قدمت في الموسم نفسه الفلاحة.. والمتوحشة! حـنـان مـطـاوع: ورثت التمرد وقوة الشخصية والذكاء الفطري عن والدي ووالدتي

استطاعت الفنانة حنان مطاوع أن تقدم شخصيتين متناقضتين في رمضان هذا العام من خلال دورها فلاحة وطنية في «سره الباتع» وفتاة شعبية متوحشة في «وعود سخية» لتثبت أنها جديرة بما وصلت إليه من نجومية، خاصة أنها تنحدر من أسرة فنية فهي ابنة الفنانة القديرة سهير المرشدي والراحل كرم مطاوع، ونجحت عبر مشوارها الفني في أن تتفرد وتترك بصمة خاصة بها على الشاشة الصغيرة، حنان كشفت خلال حوارنا معها عن كواليس تصوير الأعمال وكيف جسدت شخصياتها المختلفة، ولماذا لم نرها حتى الآن في عمل فني مع والدتها، وكيف كانت انطلاقتها وعلاقتها بابنتها آماليا وزوجها وحياتها الخاصة، وكثير من التفاصيل في هذا الحوار:
جسدت دور فلاحة وطنية في زمن نابليون في مسلسل «سره الباتع» كيف رسمت ملامح شخصية «صافية»؟
- اسره الباتعب مسلسل وطني ملحمي ضخم مأخوذ عن قصة قصيرة للأديب الراحل يوسف إدريس، وشخصية اصافيةب كانت موجودة في رواية الراحل يوسف إدريس، لكنها لم تكن بالقوة نفسها التي ظهرت في المسلسل، إذ كان التركيز والقوة مبنية على شخصية احامدب الذي جسده الفنان أحمد صلاح السعدني، بينما في المسلسل شخصيتي محورية، وأظهر حتى النهاية، والحقبة الزمنية هنا ليست مهمة؛ لأن روح الشخصية المصرية موجودة سواء كانت في زمن معاصر أو قديم، فضلًا عن وجود ربط بين مقاومة المعتدي وقت الحملة الفرنسية وبين المصري الحديث الذي ما زال يقاوم أي عنصر دخيل على بلده سواء كان فاسدًا أو متطرفًا، فهذا الربط يؤكد أن المصري في حالة مقاومة دائمة وثورة على الفساد وضد أي معتد.
ظهرت في مشاهد «أكشن» كثيرة للمرة الأولى على خلاف أعمالك السابقة، فهل تم تدريبك عليها قبل التصوير؟
- بالفعل تدربت على يد مدرب متخصص على الإمساك بالسلاح والنبوت، وأجرينا العديد من البروفات عليها لكي تخرج بالشكل الذي ظهرت به وكانت مشاهد صعبة للغاية بالنسبة لي لكنها ضرورية، ولذلك خرجت بعدة إصابات، حتى إنني فقدت صوتي لأن المسلسل يحتوي على مشاهد بها هتافات، وهذا كله أثّر في صوتي، وأعتقد أن معظم فريق العمل خرج بإصابات أيضا، وقد تعبنا كثيرا، وخارت قوانا أثناء تصويرها، لكن المخرج خالد يوسف كان لا يرضى إلا إذا كان المشهد منفذا بإتقان، وخرج بالشكل المطلوب، وفي النهاية ننسى كل تعب صادفناه عندما نحصد النجاح، ويكفينا أننا قدمنا عملا وطنيا ملحميا سيضيف إلى رصيدي الكثير.
«وعود سخية» حوّلني إلى فتاة شعبية متوحشة بعد أن جار عليها الزمن
قدمت فتاة شعبية «شبيحة» في «وعود سخية»، ألم تخافي من تقديم عملين في الموسم الرمضاني؟
- التخوف الوحيد هو عدم القدرة أو التوفيق في تنسيق مواعيد التصوير، لكن الحمد لله تم التنسيق وشخصيتي في اسره الباتعب مختلفة تماما عن اوعود سخيةب، وهذه الشخصية أغرتني جدا؛ لأنها غنية وثرية وتحولاتها كثيرة وأبعد ما تكون عني، خاصة أن تركيبة الشخصية لا تشبهني نهائيا، وشخصية اسخيةب جار عليها الزمن، فتجور على الجميع، وهي متوحشة للغاية في طباعها وشديدة الصراع الإنساني ولديها صراع ما بين الخير والشر بشكل واضح، وهذه أول مرة أظهر في دور شعبي بهذه الدرجة من الوحشية، فأنا دائما أنتمي إلى الشارع المصري.
