تحقيقات
أخر الأخبار

يرى‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬علاقتنا‭ ‬بأبنائنا‭ ‬لا‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتًا‭…‬ الاستشاري‭ ‬الأسري‭ ‬والتربوي‭ ‬ د‭.‬أحمد‭ ‬بوعركي‭: ‬ التربية‭ ‬هي‭ ‬التعب‭ ‬الممتع‭!‬

أساليب‭ ‬التربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مُتبعة‭ ‬في‭ ‬
الماضي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي

في‭ ‬ظل‭ ‬الأحداث‭ ‬السريعة‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المعلومات‭ ‬يصبح‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لتغيير‭ ‬وسائلهم‭ ‬التربوية‭ ‬كي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬ومفاهيمه‭. ‬ويرفع‭ ‬د‭.‬أحمد‭ ‬بوعركي،‭ ‬الاستشاري‭ ‬الأسري‭ ‬والتربوي،‭ ‬شعار‭ ‬التربية‭ ‬أسهل‭ ‬باستمرار‭ ‬ليحث‭ ‬الأهل‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬سلوكيات‭ ‬بسيطة‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬أبنائهم‭. ‬التقينا‭ ‬د‭.‬أحمد‭ ‬بوعركي‭ ‬الذي‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬التربية‭ ‬الصحيحة‭ ‬والعشوائية‭ ‬والأساليب‭ ‬الصحيحة‭ ‬للعقاب‭ ‬وموضوعات‭ ‬تربوية‭ ‬عدة‭ ‬تهم‭ ‬كل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭:‬

يشكو‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي،‭ ‬فهل‭ ‬حقًا‭ ‬أصبحت‭ ‬التربية‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة؟
‏‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬جيل‭ ‬له‭ ‬معطياته‭ ‬وأساليبه‭ ‬وثقافته،‭ ‬فالجيل‭ ‬الحالي‭ ‬له‭ ‬أساليبه‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أجدادنا‭ ‬وآباؤنا‭ ‬كانوا‭ ‬يتعاملون‭ ‬معنا‭ ‬بوسائل‭ ‬تربوية‭ ‬معينة‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬لوقتهم،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬يتقاسمه‭ ‬البيت‭ ‬والمسجد‭ ‬والفريج‭ ‬والجار‭ ‬والمدرسة‭. ‬وبمقارنة‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬بوضع‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬نفس‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬القديم‭ ‬كما‭ ‬صار‭ ‬الوضع‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحًا‭.‬
كانت‭ ‬أساليب‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كالقسوة‭ ‬والضرب‭ ‬والشدة‭ ‬والتجاهل‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬طيبة‭ ‬مناسبة‭ ‬للجيل‭ ‬القديم،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭. ‬فهذا‭ ‬الجيل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬متجددة‭ ‬وسريعة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأولاد،‭ ‬فاليوم‭ ‬الأبناء‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬محاضرات‭ ‬طويلة‭ ‬ولكن‭ ‬الخلاصة‭ ‬أو‭ ‬المختصر‭ ‬والطريقة‭ ‬التطبيقية‭.‬

التربية‭ ‬العشوائية‭ ‬تكون‭ ‬بلا‭ ‬خطة‭ ‬ولا‭ ‬هدف‭ ‬ويتعامل‭ ‬فيها‭ ‬الأهل‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬خبرات‭ ‬سابقة

تُحذر‭ ‬باستمرار‭ ‬من‭ ‬التربية‭ ‬العشوائية،‭ ‬فما‭ ‬المقصود‭ ‬بها؟
‏‭- ‬التربية‭ ‬العشوائية‭ ‬هي‭ ‬التربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬خطة‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬هدف‭ ‬أيضا‭ ‬وتفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬والأم،‭ ‬حيث‭ ‬يتعامل‭ ‬فيها‭ ‬الأهل‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الخبرات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬الى‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ “‬على‭ ‬البركة‭”‬،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬العشوائي‭ ‬نابع‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬المزاج‭ ‬والوضع‭ ‬الحالي‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مرتاحًا‭ ‬لا‭ ‬يعقب‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬معين‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مضغوطا‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬أبناءه‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬تشتتًا‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭. ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تعامل‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬بهدف‭ ‬إما‭ ‬تعديل‭ ‬سلوك‭ ‬أو‭ ‬شخصيات‭ ‬أفضل،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬إجماله‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬ولد‭ ‬صالح‭ ‬وخلوق،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬بالتالي‭ ‬تصبح‭ ‬التربية‭ ‬العشوائية‭.‬

