آسفة.. لم أقدّم حلاً لمأساتك لأنها أكبر مني ومنكم
سيدتي الغالية غنيمة المحترمة،
تحية طيبة وبعد…
أترك بين يديك قصتي الطويلة المحزنة وأريد حلا يريحني من العذاب، أنا فتاة في الثامنة عشرة، من عائلة كويتية، والدي من كبار الشخصيات في الكويت، مشكلتي أنني أحببت شابا غير كويتي دام حبنا أربع سنوات كلها عذاب وحرمان وبكاء، أحبه حب العبادة لأنه أول شخص في حياتي، طلبني من والدي عدة مرات فرفض بحجة أنه فقير لا يملك المال ولأنه ليس كويتيا، فماذا يقول الناس بنت فلان الكويتي تتزوج واحداً ليس من بلادها، ما ذنبنا حتى نحب ونتعذب، أصبح حبنا بدون أمل. ومع هذا لم أتركه، أكلمه في الهاتف دون أن أراه لأنه بعيد عني جدا.
مرت سنة وتقدم مرة ثانية طالبا يدي فرفض والدي، توسل إليه، قبل يديه ورجليه، أخذ يبكي كالطفل، ولكن والدي كلمته واحدة لا تتغير، المهم أن حبيبي – سامحه الله – اعتدى عليّ، وحملت منه سفاحا، لا يعلم أحد بما حصل لي، أخبرت والدتي بعد أن أصبح لي ثلاثة أشهر وعين والدي لا ترى ماذا حل بي، فكل هذا حصل لي انتقاما من والدي، سافرت مع أمي وعملت عملية إجهاض حتى تخلصت من طفلي.
أنا أبكي الليل والنهار كلما تذكرت طفلي أمام عيني وهو يموت يومها وأرى أن والدي هو السبب، الذنب ذنبه، فماذا يحصل لو تزوجته؟ هل أموت جوعاً لأنه لا يملك الكثير من المال، السعادة بين الأحبة وهم يعيشون في عش جنبا لجنب ما أجملها من سعادة، حبيبي الى اليوم هو حبيبي لا تقولي إنه لا يحبك لأنه اعتدى عليك، غصب عنه لأنه يحبني ولا يريد لأحد أن يأخذني منه، فأنا كل شيء له في الحياة، ترك أهله لأجلي، تعذب لأجلي وحبيبي الآن في السجن، إذ قدم والدي دعوى ضده لأنه لا يريد أن يكون وهو الفقير زوجاً لفتاة غنية ماذا فعلت لي أموال والدي؟ هل أنا سعيدة؟ أبدا فأنا متعذبة لا أحد يشعر بحالي سوى والدتي المسكينة، فليس لها أي حق في الدفاع عني مادام والدي موجودا، وبعد يومين سيخرج حبيبي من السجن، ماذا أفعل؟ طلبت منه أن ينساني ولكن بدون فائدة، كيف والبعاد ليس بهذه السهولة؟ حب مضى عليه خمس سنوات بدون أمل، فالحب أقدس شيء في الحياة ونهايته الزواج كحل طبيعي.
أما أنا فلا حب ولا زواج ولا حتى شرفي الذي ضاع بسبب والدي.
وشكراً لك يا أختي الغالية.
المعذبة
سارة من حولي
رسالتك أنشرها بحروفها ودمها ودموعها، لا أعلّق فلست مع التجبر والتعصب والعناد مصطدما بالعاطفة الشابة العنيدة.
ولست أيضا مع الخطبئة وثمارها أينما كانت ومهما كانت دوافعها.. إن حالتك علامة دالة على حيرة الكويت اليوم.. كويت الأغنياء والفقراء.
إن التكافؤ في الزواج مطلوب، والتجانس مطلوب، ولكننا لا نضع الحب في ميزان التكافؤ، التكافؤ المهم هو عدد الدنانير يقابلها عدد أكبر. ولا نضع دم الشباب الحار في موازنة التجانس، فالكويتي إذا أحب تزوج من الدنيا طولاً وعرضاً من اسكندنافيا على حافة القطب الى إندونيسيا في عمق الاستواء، والكويتية إذا أحبت ضاقت الدائرة فلم تسع إلا الكويت، آسفة لم أقدم حلا لمأساتك لأنها أكبر مني ومنكم.
إذا طلقتها
أبعث إليك بمشكلتي هذه وأنا في حيرة، أنا شاب أبلغ من العمر الخامسة والعشرين عاما تزوجت من فتاة قريبة فتاة بكرا، ولكن بعد زواجنا اكتشفت أن الفتاة التي تزوجتها ليست بكرا، وأنا الآن في دوامة الحيرة هل أطلقها أم لا؟ وأنا الى حد الآن كاتم سري حتى على الوالد والوالدة، ماذا أفعل بربك يا عزيزتي غنيمة هل أطلقها أم أبقيها زوجة لي؟ وهل حرام عليّ إذا بقيت زوجها؟ وما حل مشكلتي؟ أرجو الرد سريعا على مشكلتي المستعصية، والله الموفق.
س.ق
المملكة العربية السعودية
إذا طلقتها فهذا حقك، وإذا سترت عليها وعاملتها كإنسانة زلت وبعثت بك العناية لتقيلها من عثرتها فإنك تنقذ حياتها من الدمار، وتمنحها معروفا لا يمكن أن تنساه لك ما عاشت. فهل تشتري سمعتها وحياتها وتبقي عليها، ولن يضيع الله أجرك، ولن تنسى هي فضلك ومعروفك.. والكثيرات يا أخي أخطأن ولكنهن وجدن من ذوي الأريحية والرجولة من حماهن، فمنحهن من الحب والإخلاص والوفاء ما لا تستطيع الكثير منحه.. جرب العفو عند المقدرة، وهذا أحل الحلول وأقربه للسماء.. ولن تندم.
عام 1970