ثقافة
أخر الأخبار

بمناسبة شهر رمضان لوحات محسن أبو العزم.. ليالي رمضان في الحارات الشعبية

داخل جاليرى ليوان ارت بالزمالك وسط القاهرة افتتح الفنان محسن أبو العزم معرضه الفني (الحارات الشعبية في رمضان) والذي يستمر حتى نهاية الشهر الفضيل، ويعد أبوالعزم من أهم التشكيليين المصريين الذين جسدوا الحياة الاجتماعية الشعبية في الحارات المصرية راصدا بريشته العادات والتقاليد والمظاهر الرمضانية في ليلة الرؤية وما قبل الإفطار وليالي السمر في رمضان، كذلك الطقوس الشعبية والموتيفات التي تسجل مفردات هذا العصر كوابور الجاز، والسبوع والأراجوز والموالد الشعبية، وفيما يلي نعيش مع لوحات أبو العزم لنرصد الحياة في الحارات الشعبية في رمضان ولياليه:

المسحراتي وأفران الكنافة
ترسم لوحاته صورا باسمة وربما ناقدة لاذعة من وحي الحياة الاجتماعية في مصر تتناول مظاهر الحياة اليومية في نهار رمضان وبعد الإفطار الناس في الشوارع وعلى المقاهي والسيدات الشعبيات المطلات من شرفات البيوت، وعلاقة الرجل والمرأة والترابط الذي يجمع بين أفراد الأسرة والطقوس الشعبية في البيوت عند الولادة والألعاب الشعبية في ليالي رمضان
وبائع الفول المدمس في السحور وبائع البطاطا بعد الفطور والمسحراتي والأفران الشعبية للكنافة والقطايف ومواكب ليلة الرؤية والاحتفالات الشعبية بقدوم رمضان وغيرها من المظاهر الشعبية الرمضانية في رمضان قبل نصف قرن تقريبا.
ففي لوحة المسحراتي على سبيل المثال يسقط الضوء على المسحراتي العجوز وصبيه وهما يدقان على الطبلة لإيقاظ النائمين ليتسحروا ويسيطر المسحراتي على مساحة كبيرة من اللوحة ليؤكد الفنان أهميته وتظهر الخلفية مكملة للموضوع ولمجرد تأكيد المكان ويتأكد الظل والنور من خلال الألوان بدرجاتها التي تغيرت بفعل الأضواء الصناعية التي أسقطها الفنان بحرفية على المكان والمسحراتي وصبيه.
كما ترصد لوحاته الأسواق والبيوت والشوارع، فنشاهد جلسات السمر ولحظات الفرح والألم برؤية كاريكاتيرية وألوان مبهجة تعكس روح ذلك العصر بمفرداته الشعبية كالطشت ووابور الجاز، وتغوص ريشته في الحواري، وتأتي النساء الشعبيات ممتلئات الجسد خاليات من ملامح الجمال الجسدي ذات مسحة أفريقية بشفاه غليظة.

لوحات محسن أبوالعزم تُعبّر عن أحلام البسطاء ومعتقداتهم وممارساتهم وعاداتهم بألوان بديعة تجذب الناظر إليها وتدهشه براعة التصوير ومدى مصداقيته وتعبيره عن الحياة الشعبية المصرية، خاصة في أيام رمضان قبل أذان المغرب نشاهد أبخرة الأواني المتصاعدة من النوافذ والأبواب الأسواق الشعبية وطرح كل السلوكيات الاجتماعية في الشوارع بتلقائية بأسلوب كاريكاتيري مدهش بروح تلفها سخرية وخفة دم الفنان محسن أبو العزم.

الوسوم

مقالات ذات صلة