تحقيقات
أخر الأخبار

بائعة‭ ‬الخضار‭.. ‬وبنت‭ ‬الطبقة‭ ‬المهمّشة‭.. ‬واللاجئة مـن‭ ‬قـاع‭ ‬المجتمعـات‭.. ‬إلى‭ ‬قـمـة‭ ‬المنـاصـب

من‭ ‬قاع‭ ‬المجتمعات‭.. ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬المناصب‭.. ‬منهن‭ ‬بائعة‭ ‬الخضار‭.. ‬وبنت‭ ‬الطبقة‭ ‬المهمّشة‭.. ‬واللاجئة‭.. ‬كن‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهن‭ ‬نساء‭ ‬عاديات،‭ ‬ولدن‭ ‬ونشأت‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بمستقبل‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭.. ‬لكنهن‭ ‬استطعن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مناصب‭ ‬غير‭ ‬عادية،‭ ‬وبرزن‭ ‬كنجمات‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬2022‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭.‬
جورجيا‭ ‬ميلوني‭..‬‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬ترأس‭ ‬حكومة‭ ‬إيطاليا‭.. ‬
رغم‭ ‬أن‭ ‬والدها‭ ‬مهرب‭ ‬مخدرات‭ ‬وسُجن‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭!‬
جورجيا‭ ‬ميلوني‭ ‬تدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬أبوابه
من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬خضار‭ ‬شعبي،‭ ‬ومربية‭ ‬للأطفال،‭ ‬وساقية‭ ‬في‭ ‬حانة‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬وزيرة‭ ‬ثم‭ ‬التربع‭ ‬على‭ ‬سدة‭ ‬حكم‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬استعصى‭ ‬لعقود‭ ‬على‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭.‬
جورجيا‭ ‬ميلوني‭ (‬45‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬صحافية‭ ‬وسياسية‭ ‬وزعيمة‭ ‬حزب‭ “‬إخوة‭ ‬إيطاليا‭” ‬تدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬أبوابه،‭ ‬كونها‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬ترأس‭ ‬حكومة‭ ‬إيطاليا‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬رئيسة‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة،‭ ‬لرابع‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬
ولدت‭ ‬جورجيا‭ ‬ميلوني‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬عاشت‭ ‬طفولة‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيطالية‭ ‬بعدما‭ ‬تخلى‭ ‬عنها‭ ‬والدها،‭ ‬لتترعرع‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬والدتها‭ ‬اليمينية‭ ‬الهوى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬غارباتيللا،‭ ‬للعيش‭ ‬مع‭ ‬جدتها‭ ‬لوالدتها،‭ ‬ونظراً‭ ‬لغياب‭ ‬الوالد،‭ ‬اضطرت‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬لتغطية‭ ‬نفقات‭ ‬تربية‭ ‬ابنتيها،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬ميلوني‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬أمها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أيضا،‭ ‬فعندما‭ ‬كانت‭ ‬مراهقة‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬بالحي‭ ‬عبر‭ ‬محل‭ ‬صغير‭ ‬لبيع‭ ‬الخضراوات،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬للعمل‭ ‬مربية‭ ‬أطفال،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ساقية‭ ‬في‭ ‬حانة‭.‬
وكشفت‭ ‬جورجيا‭ ‬ميلوني‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتواصل‭ ‬مع‭ ‬والدها‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬أدين‭ ‬بتهريب‭ ‬المخدرات،‭ ‬وحُكم‭ ‬عليه‭ ‬بالسجن‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬إسباني‭. ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬والدها‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬11‭ ‬عاماً‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬به‭.‬

عام‭ ‬1995‭ ‬أصبحت‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ “‬حزب‭ ‬التحالف‭ ‬الوطني‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬الحزب‭ ‬ذو‭ ‬التوجه‭ ‬الفاشي،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وعن‭ ‬29‭ ‬عاماً،‭ ‬أصبحت‭ ‬ميلوني‭ ‬أصغر‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الإيطالي‭ ‬إطلاقا،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعامين‭ ‬عيّنت‭ ‬وزيرة‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬سيلفيو‭ ‬برلسكوني‭.‬
في‭ ‬الـ‭ ‬32‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬اندمج‭ ‬حزب‭ ‬برلسكوني‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬يمين‭ ‬الوسط‭ “‬فورزا‭ ‬إيطاليا‭”‬،‭ ‬وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬مجموعة‭ ‬جديدة‭ ‬باسم‭ “‬شعب‭ ‬الحرية‭”‬،‭ ‬أصبحت‭ ‬ميلوني‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬الشباب‭ ‬فيها‭.‬
وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة‭ ‬تبنت‭ ‬مواقف‭ ‬متشددة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬والزواج‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الجنس‭ ‬والهجرة،‭ ‬ورفعت‭ ‬شعار‭ “‬الله،‭ ‬الوطن،‭ ‬العائلة‭” ‬الماثل‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬كثيرين‭ ‬ممن‭ ‬عايشوا‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وتبعاتها‭.‬

منذ‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬سقوط‭ ‬حكومة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ماريو‭ ‬دراجي،‭ ‬تصدرت‭ ‬ميلوني‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬بملاحظاتها‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭.‬
وقبل‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬المبكرة‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬تحالف‭ ‬يمين‭ ‬الوسط‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬مرشحاً‭ ‬لرئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬وهو‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬ميلوني‭ ‬بقوة‭.‬
في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬نشرت‭ ‬ميلوني‭ ‬كتابها‭ “‬أنا‭ ‬جورجيا‭.. ‬جذوري،‭ ‬أفكاري‭”‬،‭ ‬الذي‭ ‬أشادت‭ ‬فيه‭ ‬بقادة‭ ‬إيطاليين،‭ ‬مثل‭ ‬بيتينو‭ ‬كراكسي‭ ‬وسيلفيو‭ ‬برلسكوني،‭ ‬لوقوفهم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭.‬

دروبادي‭ ‬مورمو‭..‬‭ ‬
أول‭ ‬امرأة‭ ‬تتولى‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬الهند
سطرت‭ ‬الهند‭ ‬فصلاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬جديداً‭ ‬بانتخابها‭ ‬أخيراً‭ ‬رئيس‭ ‬جمهوريتها‭ ‬الخامس‭ ‬عشر،‭ ‬حيث‭ ‬أدت‭ ‬دروبادي‭ ‬مورمو‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬لأعلى‭ ‬منصب‭ ‬دستوري‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬سجلت‭ ‬بضع‭ ‬سوابق‭ ‬لافتة،‭ ‬إذ‭ ‬نجحت‭ ‬مورمو‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬السقف‭ ‬الزجاجي‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عندما‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬شخص‭ ‬مولود‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬والأصغر‭ ‬سناً‭ ‬يشغل‭ ‬المنصب‭ ‬الأعلى‭ ‬للبلاد‭. ‬ثم‭ ‬إنه،‭ ‬بجانب‭ ‬كونها‭ ‬ثانية‭ ‬رئيسة‭ ‬للهند،‭ ‬باتت‭ ‬مورمو‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬القبلية‭ ‬الأصلية،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬تشكل‭ ‬قرابة‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬الهند‭.‬
الانتقال‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬طيني‭ ‬إلى‭ ‬قصر‭ ‬رئاسي‭ ‬فخم،‭ ‬يضم‭ ‬376‭ ‬غرفة،‭ ‬يمثل‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬للرئيسة‭ ‬مورمو،‭ ‬التي‭ ‬أمضت‭ ‬طفولتها‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬الطين‭ ‬بقرية‭ ‬نائية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أوديشا‭ (‬أوريسا‭ ‬سابقاً‭) ‬الساحلية‭ ‬بشرق‭ ‬الهند‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬انتماء‭ ‬مورمو‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬قبلية‭ ‬وافتقارها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬تبدو‭ ‬مسيرة‭ ‬انتقالها‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭ ‬فقيرة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أوديشا‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬الهند‭… ‬رحلة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.‬
ولدت‭ ‬دروبادي‭ ‬مورمو،‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬يونيو‭ ‬1958،‭ ‬لأسرة‭ ‬فلاحية‭ ‬فقيرة‭ ‬جداً،‭ ‬اضطرت‭ ‬مورمو‭ ‬إلى‭ ‬الرحيل‭ ‬عن‭ ‬قريتها‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬السابعة‭. ‬لكنها‭ ‬بمساعدة‭ ‬أقارب‭ ‬لها،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬تعليمها‭ ‬المدرسي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بهوبانيسوار،‭ ‬عاصمة‭ ‬أوديشا،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بجامعة‭ ‬راما‭ ‬ديفي‭ ‬للنساء‭.‬
بدأ‭ ‬نجمها‭ ‬يصعد‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬مسيرتها‭ ‬السياسية،‭ ‬إذ‭ ‬دخلت‭ ‬مورمو‭ ‬المجلس‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬رايرانغبور‭ (‬الذي‭ ‬تتبعه‭ ‬قريتها‭) ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أوديشا‭ ‬عام‭ ‬1997‭. ‬وبعدها‭ ‬فازت‭ ‬في‭ ‬دورتي‭ ‬انتخاب‭ ‬متتاليتين‭ ‬لعضوية‭ ‬البرلمان‭ (‬المجلس‭ ‬التشريعي‭) ‬في‭ ‬أوديشا‭ ‬عامي‭ ‬2000‭ ‬و2004،‭ ‬مرشّحة‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬بهاراتيا‭ ‬جاناتا‭.‬
مورمو‭ ‬لم‭ ‬تخض‭ ‬الانتخابات‭ ‬لفترة،‭ ‬عانت‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬والمحن‭ ‬الشخصية،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬وفاة‭ ‬ابنيها‭ (‬أحدهما‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غامضة،‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬سير‭ ‬عام‭ ‬2013‭)‬،‭ ‬ووفاة‭ ‬زوجها‭ ‬جراء‭ ‬إصابته‭ ‬بنوبة‭ ‬قلبية‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬وإضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬فقدت‭ ‬والدتها‭ ‬وأحد‭ ‬أشقائها‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2009‭ ‬و2015‭. ‬ولكن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬المآسي،‭ ‬تمكنت‭ ‬مورمو‭ ‬من‭ ‬النهوض‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬والمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وعملها‭ ‬السياسي،‭ ‬وبالذات‭ ‬نشاطها‭ ‬الحزبي‭. ‬لقد‭ ‬وجدت‭ ‬مورمو‭ ‬العزاء‭ ‬في‭ ‬الانغماس‭ ‬بالروحانيات‭ ‬والخدمة‭ ‬العامة‭. ‬وكانت‭ ‬أخبرت‭ ‬صديقة‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬تفاعلها‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬والتعرف‭ ‬إلى‭ ‬معاناتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬لكان‭ ‬الاكتئاب‭ ‬قضى‭ ‬عليها‭.‬
تتميز‭ ‬شخصية‭ ‬مورمو‭ ‬بالحزم‭ ‬والقوة،‭ ‬وأيضا‭ ‬بالبساطة‭ ‬الشديدة‭. ‬فهي‭ – ‬وسط‭ ‬معاناتها‭ ‬الشخصية‭ – ‬أغرقت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وعملت‭ ‬بجد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬لآلاف‭ ‬الأطفال‭ ‬المعوزين،‭ ‬ونشطت‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬عاملة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬لمناطق‭ ‬معرضة‭ ‬للجفاف‭ ‬وبناء‭ ‬مدارس‭ ‬ومراكز‭ ‬صحية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬منشآت‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬الدعم‭.‬
من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬لم‭ ‬تُلهم‭ ‬رحلة‭ ‬مورمو‭ ‬النساء‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ألهمت‭ ‬أيضا‭ ‬الأقليات‭ ‬الأخرى‭.‬

أميناتا‭ ‬تورى‭..‬‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬ولاية‭ ‬ألمانية
ولدت‭ ‬أميناتا‭ ‬توري‭ ‬في‭ ‬مأوى‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬حيث‭ ‬عانت‭ ‬وعائلتها‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬اللجوء‭ ‬الألمانية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أصغر‭ ‬نائبة‭ ‬لرئيس‭ ‬برلمان‭ ‬ولاية‭ ‬ألمانية‭. ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬ولاية‭ ‬ألمانية‭.‬
أميناتا‭ ‬توري‭ (‬29‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الخضر‭ ‬المعني‭ ‬بالبيئة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬المسيحية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بألمانيا،‭ ‬وخطفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليها‭ ‬سابقا‭ ‬بمشاركتها‭ ‬متحدثة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الفعاليات‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬
وروت‭ ‬كيف‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬للاجئين،‭ ‬متسائلة‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أصوات‭ ‬مثل‭ ‬صوتها‭ ‬ستمثل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الألمانية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬استوحت‭ ‬دوافعها،‭ ‬وقررت‭ ‬الترشح‭ ‬لمنصب‭ ‬حاكم‭ ‬الولاية‭ ‬أيضا‭. ‬
قالت‭ ‬أميناتا‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭: ‬أقدر‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬أمي‭ ‬لنا؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أبي‭ ‬غادرنا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يتواصل‭ ‬معنا،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬12‭ ‬أو‭ ‬13‭ ‬عاما،‭ ‬أما‭ ‬أمي‭ ‬فقد‭ ‬استمرت‭ ‬بالكفاح‭ ‬حتى‭ ‬أوصلتنا‭ ‬نحن‭ ‬الشقيقات‭ ‬الأربع‭ ‬لبر‭ ‬الأمان،‭ ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أنني‭ ‬أبالغ‭ ‬في‭ ‬عواطفي،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أردده‭ ‬دائما‭ ‬فوالدتي‭ ‬كانت‭ ‬دوما‭ ‬مصدر‭ ‬إلهامي‭ ‬وتحفيزي‭.‬
أميناتا‭ ‬توري،‭ ‬في‭ ‬طفولتها‭ ‬ومراهقتها‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬شبابها‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬العنصرية‭ ‬والإقصاء،‭ ‬وقالت‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬ذا‭ ‬بشرة‭ ‬سمراء‭ ‬فهو‭ ‬مُعرض‭ ‬للاتهامات‭ ‬بالغباء،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬أقل‭ ‬موهبة،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬المهام،‭ ‬واجهت‭ ‬عدة‭ ‬تحديات،‭ ‬وكانت‭ ‬مقتنعة‭ ‬تماما‭ ‬بأن‭ ‬بإمكانها،‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الآخرون‭ ‬فعله،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬قررت‭ ‬التوجه‭ ‬للسياسة‭.‬
وقالت‭ ‬توري‭: ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬70‭ ‬ولاية‭ ‬ألمانية‭ ‬لم‭ ‬يشغل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬شخص‭ ‬أسود‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الاتحادية،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬تعين‭ ‬وزيرة‭ ‬ببشرة‭ ‬سمراء‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬ولاية‭ ‬ألمانية‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق