«تــارا عمــاد» لـ «أسرتي»
هذا هو الشيء الوحيد الذي يُسعدني!
موديل، عارضة أزياء، ممثلة، مقدمة برامج، ملكة جمال أفريقيا للمراهقات ومجالات أخرى استطاعت أن تخترقها النجمة المصرية الشابة ذات الـ 21 ربيعا «تارا عماد»، لتؤكد موهبتها بها، والتي اختارت أن تختص «أسرتي» بخمس إطلالات ناعمة، في حوارها المطول الذي كشفت خلاله كواليس ترشيحها لبطولة المسلسل العربي «دوائر الحب»، وأسرار عودتها لاستكمال أولى بطولاتها السينمائية فيلم «أنا مصري».. فإلى التفاصيل:
بدايةً.. من أين جاء ترشيحك لبطولة مسلسلك الأخير «دوائر الحب»؟
– كنت حينها في لبنان أصور برنامجي «ليلة أنس» الذي انتهيت منه أخيرًا، وتلقيت وقتها اتصالا من الشركة المنتجة للمسلسل، وعرضوا عليَّ المشاركة في بطولة هذا العمل، وهذا فقط ما حدث مثلما كان يحدث مع المسلسلات الأربعة التي شاركت في بطولتها، وبالفعل وافقت، فصورنا لمدة شهر ببيروت، وبعدها اتجهنا إلى «أبو ظبي» وصوَّرنا لمدة أسبوعين.
ألم تترددي للحظة في الموافقة خاصة بعدما اعتذرت إنجي المقدم ومن قبلها زينة عن تجسيد نفس الشخصية التي قدمتها أنت؟
– لأكون صريحة معك.. هذه المعلومة أسمعها للمرة الأولى ولم أكن على علم بها، حينما عرض عليَّ بطولة المسلسل، فأنا لست معتادة قبل موافقتي على أي عمل أن أسال هل كنت المرشحة الأولى له أم لا، وهل هناك فنانات اعتذرن عن الشخصية، أو أي شيء من هذا القبيل، وولم أكن لأشغل بالي حينها بسبب ترشيحهن في البداية قبلي، فهذه ليست طريقة تفكيري، بل الموضوع بالنسبة لي لا يتعدى أنه «نصيب» قبل كل شيء.
وأضافت:
أما عن سبب موافقتي سريعًا على هذه الشخصية، فهو اختلافها الكبير عن شخصية «بوسي» التي قدمتها في مسلسل «صاحب السعادة»، وكذلك عن الشخصيات التي قدمتها في مسلسلات «زي الورد» و«الجامعة»، فهذا المسلسل أتاح لي لأول مرة فرصة تقديم شخصية «نريمان» الفتاة المتزوجة التي تمتلك بيتها وأسرتها الصغيرة وشقيقها المدمن ووالدها ووالدتها، والمشاكل التي تنشأ بينهم دوما.. كلها تفاصيل حببتني في الشخصية وأبعدتني بشكل كبير عن الشخصيات التي لعبتها من قبل، لذلك لم أكن أنظر إلى من رُشِّح لهذا الدور وهل هذا الدور يضيف لي أم لا!
وهل وجدتِ أي صعوبات في أولى بطولاتك العربية الدرامية المشتركة؟
– في البداية هذا ليس أول مسلسلاتي الدرامية التي تحتوي على فريق عمل من جنسيات عربية مختلفة، فمسلسل «الجامعة» أول أعمالي كان به ممثلون من السعودية ولبنان وأكثر من دولة عربية، لذلك حينما عُرضت عليَّ بطولة هذا المسلسل لم يمتلكني الخوف؛ لأنني لن استكشف المجهول من جديد، بل بالعكس تحمست للغاية؛ لأن مثل هذه التجارب تساعدك على تعريف الناس بك في جميع الأوطان العربية، وبالنسبة لي الأمر كان إيجابيا جدا، فلن أجد فرصة أفضل من هذه في إظهار موهبتي وقدرتي على التمثيل أمام جميع سكان هذا الوطن، أما الصعوبة الوحيدة التي أخافتني، فإنها كانت المرة الأولى التي أخرج منها من دور الفتاة المراهقة إلى المرأة المتزوجة المستقلة بذاتها وأسرتها، لكنني نظرت للأمر على أنه تحدٍ جديد.
استفدت من جمهور عادل إمام ولبلبة
وهل أنت راضية عن الأصداء التي حققها المسلسل حتى الآن مقارنة بالأصداء التي حققها مسلسلك الرمضاني «صاحب السعادة»؟
– أكيد نجاحه لا يُقارن بالصدى الذي حققه لي مسلسل «صاحب السعادة».. عمل يلعب بطولته عادل أمام ولبلبة من الطبيعي أن يحقق نسب مشاهدة كبيرة، فليس هناك من لا يشاهدهما في العالم العربي أجمع، ولكن لا تنس أن المسلسل حتى الآن لم يعرض إلا على قناة osn الفضائية المشفرة،
وهناك فئة كبيرة من المجتمعات العربية ليس لديها اشتراك في القناة بمن فيهم أنا بالمناسبة، ورغم ذلك.. استطاع المسلسل أن يجذب الكثيرين، وتصلني دائما ردود أفعال جيدة حول العمل ككل ودوري به من البلاد التي تشاهد القناة كالكويت ودول الخليج وغيرها، ولكنني أتوقع أن نجاح المسلسل سيزيد بشكل كبير مع بداية عرضه عبر القنوات المفتوحة.
وما المعايير التي تبحث عنها «تارا» في سيناريو أي عمل يُعرض عليها، حتى توافق عليه؟
– المعيار الأكبر بالنسبة لي أن أكون سعيدة بفريق العمل الذي سأعمل به وبالشخصية التي سأجسدها، حينها اختار الموافقة مباشرة، لكن إذا شعرت بعدم راحة تجاهها وأنني سأمثل بها وأفتعل في تعبيراتي، فإنني أرفض؛ لأن الأهم بالنسبة لي أن أكون «مصدقة نفسي»، وأن أتعايش مع هذه الشخصية، لأن حينها هذه المصداقية ستنعكس للجمهور وسيشعر بها، ولن يشعروا أني أمثل على نفسي وأمثل عليهم، لذلك أركز دائما في اختياراتي على هذا المعيار حينما يعرض علي أي «اسكريبت».
وهل تعاقدت على بطولة أي عمل درامي لموسم رمضان المقبل حتى الآن أم لا؟
حتى الآن لا، كل تركيزي منصب الآن على استكمال تصوير فيلمي الأول «أنا مصري» الذي بدأ منذ سنتين، ولكن توقف لظروف ما، الفيلم من سيناريو وإخراج كريم علي إسماعيل، ويتناول قصة حياة البطل الأولمبي عمر الغزالي،
الذي يجسد شخصيته بنفسه في الفيلم، إلى جانب عدد من الوجوه الجديدة، ونقدم في الفيلم كيف تتجاهل المجتمعات العربية
الاهتمام بأبطالها، بعكس التقدير الذي يلقاه في الخارج، كلاعب مصري معترف به في كل دولة إلا بلده، لذلك نجده يشعر بخيبة أمل دوما من أن أهل بلده لا يقدرون قيمته ولا السنين
التي تعب وكافح فيها، ولك أنت تتخيل أنني كنت واحدة من الناس الذين لا يعرفون شيئًا عنه وعن إنجازه والرقم القياسي الذي حققه وهو
في سن الثامنة عشرة، ولم يستطع أحد أن يكسره حتى الآن.
وماذا عن طبيعة دورك في الفيلم؟
– أجسد شخصية خطيبته، وبعيدا عن شخصيتي تماما أكثر ما أعجبني بالعمل هي فكرة إنصاف المظلومين الذين يتمسكون بالنجاح في بلدهم رغم الظروف والصعاب التي تواجههم وأمام كم الإغراءات التي تعرض عليهم من الخارج.
ولكن ألم يقلقك أن تكون التجربة السينمائية الأولى لك مع وجوه جديدة، وليس بهم نجم مشهور جماهيريته تضمن نجاح العمل؟
– الفيلم كما أشرت لك سابقا بدأت تصويره منذ عامين قبل أن أقدم «صاحب السعادة» و«دوائر الحب»، فبالتالي لم يكن حينها في حساباتي هل الفيلم به نجوم كبار أم لا، وبالتأكيد من أحلامي أن أقدم أعمالا سينمائية مع كبار نجوم الوطن العربي، ولكني أرى أن هذا الفيلم يُقدم شيئا كبيرا ومهما للغاية، لابد أن نقف أمامه ونعيد النظر فيه، حتى نغير ثقافة المجتمع ككل.
وبمَ تفسرين أن السينما المصرية حتى الآن لا تقدم نوعية سينما المراهق التي تعتمد على هذه الفئة العمرية كأبطال لها، بعكس كم الأفلام التي تنتجها هوليوود لهذه الفئة العمرية؟
– لا بالعكس تقدم، وخير دليل على ذلك تجربة «أوقات فراغ» التي نجحت بشكل كبير، ولكني أتفق معك أن هذه التجربة ليست كثيرة ولا تقارن بحجم الأعمال التي تنتج لهذه الفئة العمرية، وأتمنى أن أهتم بإنتاج أفلام كثيرة تخاطب هذه الفئة ويتحدث عنها شباب من هذه الفئة نفسها، لأنهم أفضل من يتحدثون عن مشاكلهم، فيجب إعطاء الفرصة لهم؛ لأن هناك شبابا كثيرين لديهم الموهبة وأصقلوها بالدراسة والثقافة، ويجب أن نستخدم هذه المواهب ونضعها في نصابها الصحيح.
وهل توافقين الرأي أنك نجحت في وقت قصير في أن حجز مكانة لنفسك وسط نجمات الجيل الحالي؟
– أجابت ضاحكة: بصراحة أحاول ذلك وأؤكد لك أنني حتى الآن لم أكن أتوقع ما وصلت إليه، حتى مع عرض مسلسل «صاحب السعادة»، فلم أكن أنظر لدور «بوسي» على أنه محوري أو مؤثر في أحداث المسلسل بهذه الطريقة، إلا حينما شاهدت حلقاته، والحمد لله نجاح المسلسل وردود الأفعال عليه جاءت إيجابية حتى السلبية التي جاءتني حاولت أن أستفيد منها وأن أتعلم منها، لذلك سعدت جدا بالنقلة التي حققتها بعد هذا العمل، لكن في نفس التوقيت قلقت للغاية، وأجمل شيء أن تحصل على نجاح لم تكن تتوقعه أو تنتظره.
لم أكن أُخطط لخوض التجربة الإعلامية
إذا تحدثنا عن تجربتك في تقديم البرامج من خلال «ليلة أنس».. هل كنت تخططين لها من البداية؟
– إطلاقا، فلم أكن أفكر في ذلك أني سأخوض هذه التجربة يوما ما أو أقدم ما حصل، وحتى حينما تحدثت معي الشركة المنتجة للبرنامج، قلت لهم حينها باللفظ «بصو أنا معنديش أي خبرة في تقديم البرامج وسلام عليكم شكرًا»، ولكني فوجئت بردهم، وقالوا لي لا تقلقي سنوكل تدريبك لميلاد حدشيتي، وسيعلمك لغة الجسد واستخدام تعبيراتك بالشكل الذي يساعدك على تقديم البرنامج، وكيف تتحدثين أمام الكاميرا، وحينها فكرت بعض الشيء مع والدتي مديرة أعمالي، واتفقنا على أنه ما المانع من خوض التجربة، لأنه بالتأكيد سأتعلم منها الكثير وسأكتسب منها خبرة ستساعدني كثيرا بعد ذلك إذا أسندت إلي شخصية مذيعة في عمل سينمائي أو درامي.
نجحت في عروض الأزياء، التمثيل، تقديم البرامج.. ولكن أي منها تشعرين بالميل تجاهه دائما؟
– منذ صغري وعشقي للمودلينج والتمثيل، ورغم أن التمثيل أخذني بعض الشيء لأني مركزة فيه وأنضم لورش التمثيل دائما، لكنني بقدر المستطاع أشارك في عروض الأزياء والمودلينج.
تهتمين أيضا بالمساعدات الإنسانية والأعمال الخيرية.. فإلى أين وصلت آخر تحضيرات مؤسستك «ساعد من قلبك»؟
– للأسف كان الموضوع متوقفا الشهرين الماضيين، بحكم انشغالي بالتصوير، لكننا نعمل الآن على إنهاء أوراق مقر المؤسسة؛ لأن هناك أناسًا كثيرين يطلبون مني الانضمام للمساعدة، فأؤجل ذلك حتى ننتهي من إجراءاتها التي نعمل عليها الآن لنتمكن جميعا من التكاتف والمساهمة في مساعدة الناس.
محمد خاطر
القاهرة – دار الإعلام العربية
تصوير: Ralph Hneine