الأدب الهندي.. بتوابل الاحساسات وحرارة الحكايات
هكذا وصل الأدب الهندي إلى العالمية وإلى نيل أرفع الجوائز الأدبية الروائية الدولية، لأنه ببساطة أدب إنساني بكل ما تعني الكلمة من معان! فهو أدب معجون بالمشاعر والقيم والصراع مع الحياة الغريبة كثيرا، لكنه ينتصر في النهاية للإنسان بل للروح الإنسانية الوثابة المنتصرة فوق كل المعوقات والقوى المعادية.
زئير الحملان.. رواية رمزية لاكتشاف الشخصية القيادية في داخلك
هذا هو الكتاب الثاني بتوقيع المؤلف الهندي سريدهار بيفارا والصادر عن دار النشر هاربر كولينز والذي يروي قصة استثنائية حول القيادة داخل كل إنسان.. وقد ألفها بعد النجاح الكبير الذي حققه كتابه الأول، حيث يأتي الكتاب الجديد لهذا المؤلف المتميز لتسليط الضوء على مقومات القيادة الحقيقية التي تأتي نتيجة للصعاب والتحديات.. حيث تدور أحداث الرواية في غابة ماو بشرق أفريقيا حول محاولة قطيع من الحملان لإيقاف مذبحة ملك الغابة الأسد قيصر، والكاتب بذلك يؤكد مقولة ان القادة يصنعون ولا يولدون. وقد لاقت الرواية إشادة واسعة من قبل صحيفة تايمز أوف إينديا والمؤلف المشارك لسلسلة شوربة دجاج للروح مارك فيكتور هانسن والطبيب الشهير ديباك تشوبرا.
ويوضح فكرة روايته بالقول: يتربع الأسد على عرش الغابة بصفته أكثر الحيوانات قوة وتأثيرا، بينما تعتبر الأغنام من أضعفها، فمن غير المتوقع أن تحشد الخراف الشجاعة لمواجهة الأسود الجبارة. لكن عندما يصبح بقاؤهم على المحك، سيولد القادة الحقيقيون من العدم لتحدي الظروف. ولا تعد زئير الحملان قصة كلاسيكية حول انتصار الضعيف على القوي، حيث تصطحب القراء في رحلة لاكتشاف الذات تنتهي بإدراكهم لأهمية عبرها في جميع مجالات الحياة.
من غير المتوقع أن تحشد الخراف الشجاعة لمواجهة الأسود الجبارة.. لكن عندما يصبح بقاؤهم على المحك سيولد القادة الحقيقيون
من جهته، يقول ساشين شارما، محرر دار النشر هاربر كولينز الهندية:
يروي كتاب زئير الحملان قصة استثنائية عن القيادة، حيث تدور أحداثه في إفريقيا إلا أن عبره تتخطى الحدود لتساعد القارئ على استكشاف شخصيته القيادية. وسيلاقي هذا الكتاب أصداء إيجابية لدى عشاق أبرز الكتب، أمثال من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ أو الراهب الذي باع سيارته الفيراري. ونحن في غاية الحماس لنشر هذا الكتاب».
وقد تلقت الراوية الإشادة من كثيرين ومنهم الطبيب الشهير ديباك تشوبرا، حيث رأى أنها تحاول أن تؤكد معنى مهما للبشرية.. فلا يمكن توصيف مستقبل التطور البشري والحياة على هذا الكوكب بعبارة البقاء للأقوى بل البقاء للأذكى، حيث يمكن لصيغ القيادة الجديدة أن تسهم في بناء عالم أكثر سلاما واستدامة وصحة وسعادة. وينصح بقراءة هذا الكتاب المميز لمعرفة كيفية الوصول إلى هذا الهدف، وأضمن للقارئ مع نهاية الكتاب استكشاف قدراته القيادية الكامنة.. ويراها «رواية استثنائية عن القيادة».. كما كتب عنها الكاتب مارك فيكتور هانسن، المؤلف المشارك لسلسلة شوربة دجاج للروح يقول: «إنها حكاية أسطورية تلهم القارئ لإطلاق العنان لإمكاناته والتحلي بالشجاعة».
في الراوية أحداث مشوقة حيث أفضت السياسات الاستبدادية لملك الغابة العظيم قيصر إلى حدوث فوضى بين رعاياه في غابة ماو في شرق إفريقيا، حيث يعرف الملك بأنه الحاكم الأطول لزمرة الأسود، وتحت خدمته شاكا الداهية، الزعيم السابق للحملان الذي خان قطيعه من أجل الأسود الأقوياء وكشف عن دفاعاتهم ليضعهم في موقف حرج.
فكيف توقف الحملان المذبحة وتجد ملجأ لنفسها؟ هل سيكونون قادرين على تحدي مصيرهم واستعادة قانون الغابة؟ وهل يمكن لقطيع من الحملان الخائفة أن تتعلم الزئير؟
إنها رواية استثنائية عن القيادة، حيث تعتبر قوانين الغابة واستراتيجيات البقاء دروس ذات قيمة دائمة لاكتشاف الشخصية القيادية في داخلنا.
في الرواية حوار ذكي ملهم يقول:
سأل فورسا، الخروف الكبير: «كم خروفا قتل في الهجوم اليوم؟» وهو يلقي نظرة على الأراضي العشبية الملطخة بالدماء في شرق إفريقيا بعد هجوم الأسود الغاشم، وسط مشهد جثث أصدقائه المتناثرة وأجواء خيم عليها اليأس والإحباط.
هذا هو قانون الغابة، حيث يكون البقاء للأقوى هو الحقيقة المطلقة، ويؤكل الأضعف حسب قوانين السلسلة الغذائية. لكن بدأ البعض العبث بهذا النظام الطبيعي لتحقيق مكاسب أنانية عبر اللجوء إلى القتل الجماعي.
The God of Small Things
رواية فوق العادة استغرقت من الكاتبة أرونداتي روي أربع سنوات كاملة!
The God of Small Things رواية فوق العادة استغرقت من الكاتبة أرونداتي روي أربع سنوات كاملة! فخرجت تحفة أدبية جميلة تسرد التفاصيل عن تجارب الطفولة لتوأم.. تلك التجارب التي تدمرها قوانين والمجتمع والمعتقدات الغريبة والتقاليد البالية.. لذلك لم يكن غريبا أن تحصل هذه الرواية على أرفع الجوائز العالمية جائزة بوكر، واللافت أنها العمل الأول للكاتبة! تحمس لها كثيرا بانكاج ميشرا، محرر مع دار نشر هاربر كولينز، والذي أرسلها إلى ثلاثة ناشرين بريطانيين. وبعد نشرها، حققت الرواية أرباحا وصلت إلى نصف مليون جنيه استرليني، وبيعت حقوق نشر الكتاب في 21 بلدا للترجمات المتنوعة حول العالم!
أرونداتي روي: تجارب الطفولة تجرحها المعتقدات الغريبة
الكاتبة أرونداتي روي كانت مجرد مهندسة معمارية في الأصل وتصمم وتكتب للسينما. لكنها قررت كتابة هذه الرواية الجميلة كي تحكي مأساة عائلية لتوأمين فتاة وشاب، يلتقيان بعد انفصال قسري لزمن طويل.. فتسترجع الفتاة تفاصيل نشأتها: عائلة جدها لأمها، أخت جدتها التي نذرت نفسها للكنيسة، أم التوأم المسيحية التي تزوجت هندوسيا سكيرا تركها فيما بعد تواجه غضب وإهانة عائلتها المسيحية مع طفلين، حبها الدامي لعامل من طبقة اجتماعية مرذولة بل محرم لمسهم! أخوها وزوجته الإنجليزية أو مطلقته وطفلتها التي تزوره بعد تسعة أعوام لتلقى مصرعها غرقا بعد أسبوعين من زيارة الهند!
الرواية تحمل علامة استفهام كبرى: لماذا كل هذا الصراع بين البشر بسبب المعتقدات الغريبة؟!
الرواية مفعمة بالتطورات الدرامية العائلية والتي تنتهي بانتحار الأم الشابة، وغرق الشاب المعشوق بعد جلسة تعذيب بوليسية، ثم غرق الطفلة المولودة، وانتهاء الولد التوأم بنفيه النفسي لدى عائلة أبيه، وهجرة بطلة الرواية إلى أميركا! وكأن الطفولة البريئة تجرح بل تقتل بفعل الأفكار البالية الساكنة العقول منذ أزمنة غابرة!
الرواية قد لا تحمل النهاية السعيدة لكنها تمتلئ بالأغاني والقصائد وحب الحياة! غير أنها تحمل علامة استفهام كبرى: لماذا كل هذا الصراع بين البشر بسبب المعتقدات الغريبة؟!