ريم عكرا.. إبداعها في التصميم يعطي القماش روحاً وحياة
تعرفوا إلى قصة نجاح المصممة ريم عكرا..
من البداية حتى العالمية
ريم عكرا.. مصممة أزياء لبنانية وصلت إلى الشهرة العالمية من الباب العريض، عاشقة للجمال والإبداع، تمتلك أسلوباً فريداً في التصميم ولمسة سحرية ذات بصمة، كل ما حولها مصدر للإلهام، متجددة في تصاميمها، مجموعاتها تحمل أصالة الماضي وديناميكية الحاضر، هي باختصار تعطي القماش روحاً وحياة.
علمتها والدتها كيف تفاوض وتشتري الأقمشة بالرطل لا بالمتر
طفولتها
منذ صغرها كانت عكرا سيدة أعمال ومفاوضة متمرسة، كانت والدتها تعطيها النقود لتقرر وتشتري، علمتها كيف تفاوض وتشتري الأقمشة بالرطل، لا بالمتر، كانت والدتها تعلمها كيف تتحسس القماش، وتعلمها أن هذا من نوع الحرير، وذاك من نوع الأورغانزا، وهذا مطرز يدوياً، وذاك مطرز آلياً.
المصممة ريم عكرا وصلت للعالمية بسلاح الإبداع
لم تكن عكرا مهووسة بالموضة، بل بالإبداع.. وقد بدأت منذ عمر الحادية عشرة ببيع رسومها مستقطبة الاهتمام في أوساط مجتمع الفنون المحلي، ولم يكن الإبداع بالنسبة لها تحديا عليها تجاوزه، بل كان سلاحها السري.
دراستها
درست عكرا في الجامعة الأمريكية في بيروت اختصاص إدارة الأعمال وانتسبت إلى نادي الموضة.. استقطبت الملابس الفريدة التي صممتها اهتمام زملائها في النادي، فطلب منها تنظيم عرض أزياء في عام 1982 وقد حضر العرض 2000 طالب، فتذوقت عكرا طعم الشهرة للمرة الأولى. وحين رأت مئات الوجوه تنظر بإعجاب إلى تصاميمها، قررت أن تخوض غمار تصميم الأزياء.
تركت عكرا لبنان عام 1983، وتوجهت إلى نيويورك والتحقت بمعهد الموضة التكنولوجي (FIT)، وقد تخرجت عام 1986 بدرجة امتياز، وبعدها غادرت إلى باريس للدراسة في المعهد العالي للفنون وتقنيات الموضة.
عملها
احتلت عكرا مناصب عدة في شركات عالمية في مجال الموضة قبل أن تنطلق في ماركتها الخاصة عام 1997 والتي ارتكزت على مجموعة من تصاميم أزياء الأعراس، لم تكن يوماً ماركتها مبنية على التسويق فحسب، بل عملت عكرا على تطوير كل أسس دارها بطريقة متوازية، حيث تطورت بثبات إلى أن وصلت إلى العالمية.
بقيت دوافع عكرا الأساسية هي نفسها منذ انطلاقتها، سواء أرادت تصميم ملابس لنجمة عالمية أو لصديقة مقربة. تتميز مقاربتها في تصميم ملابس النساء بالرقة والدفء. الفساتين التي تصممها عكرا هي المفضلة لدى المصممين والمشاهير في مختلف أنحاء العالم. وهي صممت أزياء لعدد كبير من المشاهير، فقد ارتدت أليسون جاني ثوباً من تصميم عكرا حين تسلمت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور مساعد في عام 2018. لكن ذلك لم يجعل عكرا تبتعد عن عشقها الأكبر، وهو جعل المرأة تشعر بأنها جميلة وواثقة من نفسها في اللحظات الأكثر أهمية في حياتها.
تملك عكرا اليوم محترفا في شارع وست 35 في منهاتن، ومتجراً في البناء رقم 94 بشارع فوش في العاصمة اللبنانية بيروت، افتتحته في عام 2010 لبيع أزياء السهرة والملابس الجاهزة، إضافة إلى فساتين الأعراس وإكسسواراتها.
لم تكن عكرا مهووسة بالموضة بل بالإبداع
في المقابلة التالية لمجلة «أسرتي» سنتعرف أكثر على الجوانب الشخصية للمصممة ريم عكرا:
أخبرينا عن مرحلة طفولتك، هل كان لها دور في تعزيز موهبتك في التصميم؟
- لا شك أن تربيتي لعبت الدور الأكبر فيما أنا عليه اليوم. في وقت مبكر بدأت أشق طريقي إلى عالم الفن، دون أن أحلم حقا بأن أصبح مصممة على هذا النحو.. لقد كان حب الجمال والإبداع حقا هو الذي بدأ رحلتي.
عشت في الخياطة منذ أن كان عمري 5 سنوات. فساتين مناسباتي الخاصة صنعت في المنزل.. لقد صممت خزانة ملابسي الخاصة، وفي أيام السبت كنت أذهب إلى السوق لشراء الأقمشة مع والدتي.
لماذا أُطلق عليك لقب العبقرية في معهد الموضة للتكنولوجيا في نيويورك؟
- كنت أعتبر مختلفة عن زملائي في الصف أثناء وجودي في معهد الموضة للتكنولوجيا في نيويورك، لأنني كنت شديدة التركيز والفعالية في التعلم واكتساب المهارات – التصميم واللف بلمسة سحرية.. لقد كان الأمر سهلاً للغاية بالنسبة لي لأنه كان جزءاً لا يتجزأ من طفولتي.
لو عاد الزمن لعملت لأكون قادرة على الموازنة بين حياتي الشخصية وعملي
إلى أي مدى سرقت موهبتك ريم عكرا من نفسها؟
- كنت أركز على موهبتي وما يمكنني فعله بها، وقد نسيت نفسي لسنوات عديدة. لو عاد الزمن بي إلى الوراء، لعملت جاهدة لأكون قادرة على الموازنة والتنسيق أكثر بين حياتي الشخصية وعملي، لكنني ممتنة لمساري مهما كان الأمر.
هل الموهبة هي الشرط الوحيد للنجاح؟
- ليست الموهبة وحدها، وأحيانا لا تكون الموهبة هي التي تجعلك ناجحاً.. أعتقد أن المزيد من التفاني والدافع سيقودانك إلى النجاح.
لمن يعود الفضل في نجاحاتك؟
- أشكر الله الذي أعطاني الموهبة ولعائلتي التي مكنتني وأعطتني الفرصة لأكون “أنا”.
أخبرينا عن شغفك بعالم تصميم فساتين الزفاف.
- هكذا سارت الأمور، حيث بدأت بفساتين الزفاف، ولكن بكل صدق لديّ الكثير بداخلي أكثر من التصميم في عالم الزفاف.
اوصفي لنا شعورك عند تصميم فستان زفاف.
- متحمسة وسعيدة على أقل تقدير.
ما نوعية القماش الأبرز الذي تم استخدامه؟
- لا يتعلق الأمر بالقماش هذا العام، بل يتعلق بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل ثوب الزفاف مميزاً.
في مجموعتك الجديدة للعام 2023-2022، ما نوع القماش الذي ستركزين عليه؟
- لا أحب أن ألتزم بنسيج معين.. أحب أن أجرب أشياء مختلفة وأن أشعر بها.
هل كان لبنان حاضرا في تصاميمك؟
- لبنان هو روح تصميمي.
ما مصدر إلهامك؟
- كل شيء حولي.. ولكن الأهم المرأة التي سترتدي الفستان.
أنا في حالة استلهام دائمة عندما أكون محاطة بأدواتي.. سيحدث السحر دائماً عندما تجتمع جميع العناصر للإبداع والنجاح.
أخبرينا عن مجموعات فساتين زفافك «Love and Dreem»، مجموعة Love from New York، مجموعة Thank You، ما الذي يجعلها مميزة؟
- كل مجموعة تتميز بلمسة مختلفة ومميزة.
من الجيد دائماً أن نحلم فلماذا أتوقف؟
الحلم هو جوهر وجودنا
لقد وصلت مبكرا إلى الشهرة العالمية.. ظهرت بيونسيه وأنجلينا جولي وجين فوندا وزندايا وتايلور سويفت وأوليفيا وايلد على السجادة الحمراء بملابس من تصميمك وارتدى ملابسك العديد من النجوم الآخرين.. هل وصلت إلى أحلامك؟
- من الجيد دائماً أن نحلم، فلماذا أتوقف؟ الحلم هو جوهر وجودنا.
نصيحتك للجيل الشاب.. ما سر النجاح؟
- المثابرة في الحلم والعمل الجاد.. حدد هدفا وابدأ في تحقيقه.. لا تفكر كثيراً.
احلم.. واصل السحر..
كلنا نحتاج إليه
أسئلة سريعة:
ما لونك المفضل ونوع القماش؟
- يعتمد ذلك على السياق ومكان تطبيقه.. الأهم من ذلك كله هو درجة اللون.
حكمتك في الحياة.
- احلم.. واصل السحر.. كلنا نحتاج إليه.
تفضلين تصميم فساتين السهرة، فساتين الزفاف؟
- لديّ شغف بتصميم الملابس على أنواعها.
من بين المدن التي قمت بزيارتها، أي المدن الأقرب إلى قلبك؟
- بيروت بلا شك.
ما أكثر ما يخيف ريم عكرا؟
- الفشل.