فاطمة لوتاه..فنانة تشكيلية..ترسم بحب المطر.. والحياة
«فاطمة لوتاه».. فنانة تشكيلية بل فنانة ترسم بالأفكار قبل الألوان.. سواء كانت لوحاتها الفنية أو تصميماتها للاكسسوارات..درست الفن في بغداد ومن ثم في الولايات المتحدة الأميركية.. تعيش في أحد معاقل الفن والإبداع حول العالم: فيرونا، إيطاليا منذ عام 1984، ومن هناك انطلقت إلى العالمية من خلال مشاركاتها الفنية المتعددة المتنوعة في المهرجانات الأوروبية والدولية.. فشاركت بمعارضها في مدن وعواصم العالم الغربي: باريس، جنيف، فيينا، موناكو، استراليا، ميلانو، روما، نابولي. كما شاركت في عواصم العالم العربي بفنها ومعارضها في الإمارات العربية، السعودية، قطر، البحرين.
ترى نفسها نخلة بقدر عنادها وقوتها، تتوق إلى محبة المطر وأشعة الشمس الملونة، حيث يتشابك الفجر بسموه مع الحياة بوهداتها، كما ترى نفسها جملا بقدر صبرها.. وتعتبر نفسها رحالة عبر مرتفعات الحياة في رحلة طويلة بشغف القلب وتجميل العينين بكل ما هو جميل في هذه الحياة، وبرعاية حنونة لتراب الأرض في كل مكان.. هي دائما على علاقة حب كبيرة مع الحياة إلى حد الحب الصوفي..لكنه حب صامت هادئ كصمت الجبل.
كان لـ «أسرتي» هذا اللقاء مع فاطمة لوتاه حول لوحاتها الفنية، بل حبها للفن والمرأة والحياة والإبداع المتنوع:
ماذا عن بداياتك الفنية منذ الصغر؟ وممن تلقيت التشجيع؟ ما قصة أول عمل فني لك؟ وكيف اخترته؟
– بدأت طفلة في الثالثة عشرة.. متحدية للزمن وشك معلمة الرسم في قدراتي بعد أن شاهدت بورتريه لي بالقلم الرصاص.. مازالت تلك الطفلة (تشخبط).. وشك «أبلة» عواطف مستمر.. لكن قلب الطفلة خلا من تحدي الزمن.
بمَ تعرفين نفسك.. بأسلوب فني تشكيلي؟
– الفن بالنسبة لي حالة… لحظة ترغب فيها الروح في اللقاء فتخلق من النور انعكاسا.. على سطح ابيض.. قوس قزح.
من الوضح جدا تميزك بأسلوب فني عن كثيرات في هذا المجال.. عرفي أسلوبك الخاص في التعامل مع اللوحة التشكيلية.
– لا تعريف للقوس… يبدأ من السماء ليعانق الأرض راقصا مشعا بنور الكون.
لوحة من أعمالك لها مكانة خاصة في قلبك وعقلك.. ولماذا؟
– كل لوحة من اللوحات لها مكانة خاصة في القلب.. فهي باب يفتح للروح لترتقي.. وباب بعد باب.. نتمنى اللقاء.
كل لوحات الفنان صعبة التنفيذ بطريقة ما.. لكن هناك لوحة من لوحاته قد استغرقت الكثير من نفسه ومشاعره وجهده..ماذا عن هذه اللوحة لديك؟
– هذه اللوحة قد تكون الأخيرة.
كل خط في اللوحة.. كل قطرة من لونها.. هي دمعة خشوع..
وفي الخشوع.. رحمة وحب ونور
لوحاتك تبدو فيها مسحة هادئة عميقة.. وكأنك في ألفة شديدة مع ألوانك.. وكأن اللون نفسه هو بطل لوحاتك.. فهل هذا صحيح؟
– كل خط في اللوحة.. كل قطرة من لونها دمعة خشوع.. وفي الخشوع رحمة وحب ونور.
رائع أن تبدعي الاكسسوارت بروح تشكيلية.. هكذا تبدو أعمالك في الاكسسوارات التي تم تصميمها.. فكيف تتنقلين هكذا بين عالم الفن التشكيلي وعالم الاكسسوارات؟
– في عام ٢٠٠٨ أردت أن أدخل في تجربة جديدة في الفن (الفن بالنسبة لي بحث دائم) فقمت بعمل مجموعة المجوهرات، وهي عبارة عن قطع منحوتة من الذهب والأحجار الكريمة… عرضت في الكندي سنتر في واشنطن دي سي.. استمتعت بها جدا.
المرأة نور.. وفي النور.. كل ألوان القزح
المرأة لديك.. هل يمكن أن ترمزي لها بلون معين أم بأكثر من لون؟ وما الدلالة لهذه الرموز اللونية للمرأة عندك؟
– المرأة نور… وفي النور كل ألوان القزح.
لوحة مازالت تداعب خيالك الفني ومازالت طي الروح تطلب الالوان والتجسيد على القماش.. فما هي؟
– أتمنى أن أرسم أرض أو جنة أو حياة.
مقاطع من كتاب «فاطمة لوتاه» الجديد..تكتبه عن حياتها
- عنيدة.. كعناد النخيل.. تترقب حب المطر حياة.. ونور الشمس لون.. يعانق الفجر.. صبورة كالجمل.. يرحل بين تلال الحياة سنين… برفقة العطش.. حاملا في قلبه تراب أرض ليتكحل به.. بين حين وحين.. عاشقة كعشق الصوفي لربه… صامتة كالجبل.
- رائحة الحياة ورائحة الموت تختلط… وأنا أتمسك بأطراف ثوبها المنقوش لأسرق منه ألوان القزح فأنقشه على السماء.. أنفاسها.. لذة الحياة.. عيونها فجر اليوم.. وتحت أقدامها النور.
بدأت طفلة في الثالثة عشرة.. متحدية للزمن، وشك مدرسة الرسم في قدراتي
الفن بالنسبة لي حالة… لحظة ترغب فيها الروح
في اللقاء
كل لوحة هي باب يُفتح للروح لترتقي