دشنت رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك التي أسسها المخرج والكاتب السعودي سامي الجمعان أولى مسرحياتها على مسرح الهناجر في القاهرة وهي الرابطة التي تضم فناني الخليج والوطن العربي لتبدأ المسرحية دورتها في منطقة الخليج انطلاقا من الكويت ثم السعودية والإمارات إلى باقي الدول العربية.
«انتحار معلن»
مسرحية «انتحار معلن» تأليف الدكتور سامي الجمعان، حيث استحضر فيها وبتصرف درامي تام حياة امرأة تناضل من أجل كرامتها وكرامة النساء جميعا وفي هذا العرض يشير المؤلف في الوقت ذاته إلى ما واجهته الكاتبة العالمية والروائية الإنجليزية الشهيرة فرجينيا وولف وبكل ما عاشته في حياتها من مآس وما تركته من أثر إبداعي في الكتابة الروائية، كما يتعرض المؤلف للمنجز النقدي فقد كانت فرجينيا وولف رائدةً من رائدات المطالبة بحقوق المرأة إلا أن أصابها مرض الهوس الاكتئابي ثنائي القطب الذي كانت تسمع من خلاله ضجيجًا وأصواتا في رأسها مما وضعها تحت ملاحظة زوجها «لونارد وولف» بصفة مستمرة دامت لفترة طويلة نتيجة الانهيار العصبي الذي تعرضت له لأكثر من مرة حتى انها كررت محاولات الانتحار للتخلص من حياتها البائسة.
وتعرضت فرجينيا للعديد من المواقف الحياتية الصعبة كفقدانها كل من تحبهم أمها وأختها وأخيها ووالدها وتعرضها لعنصرية ذكورية جعلتها تكره الرجال باستثناء زوجها الذي أحبته وأحبها حتى أنها لم تكن تستطيع الانتحار دون أن تعترف له بحبها وتقديرها لما فعله معها من معروف وقد انتحرت فرجينيا وولف في نهر أوس المتاخم لمنزلها بعد أن كتبت رسالتها الشهيرة التي تركتها لزوجها بعد أن ملأت جيوب قميصها بالحجارة الثقيلة حتى لا تضمن لنفسها النجاة من الغرق وكانت قصة انتحارها شهيرة للغاية ولا تزال وثيقة رسالتها موجودة ومحتفظا بها، وقد سعى الكاتب الدكتور سامي الجمعان إلى ترجمة هذه المآسي على خشبة المسرح لكنه ترك لقلمه حرية التصرف والتعبير ولكي يصنع نصًّا موازيًا متخيلا لحياة واقعية. وكذلك استثمر الكاتب سامي الجمعان هذه الحالة الإنسانية لتكون نموذجا حيا نابضا لكل زمان ومكان.
من جانب آخر، يعدّ العمل المسرحي «انتحار معلن» باكورة إنتاج رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك التي أسسها الجمعان، كما تمثّل مسرحية «انتحار معلن» نموذج الرابطة الحي الذي يترجم رؤية المشروع ورسالته وأهدافه لتحقيق تعاضد حي وملموس للخبرات المسرحية العربية ولخلق حراك مسرحي عربي مشترك وتم تشكيل فريق العمل مما يقارب خمسة عشر مبدعا عربيا في مختلف التخصصات المسرحية.
وقد لاقى استحسان جماهير المسرح في القاهرة من خلال ما أدته الفنانة المتميزة منى التلمودي وهي من تونس أداء أبهر المشاهدين ولجنة التحكيم فمنحتها الجائزة الأولى، كما نال العرض جائزة السينوغرافيا والتي صممها الفنان مازن الغرباوي مخرج المسرحية ونفذها الديكورست رضا صلاح.