جمال بشرتك في شرب الماء والترطيب ومضادات الأكسدة د. كريستين كمال: للصيام فوائد كثيرة للبشرة.. ولكن!
تعاني الكثير من السيدات والفتيات أثناء الصيام بمختلف أنواعه أو بعد عمليات التخسيس وتكميم المعدة من العديد من المشاكلات الخاصة بالبشرة من بينها الجفاف وبهتان اللون وزيادة التصبغات وتساقط الشعر إلى جانب ضعف الأظافر وتقصفها بسبب سوء التغذية وعدم تعويض العناصر الغذائية الضرورية والماء المطلوب بعد الإفطار لتغذية الجلد وترطيبه والحفاظ على شبابه ونضارته.
وما بين المسموح به والممنوع عنه أثناء الصيام تقدم د.كريستين كمال دكتوراه ومدرس أمراض جلدية وتناسلية بعض الحقائق والنصائح لفهم طبيعة البشرة وكيفية الحفاظ عليها لتكون أكثر إشراقاً وحيوية وشباباً أثناء فترة الصيام وما بعده.
الشكل الخارجي للبشرة آخر وظائف الجلد!
وظيفة الجلد الحماية والشكل آخر الأدوار
تؤكد د.كريستين كمال على اللبس الكبير في فهم وظيفة جلد الإنسان أو بشرته بما في ذلك الشعر والأظافر والأغشية المخاطية المبطنة للأنف والفم وفتحة الشرج والمهبل، فالبعض يعتقد أن وظيفته الرئيسية هي الشكل الخارجي والحقيقة غير ذلك تماما، حيث تكمن وظائفه الأساسية في عدة نقاط من بينها:
1. حماية الجسم وعمل حاجز بينه وبين البيئة الخارجية الضارة كحرارة الشمس أو برودة الجو والرطوبة والتلوث والبكتيريا والفيروسات وغيرها من المؤثرات الأخرى مثل الاشعاع، ومن ثم فيجب حماية ذلك الحاجز والحفاظ على سلامته.
2. منظم للعملية الأيضية أو ما يعرف بالميتابوليزم، حيث يساعد في المحافظة على درجة الحرارة الداخلية للجسم عند المستويات الطبيعية، وذلك بأن تقوم الغدد الموجودة في الجلد بإفراز العرق عندما يتعرض لحرارة شديدة، حيث يتبخر العرق، فيبرد الجسم؛ أمَّا عندما يشتد البرد فإنه يحتفظ بالحرارة عن طريق تضييق الأوعية الدموية في الجلد، فيقل نتيجة لذلك، مرور الدم إلى سطح الجسم، وبذلك يفقد حرارة أقل.
أيضا عن طريق التعرق يتخلص الجسم من سموم الجسم ومن بعض المواد الضارة كالأملاح واليوريك أسيد والأمونيا التي تضر به حال احتباسها.
3. يعتبر الجلد أيضا مولدا رئيسيا لبعض الهرمونات المهمة لصحة العظام والعضلات واللازمة للشعر إلى جانب كونه المكان الأساسي لتصنيع فيتامين (د) المهم جدا للجسم.
وشددت د.كمال على أن الشكل الجمالي للبشرة، شيء مهم و لكن اقل اهمية من دور الجلد الاساسي في حماية الجسم
وتنظيم درجة الحرارة و اخراج بعض المواد الزائدة عن احتياجاتنا و تصنيع بعض الهرمونات اللازمة لعملية الأيض بالجسم.
الصيام مفيد للبشرة وللصحة العامة وبريء من كل الاتهامات!
الصيام بريء من مشاكل البشرة ولكن
الصيام بكل أنواعه مفيد للبشرة وللصحة العامة وبريء من كل الاتهامات الموجهة له بتدميرها أو على الأقل بتراجع حالتها شريطة الالتزام بعدة اعتبارات أساسية لخصتها د.كمال في الالتزام بالتغذية السليمة وتناول الكميات الكافية من الماء والعناية بالبشرة الخارجية واتباع نمط حياتي صحي.
وعندما نتحدث عن الصيام وعلاقته بالبشرة سواء بالسلب أو الإيجاب، فالحديث هنا لا يتوقف على صيام رمضان فقط، بل يشمل كل الحميات الغذائية التي تعتمد على الانقطاع عن تناول الطعام لعدد من الساعات المتواصلة أو الاعتماد على أنواع معينة من الطعام والامتناع عن أخرى ومنها الصيام المتقطع أو صيام اليوم البديل أو صيام الماء والكيتو إلى جانب الحميات الغذائية اللازمة ما بعد عمل جراحات التخسيس وتكميم المعدة.
من فوائد الصيام
محاربة شيخوخة الجلد وتحسين شكله
هل للصيام فوائد على الجلد؟
سؤال بات يتردد سنوياً قبل حلول شهر رمضان والآن أصبح أكثر تداولاً مع انتشار الأنواع الأخرى من الصيام، والإجابة (نعم) حسب تأكيد د.كمال، فالصيام (المحسوب) كما تصفه له دور مهم في الحفاظ على صحة البشرة إذا ما تم بالشكل الصحيح، وقالت إن من أبرز فوائده:
1 – تحسين كفاءة الجلد والتئام الجروح بشكل أسرع وأفضل.
2 – الحد من سرعة انتشار سرطانات الجلد حيث ان التقليل أو الامتناع عن تناول السكريات والنشويات يقلل نمو و تكاثر الخلايا السرطانية.
3 – محاربة شيخوخة الجلد وتحسين شكله، فالجلد يتكون من طبقتين، العليا منها تسمى بالبشرة، أما الداخلية فتسمى الأدمة، وتتكون من مجموعة من ألياف الكولاجين والالستين المسؤولتين عن مرونة وتماسك البشرة ومن ثم شبابها، وعند تناول كميات كبيرة من السكريات تترسب مع الوقت على سطح هذه الالياف وتتسبب في جفافها وتكسرها ومن ثم تجعد البشرة وشيخوختها المبكرة.
4 – الحد من احتمالية الإصابة بأمراض الجلد.
تحسين وضع بعض الأمراض الجلدية منها الصدفية، وحب الشباب، والأكزيما الدهنية.
5 – زيادة نسبة تدفق الدم إلى البشرة ومن ثم استعادة رونقها وحيويتها.
متى يكون الصيام مفيدا للصحة والبشرة؟
نوهت د.كمال إلى أن فوائد الصيام على البشرة مشروطة بالالتزام بعدة إجراءات، منها اعتماد نمط حياتي صحي يقوم على القاعدة الشهيرة (تغذى جيدا – نام جيدا – مارس الرياضة جيداً) بحيث يمكن تعويض ما فقد أثناء فترة الصيام للحفاظ على سلامة الصحة والبشرة.
تغذى جيداً: وتعني الاهتمام بنوعية الوجبات المفيدة الغنية بالبروتينات سواء الحيوانية أو النباتية (كاللحوم الحمراء والسمك والطيور والبقوليات) والفيتامينات والأملاح المعدنية المتوافرة في الخضراوات والفواكه بكل أنواعها.
إلى جانب مضادات الأكسدة المتوافرة في المكسرات والتي يفضل تناول نصف كوب صغير منها يومياً.
تجنبوا شرب السوائل السلبية واعتمدوا الإيجابية
ونصحت د.كمال بضرورة تناول ما بين 3 و4 لترات من الماء يوميا في ساعات الفطور لتعويض ما فقد أثناء فترة الصيام، وتجنب الشرب السلبي الذي يعتمد على المشروبات المدرة للبول التي تساعد على تخلص الجسم من الماء اللازم له كالمشروبات الغنية بالكافيين (الشاي والقهوة والمشروبات الغازية الداكنة والكحوليات ومدرات البول بمختلف أنواعها).
وقالت إنه في حال اضطررنا إلى تناول المشروبات المنبهة فالأفضل أن يكون ذلك بعد الفطور أو قبل السحور بعدة ساعات للاحتفاظ بالقدر الكافي من الماء داخل الجسم.
النوم وممارسة الرياضة جيداً
نصحت د.كمال أيضا الصائمين بضرورة النوم ما بين ست وثماني ساعات يوميا وممارسة الرياضة بشكل مستمر على أن تكون خفيفة أثناء فترة الصيام حتى لا يفقد الجسم كميات من العرق وبالتالي الماء ويكون عرضة للجفاف مع الوقت، أما بعد الفطور فيمكن ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة أيا كان نوعها مادام تم تعويض الماء المفقود أثناءها أو بعدها.
العناية بالبشرة من الأولويات
العناية بالبشرة لا تعتمد فقط على العناية الداخلية رغم أهميتها، ولكن أيضا تعتمد على الاهتمام الخارجي بها أيضا حسب كلام د.كمال من خلال الالتزام بروتين يومي يعتمد على ترطيبها وتغذيتها بشكل صحيح يقوم على تنظيفها جيدا صباحا ومساء.
• في الصباح: استخدام سيروم الهياليرونيك أسيد في الصباح وكريم واق من الشمس في حال الخروج والتعرض لها، على ألا يقل عن معامل الوقاية عن 45 وعلى أن يتكرر كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في حالة استمرار التعرض للشمس.
• عند المغرب: يفضل استخدام الجل أو اللوشن المرطب كل حسب نوع البشرة ومتطلباتها.
• في المساء: بعد تنظيفها نضع الكريمات والمراهم الأكثر كثافة والأعلى من حيث الترطيب بالنسبة للبشرة الجافة والجل واللسيونات المرطبة بالنسبة للبشرة الدهنية.
• أثناء النهار: يمكن ترطيبها عدة مرات يومياً برش خليط من( الماء البارد، ماء الورد) أو بخلطات مرطبة ومضادة للأكسدة (ماء بارد مع قطع النعناع والخيار والشعير).
• أثناء الأسبوع: الماسكات المرطبة وخفيفة التقشير مهمة جدا لاستعادة نضارة الجلد ورونقه، خصوصا إذا استخدمت مرتين أسبوعيا.
وهنا تنصح د.كمال بعمل ماسكات منزلية مرطبة باللبن الرائب والزبادي والأفوكادو والعسل مع الحذر من استخدام الفواكه الحمضية ومستخلصاتها كالليمون وخل التفاح وغيرها من الفواكه ذات الأحماض التي قد تضر بالبشرة.
• المكملات الغذائية: في حال لم تكن التغذية بالمستوى المطلوب لتحسين البشرة والصحة العامة فتنصح د.كمال بتناول المكملات الغذائية الغنية بفيتامين سي والزنك C,E,A.
واختتمت د.كمال بضرورة الاعتدال في تناول الأكل ما بعد الإفطار، فالنوعية أهم من الكمية، مع ضرورة الحد من تناول السكريات قدر الإمكان، فهي سبب أغلب المشاكل الصحية التي نعاني منها على صعيدي الصحة والجمال.