النصف الحلو
أخر الأخبار

من صائغ للفضة إلى أهم مصممي المجوهرات مرآة «كليوباترا».. ومجوهرات إليزابيث تايلور.. تشهد على خلود إبداعهBVLGARI

 

عندما نتحدث عن عالم المجوهرات لا بد أن تكون دار بولغاري للمجوهرات في المقدمة، فمن لا يعرفها فعلى الأقل يعرف أجمل المجوهرات التي ارتدتها قطة هوليوود الراحلة اليزابيث تايلور في فيلم “كليوباترا” وما تلاها من أجمل وأغلى التصميمات التي قدمها لها زوجها الراحل ريتشارد بيرتون وتحولت إلى مقتنيات تعرض وتباع في أفضل المزادات العالمية بسبب تصميماتها الاستثنائية ونوعية الماس والأحجار الكريمة النادرة التي تستخدم في مجوهراتهم.

 

كان «فولغاريس» يستوحي تصميماته من الفن الإسلامي والحضارة الفارسية

 

«فولغاريس» من صائغ فضة لأهم مصمم

وتبدأ قصة واحدة من أهم وأفضل دور صناعة المجوهرات العالمية (بولغاري) مع مؤسسها سوتيريوس فولغاريس، ذلك الصائغ اليوناني صاحب الأنامل السحرية، كما كان يوصف بسبب روعة تصميماته للمصوغات الفضية التي كان يتفنن في صناعتها بقريته الصغيرة باراميثيا في إبيروس اليونانية التابعة في ذلك الوقت للامبراطورية العثمانية.

كان فولغاريس يستوحي تصميماته من الفن الإسلامي والحضارة الفارسية، علما بأن متجره في إبيروس لا يزال قائما حتى الآن بعد أن تحول إلى متحف خاص به. كانت أحلام الفتى الطموح أكبر كثيرا من الانتشار بقريته، وهو ما دفعه إلى حزم حقائبه المليئة بالأحلام والآمال متجها إلى “كورفو” ومنها إلى “نابولي” وذلك قبل أن يستقر في 1881 في روما عاصمة الموضة والجمال، حيث أسس هناك شركته الخاصة وافتتح أول متجر له في العام 1885 ثم متجرا آخر في (فيا سيستينا) ليستبدله بمتجر رئيسي في شارع (فيا دي كوندوتي) الذي يعد من أقدم واشهر وأهم شوارع التسوق بروما.

استمر المصمم في تقديم إبداعه واحدا تلو الآخر وعاما بعد عام معتمداً على مهارته في صياغة المجوهرات المستوحاة من الحضارتين الإغريقية والرومانية الغنية بالتفاصيل التي يصعب تنفيذها حتى على أيدي أمهر الحرفيين في العالم.

 

نهاية الخمسينيات أصبح ممثلو النبلاء الأوروبيين من أبرز مقتني مجوهرات «بولغاري»

 

خاتم «ترومبينو» يفتح أبواب الشهرة

وعلى الرغم من النجاح المتتالي الذي حققته “بولغاريس” في عالم تصميم المجوهرات بمساعدة ولديه جورجيو وكستانتينو، فإن خاتم (ترومبينو) المصوغ من الباجت الماسي مع الذهب كان الأشهر والأوسع انتشارا في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي نفس الحقبة الزمنية التي رحل فيها فولغاريس عن العالم، حيث توفي في 1932 ليستكمل ولداه المسيرة، ولكن بروح جديدة ولمسات اكثر عصرية مع الاحتفاظ بروح الدار وأصالة تصميماتها.

 

من روما عاصمة الموضة إلى هوليوود عاصمة الفن

لم يرتح بال المصممين “كستانتينو” و”جورجيو” حتى توسعت نشاطاتهما في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلى خارج الحدود الإيطالية، ففي نهاية الخمسينيات أصبح ممثلو النبلاء الأوروبيين من أبرز مقتني مجوهرات بولغاري، حيث كانت ملابس دوقة وندسور في ذلك الوقت تزينها باستمرار روائع بولغاري الثمينة فيما احتل اسمها موقعا مميزا في قوائم العلامات التجارية العالمية.

 

مجوهرات «تايلور» من بولغاري

عرفت النجمة اليزابيث تايلور بعشقها لاقتناء المجوهرات الفخمة ذات التصميمات الفريدة والمختلفة، وكان لبولغاري النصيب الأكبر من بين تلك المقتنيات، وهنا نعرض بعضا من ابرز القطع التي قدمها لها زوجها ريتشارد بيرتون في مناسبات متعددة كهدايا ثمينة سواء لخطبتها أو زواجه منها أو تعبير عن حبه لها لا تزال مثار إعجاب العالم أجمع.

وصلت إليزابيث تايلور في عام 1961 إلى روما لتلعب دور إيزيس، ملكة النيل، في الإنتاج السينمائي العظيم «كليوباترا» عُرفت هذه الفترة في روما بعصر السينما الذهبي، وكان استوديو «سينيسيتا» يقع خارج البلدة والذي يجذب حشوداً مميّزة من نجوم الأفلام إلى المدينة الأبديّة. وتحوّل متجر «بولغاري» Bulgari في شارع «كوندوتي» via dei Condotti الذي يقع على مرمى حجر من السلالم الإسبانيّة – الوجهة الأساسيّة للنجوم المتأنّقين. هذه هي المرحلة التي بدأت فيها تايلور بجمع مجموعتها المدهشة من مجوهرات بولغاري.

 

تصميمات «بولغاري» خرجت للعلن في عدة أفلام من بينها Roman Holiday, King Kong, Cleopatra

 

ولم يتوقف هذا النجاح منقطع النظير عند حدود القارة الأوروبية، بل تعدى ذلك بكثير لتصل تصميمات الشقيقين إلى عاصمة الفن هوليوود، حيث خرجت إبداعات “بولغاري” للعلن في عدة أفلام من بينها Roman Holiday, King Kong, Cleopatra

وكانت المجوهرات التي أدتها تايلور في فيلم “كليوباترا” المستوحاة من الحضارة الفرعونية الأشهر في تاريخ السينما، وربما في تاريخ عالم المجوهرات، فمرآة كليوباترا المرصعة بالماس والزمرد بناء على طلب الفنان الراحل ريتشارد برتون الذي وقع في غرام بطلة العمل لا تزال عالقة في الأذهان حتى الآن، كما لا تزال جميع مجوهراتها سواء الشخصية أو التي ارتدتها بنفس العمل الأشهر والأكثر تداولاً من الناحية الإعلامية من روعة تصميماتها وندرة أحجارها الثمينة، حيث ظلت “تايلور” وفية للماركة التي عشقتها منذ الستينيات حتى وفاتها.

وعلى الرغم من وفاة جورجيو في منتصف الستينيات، فإنها لم تؤثر على سير العمل، خصوصا مع تولي ابنه جياني إدارة المتجر رئيسا تنفيذيا مشاركا مع ابنة عمه ماريانا حيث شهدت الماركة تطورات مذهلة وتوسعات لم تكن في الحسبان، خصوصا في السبعينيات من القرن الماضي، إذ بدأ جياني بتدويل الشركة، وذلك بفتح عدد من المتاجر في  نيويورك ومونت كارلو وباريس وجنيف ومن ثم قام في أواخر نفس العقد من الزمن بإجراء إصلاحات شاملة في الشركة، فأنشأ خطاً جديداً لإنتاج الساعات وركز على تصميم المنتجات التي تفردت بمجموعة من القطع المميّزة، من عقود وأساور وأقراط أذن باهظة الثمن وقد تميزت تلك المجوهرات بوجود رقم متسلسل عليها، ومسجّل في سجلات الشركة مع اسم مالكها الأصلي، منعاً للسرقة. وبفضل تصاميمها وجودتها، احتلت بولغاري المركز التاسع من بين عشر ماركات مستدامة الاستخدام، ومشهورة بالترف والغنى، وفق تصنيف المجموعة العالمية (WWF).

استمر جياني في نجاحاته المتواصلة إلى أن أعلن استقالته في عام 1985 من منصبه رئيسا تنفيذيا،

وتنحى عن كل أعمال الشركة عام 1987 بعد أن باع حصته منها إلى شقيقيه نيقولا وباولو، وعلى الرغم من تركه للشركة، فإنها لم تتأثر بل زادت من توسعاتها وأطلقت مجموعة من الساعات الرجالية والنسائية المرصعة بالماس والأحجار الكريمة الرائعة.

وللوصول إلى أفضل التقنيات في صناعة الساعات ومن ثم مضاعفة مبيعاتها قامت الشركة بشراء أبرز شركات حركة الساعات منها “دانيال روث”، “كادرانس”، “بريستيج دور” لتخرج من مرحلة التصميم فقط إلى تنفيذ قطع الغيار والإنتاج والتجميع.

ولم تتوقف توسعات خطوط إنتاج الشركة عند حد المجوهرات والساعات الفاخرة، بل تعدت ذلك بكثير، حيث نوعت من مصادر دخلها بتصنيع منتجات أخرى كالعطور والمكياج ومستحضرات التجميل إلى جانب ملحقات الملابس، وإنشاء سلسلة فنادق عالمية من عائلة بولغاري إلى المجموعة الفرنسية (LVMH)، وفي مارس من 2011 أعلنت المجموعة الفرنسية الفاخرة (LVMH) عن شراء بولغاري بموجب صفقة حازت من خلالها كل حصص الشركاء بالشركة مقابل 6.01 ملايين دولار أميركي (ما يعادل 4.3 ملايين يورو) ويعد هذا المبلغ أعلى من أي مبلغ دفعته المجموعة لأي شركة أخرى، وبهذا أصبحت عائلة بولغاري ثاني أغلى عائلة باعت حصتها للمجموعة بعد عائلة برنارد أرنولت.

 

بروش بولغاري

وقع بيرتون في حب تايلور أثناء تصوير فيلم “كيلوباترا” وكان متزوجاً حينها، وقرر الاثنان تأجيل ارتباطهما لحين تسوية الأمر مع زوجته الأولى، في تلك الأثناء حول بيرتون جذب انتباه محبوبته بالهدايا التي يعرف جيدا عشقها لها فقدم لخطبتها خاتما من الزمرد النادر، وعند إعلان الخطبة أهداها دبوس الزينة الماسيّ مع حجر الزمرد الكريم ذي القصّة المثمّنة عيار 23،44 قيراطا، ويمكن وصل هذا الدبوس وارتداؤه كقلادة أو في الشعر أو كما قالت إليزابيث: إنّه مثل اثنَين بسعر واحد.

أما هدية الزواج التي تم في العام 1964 فكانت عقداً مذهلاً من الزمرّد والألماس المبهر من حيث التصميم وروعة الأحجار المستخدمة فيه حتى إنها صورت عدة مرات وهي ترتدي الطقم الكامل. ولم يتوقف بيرتون عند هذا الحد، بل أهداها عند بلوغها الأربعين من العمر، وتحديدا في 1972 عقداً متدلّياً من البلاتين المرصع بالألماس والزفير وتحمل القلادة في الوسط، التي يمكن فصلها وارتداؤها كدبوس زينة أيضا.

وبخلاف تايلور هناك العديد من مشاهير العالم ممن ارتدين مجوهرات بولغاري وخاصة في المناسبات المميزة، ولا سيما الأوسكار.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق