في 7 خطوات.. اكسر الروتين واقض على الملل في حياتك
«ليو بابوتا» مدرب التنمية البشرية: العنصر المشترك للملل بين الناس التكرار المستمر لنمط الحياة دون إحداث أي تغيرات تذكر
الملل.. الملل.. الملل، الكل يشكو من الملل وتكرار الروتين وعدم الشعور بالبهجة والفرحة التي كنا نشعر بها في أوقات سابقة على أقل الأشياء وأبسطها، فكيف لنا أن نخرج من هذا الشعور المرير الذي يفقدنا متعة الحياة والقدرة على المسايرة والاستمرار، بل ويمتص كل طاقتنا الإيجابية ويحولها لأخرى سلبية علينا وعلى كل من حولنا؟! وما الروتين الذي نتحدث عنه؟
بعض التغيرات البسيطة في ديكور المنزل أو المكتب قد تُحدث تغيرات كبيرة
يجيب «ليو بابوتا» مدرب التنمية البشرية بمركز «زن» الاميركي قائلا: الروتين أمر نسبي يختلف من شخص لآخر حسب طبيعة الحياة لكل منا، ولكن العنصر المشترك الوحيد هو التكرار المستمر لنمط الحياة دون إحداث أي تغيرات تذكر من شأنها أن تضفي أي نوع من التجديد عليها، فالبعض قد يصاب بالملل والضيق من العمل المستمر دون انقطاع أو الجلوس طويلا أمام التلفاز أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من تكرار نفس العمل مع نفس الناس وفي نفس الاماكن دون تغير.
والمشكلة بالنسبة لبابوتا لا تكمن في طبيعة ما نقوم به، فما يمكن أن يكون روتينا بالنسبة لك قد يكون كسرا للروتين بالنسبة لغيرك، ومن ثم فالمشكلة الأساسية تكمن في نمط التفكير غير المرن أو المبدع الذي يحجب الرؤيا عن أي وسائل للاستمتاع في كل لحظة من حياتنا بأبسط الوسائل والطرق المتاحة لدينا، وهي كثيرة اذا ما ركزنا عليها.
التغيير يبدأ بقرار يتخذه الشخص عنما يصل إلى الحد الذي لا يستطيع بعده الاستمرار في الحياة
التغيير يبدأ دائما بقرار يتخذه الشخص عنما يصل الى الحد الذي لا يستطيع بعده الاستمرار في الحياة أو يكون أداؤه العام سواء داخل المنزل أو خارجه دون المستوى الذي تعود عليه وبات يشكل له ضغطا عصبيا ونفسيا قد يصل الى حد العضوي، اذا لم يتخذه في الوقت المناسب.
والقرار في مثل هذه الحالات ليس بالأمر الهين كما يعتقد البعض حسب ما قاله بابوتا، بل إنه يتطلب الكثير من العزيمة والإصرار كي يتحول من مجرد رغبة في التغيير إلى قرار ملزم وعمل جدي سريع.
- 1. غيروا محيطكم.. تتغير نفسيتكم
لا يدرك الكثيرون منا أن بعض التغييرات البسيطة في ديكور المنزل أو المكتب قد تحدث تغييرات كبيرة على نفسيتنا، بل إن مجرد نقل كرسي من مكان لآخر أو تغيير لوحة أو إضافة مزهرية بزهور طبيعية قد تنقلك من حالة الى حالة مختلفة تماما، لأن ما يحدث تحديدا هو تجديد طاقة المكان وتغيرها من حالة السكون الى الحركة، وهو ما ينعكس تلقائيا على من يعيشون فيه.
وينصح بابوتا بضرورة القيام بأنفسنا بعمل تلك التغييرات أو على الاقل المساهمة فيها، بحيث تتحرك الدورة الدموية وأيضا الطاقية في الجسم، وهو ما يتحول إلى مشاعر إيجابية، خصوصا اذا ما أضفنا بعض الأغراض الشخصية التي نتعلق بها في المكان الذي نقضي فيه أغلب أوقاتنا.
لا تنسوا تجديد الهواء في المكان بفتح الشبابيك لبضع دقائق في اليوم وإنارة الأماكن المعتمة ووضع بعض اللمسات الدافئة الرومانسية في أماكن متفرقة من المنزل كالشموع.
