د.نور التجلي: «BB GLOW» لا يعدُّ إجراءً طبيًّا وله مضاعفات
الهالات السوداء.. البقع الداكنة والتصبغات وتساقط الشعر.. جميعها مشاكل تؤرق الكثيرين منا، وتعد عائقاً في الحصول على الإطلالة المثالية، لذلك يجب أن نتعرف على أسبابها لتجنبها، بالإضافة إلى معرفة اختيار الماسكات الطبيعية والكريمات الطبية المناسبة للتخلص منها في حال حدوثها.
جميع هذه الأمور وغيرها تحدثنا عنها د.نور التجلي، خريجة كلية الطب جامعة الكويت، بكالوريوس طب وجراحة، وحاصلة على البورد الكويتي للأمراض الجلدية، والزمالة البريطانية للأمراض الجلدية.. وإليكم الحوار:
في فعالية «نوّر مع نور» لاحظنا أن كثيرات من الزائرات يستشرنك في مشاكل البشرة، وبصدر رحب نجدك تقدمين لهن الحلول العلاجية.. فهل لنا أن نتعرف على أكثر ما تشتكي منه المرأة؟
– في المجمل، أكثر ما سُئلت عنه طرق التخلص من تصبغات البشرة وآثار البثور القديمة وحب الشباب وجفاف البشرة وطرق العناية بالبشرة والشعر وإعادة النضارة إليهما.. وكثيرا ما سئلت عن أفضل كريم أو منتج للشعر أو البشرة، ودائما أقول: ليس هناك ما يسمى بأفضل منتج بل يوجد ما هو أفضل لي ولبشرتي أو شعري، واختلاف المنتجات ومكوناتها وجد لاختلاف البشر وبشراتهم وطبيعة احتياجاتهم، فلا تندفعوا وراء من يسوّق لأفضل منتج وجد على الإطلاق؛ لأنه لا وجود له، والأفضل هو ما يناسبك أنت فقط.
ما نصيحتك كطبيبة جلدية متخصصة بالنسبة للمصابين بالأكزيما؟
– في هذه الفترة ومع تغير الجو نلاحظ حدوث انتكاسة لمصابي الأكزيما، لذلك فبالنسبة للكبار والصغار، أقول لهم: أهم شيء الترطيب المستمر، والابتعاد عن معطرات الملابس والعطور والبخور، وتقليل فترة الاستحمام لدقائق معدودة، ثم نتبعه بالترطيب المستمر، واتباع تعليمات الطبيب في استخدام أدوية الكورتيزون وغيرها لتقليل الالتهاب.
وأضافت:
كما أن الكثيرين يشتكون من أنه عند توقف أدوية الكورتيزون تحدث انتكاسة مرة أخرى، لذلك أقول لهم: يمكن أن نقوم بعمل برنامج، بحيث يكون الكورتيزون لمرة أو مرتين في الأسبوع، ويمكن تناول أدوية مناعية لها منافع الكورتيزون دون ضرر.
الترويج لـ «BB GLOW» في حدّ ذاته جريمة للبشرة
ما رأيك في التقنية الجديدة «Bb glow»؟
– «BB GLOW» للأسف لا يعد إجراءً طبيًّا وله مضاعفات والترويج له في حق ذاته جريمة للبشرة، فليس كل شيء جديد مفيدا، وهي تقنية تعتمد على إدخال لون للبشرة بهدف توحيدها بلون يتم اختياره مسبقا، ويتم هذا الإجراء باستخدام ديرمابن وBB كريم أو فونديشن، وهذا الإجراء له مضاعفات، مثل التحسس وأحيانا يرفض الجسم هذه المواد، ويقوم بتكوين أجسام مضادة، بالإضافة لصعوبة التخلص من اللون وتغيره مع الوقت.
ما رأيك في الإسراف في استخدام الرموش الصناعية؟ وهل لها ضرر؟
– صحيح أن الرموش تعطي جمالا وشكلا للعين، ولكن لابد أن نعرف أن دورة نمو الرموش تأخذ تقريبا ٤٥ يوما بمعدل ١٠ مم، وعند تساقط الرموش تقريبا تأخذ ٤-٨ أسابيع من أجل أن تنمو؛ لذلك يفضل عدم تركيب الرموش الدائمة التي تحتاج لتثبيت الرمش بأصماغ تحتوي على مادة الفورمالدهايد الضارة، والرمش يتم تثبيته على الرمش الأصلي، يعني وجود ثقل ووزن على الرمش؛ مما يؤدي الى تساقطه، بالإضافة إلى أن طريقه إزالته تلحق الأذى بالمنبت، كما أنه من مضاعفات تركيب الرموش الدائمة على العين احمرار وانتفاخ وجفاف العين والتهاب أغشية العين الداخلية والتهاب بطانة الجفن، وفي بعض المرات يؤدي إلى فقد دائم للرمش!
والنصيحة هنا: ابتعدوا عن هذه الطريقة، ويمكنكم أن تلجأوا لرموش الاستخدام اليومي ووضعها للمناسبات فقط، كما أن هناك العديد من الأدوية التي تساعد على تطويل الرموش، والطبيب المتخصص يمكنه مساعدتكم في ذلك.
هناك علاقة بين فيلر الوجه وعلاج الأسنان
هل هناك علاقة بين فيلر الوجه وعلاج الأسنان؟
– بالفعل.. وعلى من يقوم بعمل أي إجراء تجميلي في الوجه وخاصة الفيلر أن يخبر طبيب الأسنان، حتى يراعي ذلك أثناء علاج الأسنان؛ لأن هذه الأماكن تتعرض للتخدير أو الالتهابات، كما أننا ننصح أن يتم تأجيل الفيلر إلى ما قبل أو بعد علاج الأسنان بأسبوعين على الأقل.
كثيرا ما نرى مستحضرات مكونها الرئيسي هو الهيالورونيك أسيد.. فما هذا المكون؟
– في البداية، لا بد أن نعرف أن الهيالورونيك أسيد يتواجد بشكل طبيعي في الجسم، وهو ضروري للمحافظة على نعومة وامتلاء الجلد، ويتوافر حالياً على شكل كبسولات وكريم وحقن لمكافحة مشاكل البشرة الناتجة عن نقصانه.
عندما يتناقص الهيالورونيك أسيد تبدأ الخطوط والتجاعيد في الظهور
لماذا يتناقص الهيالورونيك أسيد لدينا؟
– تتناقص مستوياته مع التقدم بالعمر ويقل إنتاجه، ولكن بما أن الجسم يمتصه بشكل مستمر، فإنه ينتج هيالورونيك أسيد جديدا، ولكن ليس بالمقدار الذي يتواجد في الجسم بشكل عام، ويبدأ الجسم في سن الأربعين وربما قبل ذلك عند بعض الأشخاص بإنتاج كميات أقل، وتبدأ النساء بملاحظة التأثيرات الأولية لذلك مثل الارتخاء.
ولا يقل الهيالورونيك أسيد فقط في الجسم، إنما في الأنسجة أيضاً بسبب تعرضها لأشعة الشمس التي تسبب تفقد الجلد بنيته وحجمه.
ومن العوامل الخارجية التي تخرب الهيالورونيك أسيد: التدخين؛ حيث يسبب تقليل الكولاجين والإيلاستين والهيالورونيك أسيد، كذلك التعرض لأشعة الشمس؛ حيث تخرّب أشعة الشمس ألياف الكولاجين وحمض الهيالورونيك أسيد.
ماذا يحصل عندما تتناقص مستويات الهيالورونيك أسيد؟
– عندما تتناقص مستويات الهيالورونيك أسيد ويخف إنتاج الجسم له، فإن الجلد يبدو مجعداً وجافاً، وتبدأ الخطوط والتجاعيد في الظهور.
بعض المضادات الحيوية لا يجب تناولها عند التعرض لأشعة الشمس حرصًا على البشرةً
هل هناك بعض الأدوية تؤثر على البشرة والشعر؟
– بالتأكيد.. فهناك أدوية كيميائية لها مضاعفات جانبية على الشعر والبشرة منها أدوية الحكة التي تسبب جفاف البشرة أو الاحمرار، وعلينا أن نكون حرصين تجاه تناول بعض المضادات الحيوية، ونحرص عند تناولها على ألا نتعرض لأشعة الشمس؛ لأنها تسبب آثارا سيئة على البشرة، كما أن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب ومسيلات الدم والغدة الدرقية إضافة إلى الريجيم الغذائي يؤدي إلى تساقط الشعر.
لجفاف البشرة..
شرب الماء مهم ولكنه غير كافٍ بالطبع!
في فصل الصيف تظهر مشاكل جفاف البشرة.. فما الحل؟
– الترطيب ثم الترطيب ثم الترطيب، حيث إن شرب الماء مهم، ولكن هذا غير كاف بالطبع، والأهم هو وضع المرطب، ويكون اختياره حسب نوع البشرة، وبعد كل تعرض للماء يجب استخدام المرطب، لأن هناك اعتقاد لدى البعض بأن التعرض للماء يرطب الجسم، ولكنه في حقيقة الأمر يجفف البشرة، ويجعلها تفقد قدرتها على الترطيب الطبيعي.
الشمس تعتبر العدو الأول للبشرة
ماذا عن مشكلة التصبغات في البشرة؟
– الشمس تعتبر العدو الأول للبشرة والمساعد الأكثر على ظهور شيخوخة الجلد والتصبغات وزيادة أمراض الحساسي؛ ولذلك يجب اختيار واقي الشمس حسب نوع البشرة، على أن يتراوح عامل الحماية من الشمس spf بين 30-50، ووضعه كل ساعتين بكميات مناسبة، والتقليل من التعرض للشمس، والابتعاد عن حمامات الشمس، ومزاولة النشاطات النهارية بارتداء ملابس واقية من الأشعة، وقبعات الرأس، مع تجنب الوقوف تحت أشعة الشمس مباشرة.. وإذا كانت البشرة تعاني من التصبغات، فيمكننا أن نستخدم كريمات التفتيح ليلاً.
النظام الغذائي الغني بالسكريات يؤدي إلى شيخوخة مبكرة
لنتجنب الشيخوخة المبكرة للبشرة.. ماذا نفعل؟
– من الضروري تناول الطعام الصحي، فهو أساس كل شيء، والبروتين مصدر حيواني أساسي لشعر صحي، والبشرة النضرة والطعام الغني بالفيتامينات والمعادن الأساسية أساسية لبناء الكولاجين، كما أن النظام الغذائي الغني بالسكريات الذي يؤدي إلى شيخوخة مبكرة، والتدخين، يساعدان على سرعة تدمير بروتين الكولاجين وسرعة الإصابة بالصلع، بينما ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على الحفاظ على وزن وشكل الجلد، والنوم بعدد ساعات جيدة والنوم على الظهر أفضل وسيلة لتجنب التجاعيد وترهل الوجه.
ويمكننا استخدام تقنية الفراكشنال ليزر في تقشير وتجديد سطح البشرة بالليزر، وهذه التقنية تؤدي إلى تحسين مرونة البشرة ونسيجها، والتخفيف من الخطوط الدقيقة، ولكن لا يمكنها القضاء عليها نهائيا.
أقول دائما «ما في أحلى من الطبيعي.. خلكم عليه»
من خلال جملتك الشهيرة «ما في أحلى من الطبيعي خلكم عليه».. ما الإجراء التجميلي الذي شعرت بأنه أصبح هوسًا وهناك عشوائية في استخدامه؟
– استخدام حقن الفيلر؛ حيث أصبح الجميع يريدن حقن الشفاه بالفيلر وكذلك الخدود.. أصبح الأمر مبالغًا في استخدامه، والمفروض أن هذه الإجراءات التجميلية تستخدم للتحسين لا التشويه، ولذلك دائما أقول: «ما في أحلى من الطبيعي خلكم عليه».