تم تصوير العمل في شوارع بولاق الدكرور وهي منطقة شعبية كيف تعامل الجمهور معك خلال التصوير؟
- أنا تربيت في منطقة المهندسين، لكن جذوري شعبية ووالدتي سهير المرشدي من الحلمية، فلست غريبة عن المناطق الشعبية، وقدمت الفتاة الشعبية قبل ذلك في أكثر من عمل، ولكن بشكل مختلف، وهذا العمل تم تصويره في مناطق شعبية عديدة، منها شبرامنت، وبولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، والتقيت مع الناس في الحارات الشعبية الذين كانوا يلتزمون الصمت عند تصوير المشاهد، وعندما أنتهي من المشهد كنت أتلقى التهاني منهم مع بعض النصائح باستخدام جمل حوارية نابعة من الحارة، وهو ما تم بالفعل بموافقة المخرج، فالجمهور تفاعل معنا بشكل كبير وكانت الشخصية نابعة فعلا من الحارة المصرية.
لمن تدين حنان مطاوع بالفضل في مشوارها الفني؟
- مدام سميرة أحمد التي حاربت وأصرت على مشاركتي في مسلسل اأميرة من عابدينب في بداية مشواري الفني رغم صغر سني وقتها، واستمر دعمها لي حتى قررت أن أجسد دور ابنتها في مسلسل ادعوة فرحب فأنا أحبها كثيراً، أما المخرج الكبير جمال عبدالحميد، فقد راهن على موهبتي وكسب الرهان في كثير من الأعمال التي قدمتها معه.
ننتقل إلى حياتك الخاصة ماذا تعلمت «حنان» من والدها الراحل كرم مطاوع؟
- التمرد والاعتماد على النفس وقوة الشخصية، ففي المرحلة الثانوية دخلت قسم اعلميب على عكس رغبة والدي ولم يعترض حتى وجدت نفسي لن أستكمل بسبب ضعفي في الأرقام والمواد العلمية وعدت للأدبي، ولم يلمني أيضا، في تلك المرحلة التحقت بالعمل في أحد مكاتب الترجمة كي لا أطلب أموالاً منه ووجدته يقول لي ورثت التمرد وقوة الشخصية يا حنان.
ووالدتك القديرة سهير المرشدي؟
- تعلمت منها احترام الآخرين والإيثار، وورثت منها الذكاء الفطري والرومانسية وعشق الفن، فهي ابتعدت عن الساحة في الفترة الأخيرة؛ لأنها تحب تاريخها الفني، وترفض المشاركة في أعمال لمجرد الظهور، ووالدتي لا تقبل بدور إلا ويملأ وجدانها وقلبها، وتنفعل به حتى تجسده، ولذلك وافقت على دور أم أحمد العوضي في مسلسل اضرب نارب مع ياسمين عبد العزيز؛ لأن قماشته واسعة ومختلف عما قدمته من قبل، فهي الآن في مرحلة انتقائية لا تقدم إلا ما يضيف إلى رصيدها الفني.
لماذا لا نراك في عمل فني يجمعك بوالدتك حتى الآن؟
- بالطبع أتمنى ذلك، لكن أنا ووالدتي لسنا صاحبتي قرار، الأمر في يد الشركات المنتجة من جانب، ورؤية والدتي من جانب آخر، فهي لها شروط في العمل لتجسيده كما ذكرت والشركة المنتجة لها رؤية تجارية، فأنا طوال مشواري أتمنى مشاركة والدتي في عمل فني سواء دراما أو سينما أو على خشبة المسرح؛ لأنه سيكون نقلة فنية كبيرة لي، بل إنني سأشعر بالدفء عند الوقوف أمام أمي بدون شك.
ابنتي آماليا تشبهني في شخصيتي وتشبه والدها في ملامحه
كيف تتعاملين مع ابنتك «آماليا»؟
- اآمالياب هي كل حياتي ودنيتي الجميلة أشعر بكثير من السعادة وأنا بجوارها، وأتمنى انتهاء التصوير حتى أعود إليها، وقد لاحظت عليها ظهور عدة مواهب، فمثلا صوتها جميل وتمتلك أدوات للتعبير عن تصرفاتها بحركات يديها، وأعتقد أنها ستكون موهوبة، وإذا قررت في يوم ما دخول مجال التمثيل فلن أعترض، لكن عليها أن تثبت نفسها.
هل تطمعين في أن تكون آماليا نجمة مشهورة؟
- هذه أقدار الله لا أحد يستطيع أن يقول سأصبح نجما مشهورا حتى عن نفسه، لأن عوامل كثيرة تتدخل في الموضوع، ولذلك ستكون لآماليا كامل الحرية في تقدير مصيرها في العمل، ويقتصر دوري على تربيتها كإنسانة ناجحة قدر المستطاع وأخلاقها جميلة، وتكون قادرة على الفرز في علاقاتها مع الآخرين، سأدعمها في المجال الذي تريده مستقبلاً بإذن الله، فهي تشبهني في شخصيتي، وتشبه والدها في ملامحه، لأنني أحب زوجي كثيراً، وفي النهاية كل شيء نصيب.