- 2. اعط نفسك حقها ووقتها
نحن نلهث طوال النهار لإرضاء الآخرين سواء بالعمل أو المنزل حتى الأصدقاء، وفي كثير من الأحيان تأتي على حساب صحتنا ووقتنا وأيضا نفسيتنا كي نلبي طلبات أطفالنا أو القريبين منا، وتكون النتيجة الحتمية إهمال أنفسنا، ولا أقصد هنا الشكل الخارجي، ولكن بالتأكيد التماسك والسلام الداخلي، وبدون لحظات من التواصل اليومي مع الذات لا يمكن أن نصل الى درجة السلام والهدوء الداخلي الذي يحافظ على توازنا الخارجي. وهنا ينصح بضرورة تغيير هذا النمط من الحياة التي تستنفد مع الوقت والتكرار كامل طاقتنا الإيجابية.
- 3. الرياضة والتنفس لحياة أهدأ
في كل حديث عن تطوير الذات وتغيير الواقع الذي نعيشه يكون الحديث عن ضرورة ممارسة الرياضة وأداء تمارين التنفس جزءا أساسيا فيه، ولا يمكن تطوير أو تغيير عالمنا الداخلي والخارجي الا بممارسة الرياضة كونها تعطينا ثقة واعتزاز بالنفس بلا حدود، فيكفي ان تستقطع جزءا من وقتك لنفسك فقط.
يقول «بابوتا»: إن تحريك الدورة الدموية في الجسم يساعد على هدوء النفس وتقبل الأمور الخارجية بشكل مختلف إضافة الى أنها تصفي الذهن ولو لفترة قصيرة من موضوعات تشغله وتزيد من توتره، والأهم من هذا وذاك انها تنمي مع الوقت الفص الإبداعي في المخ، وهو المطلوب لتغيير نمط الحياة على مقاس كل منا وليس بالمسطرة والقلم كما ينصحنا الاخرون من وحي تجاربهم الشخصية.
- 4. خفف الأعباء الشخصية
أحد أسوأ الأنماط الذهنية هي تلك التي تعتقد أنها تستطيع القيام بعشر مسؤوليات في ذات الوقت، وهو أمر شديد الخطورة على صفاء الذهن والقلب معا، فاختاروا مسؤولية واحدة أو اثنتين للقيام بهما في اليوم الواحد أو الوقت الواحد، وأجِّلوا التفكير في باقي ما عليكم إنجازه في وقت آخر، وهنا لا نتحدث عن الواجبات الضرورية، ولكن على ما هو ليس مطلوبا بشكل فوري.. اكتبوا المسؤوليات المطلوبة منكم مع تحديد زمن على ورقة، ومن ثم ضع جدولا زمنيا مريحا لإنجازها، وقم بمراجعتها من آن لآخر حتى تنتهي منها كليا، فهذه الطريقة من شأنها ترتيب أفكارك ووقتك واستثمار الباقي منه في أداء مهام إيجابية أخرى تكسر نمط الحياة الحالية.
- 5. حذارِ من مصاصي الطاقة
حذار ثم حذار من مصاصي الطاقة المحيطين بك؛ لأنهم يمتصون كامل طاقتك الإيجابية ويلقون عليك بسيل من طاقتهم السلبية التي تحرق الأخضر واليابس.. طبعا الوضع ليس بالسهولة التي نتخيلها، خصوصا اذا ما كان ذلك الشخص من الأقرباء القريبين منك أو من عائلتك، ولكن المهم هو تقليص فترة البقاء معهم لأقل وقت ممكن مع محاولة تغيير أي حديث سلبي أو شكوى في غير محلها لمجرد التنفيس كما اعتادوا دائما.
- 6. تغيير بسيط في المظهر الخارجي ضروري لتغيير الداخل
نعم.. بعض التغييرات الخارجية سواء في موديل الشعر أو لونه أو بشراء ملابس جديدة أو بوضع ماكياج خفيف جميل قد تحدث تغييرات داخلية بلا حدود، فالإنسان في النهاية يشعر بالسعادة والامتلاء عندما يجدد من نفسه ومن شكله ويكسر الروتين اليومي الذي اعتاد أن يرى نفسه فيها.
استقطع جزءًا من وقتك وتوجه الى أحد مراكز التجميل لتغيير لون شعرك أو قصته حتى بعمل تقليم للأظافر أو جلسات مساج، وتأكد أن النتائج مضمونة والتغيير قادم لا محالة.
- 7. جالس من هم أصغر منك سناً
ينصح «بابوتا» بأهمية الجلوس مع من هم أصغر منا عمرا، وخصوصا فئة الشباب المليئة بالحيوية والنشاط، فالطاقة الإيجابية معدية كالضحك والفرح تماما، والافضل أن تجالس طفلا أو أطفالا.. العب معهم بنفس طريقتهم، فهذا الشعور سيغمرك بطاقة لا محدودة من الفرح والسعادة، وسيعيد إليك صفاء ذهنك وهدوء نفسك.