النصف الحلو
أخر الأخبار

2022‭ ‬تُسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬ حياة‭ ‬إمبراطورة‭ ‬‮«‬أزياء‭ ‬البانكس‮»‬ ‏Vivienne Westwood

خيم‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬عالمي‭ ‬الموضة‭ ‬والأزياء‭ ‬إثر‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬مصمّمة‭ ‬الأزياء‭ ‬والناشطة‭ ‬السياسية‭ ‬والبيئية‭ ‬البريطانية‭ ‬فيفيان‭ ‬ويستوود‭ ‬المعروفة‭ ‬عالمياً‭ ‬بلقب‭ ‬‮«‬إمبراطورة‭ ‬أزياء‭ ‬البانكس‮»‬‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬81‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬ليُسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الثائرة‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬النجاحات،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

دخولها‭ ‬عالم‭ ‬الأزياء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مرهوناً‭ ‬فقط‭ ‬بحبها‭ ‬لهذا‭ ‬المجال‭ ‬الإبداعي‭ ‬الشائق،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬لطرح‭ ‬أفكارها‭ ‬الثورية‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصميماتها‭ ‬ذات‭ ‬الرسائل‭ ‬المسيسة‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭.. ‬فويستوود‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المصممات‭ ‬والمصممين‭ ‬الذين‭ ‬نادوا‭ ‬العاملين‭ ‬بقطاع‭ ‬الموضة‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬بالتقيد‭ ‬بالقواعد‭ ‬الملزمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.‬
كما‭ ‬دعت‭ ‬المصممة‭ ‬أيضا‭ ‬المستهلكين‭ ‬إلى‭ ‬تقنين‭ ‬شراء‭ ‬الملابس،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬حملتها‭ ‬لدعم‭ ‬البيئة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬حدة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬العالم‭ ‬حالياً‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬معاركها‭ ‬السياسية‭ ‬ضد‭ ‬حكومة‭ ‬بلادها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثانية‭ ‬وفاتها‭.‬

أما‭ ‬معركتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬فيها‭ ‬قدرتها‭ ‬الإبداعية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬الصلب،‭ ‬فكان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مؤسس‭ ‬موقع‭ “‬ويكيليكس‭” ‬جوليان‭ ‬أسانج،‭ ‬الذي‭ ‬اعتُقل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بعدما‭ ‬أمضى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬كلاجئ‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬الإكوادور‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬حيث‭ ‬نددت‭ ‬خلال‭ ‬إحدى‭ ‬مسيراتها‭ ‬بـ‭ “‬فساد‭ ‬الحكومة‭ ‬وموت‭ ‬العدالة‭”‬،‭ ‬لتظهر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعام‭ ‬أمام‭ ‬إحدى‭ ‬محاكم‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬ضخم‭ ‬مرتدية‭ ‬بذلة‭ ‬صفراء‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الاحتجاج‭ ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬أسانج‭.‬
في‭ ‬المقابل‭ ‬نشر‭ ‬موقع‭ “‬ويكيليكس‭” ‬تغريدة‭ ‬كتب‭ ‬فيها‭ “‬ارتاحي‭ ‬بقوة‭” “‬Rest In Power‭” ‬وأرفقها‭ ‬بخبر‭ ‬وفاة‭ ‬ويستوود‭ ‬مع‭ ‬صور‭ ‬لها‭ ‬ولأسانج‭ ‬مرتديين‭ ‬القميص‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬صممته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭.‬
وكان‭ ‬آخر‭ ‬ظهور‭ ‬للمصممة‭ ‬في‭ ‬أسبوع‭ ‬باريس‭ ‬للموضة‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬ختام‭ ‬عرض‭ ‬أزياء‭ ‬دارها،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬وهي‭ ‬تحيي‭ ‬جمهورها‭ ‬بشعر‭ ‬رمادي‭ ‬مربوط،‭ ‬ذي‭ ‬تسريحة‭ ‬أنيقة،‭ ‬وكعادتها‭ ‬كانت‭ ‬تنتعل‭ ‬حذاء‭ ‬ضخماً‭ ‬بكعب‭ ‬عال‭ ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬ملتزمة‭ ‬بأسلوبها‭ ‬الجريء‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬حياتها‭.‬

والحديث‭ ‬عن‭ ‬إنجازات‭ ‬المصممة‭ ‬الثورجية‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنه‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬شخصيتها‭ ‬المتمردة‭ ‬والظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الطفولة‭ ‬وحتى‭ ‬بدايات‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬من‭ ‬عمرها‭.‬
ولدت‭ ‬فيفيان‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1941‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬دربيشاير‭ (‬وسط‭ ‬إنجلترا‭)‬،‭ ‬واسمها‭ ‬الأصلي‭ ‬فيفيان‭ ‬سواير،‭ ‬أما‭ ‬اسم‭ ‬ويستوود،‭ ‬فيرجع‭ ‬إلى‭ ‬لقب‭ ‬زوجها‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬عرفت‭ ‬به‭ ‬واستمرت‭ ‬عليه‭.‬
وفيفيان‭ ‬هي‭ ‬الابنة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬متواضعة‭ ‬تضم‭ ‬ثلاثة‭ ‬أبناء،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬والدها‭ ‬عاملا‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬للذخيرة‭ ‬والسلاح،‭ ‬أما‭ ‬والدتها‭ ‬فكانت‭ ‬عاملة‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬للقطن‭. ‬عاشت‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬حياة‭ ‬متعبة‭ ‬وقاسية‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬أسرتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬المدينة‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬عاصمة‭ ‬الموضة‭ ‬والتحقت‭ ‬هناك‭ ‬بمدرسة‭ (‬هارو‭) ‬لتعلم‭ ‬فن‭ ‬صياغة‭ ‬الحلي‭ ‬الفضية‭.‬
عملت‭ ‬فيفيان‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الحلي‭ ‬المعدنية‭ ‬وبيعها،‭ ‬وكذلك‭ ‬بيع‭ ‬بعض‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬الأزياء،‭ ‬ولكنها‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬دخلها،‭ ‬وقالت‭: ‬إن‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يجلب‭ ‬المال‭ ‬للفقراء،‭ ‬وفضلت‭ ‬العمل‭ ‬مدرسة‭ ‬للأطفال‭ ‬مع‭ ‬تنمية‭ ‬موهبتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬اسكتشات‭ ‬لما‭ ‬تحلم‭ ‬بتصميمه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ملابس‭ ‬أو‭ ‬حلي‭.‬

من‭ ‬مُدرّسة‭ ‬أطفال‭ ‬لزوجة‭ ‬لعامل‭ ‬وأم‭ ‬لأول‭ ‬طفل

أثناء‭ ‬عملها‭ ‬مدرسة‭ ‬مبتدئة‭ ‬تزوجت‭ ‬الفتاة‭ ‬في‭ ‬1961‭ ‬من‭ ‬عامل‭ ‬بأحد‭ ‬المصانع‭ ‬المحلية‭ ‬اسمه‭ ‬دريك‭ ‬ويستوود،‭ ‬والذي‭ ‬حملت‭ ‬لقبه‭ ‬حتى‭ ‬وفاتها‭ ‬رغم‭ ‬انفصالها‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬زواجهما‭ ‬الذي‭ ‬أثمرتأول‭ ‬أبنائها‭ (‬بن‭).‬
والمفارقة‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صممت‭ ‬فستان‭ ‬فرحها،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬ملابسها‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترتديها‭ ‬أثناء‭ ‬ترددها‭ ‬على‭ ‬النوادي‭ ‬الليلية‭ ‬التي‭ ‬اعتادت‭ ‬الذهاب‭ ‬إليها‭ ‬أثناء‭ ‬سنوات‭ ‬زواجها‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬خلاله‭ ‬أياً‭ ‬من‭ ‬أحلامها‭ ‬الكبيرة‭.‬

