تحقيقات

جنان الشهاب تحلم بتصدير الخلايا الكهرومغناطيسية للعالم

مهندسة كويتية تحصل على الذهبية في معرض موسكو

وتكرمت كأفضل مهندسة يافعة على مستوى الوطن العربي وذلك عام 2017.

المهندسة الكويتية جنان عصام الشهاب كويتية شابة أحبت مجال الهندسة والاختراع ومنذ صغرها اتجهت إلى حل المشكلات بإنتاج شيء جديد. حازت جنان الشهاب جائزة وزارة الدولة لشؤون الشباب في مجال العلوم والتكنولوجيا عن هذا العام على انشائها مؤسسة (إلكترودس) لإنتاج الخلايا الكهرومغناطيسية، نقترب منها أكثر ونعرف  مشروعها ومشوارها خلال هذا الحوار:

في البداية نود أن نقترب أكثر من جنان الشهاب فلتعرفينا بنفسكِ.

– المهندسة جنان الشهاب خريجة جامعة الكويت كلية الهندسة والبترول تخصص الهندسة الكهربائية وصاحبة مؤسسة (الكترودس) لإنتاج الخلايا الكهرومغناطيسة وطالبة ماجستير.وحصلت عام 2018 على جائزة وزارة الدولة لشؤون الشباب في مجال العلوم والتكنولوجيا، وحصلت على الميدالية الذهبية بمعرض «أرخميدس الدولي للإختراعات» في موسكو، كما شاركت في الموسم الثاني لبرنامج نجوم العلوم وكنت وقتها طالبة بالسنة الأولى في الجامعة.

«إلكترودس» تقدم منتجًا جديدًا وهو خلايا تبث موجات كهرومغناطيسية تستخدم في الكهرباء اللاسلكية

حصلتِ على الجائزة عن مؤسستكِ (إلكترودس) فحدثينا عما تقدمه المؤسسة.

– «الكترودس»  مؤسسة تقدم منتجًا جديدًا وهو خلايا تبث موجات كهرومغناطيسية تستخدم في عدة أشياء منها الكهرباء اللاسلكية ويمكنها شحن التلفونات وتشغيل الأجهزة الإلكترونية، سيتم تركيب هذه الشرائح في قطع من الأثاث حتى يمكن الاستفادة من تلك التقنية. وبعد الحصول على جائزة وزارة الشباب تواصل معي مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع لتسجيل هذا المشروع في مكتب براءة الاختراعات الأميركي، وحصلت على براءة الاختراع في شهر أكتوبر الماضي ولهذا فالخلايا من هذا النوع منتج جديد.

 

وكيف جاءتكِ تلك الفكرة؟

– كانت لدينا مادة في الكلية اسمها إلكترومجناتيك وأحببتها وقرأت أكثر عن طرق تصنيع الخلايا الكهرومغناطيسية التي تستخدم في أميركا والصين، وحاولت الوصول إلى طريقة هندسية أخرى وأجريت الكثير من الاختبارات وظللت أشهرا حتى استطعت الوصول إلى الطريقة الهندسية التي تمكنني من بث الكهرباء اللاسلكية على مسافة، وبعد ذلك حدثني المهندس (منذر المعتوق) عن برنامج المبادر والذي يمكنه المساعدة في تحويل الفكرة إلى منتج.

واتجهت إلى طريق معاكس لمعظم المخترعين حيث افتتحت مؤسسة (إلكترودس) وسجلت اللوجو الخاص بالمؤسسة، ثم بدأت في تسجيل براءة الاختراع للحفاظ على الاختراع حتى لا تتم سرقته.

المنتج النهائي قيد التصنيع في الوقت الحالي

هل سنرى المنتج في الأسواق قريبًا؟

– النموذج المبدئي الاختباري انتهى ولكن التصميم النهائي لم يخرج للنور بعد نظرًا لارتباطي باتفاقية مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع فمازلت في انتظار رقم الإيداع الخاص ببراءة الاختراع حتى يخرج المنتج إلى النور، ليضمن حقي في المنتج، وآمل أن يكون خلال هذه السنة ويمكن القول إن المنتج النهائي قيد التصنيع في الوقت الحالي.

هل كانت لديكِ اهتمامات سابقة بمجال الاختراع؟

– منذ أيام الثانوية كان لدي اهتمام بالاختراعات والهندسة الكهربائية فلقد ابتكرت نظاما للإنذار وأنا في الخامسة عشرة من عمري للتنبؤ بمخلفات الناقلات النفطية وكان ذلك في وقت ظهرت لدينا مشكلة نفوق الأسماك، فكان يعمل هذا النظام على تحذير خفر السواحل قبل أن انتشار التلوث من ناقلات النفط. حصلت على المركز الثالث على مستوى الكويت بهذا المشروع، واعتبره أول مشروع وليس اختراعًا كاملًا. بعد ذلك دخلت أولمبياد الفيزياء الوطنية وحصلت على الميدالية الذهبية وترشحت لتمثيل الكويت في أولمبياد الفيزياء العالمية.

وماذا عن المشاركة باختراعكِ الحالي؟

– شاركت بمنتجي في المنتدى العالمي لريادة الأعمال بالرياض وإكسبو ميلانو وكان ذلك في بدايته حيث كان مسماه wirless charge وكان ذلك بنموذج مبدئي جدًا وقبل إنشاء مؤسسة إلكترودس.

كُرِّمت كأفضل مهندسة يافعة على مستوى الوطن العربي

 

هل سبق ان حصلتِ على جوائز قبل الجائزة الحالية؟

– حصلت على شهادة تكنولوجيا من جامعة NTU بسنغافورة وكان ذلك عام 2006 وكنت متخرجة للتوّ في الثانوية، عن أولمبياد الفيزياء.

وتكرمت بدرع الشخصية الابتكارية من المجلس الأعلى لشؤون التخطيط والتنمية في عام 2016. وفي العام نفسه تم تكريمي من أفضل عشر مهندسات بالكويت.

وكيف تنظرين إلى الجوائز والتكريمات؟

– الجوائز محفزة لأن الإنسان لا يمكنه العمل إذا لم يلق في مرة استحسانًا أو قولًا جيدًا من الآخرين، فالبنسبة لي مؤسسة إلكترودس بعد الحصول على جائزة وزارة الشباب في شهر مارس الماضي أصبحت شيئًا مغايرًا عما كان قبلها فقد اعطاني ذلك دافعًا كبيرًا، لأن هذا التكريم كان بمثابة وضع ثقة الدولة فيّ ويجب علي إثبات أنني أهل لهذه الثقة.

حدثينا أكثر عن تقنية الكهرباء اللاسلكية.

– هي تقنية تستخدمها حاليًا بعض شركات الاتصالات والمحمول كالتي صنعت شاحن  wirless (بدون سلك) وهو موجود بالأسواق ولكنه يستوجب وجود شريحة استقبال للموجات الكهرومغناطيسية بداخل الجهاز نفسه حتى يمكن شحنه بتلك الطريقة، وثانيًا يجب أن يكون الجهاز ملتصقًا بالخلية الكهرومغناطيسية المرسلة التي تبث الكهرباء اللاسلكية فمسافة البث تصل من 10 إلى 15 ملي.

ولكن الابتكار الذي توصلت له وتعمل على تصنيعه مؤسسة (إلكترودس) هو تصميم الشريحة التي تستقبل الموجات الكهرومغناطيسية على شكل غطاء (cover) يتم تركيبه على أي هاتف أو جهاز ليستقبل تلك الموجات. والخلية التي يتم تصنيعها في مؤسسة إلكترودس تبث الكهرباء من نصف متر إلى متر ولا يجب أن يكون الجهاز ملتصقًا بها؛ فيكفي الاقتراب منها في محيط هذه المسافة، مما يجعل الأمر أكثر سهولة ومناسبًا للهواتف والأجهزة المختلفة.

وكيف سيتم تطبيق تلك التقنية في مؤسسة (إلكترودس)؟

– إنني أتجه نحو الأثاث الإلكتروني حيث تركب الخلايا المرسلة للموجات داخل الطاولات بأحد المقاهي أو غرف الاجتماعات أو المطارات مثلًا ويستفيد الأشخاص من هذه الخلايا في تشغيل الأجهزة أو شحنها وهذا ما اتجه إليه حاليًا. فعندما يقترب الشخص من تلك الطاولة يمكنه التقاط تلك الموجات ويحولها الغطاء (cover) إلى كهرباء تستخدم في تشغيل أو شحن الأجهزة الإلكترونية.

ذكرتِ أنك شاركتِ في برنامج (المبادر) فما الذي أضافه إليك هذا البرنامج؟

– كان له تأثير كبير للغاية، ففي النهاية أنا خريجة هندسة ولا أعرف كثيرًا عن إدارة الأعمال وتحويل الفكرة إلى منتج ربحي وقد ساعدني مشروع المبادر في هذا الأمر فقد تعلمت كثيرًا عن إدارة الأعمال.

هل الدراسة هي التي جعلتكِ تتجهين إلى الابتكار أم العكس؟

– لقد بدأت الابتكار مبكرًا كما سبق ان أوضحت منذ المرحلة الثانوية، ولكن دراسة الهندسة جعلتني أكثر قدرة على الفهم وتطبيق الأفكار، فحاليًا يمكنني فعل فكرتي ومشروعي بنفسي وتدريب العاملين أيضًا.

ما الصعوبات التي واجهتكِ أثناء تنفيذ المشروع؟

– كثير من الصعوبات للمؤسسة خاصة المرتبطة بالتراخيص والإجراءات الحكومية فقد كان مسمى تصنيع الخلايا الكهرومغناطيسية غير موجود في بنود الهيئة العامة للصناعة وقد جعلني هذا أنتظر عامًا إضافيًا حتى أستخرج تلك الرخصة، وذلك إلى جانب الإجراءات الأخرى ولهذا أطلب من الهيئة العامة للصناعة تسهيل هذه الإجراءات وتخفيفها.

هل كان  للنشأة تأثير في اتجاهك إلى هذا المجال؟

– نعم كانت أمي خريجة علوم الحاسب الآلي وأبي تخرج في كلية العلوم وإلى جانب ذلك اهتمت أمي أهتمامًا كبيرًا بالمجال الأكاديمي وكانت تشجعني ومازالت في مشاريعي ومنتجاتي وهي أول شخص أريه منتجاتي ومشروعاتي.

ما الذي تطمحين إليه في المستقبل القريب؟

– إنهاء رسالتي للماجستير وأن تخرج منتجات مؤسسات إلكترودس إلى النور في الكويت والعالم وتكون مصنعة في أرض الكويت.

أخيرًا أوجه كلمة إلى الشباب مهما كانت هناك صعوبات وعوائق وعقبات فلا توقفوا حلمكم فسيصبح حقيقة يومًا من الأيام فقد بدأت مشروعي من أربع وخمس سنوات ولم يعرف إلا حاليًا لكنني لم أتوقف ولن أتوقف إن شاء الله.

 

داليا شافعي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق