«الشبو» خطر جديد يفتك بشبابنا
مساعد الغوينم لـ «أسرتي»:
خطورة «الشبو» في سرعة النفاذ للجسم وتأثيره الفتاك على الصحة
مع اقتراب الإجازات الصيفية تزداد مخاوف الآباء والأمهات على الأبناء من مخاطر كثيرة تحدق بهم بسبب زيادة أوقات الفراغ أو أصدقاء السوء، خاصة في ظل انتشار مخدر فتاك أقل سعرا وأكثر ضررا، لا يخفى على الجميع مدى خطورته، حيث تؤثر هذه المادة الفتاكة على مواد كيميائية محددة في الدماغ والجهاز العصبي بشكل مباشر، فيتوهم الشخص الشعور بالطاقة الجسدية والنشاط والسعادة والثقة بالنفس، إلا انه سريعا ما يقع المتعاطي فريسة في حبائل الإدمان، وتزداد حاجته إلى جرعات أكبر في كل مرة.
«أسرتي» التقت مدير عام معهد القادة الأمني الفريق.م / مساعد الغوينم للحديث حول الشبو وسبب انتشاره السريع وتأثيره المدمر على الفرد والمجتمع:
المدمن يتبع أي وسيلة مهما كانت خطورتها لإشباع رغبة ملحة
بداية.. ما الإدمان؟ ومن الشخص المدمن؟
– الإدمان عبارة عن حالة نفسية عضوية تنتج عن تفاعل العقار في جسم الإنسان.
أما الشخص المدمن، فهو شخص أناني يركز على ذاته دون أدنى اهتمام بمصالح الآخرين، ولا يهتم إلا بمشاكله الخاصة به.
وتابع الغوينم قائلا: تكمن المشكلة الرئيسية في الحفاظ على مورد المخدرات، أو الإشباع الفوري لرغبته للمخدرات.. ويتبع أي وسيلة مهما كانت خطورتها لإشباع تلك الرغبة الملحة الشديدة.
ما السلوكيات التي تستوجب انتباه الوالدين وتشير إلى إدمان أحد الأبناء؟
– شحوب الوجه واصفراره، قلة النوم والسهر خارج المنزل، فقدان الشهية وعدم الرغبة في الطعام، اضطرابات نفسية في السلوك الإنساني، كثرة العصبية وسرعة الاستثارة، آثار ثقوب الحقن (الإبر) في ذراعيه وساقيه، الميل للعزلة في الغرفة وإغلاقها بإحكام، الاستدانة والسرقات.
هل هناك أساليب للكشف المبكر عن الإدمان؟
– هناك دلائل قطعية تساعد على الكشف المبكر عن مشكلة الإدمان آثار الحقن، وريد الذراع يصبح ورديا ثم بنياً، وجود ملعقة مسودة من كثرة التسخين ضمن حوائج المدمن.
الشبو من ابتكارات مافيا المخدرات في العالم وما تسخره من مصانع سرية في أوروبا
لو تحدثنا عن الشبو بالتحديد.. فما الشبو؟ وممَّ يتكون؟
– الكريستال ميث أو الشبو من ابتكارات مافيا المخدرات في العالم وما تسخره من مصانع سرية في أوروبا وآسيا وبعض الدول العربية، وهي تدخل ضمن مواد الإمفيتامينات المنشطة، وغالبا ما يكون لونها أبيض ناصعاً.. هذه المادة لها تأثير كبير على الدماغ، حيث إنها تؤثر على المناطق المسؤولة عن التصرفات السلوكية للإنسان.
ويعتبر الشبو أو ما يعرف عالميًّا بـ «الكريستال» الخطر الجديد المنتشر في العالم وفي الكويت، وذلك لرخص سعره وتأثيره المدمر.. وطريقة تعاطيه الاستنشاق بالأنف، أو الحقن وهي الاكثر شيوعا، بالإضافة إلى تعاطيه بالتدخين.
ما خطورة مادة «الشبو»؟
– يسبب الإدمان النفسي، ودرجة إدمانه شديدة ومتفاوتة، حيث له خاصية النفاذ بسرعة للجسم، فإذا أُخذ ت الجرعة عن طريق الحقن بالوريد، يشعر المتعاطي بأثر العقار خلال ثوان معدودة.. إضافة إلى السلوك العدواني الذي يتسم بالعنف ويسبب فقدان القدرة على التركيز وضعف الذاكرة وخاصة في حالة الانقطاع عـــن التــعـاطــي.
على المجتمع أن يستيقظ لحجم الخطر الذي يحدق بأبنائنا
كيف نقي المجتمع والشباب من شرور هذه المواد المخدرة؟
– التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة مسؤوليتنا جميعًا، فلا بُد من بذل كل الجهود الضرورية للتصدي لهذه الآفة والحيلولة دون زيادة انتشارها بين أفراد المجتمع من الشباب وغيرهم، فعلى المجتمع أن يستيقظ لحجم هذا الخطر الذي يحدق بفئاته، ويتصدى لكل المجرمين الذين يتاجرون بأمن وسلامة أولادنا بكل حزم، وأن توضع المشاريع والخطط لمواجهة هذه الظاهرة.. إضافة إلى:
- تقوية الوازع الديني.
- اختيار الصحبة الصالحة.
- تجنب المشاكل الأسرية والخلافات التي تنشأ بين الوالدين.
- ملء أوقات فراغ الشباب بما ينفعهم من علم نافع أو عمل صالح أو ترفيه بريء.
- إقامة دورات توعية وتوجيه للطلبة للإحاطة بمخاطر المخدرات الهدامة على مستقبلهم، وحماية الوسط المدرسي والجامعي باستعمال وسائل وأدوات المراقبة الحديثة كالتصوير بكاميرات الفيديو لساحات المدارس والجامعات.
- توعية أفراد المجتمع بمخاطر السموم البيضاء على أبنائهم وبناتهم، والتأكيد على دور الأم خصوصًا في هذه المهمة.
وفي الختام شدد الغوينم على ضرورة رفع مستوى الوعي الاجتماعي لدى كل شرائح المجتمع، بداية بالشباب والأسرة وأولياء الأمور ومروراً بالمدارس والمجتمع؛ للبحث عن كل ما هو جديد يقينا ومجتمعنا شر هذه الآفة.
وأكد الغوينم ان القضاء على ظاهرة المخدرات لا تأتي بالكلام والإعلام فقط، وإنما تأتي بتضافر الجهود، واستخدام كل الوسائل والأساليب والقوانين للحد منها.