كلمة محبة
أخر الأخبار

«فوزية الغبرا».. وكأني أراها.. وأنا لا أعرفها

«فوزية الغبرا» دمشقية.. من مواليد 1898، يقال إنها كانت امرأة جميلة ومثقفة، حيث تعلّمت القرآن ودرست علومه على أيدي أكبر المشايخ، بل بعد دراسته اختارت أن تقدم ما حصّلته من علم إلى غيرها من المهاجرين.

في إحدى السنوات، ذهبت فوزية في رحلة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ومنها توجهت إلى المدينة المنورة لزيارة مسجد النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي كانت تعشقه.. وهناك رأت منظراً أحزنها.. رأت ستائر نوافذ المسجد النبوي مهترئة.. ففكرت بذكائها في أن تعبّر عن عشقها للنبي (صلى الله عليه وسلم)؛ وذلك بإضفاء لمسة جمال على مسجده المبارك.

بعد عودتها إلى الشام اشترت قماشاً جميلاً وخاطته وطرزته بالقصب اليدوي، ورجعت إلى المدينة، وعلّقت الستائر الجديدة الجميلة في الحرم المدني.. فأُعجب القائمون على الحرم المدني بعملها، فهو جهد كبير في ذلك الزمن.

كان طموح فوزية كبيراً، فعادت إلى دمشق بحُلم صناعة ثوب للكعبة.. وبعد أخذ الإذن من الحكومة السعودية، اتفقت مع تجّارها على توفير القماش لها، ولكن التجّار أبوا أن يأخذوا أي مبلغ مقابل القماش مساهمة منهم في عمل كسوة الكعبة المشرفة.

فوزية – وكأني أراها، وأنا لا أعرفها – تجمع النساء في بيتها، وتبدأ العمل.. وتقوم النساء بالخياطة والتطريز بالقصب الذهبي.. نشاط جميل، وإذا تخيلت نفسي بينهن، فإنني أجزم بأن الروح والأجواء كانت جميلة ومريحة وروحانية عالية!

وفي كل سنة تذهب فوزية إلى الحج تأخذ معها الكسوة.. إلى أن طلبت منها الحكومة السعودية أن تتوقف، حيث قررت الحكومة السعودية أن تتكفل بعمل كسوة الكعبة.

أُعجبت بها جدا، وأحببتها وأنا لا أعرفها! أحببت شخصيتها ومبادرتها وفكرها وتخطيطها وطموحها، فنحن نتكلم عن أواخر القرن الـ 19 في دمشق، وأعجبتني ثقتها بنفسها قبل كل شيء وقيادتها في العمل.

أتعلمون لماذا كانت ثقتها في نفسها – في اعتقادي – قوية؟ لأنها متعلمة.. وأيّ علم؟! علم القرآن على أيدي مشايخ وعلماء رؤيتهم واضحة وصحيحة.. وعلمهم دقيق وصحيح.. لا انتماء لديهم لحزب سياسي أو حزب متطرف! ودافعها كان عشقها للنبي (صلى الله عليه وسلم)

أتعلمون لماذا نجحت فوزية؟ لأنها شاركت من حولها من تجار ونساء دمشقيات بل تركيات سمعن عن فكرتها وطموحها وعملها؛ فساهموا هم أيضاً في العطاء الجميل.

في «كلمة محبة» نقول:

«لأنها عشقت الرسول.. نشرت المحبة وقدَّمت الجميل»

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق