أزياء وموضة

عاشقة التراث الهندي «منى بهاسين»:

الشال الكشميري تحفة فنيَّة تتوارثها الأجيال

لأكثر من ثلاثين عامًا تركز جهدها على اختيار أرقى الشالات الهندية على نطاق واسع من الأشكال، ووسط عالم الإنتاج الجماعي الحديث كانت تبذل أقصى ما في وسعها لانتقاء مجموعاتها على مستوى من الجودة حيث النسج اليدوي من أفضل المواد الأصلية، لتنتج الشال الكشميري التقليدي والكلاسيكي، إضافة إلى المنتج العصري الذي يواكب التوجهات الراقية، لتقديم مجموعة رائعة في علو الذوق تحتوي على كل الأصناف، سواء التي تناسب الجينز أو تلك التي تكمل إطلالة فستان السهرة الأنيق.

«أسرتي» التقت «منى بهاسين» عاشقة التراث الهندي الذي يتمثل في الشغل اليدوي للشالات؛ لنتعرف أكثر على تاريخ وأسرار هذه المهنة:

تحدثت «منى بهاسين» عن بداية مشوارها المهني عام 1981م في وقت لم يكن الشال الكشميري معروفًا لدى كثيرٍ من الناس، و«مع مرور الزمن وبصفة تدريجية أصبحت كثيرات من السيدات الكويتيات يلبسن الشالات الكشميرية».

ولكن «بهاسين» تتمنى أن يركزن أكثر على نوع الشال.

كما تحدثت «بهاسين» عن مصدر الشالات الكشميرية التي كانت تنسج من بعض أنعم وأرق الخيوط الصوفية في العالم، التي كانت تأتي من وبر الماعز الجبلي في أعالي «الهيمالايا»، حيث كان وبرها من الصوف يُجمع في بداية فصل الصيف إلى النساجين في كشمير الذين يقومون بدورهم بغزله ونسجه يدويًّا لصنع أفضل الشالات الغالية الثمن.

وبيَّنت «بهاسين» أن قطعان الماعز التي ربتها القبائل القادمة من بلاد الفرس أو كشمير كانت المصدر الثاني للصوف.

صناعته تتطلب درجة عالية من التخصص والموهبة

واستطردت «منى» في الحديث عن الأساليب التي اتبعها نساجو الشال الكشميري، وكيف أنها تتطلب درجة عالية من التخصص والموهبة لإنتاج شال على أعلى درجات النعومة والملمس الحريري.

وقالت:

إن صناعة شال واحد بأنماطه الدقيقة كانت تستغرق أحيانا 18 شهرًا، ولكن مع مرور الزمن وُجدت ابتكارات لتبسيط العملية وتسريع وتيرتها، ومع ذلك فكثير من الشالات المنغولية والشالات ذات التطريز الكثير تتطلب عملاً متواصلاً وخبرة طويلة.

الكويتية صاحبة ذوق عالٍ.. وغاية في الأناقة

وأكدت «بهاسين» أن المرأة الكويتية صاحبة ذوق عالٍ وأنها غاية في الأناقة، مما يجعلها دائمة الاطلاع على كل ما هو جديد وجميل.. «فنجدها تتطور مع تطور الشال الكشميري ليكون لها ملبسًا غاية في البساطة في شكله، الذي جعلها تحوله إلى إيشارب أو لفحة أو غطاء للكتف».

وذكرت «منى» أن الحجم المعتاد للشال 1×2 متر، وبالإضافة إلى ذلك فهناك الإيشاربات والغترات المربعة أيضًا.

وتحدثت عن أنواع الشالات الكشميرية الفخمة، فذكرت أن هذه الشالات المصنعة يدويًّا لا يمكن أن تتشابه سواء في التصميم أو طريقة التطريز، فلكل قطعة شكلها المميز بشغله المنفرد، أما بالنسبة للشالات السادة، فهي متشابهة في الشكل مع اختلاف الألوان فقط.

ونوهت إلى أن أسماء الشالات تختلف باختلاف تصميم القطعة من حيث سمك الخامة واللون وشكل التطريز، ولكن يبقى المضمون واحدًا كقطعة قيمة من الصعب تقليدها بنفس الجودة؛ لأن مصدرها كما ذكر من قبل من ماعز «الهمالايا» فقط.

وأضافت «بهاسين» أن «KANNI/MUGHAL» من أهم وأفخم أنواع الشالات، وترتديه نخبة من نساء المجتمعات، وأنه أصبح مألوفًا لدى المرأة الكويتية، بالإضافة إلى نوع آخر من الشالات الحديثة والمرغوبة أيضا يسمى «KALAMCARRY»، وهناك أيضًا شال «LACE» الدانتيل، وهذا النوع يرضي الذوق الأوروبي.. وغيرها من الأنواع ذات التصميم الحديث لذي يواكب الذوق المعاصر مثل «TOWELS»، وهذا النوع على شكل «فوطة»، ولكنه من صوف الماعز الأصلي بتصميم رائع ومميز.

وختمت «منى» حديثها قائلة:

الشال الكشميري القيم المصنع يدويًّا تحفة فنية تتوارثها الأجيال.

حاورتها: نجلاء الصاوي

مقالات ذات صلة