الحيوانات الأليفة لعلاج أطفال التوحد
مديرة مركز «دولفين» لعلاج أطفال التوحد «فاتيما عمر»:
الحيوانات الأليفة لعلاج أطفال التوحد
كانت إصابة وليدها دافعاً للبحث عن أساليب علاجية جديد لأطفال التوحد في الوطن العربي كله، وبعد أن توصلت الى أن الحيوانات الأليفة قادرة على تغيير سلوك أطفال التوحد قررت إنشاء مركز لعلاج الأطفال على شاطئ البحر الأحمر وبالتحديد في مدينة القصير،
مستعينة بأحدث الدراسات والأساليب العلمية في العلاج، والتي أكدت على قدرة الحيوانات الأليفة كالدولفين والحصان وغيرهما على التأثير الإيجابي على الأطفال ممن يعانون صعوبة التعلم واضطربات التواصل وتشجعهم على التفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي.
المزيد من التفاصيل من خلال لقائنا مع فاتيما عمر مديرة مركز دولفين لعلاج أطفال التوحد.
تستخدم الكلاب علاجًا وقائيًّا لاكتشاف بوادر الإصابة بنوبات الصرع
في البداية قالت فاتيما:
بعد أن أثبتت الدراسات أن الحيوانات الأليفة تُسهم في تقليل مخاطر أمراض القلب وتساعد على خفض معدلات ضغط الدم حتى الكوليسترول، باتت الاستعانة بالحيوانات الأليفة سواء في مساعدة المرضى أو علاجهم من مختلف الأمراض أمراً معروفاً وثبت فاعليته.
وهناك الكثير من الحالات التي ثبت فاعلية علاجها بالاستعانة بالحيوانات الأليفة التي أسهمت في تقليل مستوى التوتر لدى الأشخاص المصابين، كما أثبتت الدراسات أن هناك حيوانات تستخدم علاجا وقائيا مثل الكلاب التي تمتاز بقدرتها على اكتشاف بوادر الإصابة بنوبات الصرع قبل حدوثها.
الحصان يساعده على التخلص من مخاوفه وتعزيز ثقته بنفسه
وأشارت الى أن الدراسات الحديثة أكدت فاعلية الحيوانات الأليفة في معالجة أمراض التوحد أيضا،
فعلى سبيل المثال الموجات التي تصدرها الدلافين تؤثر بالإيجاب على الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم واضطربات التواصل وتزيد من التواصل الاجتماعي والتفاعل مع المحيطين بشكل إيجابي من خلال السباحة
واللعب مع الدلافين، كما أكدت أن قضاء الطفل فترة من الزمن مع الحصان كفيلة بتغيير العديد من السلوكيات علاوة على أن حركة الحصان ذاتها تقلل من اضطربات الطفل الجسدية والحسية.
وتابعت قائلة:
بعد إجراء تقييم طبي كامل للطفل يقوم مجموعة من الأطباء والمدربين المتخصصين بتقديم كل الخدمات للطفل وتحديد برنامج علاجي تأهيلي باستخدام الحيوانات الأليفة وبما يتناسب مع حالته،
وذلك لمساعدته ليصبح عنصرا فعالا في المجتمع من خلال إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل وتحديد المكملات الغذائية التي يحتاجها بعد تشخيص حالته وتحديد قدراته، ثم يخضع الطفل للبرنامج العلاجي المناسب لحالته.
الدولفين يشجِّع أطفال التوحد على التواصل الاجتماعي
وأضافت: يتضمن البرنامج العلاجي جلسات يقوم خلالها الطفل بالسباحة واللعب مع الدولفين في الماء، لمدة لا تقل عن ثلاثين دقيقة،
ويخضع لحوالي عشر جلسات تحت إشراف اخصائي علاج الحركة.
وأشارت الى أن الدولفين يُصدر موجات فوق صوتية غير مسموعة وهذه الموجات كفيلة بتغيير سمات الطفل المصاب.. وان السباحة مع الدولفين تزيد من نسبة التركيز لدى الطفل المصاب وتزيل الشعور بالخوف مما يحسن من قدرة الطفل على التواصل مع المحيطين.
وأكدت أن هناك تحسناً ملحوظاً ونتائج إيجابية سواء من ناحية السلوك أو التواصل مع الآخرين بعد جلسات العلاج بمصاحبة الدولفين، حيث إن الأطفال ممن كانت درجة انتباههم تقدَّر بخمس دقائق وصل انتباههم إلى الدولفين ساعة كاملة.
أما عن جلسات ركوب الخيل، فقد أكدت أنها تمكن الطفل من التخلص من مخاوفه وتقوي العضلات وتزيد من قدرته على التحمل والإحساس بالمخاطر وتعزز ثقته بنفسه، من خلال جلسات يومية تمتد لنحو خمسين يوما.
وأشارت إلى أن نسبة شفاء الأطفال المصابين بالتوحد بهذا الاسلوب الحديث فاقت الـ 90% وهي نسبة هائلة.
وقد أظهرت النتائج أن الطفل المصاب يتجاوب أكثر مع الحيوانات الأليفة أكثر من الأشخاص الآخرين.
نشاط رياضي وبرنامج ترفيهي لرفع مختلف قدرات الطفل وتنمية المهارات
واختتمت فاتيما قائلة: إن العلاج بالحيوانات الأليفة غير كاف بمفرده ويجب أن يصحبه علاجات أخرى تركّز على حالة الطفل المصاب سواء كان يعاني من مشاكل نطق، أو تواصل اجتماعي،
مثل العلاج بالأوكسجين يُسهم في تحسين قدرات الطفل اللغوية ويُسهم في زيادة التركيز، وتحسين أدائه وتقليل جوانب القصور.
ويشمل البرنامج العلاجي أيضا نشاطا رياضيا وبرنامجا ترفيهيا لرفع مختلف قدرات الطفل وتنمية المهارات وعلاجا تربويا وسلوكيا.. علاوة على جلسات المساج التي تسهم في تحسين سلوك الطفل بنسبة تقدر بـ 80%.
غادة عوني