مالكولم‭ ‬ماكلارين‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬مفاتيح‭ ‬النجاح
تعرفت‭ ‬ويستوود‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬مالكولم‭ ‬ماكلارين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬لفرقةSEX PISTOLS‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أخيها‭ ‬الأصغر،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬زواجها‭ ‬الأول،‭ ‬وتحولت‭ ‬الصداقة‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬جمعت‭ ‬بينهما‭ ‬بعد‭ ‬طلاقها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مؤمناً‭ ‬بموهبتها،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬شجعها‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬التصميم‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تقول‭ ‬المصممة‭ ‬إنها‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬مفاتيح‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تعرفه‭ ‬أو‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭.‬
وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أعوام‭ ‬تكللت‭ ‬قصة‭ ‬حبهما‭ ‬بالزواج‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إنجاب‭ ‬ابنها‭ ‬الثاني‭ (‬جوزيف‭)‬،‭ ‬واستمر‭ ‬الزوج‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬زوجته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهوى‭ ‬تصميمات‭ ‬الأزياء‭ ‬المتمردة‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬آنذاك‭ ‬بـ‭”‬البانكس‭”‬،‭ ‬وكانت‭ ‬تقوم‭ ‬ببيعها‭ ‬وتوزيعها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية،‭ ‬بينما‭ ‬واصل‭ ‬هو‭ ‬نجاحه‭ ‬مديرا‭ ‬للفرقة‭ ‬الشبابية،‭ ‬وكانت‭ ‬رغبة‭ ‬الزوجين‭ ‬في‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬جيل‭ “‬السلام‭ ‬والحب‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬شعار‭ ‬حركة‭ “‬الهيبيز‭” ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬منتشرة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تحويلهما‭ ‬لثنائي‭ ‬مبدع‭ ‬ذاع‭ ‬صيته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬المدينة‭.‬
في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينيات‭ ‬اشترى‭ ‬مالكوم‭ ‬متجراً‭ ‬خاصاً‭ ‬بشارع‭ “‬كينغز‭ ‬رود‭” ‬بوسط‭ ‬لندن‭ ‬ليعرض‭ ‬فيه‭ ‬تصميمات‭ ‬زوجته‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالجنون‭ ‬بسبب‭ ‬استخدامها‭ ‬للخامات‭ ‬الغريبة‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الريش‭ ‬والجلود‭ ‬والألوان‭ ‬غير‭ ‬المعتادة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولم‭ ‬يكمن‭ ‬وجه‭ ‬الغرابة‭ ‬في‭ ‬التصميمات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬ديكور‭ ‬المحل‭ ‬المريب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الجماجم‭ ‬السوداء‭ ‬المخيفة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تجذب‭ ‬الشباب‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

وقد‭ ‬أثارت‭ ‬تصميمات‭ ‬ويستوود‭ ‬المعروضة‭ ‬على‭ ‬واجهات‭ ‬المحل‭ ‬دهشة‭ ‬المارة‭ ‬بسبب‭ ‬جرأتها،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬كتبت‭ ‬عبارات‭ ‬إباحية‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬القمصان‭ ‬عرضت‭ ‬تصميمات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬التيشيرتات‭ ‬الممزقة‭ ‬المطبوع‭ ‬عليها‭ ‬صورا‭ ‬غريبة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أحذية‭ “‬البتلافورم‭” ‬العالية‭ ‬ذات‭ ‬الألوان‭ ‬الصارخة‭.‬
هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‭ ‬للتصميمات‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬خط‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التصميمات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معتادة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الآونة‭ ‬لتتحول‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ “‬ترند‭” ‬عالمي‭ ‬نسب‭ ‬إلى‭ ‬ويستوود‭ ‬وفتح‭ ‬لها‭ ‬ولزوجها‭ ‬أبواب‭ ‬النجاح‭ ‬والشهرة‭ ‬الساحقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬أغنية‭ ‬God Safe The Queen‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كلها‭ ‬انتشار‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭.‬
أما‭ ‬ذروة‭ ‬الشهرة‭ ‬الحقيقية‭ ‬واكتساح‭ ‬الأسواق‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬القميص‭ ‬الذي‭ ‬صممته‭ ‬ويستوود،‭ ‬وكان‭ ‬مطبوعاً‭ ‬عليه‭ ‬وجه‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬ومدعم‭ ‬بدبوس‭ ‬أمان‭ ‬أنيق‭.‬

مجموعة‭ ‬القراصنة‭ ‬والوصول‭ ‬للعالمية
قبل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬تقريباً‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬زفاف‭ ‬الأميرة‭ ‬ديانا‭ ‬سبنسر‭ ‬الأسطوري‭ ‬على‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬البريطاني‭ ‬آنذاك‭ ‬الأمير‭ ‬تشارلز،‭ ‬قدمت‭ ‬المصممة‭ ‬عرض‭ ‬أزيائها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ “‬مجموعة‭ ‬القراصنة‭” ‬المستوحاة‭ ‬من‭ ‬أزياء‭ ‬القراصنة‭ ‬وأزياء‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬الكورسيهات‭ ‬الضيقة‭ ‬لتخرج‭ ‬بمجموعة‭ ‬مذهلة‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬حديث‭ ‬صُناع‭ ‬الموضة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬
وقد‭ ‬لاقت‭ ‬تلك‭ ‬التشكيلة‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التشكيلات‭ ‬النسائية‭ ‬والشبابية‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬شهيتها‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬شهرتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬لافتتاح‭ ‬عدة‭ ‬محلات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬الموضة‭ ‬لندن‭ ‬ونيويورك‭ ‬وهونغ‭ ‬كونغ‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬باريس‭.‬

انفصالهما‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬نجاحهما‭ ‬معاً
لم‭ ‬يستطع‭ ‬حب‭ ‬الطرفبن‭ ‬لبعضهما‭ ‬بعضا‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬طباع‭ ‬الزوج‭ ‬الصعبة‭ ‬وتمرد‭ ‬الزوجة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مألوف،‭ ‬وكانت‭ ‬نهاية‭ ‬الزواج‭ ‬حتمية،‭ ‬فهو‭ ‬يراها‭ ‬تمادت‭ ‬في‭ ‬تصميماتها‭ ‬المخلة‭ ‬وهي‭ ‬متمسكة‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬اعتبرته‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬أفكارها،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الانفصال‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬بحال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬على‭ ‬علاقتهما‭ ‬العملية،‭ ‬حيث‭ ‬استمرا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬موضة‭ ‬البانكس‭ ‬وتطويرها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعلنا‭ ‬انفصالهما‭ ‬مهنياً‭ ‬لتستمر‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬المشوار‭ ‬وحدها‭ ‬لتتحول‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ “‬إمبراطورة‭ ‬البانكس‭” ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬اتجاه‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الموضة‭ ‬العالمية‭.‬
ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬طموحات‭ ‬ويستوود‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬النسائية‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬افتتاح‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬الموازية‭ ‬بدأتها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬بالملابس‭ ‬الرجالية،‭ ‬ثم‭ ‬الجلود‭ ‬والإكسسوارات‭ ‬والعطور‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬المعاصرة‭.‬
وفي‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬حصدت‭ ‬المصممة‭ ‬ثمار‭ ‬تعب‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬مصممة‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬كما‭ ‬حازت‭ ‬لاحقاًتالعديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬الإبداعية‭ ‬العالمية‭. ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬ويستوود‭ ‬تكسر‭ ‬التقاليد‭ ‬والأصول‭ ‬العامة،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬وهي‭ ‬تغادر‭ ‬قصر‭ ‬باكنغهام‭ ‬بدون‭ ‬ملابس‭ ‬داخلية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬رتبة‭ ‬ضابط‭ ‬في‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الملكة‭ ‬الراحلة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الثانية‭.‬

