ثقافة
أخر الأخبار

من أهم القصور التاريخية في القاهرة قصـر السكـاكينـي تحفة معمارية طالتها يد الإهمال وغطاها الغبار

تزخر مدينة القاهرة بالآثار التاريخية الجميلة التي تحكي تاريخ العصور التي بنيت فيها وتروي عن حكايات وشخصيات عاشوا فيها قبل أن يطويهم النسيان ويصبحوا أثرا بعد عين.
وفي منطقة الظاهر في القاهرة التي عاش فيها أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ في بدايات حياته قريبا من حي السكاكيني نسبة إلى حبيب باشا السكاكيني الذي بنى قصره في هذه المنطقة فسميت باسمه، فمن السكاكيني باشا وحكاية قصره الذي طالته يد الإهمال رغم أنه مصنف ضمن الآثار في القاهرة ويعتبر تحفة معمارية بكل المقاييس؟

حبيب السكاكيني
في عام 1856 جاء إلى مصر شاب سوري يدعى حبيب السكاكيني ولد في دمشق عام 1841 وتولى وظيفة بشركة قناة السويس ببورسعيد. لفت الشاب نظر الخديوي إسماعيل حاكم مصر آنذاك بعد أن قدم خدمات جليلة إلى مصر كان أشهرها إنقاذ مشروع حفر قناة السويس من التوقف حين انتشرت الفئران في المكان لتنقل الأمراض بين العمال وتقرض الآلات، فما حدث هو أن أحضر السكاكيني مجموعة قطط تم تجويعها لعدة أيام لتقضي على الفئران في وقت قصير فاعتمد الخديوي إسماعيل على الشاب السوري وأسند له بناء الأوبرا الخديوية ونجح بالفعل في الانتهاء من بناء الأوبرا في الوقت المحدد في 17 نوفمبر 1869 وأنعم عليه الخديوي بلقب «بيك» وبعدها أصبح حبيب السكاكيني من كبار المقاولين وفي مارس 1901 منحه البابا في روما لقب «الكونت» لخدماته المجتمعية.
بَنتْهُ شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالي قد رآه حبيب السكاكيني

وفي عام 1897 تم بناء قصر السكاكيني في ميدان السكاكيني في وسط مدينة القاهرة وتحديدا في منطقة الظاهر على بركة أرض وقتها كانت تسمى «قراجا التركماني» أو «بركة قراجا» قد منحت له في منطقة الظاهر، وقد قام بردم البركة وبناء القصر عليها، تبلغ مساحة القصر نحو 2698 مترا مربعا، وتم بناؤه على الطراز الإيطالي، حيث يعتبر نموذجا لفن «الروكوكو» وهو فن ينتمي إلى الزخرفة في العمارة والديكور الداخلي والخارجي وكذلك الأثاث والتصوير والنحت وهو فن منبثق من المحارة غير المنتظمة وقد كانت بداية ظهور هذا الفن في فرنسا إبان القرن الـ18 الميلادي، حيث بنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالي قد رآه حبيب السكاكيني وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة.
وتمتزج داخل القصر عناصر من مختلف الأساليب الأوروبية خاصة عصر النهضة. والقصر بأبراجه ذات الزخارف والقباب وأبراج المرتفعات تعتبر تحفة معمارية ويوجد فوق المدخل الرئيسي ختم بالأحرف الأولى لاسم حبيب باشا السكاكيني وعلى الجانب الشمالي فوق مدخل العربات منقوش «حبيب السكاكيني 1897».

يتكون القصر من
5 طوابق و 50 غرفة!
يتكون القصر من 5 طوابق، الطابق الأول يتكون من 4 غرف والثاني يتكون من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية فتبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر ومجموع غرف القصر تبلغ 50 غرفة ويحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب و300 تمثال منها تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر ومصعد القصر يطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى غرفة الإعاشة الصيفية.

وفاة السكاكيني
بعد وفاة حبيب باشا السكاكيني عام 1923 قسمت ثروته بين الورثة الذين تنازلوا عن القصر للدولة وفي عام 1987 تم تسجيل القصر في عداد الآثار بقرار رئيس مجلس الوزراء ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق