الفنان الكوميدي سامح حسين يقدم حاليا مسرحية «المتفائل» على خشبة المسرح القومي، وهناك من يتهمه بإفساد النص رغم الإقبال الجماهيري وكذلك تقليد الفنان أحمد مكي في شخصية التوأم في مسلسله «الكبير أوي» في شخصية فطين وميشو، في هذا الحوار يتحدث حسين عن مسرح الدولة وموقفه من الكوميديا، كما تحدث عن سلبياته، وآراء أخرى رصدناها في حوارنا معه:
تقدم على المسرح القومي ﺍﻟﻌﺭﺽ المسرحي «المتفائل» تأليف فولتير ويقال إنك أفسدت رؤية المؤلف.
– ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺃﺤﺩﺍﺙ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ الثامن عشر ﻭﺘﺒﻌﺙ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ﻭﺍﻷﻤل ﻭﺃﻥ ﻨﺤﺴﻥ ﺍﻟﻅﻥ ﺒﺎلله، ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺘـﺄﻟﻴﻑ الكاتب ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻲ ﻓـﻭﻟﺘﻴﺭ لكن قدمناها برؤية عصرية عبر اعداد ﺇﺴﻼﻡ ﺇﻤﺎﻡ فهل تريد أن نقدمها كما كانت، فالزمن اختلف والدنيا تغيرت كثيرا في الالفية الجديدة، لقد حافظنا على الخط العام للمسرحية، فأعمال شكسبير تقدم منذ أكثر من 400 سنة فهل تقدم كل هذه السنوات بنفس النص الأصلي أو الرؤية الشكسبيرية لا بد من عصرنتها لتوافق العصر الذي تقدم فيه وعموما هذه وجهات نظر لكن دليل نجاحنا أنها ﺘﺸﻬﺩ ﺇﻗﺒﺎلا ﻜﺒﻴﺭا ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭ ﺒﻜـل ﻓﺌﺎﺘـﻪ ﺍﻟﻌﻤﺭﻴﺔ من المصريين ﻭالعرﺏ، ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻴﺴﻌﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺘﻲ ﻴﺸﺎﻫﺩﻫﺎ ﺠﻤﻬـﻭﺭ ﻋﺭﺒﻲ ﻭﺸﺭﻓﺕ ﺒﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﺭ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺃﺴﺎﻤة ﺍﻟﻨﻘﻠـﻲ ﻟﻠﻌـﺭﺽ ﻭﺃﺸﺎﺩ ﺒﻪ ﻭﻫﻨﺄﻨﻲ ﻭﺘﻠﻘﻴﺕ ﻤﻨﻪ ﺩﻋﻭﺓ ﺒﻌﺭﺽ «ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﺌل» ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ العربية السعودية وقدمت العديد من المسرحيات في الخليج والعالم العربي مثل الاردن والمغرب والامارات.
أتمنى عرض «المتفائل» في الكويت فالشعب الكويتي ذواق للفن
وأين الكويت ولماذا لم تعرض فيها أعمالك المسرحية وهي من أهم دول الخليج ورائدة في المنطقة؟
– الشعب الكويتي مثقف وذواق للفن وأي فنان عربي يتمنى أن تعرض أعماله هناك، ففيها نجوم كبار كحياة الفهد وسعاد عبدالله وسعد الفرج وجاسم النبهان والكوميديان طارق العلي والراحل عبدالحسين عبدالرضا نجم الكوميديا الشهير، لكن ماذا أفعل اذا لم توجه الدعوة اليَّ لعرض مسرحياتي هناك لكن لو وجهت الدعوة فسأكون سعيدا وفي شوق للقاء هذا الجمهور العربي المتميز.
أميل بشكل شخصي إلى الكوميديا البسيطة التي تعكس الطيبة والطفولة
أنواع الكوميديا في مصر مقسمة بين ما يقدمه محمد سعد وهنيدي وهاني رمزي وأحمد حلمي إلى أي نوع يميل سامح حسين؟
– كل هؤلاء أسماء رائدة بالطبع في الكوميديا، ولكن في النهاية الأمر يتوقف على أذواق وميول الناس ولكني أميل بشكل شخصي إلى الكوميديا البسيطة التي تعكس الطيبة والطفولة والتي كان يقدمها الراحل نجيب الريحاني وهي كوميديا بريئة لا تخدش حياء أحد ولا تضايق طفلا لأني أريد علاقة مع جمهوري تقوم على الثقة حيث ان أفلام سامح يدخلها الأطفال والكبار دون خوف من وجود ابتذال أو ألفاظ أو مشاهد غير محببة.
متى تتخلص من دور الشاب الساذج الطيب؟
– الطيبة صفة ملاصقة للكوميديان مثل دور الدنجوان الذي تكون الوسامة صفة ملاصقة له وحتى يتقبل الناس الكوميديا لا بد أن يروا جانب الطيبة والطفولة فيمن يقدمها وعندما يضع الفنان لنفسه هذه المقدمات لدى الجمهور من الممكن أن يتقبله الجمهور في أي دور آخر، ولقد واجهتني هذه المشكلة وأنا أقرأ السيناريو الخاص بـ 30 فبراير لأن نادر شخص مستغل وشرير وليس طيبا ولأن هناك خلفية بيني وبين جمهوري تمكنت في تقديمه وتقبله الناس جدا.
هل تراجع الفيلم الكوميدي ولم يعد منافسًا على شباك التذاكر؟
– لست ناقدًا حتى أقيّم هذا الأمر، لكن يظل العمل الكوميدي في رأيي الأصعب في تنفيذه، ونجاحه مرهون بجودة فكرته وعدم الاستخفاف والتوازن والاعتماد على كوميديا الموقف.
ما سبب هجومك على مسرح الدولة رغم أنك تعمل فيه؟
– قدمت فيه مؤخرًا مسرحية «أنا الرئيس» وحققت نجاحا جماهيريا ونقديا لم يشهده المسرح الكوميدي منذ سنوات وكان هدفي منها في البداية أن يتم تصويرها وهو مالم يحدث على أرض الواقع، فكم من مسرحيات لنجوم كبار لم يتم تصويرها مثل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي، وبما أن الهدف من وزارة الثقافة «تثقيف» الشعب وعليها الارتقاء بالمسرح، وحتى نقدم مسرحا جيدا يؤثر في الآخر لا يجب الاكتفاء بالعرض المسرحى الذي يشهده بضعة آلاف وعلينا عرضه تلفزيونيا وبالتالي عدم تصوير المسرحية «إهدار مال عام»،.
ما شروطك لقبول عمل فني سينمائي في ظل ظروف سوق السينما حاليًا؟
– ظروف السوق وحساباته لا تعنيني أهتم فقط بما أقدمه ومدى إيماني به، لأنني ضد تقديم نفسي من خلال فكرة تافهة، وشرطي في أي عمل أقبله أن يحترم عقل الجماهير بمختلف الأعمار ومستوى الفكر والثقافة، وألا يحتوي على ألفاظ أو مشاهد مخلة، هذه شروطي التي لا أتنازل عنها في أي تجربة أقدم عليها.
هناك اتهام بأنك قلدت الفنان أحمد مكي في شخصية التوأم التي قدمها في مسلسل «الكبير أوي» بعد تقديمك للتوأم فطين وميشو.
– اتهام باطل لأننا فكرنا ونفذنا الشخصية في وقت مبكر, ثم ان كل شخص له طريقته وفكره وأسلوبه, ولكل فنان جمهوره الذي ينتظر من نجمه المفضل شيئا وبالطبع لا يمكن أن نقدم شخصية التوأم بنفس الأسلوب والطريقة والأداء.
ما أبرز السلبيات التي كتبت عنك وقررت تجنبها؟
- يضحك ويقول: لا أريد أن أذكر الناس بها ولكن هناك سلبيات فعلا، مثل ارتفاع صوتي أثناء الحديث لدرجة أن البعض يعتقد أنني «أتخانق» وانتبهت لذلك الأمر وأصبحت أتحدث بالهمس «يضحك»، كذلك الرقصة التي رقصتها في عبودة وأشياء أخري مثل هذه الأمور أحترم الآراء فيها وأراعيها ولا أكررها.
رغم نجاحك في «السيت كوم» إلا أنك لم تفكر في تقديمه، فما السبب؟
- «السيت كوم» يعتبر شكلا من أشكال المسرح ولكنه أمام كاميرا فلماذا أذهب للسيت كوم وعندي المسرح الأب الشرعي لكل ذلك, خاصة أن أي سيت كوم عبارة عن ديكورات ثابتة كأنها مجموعة لوحات وبعد انتهاء التصوير يشاهد الجمهور العمل لكي يضحك، وقد جربت السيت كوم من خلال «راجل وست ستات» وقدمت 162 حلقة فما المانع أن أقدم مسرحا وإذا جاءتني فكرة سيت كوم فسأحولها إلى مسرح.