‏Andreas Kronthalerالزوج‭ ‬والمساعد‭ ‬والمدير‭ ‬الفني

في‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬تعرفت‭ ‬ويستوود‭ ‬على‭ ‬زوجها‭ ‬النمساوي‭ ‬أندرياس‭ ‬كرونثالر‭ ‬الذي‭ ‬يصغرها‭ ‬بـ‭ ‬25‭ ‬عاماً،‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬رحلتها‭ ‬إلى‭ ‬فيينا‭ ‬لإعطاء‭ ‬دروس‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬التصميم،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬فارق‭ ‬السن‭ ‬بينهما‭ ‬لم‭ ‬يمثل‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬لأي‭ ‬منهما،‭ ‬حيث‭ ‬جمعتهما‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬نظرة،‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية‭ ‬لها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬تلاميذها‭ ‬هناك،‭ ‬ووصفته‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ “‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الطلاب‭ ‬موهبة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭”‬،‭ ‬وبعد‭ ‬زواجهما‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يساعدها‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولها‭ “‬مصمم‭ ‬مبدع‭ ‬يضع‭ ‬اللمسات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬مجموعاتي،‭ ‬ويشرف‭ ‬على‭ ‬التسويق‭ ‬بجدارة‭”.‬
وكان‭ ‬كرونثالر‭ ‬قد‭ ‬نعى‭ ‬زوجته‭ ‬قائلا‭: “‬لقد‭ ‬عملنا‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭ ‬وقدمت‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬كي‭ ‬أتابع‭ ‬بها‭.. ‬شكراً‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬حبيبتي‭”.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬موضة‭ ‬البانكس‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬بل‭ ‬اختفائها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ويستوود‭ ‬ظلت‭ ‬متمسكة‭ ‬بها‭ ‬وتستخدمها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬تصميماتها،‭ ‬ولكن‭ ‬بروح‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬كونها‭ ‬تمثل‭ ‬لها‭ (‬رمز‭ ‬الثورية‭ ‬والانقلاب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭ ‬ومعروف‭ ‬لدى‭ ‬مجتمعها‭).‬
وفي‭ ‬حديث‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬صديقها‭ ‬إيان‭ ‬كيلي‭ ‬الذي‭ ‬ساعدها‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬سيرتها‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬قالت‭ ‬المصممة‭ ‬إن‭ ‬اما‭ ‬أفعله‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مرتبطا‭ ‬بعالم‭ ‬البانك،‭ ‬فالأمر‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مرتبطا‭ ‬بالانتفاض‭ ‬ضد‭ ‬الظلم‭ ‬واستثارة‭ ‬التفكير‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬مريح‭ ‬للبعض‭.. ‬سأظل‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بعالم‭ ‬البانك‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭”.‬

تصميمات‭ ‬جديدة‭ ‬بلمسات‭ ‬تقليدية
في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬تنحت‭ ‬ويستوود‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬لعلامتها‭ ‬التجارية‭ ‬وأسندتها‭ ‬إلى‭ ‬زوجها‭ ‬كرونثالر‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬شكلاً‭ ‬جديداً‭ ‬للتصميمات‭ ‬الحديثة‭ ‬للدار،‭ ‬ولكنه‭ ‬وفر‭ ‬استمرارية‭ ‬السمات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬ميزت‭ ‬علامة‭ ‬ويستوود‭ ‬التجارية‭ ‬وعرفت‭ ‬بها‭.‬

أزياؤها‭ ‬تعكس‭ ‬مواقفها‭ ‬السياسية
وباستعراض‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬ويستوود‭ ‬من‭ ‬أزياء‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭ ‬المهني،‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬استخدمت‭ ‬منصات‭ ‬العروض‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائها‭ ‬الثورية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وقد‭ ‬بدا‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬أثناء‭ ‬الحقبة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬فيها‭ ‬مارجريت‭ ‬تاتشر‭ ‬رئاسة‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعارضها‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬مخصصة‭ ‬لذلك‭. ‬والحال‭ ‬ذاته‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬تصميماتها‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬بشدة‭ ‬عن‭ ‬مناهضتها‭ ‬لاتفاقية‭ ‬البريسكت‭ ‬الخاصة‭ ‬بخروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق