الشيف البحرينية رؤيا صالح : « فيلا ماماز » طعام مطهو بمكونات الحُب
حملت عطر أطباقها من البحرين إلى بريطانيا
رؤيا صالح صاحبة مطعم «فيلا ماماز»، أول من قدم المطبخ البحريني الخليجي إلى العالم، فبرغم عملها في مجالات مختلفة، أهمها القطاع المصرفي الذي قضت فيه نحو عشرين عاما، فإنها تحولت بشكل مفاجئ إلى عالم الطهي.
تختلف أطباق الطاهية البحرينية عن أي أطباق عربية تقدم في المطاعم، إذ تدمج الأطباق الشعبية مع مذاقات جديدة ونكهات خاصة بها تحت ما يسمى «Fusion food»، ألفت كتابها «غذّي أحاسيسك» FEED YOUR SRNSES، وهو باكورة أعمالها الكتابية في مجال الطبخ.
«أسرتي» التقت الشيف البحرينية رؤيا صالح التي حلمت منذ طفولتها بالنجاح، مجرد النجاح في أي مجال كان، فكان بالفعل حليفها في كل خطوة من خطوات مشوار حياتها الصعب، المليء بالعثرات وبالكفاح:
أمضيت ساعات أستكشف مع والدتي فن الطبخ كلنا شغف بأن نتعرف على صاحبة النكهات المميزة.. الشيف رؤيا صالح، كيف كانت بدايتك؟
– والدتي من إيران ووالدي من البحرين، لذا ترعرعت في بيت يجمع بين ثقافات الطعام المختلفة، تعلمت الطبخ والزراعة أيضا، ورثت منهما حب الطهي والتفنن بالنكهات، وأمضيت ساعات طوالا أستكشف مع والدتي فن الطبخ، ووقعت في حبه منذ نعومة أظفاري.
من روتين البنوك إلى سخونة عالم الطهي
وأضافت: عند تخرجي في المدرسة اضطررت لأن أعمل في شركة تكنولوجيا براتب متواضع لاستكمال دراستي الجامعية، ومن هناك خضت تجربة مهنية طويلة، إذ افتتحت متجر ملابس ومن ثم عملت سكرتيرة في بنك وبالتدريج ترقيت في البنك وعالم المصارف إلى أن وصلت لمراكز عليا، ولكن لم يجعلني ذلك أنسى شغفي للطبخ.
وأمضيت الفترة ما بين 2008 إلى عام 2010 وأنا أدرس السوق بالتفصيل، ولتجربة المشروع في بادئ الأمر، أطلقت موقعا إلكترونيا تحت اسم «مطبخ رؤيا» يوفر خدمة توصيل مأكولات المناسبات من أنواع مختلفة من الحلويات وأطباق أشتهر بتحضيرها، وأثبت الموقع نجاحا كبيرا في وقت قصير، وتلقيت من خلاله الكثير من الطلبات من البنوك والشركات الكبرى خاصة، لذلك أريد أن أقول إن الإنسان بيده أن يصنع نفسه.
كيف تحول مشروعك من مطبخ رؤيا إلى مطعم فيلا ماماز؟
– عندما نال المشروع إعجاب الناس، تأكدت أن خطوة افتتاح المطعم اقتربت، ولطالما حلمت بافتتاح مطعم في «فيلا» مع حديقة لزراعة النباتات والأعشاب، التي أريد استخدامها في أطباقي، وأردت تقديم الأطباق البحرينية الشعبية في طابع رومانسي ورونق مميز، أطبخها وأقدمها بنفسي وكان ذلك جديدا في دولتنا البحرين.
وأضافت: وجدت بالفعل فيلا أردت تسميتها «مطبخ رؤيا»، ولكن الاسم كان مسجلا في البحرين في وزارة الاستثمار وقررت افتتاح مطعمي باسم «فيلا ماماز».
لماذا اخترت فيلا ماماز بالتحديد؟
– «فيلا ماماز» تعني منزل والدتي، لأنها هي التي علمتني عشق الطهي، وأردت أن يقدم الطعام المطهو بمكونات مليئة بالحب، لذلك دائما أقول أنا من مدرسة أطبخ بحب، ليتذوق الناس بالحب.
أغذي أحاسيس المتذوق بأطباق أو بمكونات مليئة بالحُب
ما الأساسيات في مطعمك؟
– هدفي أن أغذي أحاسيس الناس بأطباقي، عندما يأتي الناس إلى مطعمي لا بد أن يشعروا بأن كل ما في المطعم مريح لهم، من طاولات وجلسات، وطريقة ترتيب الطعام وتقديمه.
حدثينا عن «Fusion food» التي عرف أطباقك بها؟
– ببساطة كل طبق من مطعمي يعطيك تجربة مختلفة بمذاقات مميزة وغنية، لأنني أدمج الأطباق الشعبية التقليدية مع مذاقات جديدة ونكهات خاصة، وهذا هو ما يسمى «Fusion food».
لا أعتمد على التوابل للحصول على المذاقات المميزة
هل أطباقك تخلو من التوابل تماما؟
– لا ولكني لا أحب أن أعتمد على التوابل للحصول على المذاقات المميزة، وأركز على المكون الذي يفيدني في نكهة الأكل، لذلك أفضل الأعشاب الطازجة كالشبت والكزبرة والمكسرات كالصنوبر والجوز وكلها ذات جودة عالية، لذلك أقول لكل من يطهو اختر مكونات طعامك بحرص، اختر الجيد والنظيف والطبيعي تحصل على أشهى الاطباق وألذها.
ما أهم درس تعلمته في الحياة؟
– أهم درس تعلمته خلال مشواري هو أن الحب أساس الحياة، حب العمل، وحب من حولك، وأنه سر نجاح أي إنسان في حياته.
ما أول طبخة لرؤيا صالح وكم كان عمرك؟
– أول طبخة لي كانت الأرز الأبيض وكان عمري 6 سنوات، وسافرت والدتي إلى إيران، وكنت أنا وشقيقتي مسؤولتين عن إعداد الطعام، وقالت لي شقيقتي أنت عليك أن تطهي الأرز اليوم، ويومها صعدت على كرسي صغير لأرى إناء الطبخ، ولأني لم أتعلم الطهي من قبل، وضعت زيت جوز الهند عليه.
نقلت سحر الطعام الخليجي إلى عقر دار لندن
ما رؤيتك عندما افتتحت مطعمك في لندن؟
– كنت أود أن أكون أول طاهية بحرينية وأترجم المطبخ الخليجي والعربي والأطباق الشعبية إلى قوالب تحدث الأجانب عن هويتنا وشخصيتنا، ولذلك اعتنيت بكل التفاصيل من أصغرها إلى أكبرها وقلت لنفسي لندن بالنسبة لي عالم كبير وإذا حققت فيه النجاح فسأحقق النجاح في أي مكان آخر.