تجاوز مجموع حواراته الصحافية والتلفزيونية 3000 حوار زاهي وهبي.. من بيت ريفي متواضع إلى قمة الإبداع والمجد الإعلامي

أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية وتغنى ببعض قصائده المطربون العرب
يعتبر الإعلامي والشاعر زاهي وهبي من الشخصيات العصامية بامتياز، فعلى الرغم من بدايته المتواضعة ومعاناته من الفقر والشقاء والعوز، فإنه استطاع أن يواجه التحديات، ويتخطى الصعوبات في عزم وإصرار، حتى انتسب إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية لينطلق إعلاميا عبر عمله في إذاعة صوت المقاومة الوطنية وجريدة الحقيقة ثم جريدة النداء، حيث تشكلت تجربته الصحافية ليتنقل بين كبريات الصحف ثم الفضائيات ليقدم مجموعة من البرامج المتميزة من أشهرها اخليك بالبيتب ويحاور عمالقة السياسة والفن والأدب من كل أنحاء الوطن العربي، صانعا مجده الشخصي علاوة على دواوينه الشعرية وقصائده التي تغنى بها المطربون العرب.
بداية متواضعة
ولد زاهي وهبي في الخامس من مايو من العام 1964 في بلدة عيناتا الحدودية في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، والتي تقع على الحدود مع فلسطين، ونشأ زاهي وهبي في بيت ريفي متواضع، ففي غرفة ترابية ولد وعاش وحيدا في كنف والدته، بينما كان والده مهاجرا، حيث عاش وتوفي في مدينة سيدني الأسترالية، تأثر وهبي منذ نعومة أظفاره بقصص والدته عن الأنبياء والأولياء والمرويات الشعبية عن الزير السالم وسيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد ومجنون ليلى، ما صقل موهبته الأدبية منذ الصغر، كما تأثر منذ طفولته بواقع الجنوب اللبناني، حيث تهجر كأي جنوبي كثيرا، فغادر الجنوب إلى بيروت، وفي بيروت عانى كثيرا من الفقر والشقاء، وعاش في أمكنة بائسة، وأحياناً كثيرة كان ينام في المكان ذاته الذي يعمل فيه.
في كلية الحقوق والعلوم السياسية
انتسب زاهي وهبي إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وبدأ في الوقت ذاته عمله الإعلامي في إذاعة صوت المقاومة الوطنية وجريدة الحقيقة ثم جريدة النداء، حيث تشكلت تجربته الصحافية الفعلية قبل أن ينتقل إلى العمل في جريدة النهار اللبنانيّة لمدة ثماني سنوات محررا ثقافيا وناقدا إلى جانب الشاعر اللبناني شوقي أبي شقرا الذي يصفه وهبي
بـِ االمعلمب، حيث أضاف إلى حياته الكثير من المعاني، وعمل زاهي وهبي كذلك لمدة سنة في تلفزيون االجديدب تزامنا مع عمله في االنهارب.
تلفزيون المستقبل
انتقل إلى العمل في تلفزيون المستقبل، حيث عمل فيه منذ تأسيسه في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، وقدم العديد من البرامج أشهرها اخليك بالبيتب والذي استمر لمدة خمس عشرة سنة متتالية من عام 1996 إلى عام 2011 ونال نجاحا واسعا، وحصد عددا كبيرا من الجوائز وشهادات التقدير، حيث استضاف فيه أكثر من 750 مبدعا عربيا من شتى الميادين والمجالات الفكرية والأدبية والموسيقية والغنائية والمسرحية والسينمائية والتلفزيونية والتشكيلية والفقهية، وعمل العديد من الحوارات التي أثارت جدلا واسعا في الصحف والمجلات.
قناة الميادين
في عام 2011 انتقل إلى قناة الميادين، فكان يعد ويقدِم البرنامج الثقافي الفني المعروف ابيت القصيدب، حيث استضاف قرابة 350 مبدعا معظمهم من الأجيال الشابة وتجاوز مجموع حواراته الصحافية والتلفزيونيّة 3000 حوار، فضلًا عن مئات المقالات النقدية والنثريّة.
حوارات مع العمالقة
حاور زاهي وهبي عمالقة الفن والأدب منهم: محمود درويش، الطيب صالح، طلال حيدر، سعيد عقل، دريد لحام، سميرة توفيق، نور الشريف، عبد الرحمن الأبنودي، فاروق شوشة، رفيق السبيعي، منى واصف، على مهدي، وكما حاور العديد من القادة والشخصيات السياسية مثل: الرئيس اللبناني السابق إلياس الهراوي، والرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري، وحسن نصر الله، ووليد جنبلاط، والبطريرك مكسيموس الخامس لحام، والمطران غريغوار حداد، وفيصل الحسيني، والأخضر الإبراهيمي، والأمير خالد الفيصل، وفاروق القدومي، وعزمي بشارة وغيرهم.
ست الحبايب
كما أعد وقدم برنامج است الحبايبب لثلاثة مواسم رمضانية متتالية على شاشة تلفزيون الجديد، وكرم خلاله عشرات الأُمهات اللبنانيات والفلسطينيات، وحظي البرنامج بمتابعة عالية جدا، وكذلك برنامج اقرأت لكمب الصباحي والذي استمر لمدة اثني عشر عاما متواصلة، فضلًا عن برنامج إذاعي يحمل العنوان نفسه أعده وقدمه عبر أثير إذاعة الشرق، وفي الوقت نفسه لم يقطع زاهي وهبي صلته بالصحافة المكتوبة، حيث كتب لسنوات طويلة في مجلة زهرة الخليج وجريدتي الحياة والسفير.
تكريم وجوائز
نال زاهي وهبي العديد من الجوائز والتكريمات من أبرزها: درع الوعد الصادق لعام 2006 لما قدمه في المجال الإعلامي، ودرع التميز لعام 2011 من اتحاد المنتخبين العرب، ودرع الكلية الملكية للمملكة المتحدة – لندن.
كما نال وهبي جائزة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لثلاث سنوات متتالية، وجائزة المركز الكاثوليكي للإعلام، وجائزة المجلس الوطني للإعلام، وجائزة المجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت، وجائزة جامعة البتراء في الأردن.
كما اختارته مجلة نيوزويك العربية من بين 43 شخصية عربية الأكثر تأثيرا في العالم العربي، واختارته كذلك مجلة أرابيان بزنس من بين المائة الأكثر تأثيرا في العالم العربي.
منحه ياسر عرفات الجنسية الفلسطينية وجواز سفر ديبلوماسياً
زاهي وهبي هو أول شخص عربي يمنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجنسية الفلسطينية، وأمر باستصدار جواز سفر فلسطيني ديبلوماسي له، وكان ذلك في أواخر عام 2005 تقديرا لما قدمه للقضية الفلسطينية في مختلف المجالات، ومنحه المثقفون المقدسيون شهادة تكريم، كما تم تكريمه في مختلف العواصم العربية، وفي مقر جامعة الدول العربية في القاهرة.
دواوين وأمسيات شعرية
أصدر زاهي وهبي عدة دواوين شعرية ومنها: حطاب الحيرة وصادقوا قمرًا، وفي مهب النساء وماذا تفعلين بي وثلاث دقات، وتتبرج لأجلي ويعرفك مايكل أنجلو وراقصيني قليلًا وكيف نجوت وقهوة سادة وأضاهيك أنوثة ورغبات منتصف الحب، وتجري من تحتها الأنهار وتعريف القُبلة وبانتظار الغريبة وهوى فلسطين، كما وقف زاهي على معظم منابر لبنان شاعرا ومتحدثا في الجامعات والمدارس كما أحيا أُمسيات شعرية في معظم أنحاء الوطن العربي مثل:
دار الأوبرا المصريّة، ومهرجان جرش، ومهرجان قرطاج، ومهرجان المحبة، ومهرجان تدمر، ومنزل أمير الشعراء أحمد شوقي، ومعهد العالم العربي في باريس، وصالون الخريف في باريس، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة السلطان قابوس في مسقط، والجامعة الأُردنيّة وجامعة البتراء في الأردن، والجامعة اليسوعية في بيروت، وجامعة بيروت العربية.
مطربون تغنوا بقصائده
نجحت أشعار زاهي وهبي في لفت الانتباه لها من قبل المطربين، فراحوا يطلبونها للتلحين والغناء ليغني مجموعة من قصائده نخبة من المطربين العرب، منهم: مارسيل خليفة الذي غنى قصيدة تتبرج لأجلي، وغنت له أميمة خليل قصيدة أعرف بلادًا، أما قصيدة أُمي فغناها أحمد قعبور، كما غنت جاهدة وهبي قصيدة دمشق، وغنت قصيدة بغداد فايا يونان، وأخيرا قصيدة أرى بلادي وقصيدة تعا يا بكرا غنتهما ليال نعمة. ومن الجدير بالذكر أن زاهي وهبي تزوج من الإعلامية رابعة الزيات.