«بوتيك باب» يروي حكايات اللمة وعونة الزيتون والعرس الشامي
«بوتيك باب» يروي قصص اللمة وعونة الزيتون وموسم القمح والعرس الشامي، هذه القيم الأصيلة في مجتمعاتنا العربية، «بوتيك باب» مشروع إنساني لإعطاء اللاجئين السوريين الدعم المادي لإنشاء قصصهم بكل كرامة وحرية لاختيار ما يريدون أن يُعرفوا به، ومهمة بوتيك باب تتجلى في تمكين اللاجئين السوريين مادياً من خلال مساعدتهم على إعادة تصور مستقبلهم، اكتشاف مواهبهم، واستعادة كفاءاتهم الذاتية، وذلك بتدريبهم وتنظيم المشاريع لهم كخدمات مجانية، وقد ولدت فكرة بوتيك باب بعد أحداث الأزمة السورية ولكن خدماتها ليست حصراً فقط على اللاجئين السوريين إنما لأي لاجئ حول العالم.
كونهم لاجئين ليس شيئاً يخجلون
منه، ولكن لا ينبغي أن تكون
هي القصة الوحيدة للشخص،
كما لا ينبغي أن تكون
هي الهوية الوحيدة
لأي شخص كان، كل
منتج من منتجات بوتيك
باب يحتوي على بطاقة
باسم السيدة المبدعة التي
صنعت القطعة.
حقيبة موسم القمح
هذه الحقيبة تروي قصة موسم حصاد القمح التي تعكس التضامن الإنساني في المجتمع الزراعي، حيث يقوم كل أفراد القرية نساء ورجالا، صغارا وكبارا بالمساعدة في حصاد القمح وترحيله من البيادر. واعتاد الفلاحون على ترك جزء من المحصول في مكانه للأسر التي لا تملك أرضا للزراعة، فيكفون حاجتها. وتقوم الأسر كذلك بمقايضة الأرزاق والموارد فتكمل كل أسرة ما ينقص الأخرى. تبادل المصادر هو وسيط مهم للبناء المجتمعي، وطريقة لعفة النفوس عن السؤال والمساواة وتقوية العلاقات الودية بين الناس.
حقيبة عونة حقيبة تروي قصة الزيتون، حيث يشيع في بلاد الشام ما يعرف
بـ «عونة» في مواسم حصاد الزيتون، حيث يعين الناس بعضهم في الحصاد وعقد سقف البيت، كما تشيع إعانة بعضهم في مناسبات الفرح والعزاء وتبادل الخدمات فيما بينهم كما يترك للأسر التي لا تملك بيدر الزيتون على الأشجار فتقوم بحصاده والاستفادة منه. تقوم الأسرة الواحدة بجمع ما يقارب عشرين كيلوجرام خلال موسم القطاف. لم يعلم أحد تلك المجتمعات «العونة» ولكن الإنسان بنزعته الفطرية يميل لبناء العلاقات ودعم الآخر.
حقيبة العرس الشامي
تروي هذه الحقيبة قصة العرس الشامي فطالما كان العرس صورة تعكس القيم الاجتماعية والأخلاقية لأهله وطريقة التبادل الاقتصادي بين أهل العرس نفسه. جرت العادة في القرى السورية أن يكون مهر العروس رأسين من الأغنام وقطعة أرض خصبة بحيث تقتات الأسرة على إنتاجها الذاتي وتعيل نفسها مهما ضاقت بها الحياة. عادة ما يقوم الجيران وأهل الحي بإهداء العروس السكر والهال والأرز والبن والدقيق عونًا لهم، كما تقوم النسوة بتزيين العروس وتجهيزها وتجهيز فرش الدار ووليمة العرس. لم تتعلم هذه المجتمعات كيف تستقل بنفسها اقتصاديًا أو تتضامن مع بعضها على الصعيد الاجتماعي ولكنه الإنسان بفطرته وأصالته.
حقيبة اللمة
تروي هذه الحقيبة قصة اللمة في سهول حوران حيث اعتادت النساء اللمة حول الطابون لصنع الخبز في الصباح كما هي العادة في أغلب بلاد الشام، حيث يتبادلن الأحاديث ويسردن الحكايا ويرددن الأهازيج، بل وتعرف كل واحدة منهن أخبار الأخرى وتعرف أحوالها وينسقن معًا لزيارة المرضى من أهل الحي. إن غياب إحداهن عن هذا الابتهاج الصباحي كان يعني أن الأخريات سيحملن الخبز لدارها، وإن طلبت سيدة أن تكون آخر من يخبز تفهم الأخريات أنها لا تملك ما يكفي من الدقيق للعجن والخبز فتقم باقي النساء بترك الدقيق لها في الطابون عفة لها عن السؤال. إن تضامن أفراد المجتمع مع بعضهم هو «اللبنة الأساسية» لتشكيل مناعة داخلية وقوة يصعب التصدي لها، لأنه عمل جماعي بعيد كل البعد عن التنظيم المؤسساتي.