الخبيرة الزراعية في «من البذرة إلى المائدة» الزينة البابطين: زرعت القطن في الكويت.. فالأمر ليس مستحيلًا
خبيرة زراعية اختارت أن تنطلق رحلتها من حديقة منزلها لتحولها إلى مزرعة تضم أكثر من 500 نوع من النباتات والخضراوات، الزينة البابطين اختارت أن تبدأ هوايتها من الطبيعة التي أنصفتها ومنحتها الكثير من الإنتاج الزراعي الذي أهلها لأن تحطم الرقم القياسي لموسوعة غينيس لأكبر درس زراعة في العالم.
«أسرتي» التقت الزينة البابطين في دورة “من البذرة إلى المائدة” التي أقامتها لجنة «ساعد أخاك المسلم»، وإليكم حوارها معنا:
الجميع يستطيع الزراعة مهما كانت ظروفه
في البداية أكدت الخبيرة الزراعية الزينة البابطين أن جميع الأشخاص غير المحترفين قادرون على الزراعة في منازلهم قائلة: أحرص من خلال حسابي على الإنستجرام على إرشاد وتوعية المبتدئين على الأخص، لأنني أعلم أن البداية قد تكون مربكة لكثرة المعلومات، ولعدد الأصناف المتاحة للزراعة التي تصعّب الاختيار أحيانًا، ولكن يمكنني القول إن الجميع يستطيع الزراعة مهما كانت ظروفه، فالزراعة ممكنة في الأرض، أو في الأحواض، أو في الشرفات أو حتى عند النوافذ!
ونحن في فصل الشتاء، وجهت الزنية البابطين نصائحها لمحبي الزراعة، أو من سيزرع لأول مرة: أنصح بأن يبدأوا الموسم الزراعي من الآن، كما أنصح باختيار أنواع خضار سهلة الزراعة كبداية، مثل البذور أو الشتلات مباشرة في الحديقة في موقع مشمس، وأن يستفيدوا من وجود عدد كبير من المزارعين الهواة الذين يشاركون تجاربهم ويختصرون عليهم طريق النجاح من خلال نصائحهم.
وعن الممارسات والطرق الصحيحة من أجل زراعة منزلية ناجحة، قالت: زراعة الخضراوات في المنزل سهلة وممكنة، ولزيادة فرص النجاح، من المهم الالتزام بمواعيد الزراعة الصحيحة لتحقيق أعلى استفادة من الموسم الزراعي، ويمكنكم معرفة هذه المواعيد والكثير من النصائح القيمة عن طريق متابعة المزارعين المحليين في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يجب أن تتم الزراعة في موقع مشمس وفي تربة جيدة سواء في الأحواض أو مباشرة في الأرض، وقد يجد المزارع المبتدئ بعض الصعوبة في اختيار خلطة التربة المناسبة، ولذلك، أنصح المبتدئين في الزراعة بخلطات البوتنج سويل الجاهزة “تربة جاهزة للزراعة” والتي تناسب الزراعة العضوية.
الطماطم ملك الحديقة ومن أمتع الخضراوات
وعن أهم النباتات والخضراوات التي تفضل زراعتها في الحديقة المنزلية، قالت الزينة البابطين: الطماطم ملك الحديقة، ومن أمتع الخضراوات التي أحرص على زراعتها، كما أحب زراعة القرع والكوسا أيضًا، وفي كل موسم أضيف أصنافا جديدة لم أزرعها من قبل.. كما أحرص على زراعة الورقيات كثيرًا والأعشاب، وأحب أن أبدع في تقديمها في طبخات ووصفات صحية ومشوقة لي ولعائلتي.
وأضافت: تمكنت أيضًا من زراعة أجود أنواع القطن هنا في الكويت؛ لأن الأمر ليس مستحيلا.
كما قدمت الزينة البابطين إرشادات مساعدة عند القيام بالزراعة لأول مرة، منها:
أول خطوة هي اختيار موقع مشمس يتعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة 6 – 8 ساعات، لأن الخضراوات تزدهر في وجود أشعة الشمس، وتنمو بشكل أسرع، وتثمر بشكل أفضل كلما كانت أشعة الشمس متواصلة فوقها.
التربة
النباتات الصحية أساسها التربة الجيدة، فإذا كانت التربة جيدة أصبح الباقي سهلاً.. جرب خلطة التربة الغنية بالكومبوست، ممتازة للزراعة في الأحواض ولا تحتاج إلى أي إضافات، كل ما عليك فعله هو ملأ أحواضك بها والزراعة فوراً.
البذور
اختيار البذور الصحيحة أمر مهم جداً، عليك الالتزام بمواقيت الزراعة الصحيحة، لأن هناك نباتات تفضل الأجواء الدافئة، وتتضرر من الأجواء الباردة، والعكس.
كل الخضراوات يمكن أن تُزْرَع مباشرة في التربة الخارجية، ولكن هناك بعضها الذي يستفيد مما نسميه بسبق الموسم، وهو الزراعة المسبقة داخل المنزل، ويفضل تحت الأضواء الصناعية لكسب الوقت وجني الثمار مبكرًا، لأن سبق الموسم والزراعة المبكرة يعطيها وقتا كافيا لتتبرعم وتنمو كشتلة صغيرة مستعدة للتزهير والإنتاج، حين يأتي موسمها الزراعي.
هذه النباتات تستفيد من الزراعة داخلياً قبل شهر أو شهرين من موسمها الفعلي. تعتمد المدة على عدد الأيام الموضحة على عبوة البذور.
ينصح بزراعة البذور الداخلية في تربة جديدة مخصصة لذلك لحماية البراعم من مشاكل العفن وغيرها من مشاكل الزراعة الداخلية.
وتحتاج البراعم الداخلية بعد إنتاج الأربع الأوراق الحقيقية إلى تغذية، ننصح باستعمال سماد دودة الأرض المتكامل، يخفف بالماء ويرش أو تسقى للشتلات.
هناك نباتات لا تحتاج إلى سبق الموسم، وتُزْرَع بذورها مباشرة في الحديقة الخارجية في الأجواء التي تفضلها، تذكر أنه يمكنك زراعة كل شيء خارجياً مباشرة، وأن عملية سبق الموسم هي لكسب المزيد من وقت الحصاد فقط. ويمكن الاستغناء عنها.
الأحواض
يمكنك الزراعة مباشرة في الأرض، أو في براويز Raised bed وفي الأحواض.. تعرض الزراعة في الأرض مباشرة، التربة الزراعية إلى عوامل التعرية، نوصي بعزل التربة ورفع مستوى التربة الزراعية عن طريق وضع براويز مصنوعة من الخشب، أو الطابوق أو غيرهما.
وعن طريقة الري للنباتات، أضافت البابطين: ليس هناك جدول محدد لعدد مرات السقي ولكمية الماء، لأن جونا في الموسم الزراعي متقلب، حار وجاف لعدة أشهر، ثم رطب، ثم غائم، ثم ممطر، ثم معرض للصقيع ثم مشمس، كل هذه التقلبات تتطلب سقيا مختلفا.. ففي البرد تأتي أيام لا نسقي الزرع فيها، وفي الحر والشمس قد نسقي أكثر من مرة في اليوم.
القاعدة التي تساعدنا على معرفة إن كانت التربة بحاجة إلى السقي أم لا هي النظر إلى سطح التربة، إن كان رطبا وغامقا، وما زال مشبعا بالماء من السقي السابق له، فهو ليس بحاجة إلى المزيد من الماء، “أما إن كان باين عليه الجفاف، نسقي”.