التربية‭ ‬العشوائية‭ ‬تسبب‭ ‬خلافات‭ ‬أسرية‭ ‬وعلاقات‭ ‬ضعيفة‭ ‬بين‭ ‬الأبناء‭ ‬والآباء

وما‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬والأسرة‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التربية؟
‏‭- ‬للتربية‭ ‬العشوائية‭ ‬أضرار‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬الخلافات‭ ‬الأسرية‭ ‬بين‭ ‬الأم‭ ‬والأب،‭ ‬كذلك‭ ‬يصبح‭ ‬النظام‭ ‬التربوي‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬غير‭ ‬واضح،‭ ‬حيث‭ ‬يتحير‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬يتخذه‭ ‬الأب‭ ‬والأم،‭ ‬وتكون‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬بين‭ ‬الآباء‭ ‬والأبناء‭ ‬ضعيفة‭ ‬لأن‭ ‬أغلب‭ ‬القرارات‭ ‬تكون‭ ‬شخصية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بوضع‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬الحاليين‭ ‬وتلبي‭ ‬حاجات‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وليس‭ ‬الأبناء‭ ‬كما‭ ‬تصبح‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والأبناء‭ ‬علاقة‭ ‬أمر‭ ‬ونهي‭ ‬فقط‭. ‬وتتضح‭ ‬آثار‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التربية‭ ‬بمرحلة‭ ‬المراهقة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬يشتكي‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬الأبناء‭ ‬ووجود‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهم‭.‬
وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬فيها‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قابلتُ‭ ‬حالة‭ ‬كان‭ ‬الأب‭ ‬مشغولا‭ ‬دائمًا‭ ‬بينما‭ ‬تحملت‭ ‬الأم‭ ‬كامل‭ ‬مسؤولية‭ ‬التربية‭ ‬وصار‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬فأصبحت‭ ‬تتصرف‭ ‬بعشوائية‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬والأوضاع،‭ ‬والأب‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭. ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬الأبناء‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتهم‭ ‬تتسم‭ ‬بالفتور‭ ‬مع‭ ‬الأب،‭ ‬وصارت‭ ‬أغلب‭ ‬الحوارات‭ ‬بين‭ ‬الأبناء‭ ‬والأم‭. ‬وحين‭ ‬جاء‭ ‬لي‭ ‬الأب‭ ‬كان‭ ‬أبناؤه‭ ‬يبلغون‭ ‬17‭ ‬أو‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنهم‭ ‬شيئا‭ ‬ويرفضون‭ ‬دائمًا‭ ‬الحديث‭ ‬معه،‭ ‬وقال‭ ‬أحد‭ ‬الأبناء‭ ‬للأب‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬أنانيًا‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬أثناء‭ ‬صغرهم‭ ‬لذا‭ ‬لن‭ ‬يصبحوا‭ ‬قريبين‭ ‬منه‭ ‬الآن‭.‬
أيضًا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أخرى‭ ‬كان‭ ‬فتى‭ ‬يدعو‭ ‬على‭ ‬والده‭ ‬بأن‭ ‬يموت،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬قاسٍ،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬بحثنا‭ ‬في‭ ‬الأسباب‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬كان‭ ‬أنانيًا‭ ‬للغاية،‭ ‬فكان‭ ‬يهتم‭ ‬بنفسه‭ ‬أكثر‭ ‬دون‭ ‬الأبناء،‭ ‬ودائمًا‭ ‬تدخله‭ ‬يسبب‭ ‬أذى‭ ‬لهم‭ ‬ويمنع‭ ‬عنهم‭ ‬ما‭ ‬يبهجهم،‭ ‬وهذا‭ ‬الأب‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬المراهقة‭ ‬المتأخرة‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬هذا‭ ‬العداء‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬
الأمور‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبات‭ ‬بالعواقب

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للأهل‭ ‬تطبيق‭ ‬مبدأ‭ ‬العقاب‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي؟
‏‭- ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يفضل‭ ‬فيه‭ ‬العقاب،‭ ‬فالعقاب‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬للأبناء‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يكون‭ “‬تفريغًا‭ ‬انفعاليًا‭” ‬وتنفيسا‭ ‬عن‭ ‬غضب‭ ‬أو‭ ‬ضغط‭ ‬نفسي‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الأب،‭ ‬كأن‭ ‬يجد‭ ‬الأب‭ ‬أبناءه‭ ‬يلعبون‭ ‬بصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬أثناء‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬الدوام‭ ‬فيصرخ‭ ‬فيهم‭ ‬ويعاقبهم‭ ‬بحرمانهم‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬يحبونه‭. ‬ولكن‭ ‬بنظرة‭ ‬أوسع‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬ليس‭ ‬سلوكًا‭ ‬تربويًا،‭ ‬فهذه‭ ‬عقوبة‭ ‬دون‭ ‬تعليم،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬يشعرون‭ ‬بتأنيب‭ ‬من‭ ‬سلوكهم‭ ‬ضد‭ ‬الأبناء‭.‬
لكن‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬الأبناء‭ ‬السلوك‭ ‬الصحيح‭ ‬والخاطئ،‭ ‬إذ‭ ‬نبدل‭ ‬العقوبة‭ ‬بالعواقب،‭ ‬فيتحاور‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬عن‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي‭ ‬والآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬عواقبه،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يكون‭ ‬بأريحية‭ ‬قبل‭ ‬حدوث‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي‭. ‬فإذا‭ ‬انتهج‭ ‬الأبناء‭ ‬سلوكًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬تكون‭ ‬عواقبه‭ ‬باتفاق‭ ‬الطرفين،‭ ‬ويطبقون‭ ‬العواقب‭ ‬برضا،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬انفعال‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬كما‭ ‬سيأتي‭ ‬الأبناء‭ ‬معتذرين‭ ‬عما‭ ‬بدر‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬سيئ‭ ‬لإدراكهم‭ ‬خطأهم،‭ ‬والإدراك‭ ‬صلب‭ ‬العميلة‭ ‬التربوية‭.‬
ومن‭ ‬يحتج‭ ‬بحديث‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬عن‭ ‬الصلاة‭ ‬فلم‭ ‬يأمرنا‭ ‬فيه‭ ‬بالضرب‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬وحتى‭ ‬الضرب‭ ‬يكون‭ ‬تنبيهيا‭. ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬معها‭ ‬كانت‭ ‬الأم‭ ‬تضرب‭ ‬ابنتها‭ ‬ضربًا‭ ‬مبرحًا‭ ‬لو‭ ‬خالفت‭ ‬أمرها،‭ ‬ولكن‭ ‬الفتاة‭ ‬نتيجة‭ ‬اعتيادها‭ ‬على‭ ‬الضرب‭ ‬أصبحت‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬وهي‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬ستضربها‭ ‬وتأتي‭ ‬لها‭ ‬وتقول‭ ‬ضربيني‭ ‬وتقوم‭ ‬بما‭ ‬تريد،‭ ‬إذن‭ ‬الضرب‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬علاجًا‭ ‬أبدًا‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬للتربية‭.‬

من‭ ‬قواعد‭ ‬العقاب‭ ‬ألا‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الأبناء‭ ‬وأن‭ ‬نفصل‭ ‬الفعل‭ ‬عن‭ ‬الفاعل

وما‭ ‬محاذير‭ ‬وقواعد‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الالتزام‭ ‬بها؟
‏‭- ‬أولًا‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬القرارات‭ ‬مضرة‭ ‬نفسيًا‭ ‬أو‭ ‬فكريا‭ ‬أو‭ ‬بدنيًا‭ ‬والضرر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬ملموس،‭ ‬مثلًا‭ ‬الانفعال‭ ‬العالي‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬خوفاً‭ ‬هستيرياً‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬ثانيًا‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬إيذاء‭ ‬جسدي‭. ‬ثالثًا‭ ‬ألا‭ ‬تقلل‭ ‬العقوبة‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الأبناء‭. ‬والقاعدة‭ ‬الرابعة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬نفصل‭ ‬الفعل‭ ‬عن‭ ‬الفاعل،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬أبنائي‭ ‬سلوك‭ ‬سلبي‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬وليس‭ ‬الفاعل،‭ ‬وللأسف‭ ‬أغلب‭ ‬الآباء‭ ‬يغفلون‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬فقد‭ ‬يقولون‭ ‬لأبنائهم‭ “‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أحبك‭” ‬أو‭ “‬زعلان‭ ‬منك‭” ‬لأنك‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬سيئ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشعرهم‭ ‬بفقد‭ ‬الحب‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي،‭ ‬فلنستبدل‭ ‬الكلام‭ ‬بعبارة‭ ‬أنا‭ ‬أحبك،‭ ‬ولكن‭ ‬يحزنني‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬الأبناء‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬السلوك‭. ‬والقاعدة‭ ‬الخامسة‭ ‬معرفة‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لأهداف‭ ‬العقوبة‭. ‬وأخيرًا‭ ‬نصيحة‭ ‬للأم‭ ‬والأب‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستعدًا‭ ‬للعقوبة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬فأجّلها،‭ ‬لأن‭ ‬الانفعال‭ ‬يجعل‭ ‬القرار‭ ‬خاطئا‭.‬

وهل‭ ‬يمكن‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬معالجة‭ ‬ما‭ ‬يتركه‭ ‬العقاب‭ ‬الخاطئ‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية؟
‏‭- ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬جدًا‭ ‬فالأصل‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬يعتذر‭ ‬الآباء‭ ‬للأبناء‭ ‬عن‭ ‬الأفعال‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬يقدمون‭ ‬عليها‭. ‬لأن‭ ‬الأبناء‭ ‬يأخذون‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬من‭ ‬الأهل،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يشاهدوا‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬يعتذرون‭ ‬كيف‭ ‬سيتعلمون‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬الاعتذار؟‭! ‬
وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليّ‭ ‬كان‭ ‬أب‭ ‬يربي‭ ‬أبناءه‭ ‬على‭ ‬الضرب‭ ‬والشدة‭ ‬والحرمان‭ ‬والعقوبات‭ ‬وغيرها،‭ ‬ومع‭ ‬كبر‭ ‬الأبناء‭ ‬بدأ‭ ‬الأب‭ ‬ينتبه‭ ‬لطريقته‭ ‬المخطئة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬فجلس‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أبنائه‭ ‬على‭ ‬انفراد‭ ‬وأخبرهم‭ ‬بأنه‭ ‬يعتذر‭ ‬منهم‭ ‬لتعامله‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬صغرهم‭ ‬بقسوة‭ ‬ببعض‭ ‬المواقف،‭ ‬وتحسنت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬وأبنائه‭ ‬بشكل‭ ‬رائع‭.‬

وما‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬اتباعها‭ ‬لإصلاح‭ ‬آثار‭ ‬الأساليب‭ ‬الخاطئة‭ ‬في‭ ‬التربية؟
‏1-‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والأبناء،‭ ‬لكي‭ ‬يتقبل‭ ‬الأبناء‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬الآباء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬أسرية‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬والمصارحة‭ ‬معهم‭ ‬بصدق،‭ ‬ولدي‭ ‬قاعدة‭ ‬أكررها‭ ‬بأن‭ “‬المعلومة‭ ‬المرغوبة‭ ‬مطلوبة‭.. ‬والمعلومة‭ ‬المفروضة‭ ‬مرفوضة‭”‬،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تشويق‭ ‬أبنائهم‭ ‬لما‭ ‬يقدمون‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هم‭ ‬يطلبون‭ ‬مني‭ ‬هذه‭ ‬المعلومة،‭ ‬أما‭ ‬العكس‭ ‬فسيواجه‭ ‬بالرفض‭.‬
‏2‭ – ‬الاستماع‭ ‬من‭ ‬الأبناء‭ ‬للأساليب‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬بها‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مع‭ ‬إعطائهم‭ ‬الأمان‭.‬
‏3-‭ ‬تغيير‭ ‬الأسلوب‭ ‬وتحسينه‭.‬
وأخيرًا‭ ‬فليطلب‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬الأبناء‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تذكيرهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬العودة‭ ‬للأسلوب،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬الأهل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أبنائهم،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلوك‭ ‬التربوي‭ ‬الإيجابي‭.‬

احذروا‭ ‬‮«‬السلوكيات‭ ‬الخفية‮»‬‭ ‬وتأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬أبنائكم

بعض‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخفية‭ ‬قد‭ ‬تترك‭ ‬أثرًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭ ‬فما‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات؟
‏‭- “‬السلوكيات‭ ‬الخفية‭” ‬هي‭ ‬أفعال‭ ‬صغيرة‭ ‬ينفذها‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬ولا‭ ‬يدركون‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬أبنائهم‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الصراخ‭ ‬لأن‭ ‬ضرره‭ ‬النفسي‭ ‬سيئ‭. ‬كذلك‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬الوعود،‭ ‬فإذا‭ ‬أعطى‭ ‬أحد‭ ‬الأبوين‭ ‬أبناءه‭ ‬وعدًا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينفذه‭ ‬أو‭ ‬يعتذر‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الإيفاء‭ ‬به،‭ ‬لأن‭ ‬تأثير‭ ‬تجاهل‭ ‬الوفاء‭ ‬بالوعود‭ ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬حيث‭ ‬يفقد‭ ‬الأهل‭ ‬مصداقيتهم‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬لهم‭ ‬بشخص‭ ‬يوعد‭ ‬وينفذ‭.‬
أيضًا‭ ‬غياب‭ ‬وجود‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وعدم‭ ‬التفاعل‭ ‬الحقيقي‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخفية‭ ‬الخطيرة،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الآباء‭ ‬أو‭ ‬الأمهات‭ ‬موجودين‭ ‬جسدًا‭ ‬بجانب‭ ‬أبنائهم‭ ‬ولكن‭ ‬فكرهم‭ ‬وعقلهم‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأبناء،‭ ‬فيبحث‭ ‬الأبناء‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬آخر‭ ‬غالبًا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الخادمة‭ ‬كونها‭ ‬أقرب‭ ‬لهم‭ ‬وتتفاعل‭ ‬معهم،‭ ‬أو‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬الأجهزة‭ ‬اللوحية‭ ‬والعالم‭ ‬الافتراضي،‭ ‬ويحاولون‭ ‬خلق‭ ‬قيمتهم‭ ‬ومكانتهم‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭.‬
ويوميًا‭ ‬تأتي‭ ‬لي‭ ‬استشارات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬منها‭ ‬الشكوى‭ ‬من‭ ‬تجنب‭ ‬الأبناء‭ ‬للحوار‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأم‭ ‬والأب،‭ ‬ومع‭ ‬الاستفسار‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬الأمر‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬دائمًا‭ ‬تحمل‭ ‬هاتفها‭ ‬وتتصفح‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬ولا‭ ‬تنتبه‭ ‬لما‭ ‬يقصه‭ ‬عليها‭ ‬الأبناء‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يتراجعون‭ ‬عن‭ ‬الحكي‭ ‬لها‭.‬
وقد‭ ‬يتنبه‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لهذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أقوال‭ ‬أبنائهم‭ ‬أو‭ ‬بسؤال‭ ‬المختصين‭ ‬ومن‭ ‬حولهم‭.‬

حسّنوا‭ ‬علاقتكم‭ ‬بأبنائكم‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬رئيسية‭ ‬وستصير‭ ‬علاقتكم‭ ‬ممتازة

وما‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للأهل‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬التربوية‭ ‬السليمة‭ ‬مع‭ ‬الأبناء؟
‏‭- ‬بداية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬في‭ ‬الأساليب‭ ‬التربوية‭ ‬والأهداف‭ ‬والقيم‭ ‬المستهدفة‭ ‬وغيرها،‭ ‬مع‭ ‬تجنب‭ ‬إسناد‭ ‬التربية‭ ‬لشخص‭ ‬واحد‭. ‬ونصيحتي‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬المشغولين‭ ‬بأن‭ ‬يسندوا‭ ‬الأمر‭ ‬لمن‭ ‬هو‭ ‬أفهم‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الأب‭ ‬مشغولًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسند‭ ‬مسؤولية‭ ‬التربية‭ ‬للأم‭ ‬ولكن‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬الأم‭ ‬فيه‭ ‬لتدخله،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطلعا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬يوميًا‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القراءة‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭.‬

وأقول‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬حسنوا‭ ‬علاقتكم‭ ‬بأبنائكم‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬رئيسية،‭ ‬ومنها‭ ‬ستصير‭ ‬علاقتكم‭ ‬ممتازة‭ ‬ولا‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬جهدا‭ ‬أو‭ ‬وقتا‭:‬
أولًا‭: ‬أنصتوا‭ ‬لأبنائكم‭ ‬فلديهم‭ ‬حكايات‭ ‬وأحداث،‭ ‬والأب‭ ‬والأم‭ ‬أقرب‭ ‬الأشخاص‭ ‬لهم‭.‬
ثانيًا‭: ‬حاضروهم،‭ ‬وليس‭ ‬مقصدي‭ ‬بالنصائح‭ ‬والإرشادات،‭ ‬ولكن‭ ‬فيما‭ ‬يهتمون‭ ‬به،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬تراها‭ ‬أشياء‭ ‬صغيرة‭ ‬وتافهة،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬شديدة‭ ‬الأهمية،‭ ‬فلتتحدثوا‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬وهواياتهم‭ ‬وأفكارهم‭.‬
وأخيرًا‭ ‬العبوا‭ ‬مع‭ ‬أبنائكم،‭ ‬فنحن‭ ‬جميعًا‭ ‬كبشر‭ ‬نحب‭ ‬اللعب،‭ ‬واللعب‭ ‬يقوي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأبناء‭ ‬والآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬لأنهم‭ ‬يرون‭ ‬فيهم‭ ‬شخصيات‭ ‬مختلفة‭ ‬ويرونهم‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬فيهم‭ ‬نفسيًا‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬
كل‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يستغرق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬ولمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬فهذا‭ ‬أفضل،‭ ‬وتكون‭ ‬النتائج‭ ‬أعظم‭ ‬وهي‭ ‬أقل‭ ‬الحقوق‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائهم‭.‬
وأؤكد‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬أسهل‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نسهلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعلم‭ ‬والتجربة،‭ ‬فالتربية‭ ‬ليست‭ ‬صعبة‭ ‬وليست‭ ‬سهلة،‭ ‬ولكنها‭ ‬التعب‭ ‬الممتع‭ ‬لأن‭ ‬ثمرتها‭ ‬ونتائجها‭ ‬ملموسة‭ ‬تثلج‭ ‬الصدر،‭ ‬فنحن‭ ‬نرجو‭ ‬أن‭ ‬نربي‭ ‬أبناء‭ ‬صالحين‭ ‬يكونون‭ ‬امتدادًا‭ ‬لوجودنا‭ ‬بعد‭ ‬مفارقة‭ ‬الحياة‭.‬
‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان
داليا‭ ‬شافعي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق