اكسسواراتالنصف الحلو
أخر الأخبار

عشقت‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬وتعلّمت‭ ‬أصولها‭ ‬من‭ ‬والدتها ناهدة‭ ‬توبة‭: ‬‮«‬حرتوقة‮»‬‭.. ‬ يعيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬الثياب‭ ‬القديمة

في‭ ‬متجرها‭ ‬الصغير‭ ‬الأنيق‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬الجميلة،‭ ‬تروي‭ ‬مصمّمة‭ ‬الأزياء‭ ‬اللبنانية‭ ‬ناهدة‭ ‬توبة‭ ‬قصة‭ ‬شغف‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬لمقص‭ ‬وإبرة‭ ‬وذوق‭ ‬وموضة‭.‬‭ ‬اسم‭ ‬المتجر‭ (‬حرتوقة‭) ‬ويضم‭ ‬قطع‭ ‬ملابس‭ ‬وزينة‭ ‬وحقائب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الألوان‭ ‬والمقاسات‭ ‬والأشكال‭. ‬وفي‭ ‬حنايا‭ ‬المتجر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخيطان‭ ‬الملونة‭ ‬والأزرار‭ ‬و‭(‬التخاريج‭) ‬و‭(‬السحابات‭) ‬و‭(‬الكروشيه‭).‬
في‭ (‬حرتوقة‭) ‬تجد‭ ‬سروال‭ ‬جينز‭ ‬أصبح‭ ‬سترة‭. ‬ربطات‭ ‬عنق‭ ‬أصبحت‭ ‬وشاحات‭. ‬أكياس‭ ‬الرز‭ ‬والبرغل‭ ‬أصبحت‭ ‬حقائب،‭ ‬تجري‭ ‬عمليات‭ ‬تحويل‭ ‬للملابس‭ ‬القديمة‭ ‬متيحة‭ ‬فرصة‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.‬

هدفي‭ ‬إفادة‭ ‬النساء‭ ‬المهمشات‭ ‬وإعطاء‭ ‬الاستقلالية‭ ‬المادية‭ ‬لهن

من‭ ‬أين‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ (‬حرتوقة‭)‬؟
– كانت الفكرة انطلاقا من تجربة شخصية من بعد خبرة 15 سنة بتدريب نساء على الأعمال الحرفية، حيث تمكنت من تنفيذ الفكرة في بداية العام 2018، حين حصلت على مشغل خاص، وبدأت بـ “الحرتقة” على طريقتي. وجاءت هذه الفكرة انطلاقا من تجربة شخصية، فبسبب حبي للموضة، كنت أعدل في ملابسي لكي تصبح كل قطعة فريدة من نوعها. ومن هنا قررت افتتاح مشغلي الخاص لكي يكون مقصدا للأشخاص الذين يحبون الحفاظ على ملابسهم، والتعديل فيها بأسعار مقبولة.
وقد لاحظت أن مشاريع دعم المرأة تقتصر على التدريب، فقررنا نفتح المجال للنساء اللاتي أصبحت لديهن مهارات اكتسبوها من خلال التدريبات على التطريز، صناعة الاكسسوار، الخياطة وصناعة الفخار، ليكون عندهن الفرصة لكسب مردود مادي مستدام.
الناس أنواع وأجناس ولكل واحد أو واحدة ذوق خاص والكل يريد أن يتفرد بقطعته، بأقل كلفة، وهذا ما يتحقق في متجر إعادة تدوير الثياب العتيقة، فهدفنا هو إعادة تصميم الثياب وتحويلها إلى قطع فريدة، ولإعادة التدوير والمساهمة بتخفيف استهلاك المواد الأولية، كما أن من أهم الأهداف أن يكبر المشروع ويصبح عمله تنمية اجتماعية بإعطاء دورات تدريبية للنساء المهمشات ومن بعدها يساهمن في العمل بالمشغل لقاء مردود مادي يفعل دورهن بالحياة، بإعطائهن الآليات ليصرن مستقلات ماديا.

عملت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬موهبتي‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬بين‭ ‬إيطاليا‭ ‬والمغرب

هل‭ ‬ورثت‭ ‬موهبة‭ ‬الحياكة‭ ‬من‭ ‬والدتك؟
– نعم والدتي كانت خياطة في وكنت أساعدها دائما وتعلمت منها الحياكة البدائية، لكنني عملت على تطوير موهبتي في دورات بين إيطاليا والمغرب.

ما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬للناس؟
– تخفيف استهلاك المواد الأولية عبر إعادة التدوير.
– تحفيز الناس على شراء منتجات محلية.
– جعل الصناعات اليدوية بمتناول القدرة الشرائية.
مَن‭ ‬كان‭ ‬الداعم‭ ‬والمشجع‭ ‬لك؟
– صديقتي التي أصبحت شريكتي في المشغل، حيث هي تهتم بالأمور الإدارية والاستراتيجية.

ما‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهك‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬قطعة؟
– نوعية القماش تلعب دورا وتفرض أحيانا نوع تصاميم معينة.
– الأخذ بعين الاعتبار ذوق الزبونة وما يليق لها.
– محاولة خلق تصاميم جديدة ومختلفة للحفاظ على التنوع، ولتكون كل قطعة فعليا فريدة من نوعها.

ما‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تستهدفينها؟
– كل الفئات من حيث المبدأ لأن الأسعار تناسب الجميع.

في‭ ‬وسط‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬لبنان،‭ ‬هل‭ ‬وجدت‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مع‭ ‬الفكرة؟
– بالبداية كانوا يفكرون أن المشغل هو محل خياطة، لكن أصبحوا يترددون عليه وتعرفوا على الفكرة وأحبوها، وأصبح بدلاً من 3 أكياس الفرز ببيوتهم صاروا 4 وواحد منها لحرتوقة.
وتحديدا بعد الأزمة، أصبح الإقبال أكثر بسبب إقدام الناس على دعم المبادرات الفردية المحلية، بدلا من الشركات الضخمة الأجنبية.

ما‭ ‬أبرز‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬الزبائن؟
– من بين المواقف البارزة، حين تعرفت زبونة على مبدأ إعادة التدوير، جلبت كل ثياب والدتها المتوفاة حديثاً لكي تحدثها وتصبح مواكبة للموضة حتى تتمكن من لبسها بسبب تعلقها العاطفي بالقطع.

لكل‭ ‬قطعة‭ ‬في‭ ‬المتجر‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬صاحبة‭ (‬حرتوقة‭)‬

ما‭ ‬أقرب‭ ‬القطع‭ ‬لك‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجديدها‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬ذكرى‭ ‬معك؟
– أرى أن كلّ قطعة أنجزتها حلوة ورائعة، ولكلِّ واحدة منها مكانة حميمة في قلبي، ولكنني حولت بساطات النول الخاصة لجدتي إلى حقائب يدوية وأعتز بها كثيراً.

ما‭ ‬رسالتك‭ ‬للمرأة‭ ‬العربية؟
– أقول لها إنني أعيش مقولة محمود درويش:
لا دور لي في حياتي
سوى أَنني،
عندما عَلّمتني تراتيلها،
قلتُ: هل من مزيد؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق