحياة كما هي، ولإيجاد طريقة للمضي قدمًا في مشكلات تبدو غير قابلة للحل، ولاتخاذ قرارات تبدو (مستحيلة)، وبالتالي الرغبة في العودة إلى الوراء في العيش.. ذلك تبدأ الخطوة الأولى نحو القرارات المصيرية المغيّرة للحياة نحو الأفضل ونحو التحرر من القيود من خلال التعامل الواعي مع مثل هذه المشاعر المعطلة لأي قرار سليم، خاصة الخوف من المجهول بعد القرار، فالزوجة التي تعيش جحيماً لا يطاق مع زوج لا يعاشر بأي حال من الأحوال قد تواجه خوفا شديدا من أن تبدأ حياة جديدة مستقلة تعتمد فيها على نفسها تماما، لكنها اذا واجهت هذا الخوف وتعاملت معه بشكل حقيقي واقعي بتغيير أفكارها التي خلف هذا الخوف، سوف تستطيع الخروج من الأزمة بقرار مصيري يغير حياتها، بل يعيد إلى تلك الحياة ألوانها المفتقدة!

لو الطريق مسدود.. فهناك من يساعد ويفتحه!

أما بالنسبة لأولئك الذين يواجهون طريقًا مسدودًا في كيفية اتخاذ قرار مصيري يغيّر بل يحرر حياتهم، فيمكن أن تكون علاقة جديدة مع معالج نفسي ماهر يحترم بشدة قصة هذا الشخص ويكون له حضور داعم حقًا طوال فترة الانتقال أو اتخاذ القرار أمرًا لا يقدر بثمن.. فإن كان الطريق إلى التمتع بحياة جديدة بألوانها الطبيعية المبهجة محفوفاً بالمخاطر بل والخوف تحديدا، فهناك من يستطيع أن يساعدنا في مثل هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا.

يمكن أن تكون التحولات الكبرى في الحياة في مراحلها الأولى مؤلمة نفسياً.. فالتغيير والوقوف أمام ضرورة اتخاذ قرارات مصيرية قد يكون مربكاً وغير مرغوب فيه لأنه ببساطة تغيير للمألوف والمعتاد!

لأولئك الذين يواجهون طريقًا مسدودًا في كيفية اتخاذ قرار مصيري يغيّر بل يحرر حياتهم.. يمكن أن تكون علاقة جديدة مع معالج نفسي ماهر أمرًا لا يقدّر بثمن!

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق