تحقيقات

د.إبراهيم بهبهاني: في الغزو تجلت الروح الوطنية ّ للكويتيين في أعلى صورها

حادثة الغزو العراقي الغاشم على دول ة الكويت كانت عصيبة على الشعب الكويتي وهذا ما حدثنا به استشاري جراحة الفم والمدرس في كلية طب األسنان في جامعة الكويت د.إبراهيم بهبهاني، الذي كان له بصمة في سجل الوطنية والدفاع عن الكويت في فترة الغزو، ووضع ثالثة مجلدات باسم »المباهلة« لتوثيق فترة الغزو الصدامي بموضوعية، وقد تم اعتقاله ثم خرج من الكويت عندما أصبح في خطر ثم سافر إلى السعودية ثم البحرين ثم إلى لندن وجنيف وواشنطن، حيث قابل الرئيس جورج بوش، الى أن عاد الى أرض الكويت. وإليكم التفاصيل حدثنا عن يوم غزو الكويت وكيف
أفقت من الصدمة؟
– قبل أيام من هذا اليوم املشؤوم والأوضاع املتوترة على احلدود الشمالية وبيانات وزارة اخلارجية الكويتية والعراقية جلامعة الدول العربية واجتماع الرياض كلها أحداث جعلت الأيام السابقة ليوم اخلميس 2/8/1990 تنذر بأيام عصيبة مل يكن لأحد أن يصدق أن ذلك سيأتي على دولة عضو يف اجلامعة العربية والأمم املتحدة وميسحها من اخلريطة كما أراد نظام طاغية بغداد. ويف صباح يوم اخلميس 2/8/1990 أيقظتني زوجتي من النوم، وقالت إن القوات العراقية الغازية قد  دخلت الكويت، حيث اتصلت بها والدتها وقمت من النوم غري مصدق وقلت إن هذا حلم وفتحنا االذاعة فإذا بها تبث الأناشيد الوطنية مع صوت
حزين يطلب من الدول العربية التدخل واملساعدة يف رد الغزاة عن أرض الكويت وتناشد املواطنني املقاومة ورد املعتدي. خالل مرورنا بشارع سامل املبارك الحظنا الطوابري الطويلة من الناس واقفة أمام أجهزة السحب الآيل بالبنوك، وحتى الوصول اىل الرميثية مل أالحظ وجود عراقيني ولكن هناك يف منزل عمي كان رنين التلفون
ال يسكت أبدا وخصوصا الهواتف املتكررة من
حسن احلسيني وهو ابن عمة زوجتي ويسكن يف
الصليبخات مباشرة بعد السينما ويقع منزله على
»الزاوية« مطال على طريق اجلهراء السريع وكان
يصف لنا ما يشاهده من آالت احلرب العراقية
وهي تدخل من الطريقني »الذاهب والقادم« يف
اجتاه دوار العظام.
ماذا كانت أولى خطواتك بعد ذلك؟
– فوجئت ومل يكن أمامي كمواطن إال أن أبحث
عن دور يل ضمن جتمع أعرفه وكاستشاري يف
ً يف االلتحاق بداية
جراحة الفم، مل أجد حرجا
يف مركز الساملية الصحي، وقد صادف التحاقي
إحضار جندي كويتي مصاب يف ساحة السفارة
االمريكية، ومن ضمن املعاجلات املطلوبة جراحة
يف الفك واستمررت على هذا احلال، انتقل من
مكان اىل آخر للمساعدة يف أي شيء يطلب مني.
واحلقيقة أن هذا اجلندي الباسل قال يل:
»اذهب اىل مستشفى مبارك فهو مليء باملصابني
ويحتاجون أي طبيب«.
وهكذا انتقلت اىل مستشفى مبارك فوجدته
ً باملصابني واجلثث، واحلركة على باب
مكتظا
الطوارئ تتسم بوجود حالة من االرتباك، وكان
ً للمستشفى،
حينها د.يوسف النصف مديرا
وهناك قابلت د.سامي أمان الذي كان يقوم
باختصاصه، وكان د.عبداهلل بهبهاين مس ً ؤوال
عن العمليات، بينما كان د.مصطفى موسوي
مسؤوال عن الأجنحة، ود.خالد السهلاوي
ود.موسى خدادة مس ً ؤوال عن أجنحة الباطنية،
قابلت د.يوسف النصف، وأبلغته برغبتي يف
التطوع وقلت إين جراح فم، لكني لست يف الوزارة
فأنا لدي عيادة خاصة، أجابني: نحتاج اليك هنا،
فأبلغته بالوضع على بوابة املستشفى فطلب مني
أن أتسلم بوابة )باب احلوادث( وأدرب املوظفني
على كيفية نقل املصابني وهكذا فعلت، ويف فرتة
الضحى بدأ وصول اجليبات العسكرية وسيارات
الطوارئ الطبية وبعض املواطنني كانوا تأتوننا
من منطقة )اجليوان( حيث كانت االشتباكات
شديدة سواء من احلرس الوطني أو اجليش،
وامتد القتال من دوار العظام إىل منطقة الشربة،
وهذا كما قلت لك أكرب دليل على أن العسكريني
الكويتيني استبسلوا يف التصدي للعدوان.
مشهد استشهاد
المالزم قشعان المطيري
لن أنساه
أقولها.. جنودنا أبطال
لن يتكرروا ونفتخر بهم
ومن حقهم علينا أن
نذكرهم دائم

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق