حياتنا أحلي

الصفح والعفو والتسامح تزيل السموم من العلاقات الإنسانية

بعد قصة حب طويلة، خطب عماد حبيبة قلبه ريناد لمدة 6 أشهر وقدم لها شبكة غالية في حفل فاخر، لكن بعد حدوث عدة مشاكل عدلت ريناد عن الخطوبة،

ورفضت رد الشبكة والهدايا لخطيبها السابق فاغتاظ منها وقام بنشر صور فاضحة لها على الفيس بوك للانتقام منها وقامت عائلة ريناد بمقاضاة الشاب المتهور واستمرت المناوشات والخصومات لمدة 3 سنوات مما حرق أعصاب الفتاة،

وأصيبت بصدمة نفسية بسبب السمعة السيئة والإشاعات المنتشرة على شبكة الانترنت.

طرده رئيس الشركة فاختطف ابنه

انتقم عادل الموظف المقهور بعدما طرده مدير الشركة بأن خطط مع سائق توك توك لاختطاف ابن مدير الشركة وبعدما تقدم المدير ببلاغ تم القبض على الخاطف الذي حاول طلب مليون جنيه فدية وإلا قتل الطفل وهدد الأب،

وعند تحديد موعد لتقديم مبلغ الفدية اكتشف الأب أن الخاطف قد قتل ابنه فقبضت عليه الشرطة وحكم عليه بالإعدام.

 

يقول ستيفن كوفي:

تحكم في غضبك وانفعالك كي تسلم أعصابك وتطيل حياتك

 

التشهير والإشاعات والكراهية بدلا من الصفح والعفو والمسامحة!

يقول ستيفن آر.كوفي مؤلف كتاب «نجاحات عظيمة كل يوم» إن أعظم علاج للغضب الصبر والتأني،

صن لسانك اذا شتمك أحدهم، تحكم في غضبك وانفعالك كي لا تزيد الامور سوءا وكي تحافظ على سلامة أعصابك وتطيل حياتك.

 

لا تشعل في منزلك النيران لتحرق أحد الفئران!

 

يقول هاري ايمرسون فوسديك: تشبه كراهية الناس حرق منزلك من أجل التخلص من أحد الفئران.

ويقول مالاكي ماكورت: تشبه الضغينة تناول المرء السم وانتظار موت شخص آخر.

 

لماذا يكتب الناس الإحسان على الرمال والإساءة على الرخام؟

 

الصفح علاج لعداوات الأقارب وخصومات الأصدقاء

في الحياة اليومية تطفح على السطح عداوات من الاقارب وخصومات بين الزوج والزوجة بسبب سوء الفهم وتحدث كراهية بسبب الطمع في الميراث والحسد والتنافس في العمل من الزملاء،

والمحاكم والمخافر تعج بآلاف القضايا بسبب خصومات وتوترات سببها الكراهية وعدم الصفح والرغبة في الانتقام.

فهل يفيد الناس كراهيتهم وغضبهم ونشرهم الاشاعات السيئة؟ هل يقابل الشر بالشر والسوء بالسوء،

أين فضائل العفو والصفح والتسامح والصبر؟

يقول المثل الفرنسي «اكتب إساءات الآخرين على الرمال.. وإحسانهم على الرخام»، لكن للاسف..

اكتشفت أن الناس كثيرا ما تكتب الاحسان على الرمال وتنقش الاساءة على الرخام.

 

صندوق للتخلص من عيوب الزوجات

عندما سألت أحد الأزواج الحكماء عن سر نجاح زواجه الماسي لمدة تربو على الخمسين عاما، فهل حياته الزوجية على ما يرام، وهل لا ترتكب زوجته أي حماقات، هل هي من الملائكة بلا عيوب؟

فقال لي الرجل الحكيم: أبدا، لكن قلبي كبير يتسع لبناء مقبرة واسعة لدفن أخطائها،

لدي صندوق خشبي أحفظ فيه أوراق أدون عليها كل مساء عيوب وأخطاء الزوجة وأقوم بحرقها بنهاية الاسبوع،

يقول هنري وارد بيتشير: يجب على المرء أن يحتفظ بمقبرة فسيحة ليدفن فيها أخطاء أصدقائه.

 

عملية إزالة السموم من العلاقات الإنسانية

يقول فرانسيس بيكون: من يخطط للانتقام يبق على جروحه حية نابضة ففائدة الصفح العفو والتسامح بين الازواج،

والأصدقاء والغرباء، تخلص العلاقات الانسانية من السموم أولا بأول وتجدد العلاقات وتحول الأعداء الى أصدقاء، فلا يوجد إنسان بلا أخطاء أو عيوب.

ومن يحارب النار بالنار عادة ما ينتهي بالرماد.

تقول إحدى الزوجات لصديقاتها عند سؤالها.. ماذا تفعلين اذا ما اكتشف خيانة زوجك لك؟

فقالت: سوف أصفح عنه وأسامحه من أجل أطفالي، وحسابه يوم القيامة عند ربنا،

فمن يحارب السم بالسم يموت الجميع، كذلك من يرد الشر بالشر والنار بالنار، لكن رد النار بماء الصفح يطفئ النار، ورد الشر بالخير يحول العداوة الى صداقة والكراهية الى محبة.

يقول ديك أرمي: لا يمكنك أن تتقدم الى الامام في حين انك تسعى للانتقام، فإن محاولة الثأر والانتقام ممارسة قلما تعود بنتائج مفيدة أو لا تعود بنتائج مفيدة على الإطلاق.

وليس هناك شعور في قلب المرء يعد بالكثير ويفي بالقليل مثلما يفعل السعي للانتقام «اتش بي شو».

 

العفو والتسامح والصفح من أسرار الحياة الطويلة السعيدة

يقول أو ايه باتيستا: ان إحدى أكبر المتع التي تدوم طويلا التي يمكنك أن تجربها بنفسك هي الإحسان الذي يغمرك عندما تعفو وتصفح بصدق عن عدو أو صديق أو قريب أو بعيد، وسواء علم بذلك أم لم يعلم.

يقول آلن لاندرنر: لقد اكتشف علماء السيكولوجيا أن أحد أسرار الحياة الطويلة والسعيدة المثمرة أن تصفح عن الجميع وتعفو عن كل شيء، كل ليلة قبل أن تأوي الى الفراش،

وبالتأكيد أن أرقى أشكال الشهامة وكرم الاخلاق العفو والتسامح.

 

كيف تحوّل أعداءك ليكونوا أصدقاءك؟!

 

تقول كلارنس دبليو هول: بينما كان البروفيسور بوكرثي واشنطن يمر بجانب قصر سيدة ثرية كانت تظنه مجرد رجل زنجي،

سمعها تناديه أيها الصبي.. تعال الى هنا، أريدك أن تقطع هذه الاخشاب، ودون أن يتفوه بكلمة «خلع» واشنطن سترته وأمسك بالفأس وبدأ العمل ولم يقطع مجموعة كبيرة من الاخشاب فحسب،

لكنها أمرته بحملها الى داخل القصر أيضا دون أن تعطيه أجرا، وما كاد ينصرف حتى نبهها أحد الخدم وقال كان ذلك الزنجي هو البروفيسور «واشنطن» يا سيدتي،

فشعرت السيدة الثرية بالخجل الشديد لسوء معاملتها وذهبت الى معهد توسكيجي بولاية ألاباما الذي يعمل فيه البروفيسور لتعتذر له فرد عليها المربي والمعلم الفاضل قائلا «ليس هناك حاجة الى الاعتذار سيدتي،

أنا سعيد بإسداء المعروف للأصدقاء»، فأصبحت السيدة الثرية أحد المؤيدين والمتبرعين لمعهد توسكيجي بل أكثرهم حماسة، هكذا رفض «واشنطن» أن يزعج نفسه بالإهانة والاضطهاد

وحوّل السيدة المتعجرفة المغرورة من الكراهية للسود الى الأصدقاء، يقول كورديل هال: «لا تهن تمساحا حتى تعبر النهر».

 

الحلم غطاء ساتر للغضب وثورة العقل

يقول ماركوس أوريليوس: متى هاج الغضب فيك اذكر أن من شيم الرجال الحلم واللين لا إعطاء النفس هواها، وكلما كان المرء خاليا من حدة الغيظ كان أقرب الى القوة.

قال الإمام علي: لا تلاج الغضبان فإنك تقلقه باللجاج ولا ترده الى الصواب.

وقال أفلاطون: الغضب كالتابع الرديء الذي يحركك أولا في مصلحتك، فإن أطعته حركك في مصلحته،

والسخيف من حرك غضبه على صورة اللفظ، والحصيف من حركه على حقيقة اللفظ والفعل ولم يحرك منه إلا بمقدار ما يمنعه من الرحمة لمن لا يستحقها.

وقيل: أقوى الناس من قوي على غضبه، فأول الغضب جنون وآخره ندم.

وقال ابن المقفع: الحلم غطاء ساتر والعقل حسام قاطع، فاستر خلل عقلك بحلمك وقاتل هواك بعقلك.

 

اتق شر الناس بالإحسان إليهم

تضايقت الزوجة من إزعاج جارتها التي تسكن بالشقة العليا فوق شقتها، حيث إنها تنشر الغسيل فيتسرب المياه الى داخل شقتها وتلقي بالقمامة في شرفتها،

وتعلي صوت التلفزيون طيلة الليل مما يحرمها من النوم المريح بسبب الصوت العالي،

وشكت لزوجها الحكيم فنصحها بالهدوء وأن ترسل لها هدية، وفي اليوم التالي صنعت المرأة صينية بطاطس باللحم وأرسلتها مع الشغالة لجارتها التي تسكن فوقها،

وبعد ذلك انقطع القاء القمامة، والمياه القذرة من الغسيل على شرفتها وأصبحت صديقة لها.

 

باقة ورد تطفئ نيران البارود

 

يقول ليو ايلمان بمجلة ريدرز دايجيست: كنت لأسرتي المكونة من 8 أفراد قطعة من الأرض الجميلة ذات حديقة خضراء محدودة بشجيرات زهرة الليلاك،

واعتاد من يسكنون بالجوار خلفنا رمي القمامة والنفايات ومخلفات الطعام والأحذية والجوارب القديمة والكراكيب والأخشاب في حديقتنا، وظننت أنا وأخي الأكبر أنه يجب توبيخ أولئك الجيران منعدمي الذوق،

وأخبرتنا أمي التي لم يتعد تعليمها سوى المرحلة الثانوية ببريطانيا التي لم تسمع عن علم النفس قط أو التنمية البشرية بأن نذهب ونقطف بعض زهور الليلاك

ثم وجهتنا الى توزيع هذه الباقات لمجموعة من أسر الجيران ونخبرهم بأن أمي تتمنى لهم أن يستمتعوا بها، وبطريقة ما..

حدثت المعجزة.. لم يعد هناك إزعاج أو تلوث أو نفايات في حديقتنا الخلفية، وتحول الجيران الى أصدقاء يتبادلون الزيارات مع أمي.

 

كتب: الدكتور حسني الفار

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق