أزياء وموضةفنلقاء الغلاف

«الطريق إلى الفيوم» بداية رحلة التواصل مع الآخر

آمنة الشندويلي: عشق الأدب والترحال في موضة مصرية للعالم

 

آمنة الشندويلي مصممة أزياء شابة ولكن بنكهة جديدة وبصمة متفردة استطاعت من خلالها أن تغزل رسالتها الإنسانية الخاصة بضرورة تقبل الآخر في نسيج تصميماتها المبهرة التي اعتمدت الزي القبلي العرقي ليكون تخصصها الأساسي الذي اشتهرت به وعرفت من خلاله.

بدأت المصممة الشابة مشوارها منذ كانت طفلة صغيرة تصمم الأزياء لدميتها الجميلة، ولكنها لم تتوقف عن هذا الحد بل أخذت في تصميم أزيائها الخاصة وكان فستان تخرجها هو أول إبداعاتها التي توسعت تدريجيا وذلك بتصميم أزياء أفراد أسرتها ومن ثم صديقاتها المقربات.

فى العام 2015 بدات أولى خطواتها الحقيقية في العمل الاحترافي مصممة للأزياء التي تجمع بين رسالتها الانسانية من ناحية وموهبتها الكبيرة من ناحية أخرى.

وقد قدمت المصممة مجموعات متنوعة من التصميمات بدأتها من مصر وانطلقت بعدها إلى القارة الافريقية لتقدم كل ما هو جديد ويمكن أن يضيف إلى ابداعاتها الفنية من ناحية ورسالتها الإنسانية من ناحية أخرى، ففى عام 2015 كانت البداية مع تشكيلة أطلقت عليها اسم «الطريق إلى الفيوم» وهي مستوحاة من بيوت الفن والمعمار الإسلامي،

فعشق المصممة للأدب والترحال والدخول في عمق الثقافات المتنوعة حتى داخل الوطن الواحد كان دائما وراء كل تشكيلة من تشكيلاتها.

 

وتقول  الشندويلي إنها تحاول أن تعكس أفكارها ومفاهيمها عن الحياة من خلال الأزياء التي تقدمها، فكل مجموعة لديها تعبر عن مفهوم أو فكرة ربما تكون بعيدة عن مفهوم المظهر أو الموضة التقليدية، مشيرة إلى ولعها الكبير بثقافة وأزياء القبائل والأقليات العرقية، ليس داخل مصر فحسب، بل  في كل أنحاء العالم وهوما دفعها إلى السفر إلى نيروبي وتعلم فن تلوين الاقمشة ونقش الطبعات عليها بالشمع الملون وكذلك اتقان فن التطريز اليدوي بالتحاكي مع قبيلة «ماساي» المشهورة بهذا الفن لتخرج بعدها بمجموعتها الثانية « الطريق إلى نيروبي».

ومن نيروبي بكينيا إلى مدينة الأمازيغ بواحة سيوة المصرية، حيث تعرفنا المصممة من خلال تصميماتها المستوحاة من أزيائهم على عالم يجهله المصريون رغم أنهم يعيشون معنا في نفس الوطن فالأمازيغ مجموعة عرقيّة من شعوب شمال أفريقيا ولكنهم موزعون بين عدة دول افريقية من بينهم المغرب وليبيا ومصر ويربط بينهم نفس اللغة والزي والعادات والتقاليد.

وتؤكد المصممة على أنها تحاول دائما من خلال تصميماتها أن تكسر القيود والحواجز بين البشر وأن تبني جسورا من الحوار والتعايش السلمي وقد انعكس ذلك على مجموعتها الاخيرة «كايرو بانك» التي استوحتها من مدارس ثقافية مختلفة ومتنوعة، وانعكس هذا التنوع على اختيار عارضي أزياء بألوان بشرة وأطوال وأجسام مختلفة،

والهدف هو التعبير عن مفهوم «تقبل الآخر» حتى إن اختلف في اللون أو الشكل أو الثقافة، ودعت لنبذ العنصرية والاضطهاد في الشارع المصري ربما انطلاقاً من حالة العنف النابعة من أن كل طرف يهدف إلى فرض قوانينه.

وأشارت إلى أنها حاولت في تلك المجموعة ايضا تقديم تعريف جديد لفكرة القبيلة قائم على الاصدقاء أو دوائر المعارف المختلفة ممن تربطهم علاقات انسانية مشتركة.

وقالت  آمنة الشندويلي إنها لا تتمنى الشهرة أو مزيدا من المكاسب المادية، لكنها تسعى إلى أن تقدم رسالة من كل مجموعة أزياء تقدمها فهي تحفر اسماً ربما يذكره التاريخ لدوره في التعبير عن الثقافات وعن مفاهيم اختفت من خلال الأزياء.

 

آمنة الشندويلي من مواليد أغسطس 1992 ولدت بمدينة الاسكندرية الساحلية ولكنها تعيش في القاهرة حيث درست بكلية الالسن، وكللت موهبتها بدراسة تصميم الأزياء بالأكاديمية الايطالية للموضة.

كانت احدى أبرز المشاركات في برنامج Project Runway Middle East, الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، حيث يقدم المواهب الشابة التي تمتلك مواهب حقيقية في عالم تصميم الأزياء تحت رعاية مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب،

حيث يتم تكليفهم بمهمة تنفيذ تصميمات ضمن موضوع محدد ووفقاً لمعطيات معينة تحددها اللجنة المشرفة على البرنامج ومن ثم يتم تقييم المشاركين بناء على معايير عالمية يستفيدون منها في مشوارهم المهني المستقبلي.

ورغم أن المصممة لم تحصل على المركز الاول، الا أنها تركت بصمة واضحة في البرنامج الذي شاركت في ثماني حلقات منه من أصل 12 حلقة استطاعت خلالها الاعلان عن موهبتها الحقة من خلال مجمل الأزياء التي قدمتها ونالت على اثرها إعجاب كل لجنة الحكام ولاسيما المصمم العالمي إيلي صعب.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق