في تجربة فريدة من نوعها في مصر شاطئ ذوي الهمم.. أول شاطئ للمكفوفين وضعاف البصر.. أمان وخصوصية
افتتح هذا العام أول شاطئ للمكفوفين وضعاف البصر في الإسكندرية
قررت محافظة الإسكندرية افتتاح شاطئ للمعاقين العام الماضي، وبعد نجاح التجربة افتتحت هذا العام أول شاطئ للمكفوفين.
كلما هلّ علينا الصيف بحرارته الشديدة هرع الكثيرون إلى المدن الساحلية للاستمتاع بالهواء البارد والجلوس على الشواطئ وممارسة الألعاب والتنزه وظل أصحاب الإعاقة من ذوى الهمم محرومين من هذه المتعة حتى وقت قريب، ومن يذهب مع أقربائه منهم يصبح عبئاً عليهم،
وفي تجربة فريدة من نوعها قررت محافظة الإسكندرية افتتاح شاطئ للمعاقين العام الماضي، وبعد نجاح التجربة افتتحت هذا العام أول شاطئ للمكفوفين وضعاف البصر، وفي السطور التالية نلقي الضوء على التجربة وأهميتها وكيفية تجنب المخاطر المحيطة بها وماذا يحدث لو تعرض المكفوف للغرق وكيف ينزل البحر دون وجود مرافق معه:
يعتبر شاطئ المكفوفين جزءا من شاطئ أكبر افتتحته محافظة الإسكندرية العام الماضي باسم شاطئ ذوي الهمم والذي يحتوي على منطقة تسمح لأصحاب الإعاقات الحركية بنزول البحر على كراسي متحركة فوق صندوق تم تمهيده لهذا الغرض، حيث تم تصميمه كأرضية غاطسة بعمق معين تسمح بسير الكراسي المتحركة ومن فوقهم هناك رشاشات مياه تسمح لهم بالاستمتاع، وهذا الشاطئ حضر له أصحاب الهمم من شتى أرجاء مصر.
وشاطئ ذوي الهمم وشاطئ المكفوفين هما جزء من شاطئ المندرة العام المجاني المفتوح لكل الناس، وبالتالي يتحقق الدمج المطلوب بين أصحاب الإعاقات وبقية أفراد المجتمع، كما أنه مسموح في شاطئ المكفوفين وشاطئ ذوي الهمم بنزول أقاربهم الأصحاء معهم للعب ومشاركتهم الاستمتاع، ولكن دون تحميل أي منهم أعباء الآخر.
تمت مراعاة تمهيد الشاطئ بحيث يكون العمق مناسباً لجميع الأطوال ولا يحتاج الكفيف أو ضعيف البصر إلى مرافق
مسارات آمنة داخل البحر
الشاطئ الخاص بالمكفوفين عبارة عن مسارات داخل مياه البحر لها فتحة دخول تسمح للفرد بالتحرك والسباحة داخل المياه مستخدماً يديه للتعرف على علامات من الفلين يتعرف من خلالها على مسارات التحرك داخل أعماق آمنة من المياه وتحت رقابة دقيقة من فرق متابعة، وتلك المسارات تسمح للمكفوفين بالتحرك الآمن داخل المياه دون مرافق.
الشاطئ مخصص لفئتين هما ضعاف البصر وفاقدو البصر لأن هاتين الفئتين يعاني أصحابها من مشقة كبيرة فأي منهم يريد نزول البحر لا بد أن يكون معه مرافق حتى يحميه من الاصطدام أو الغرق أو أي ضرر آخر، وهذا الأمر كان يخلق معاناة ومشقة كبيرة للطرفين سواء الكفيف أو المرافق، فالأول يشعر بالتقييد وعدم الثقة في النفس وعدم القدرة على الاستمتاع بالمياه كالآخرين والثاني يتحمل مشقة متابعة الأول، وبالتالي لا يستمتع.
التجربة أصبحت ممتعة جداً حيث وجدت تفاعلاً كبيراً وسعادة غامرة بالفكرة
التجربة أصبحت تجربة ممتعة جدا لفاقدي البصر وضعاف البصر، حيث وجدت تفاعلا كبيرا وسعادة غامرة بالفكرة واستطاعوا استخدام المسارات المخصصة لهم في الشاطئ بحرفية كبيرة وتمت مراعاة تمهيد الشاطئ بحيث يكون العمق مناسباً لجميع الأطوال ولا يحتاج الكفيف أو ضعيف البصر إلى مرافق وحتى الأطفال لا يحتاجون إلا لمرافقين لتحذيرهم فقط من المنطقة التي قد يكون عمقها غير مناسب لهم، ولزيادة التأمين يتم وضع صافرة في رقبة كل شخص من هؤلاء المكفوفين عند نزوله الشاطئ ويُطلب منه استخدامها حينما يستشعر أي خطر لتنبيه المراقبين وتدخلهم فورا.
هل تطبق الفكرة على شواطئ الكويت لاستمتاع المكفوفين؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تطبق الفكرة في الكويت لكى يتوقف حرمان المكفوفين والمعاقين من الشواطئ في ظل حرارة الصيف الشديدة، خاصة أن تكلفتها بسيطة للغاية، لكنها تسمح بدمج أصحاب الإعاقات وذوى الهمم في المجتمع؟