سيدة أعمال أميركية من أصول هنجارية وصاحبة واحدة من أهم العلامات التجارية الرائدة في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل ومن أهم مصنعي العطور في العالم
بدأت حياتها من الصفر ولم تكن قد بلغت الخامسة عشرة من عمرها لتتحول بعد سنوات من العمل الشاق إلى أغنى سيدة أميركية عصامية في القرن العشرين
المرأة الوحيدة التي اختارتها مجلة “التايم” في نهاية التسعينيات ضمن قائمة الشخصيات العبقرية في مجال الأعمال والأكثر تأثيراً في القرن نفسه!
التحقت الفتاة الصغيرة بمدرسة “نيوتاون” وفي الوقت نفسه كانت تتعلم أساسيات العمل مع والدها في متجره للأجهزة الكهربائية بعد الانتهاء من دوامها المدرسي!
في مختبر عمها الكيميائي جون شوتز.. تعلمت على يد هذا المعلم الساحر أصول تركيب الكريمات المغذية للبشرة
ابتكر عمها أربعة تركيبات سرية استطاعت الفتاة الطموحة “إستي لودر” بيعها لصديقاتها وبعض المقربين منها
لم يعلّمها العم جون تركيب الكريمات فقط بل أيضاً كيفية عمل المساجات الخاصة بالوجه أثناء تنظيفه وتطبيق تلك الكريمات على وجهها الذي كان ينبض بالنضارة والجمال!
“زجاجات الأمل”.. اسم أطلقته على كريمات من اختراع عمها.. فكانت النواة الأولى للتسويق وجني المال
عام 1933 استطاعت أن تضيف الكثير من المكونات الطبيعية التي ميزتها عما كان في الأسواق.. فصار لديها عملاء من صفوة المجتمع النيويوركي خلال أشهر!
تزوجت إستي عام 1930 من جوزيف لودر وكانت زيجة سعيدة حيث ساندها الزوج في كثير من عملها حتى كوّنا معاً إمبراطورية “إستي لودر” العالمية التي تحمل اسميهما
عام 1950 قدمت أول عطورها “ندى الشباب” بأسعار مناسبة لأكبر شريحة من النساء العاملات.. فشكّل هذا العطر منتصف الخمسينيات نحو 80% من مبيعات الشركة وحولها من شركة ناشئة إلى عمل تجاري يدر الملايين من الدولارات
بيع من عطرها” ندى الشباب” 50 ألف عبوة في الخمسينيات ليقفز 1984 إلى 150 مليون عبوة وهو ما أحدث نقلة نوعية في الشركة!
نظراً لأعمالها الاستثنائية مُنحت “وسام فارس” من فرنسا.. وصارت أول امرأة تحصل على وسام شوفالييه لعام 1978.. ومنحت وسام الحرية الرئاسي 2004 نفس عام وفاتها!
تركت إمبراطوريتها التي كانت تقدر بنحو 5 مليارات دولار لابنيها الاثنين!
استي لودر اسم لا يمكن أن يخطئه أحد فهي سيدة أعمال أميركية من أصول هنجارية وصاحبة واحدة من أهم العلامات التجارية الرائدة في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل ومن أهم مصنعي العطور في العالم، سيدة بدأت حياتها من الصفر، ولم تكن قد بلغت الخامسة عشرة من عمرها لتتحول بعد سنوات من العمل الشاق إلى أغنى سيدة أميركية عصامية في القرن العشرين والمرأة الوحيدة التي اختارتها مجلة التايم في نهاية التسعينيات ضمن قائمة الشخصيات العبقرية في مجال الأعمال والأكثر تأثيرا في نفس القرن.
لودر كانت تحلم منذ نعومة أظفارها بأن تكون سليلة عائلة إيطالية ارستقراطية تعيش حياة عصرية في منزل كبير وتحت يديها سيارة فخمة بسائق يفتح لها الباب ومساعدة إيطالية تقضى حوائجها وأم مرفهة تتنقل بين دور الأزياء لتختار ما يحلو لها، ولكن كل ذلك كان مجرد حلم تمنت أن تعيشه بينما الحقيقة غير ذلك تماما حيث نفت العديد من وسائل الإعلام الأميركية مزاعم لودر الخاصة بكونها كانت من أصول أوروبية ارستقراطية قبل انتقال عائلتها إلى نيويورك.
قصة كفاح ونجاح بدأت من هنجاريا ووصلت الى العالمية
ولدت إستي لودر بمدينة نيويورك في منتصف 1908 من أبوين مهاجرين من هنجاريا للولايات المتحدة الأميركية فالأم روز روزنثول هاجرت لتلتحق بزوجها الأول إبراهيم ومعها خمسة من أبنائهما، ولكنها سرعان ما انفصلت عنه وتزوجت من زوجها الثاني ماكس منتزر الذي انجبت منه ثلاثة أطفال من بينهم جوزافين، وهو الاسم الحقيقي لـ(استي)، وهو اسم الدلع الذي كانت تلقب به منذ طفولتها.
التحقت الفتاة الصغيرة بمدرسة (نيوتاون) بحي كوينز، وفي الوقت نفسه كانت تتعلم أساسيات العمل مع والدها الذي كان يمتلك متجراً للأجهزة الكهربائية، وذلك بعد الانتهاء دوامها المدرسي، ورغم أن طبيعة عمل والدها كان مختلفا تماما عن عملها الذي أتقنته لاحقا، فإنها تعلمت منه الكثير، خصوصا المهارات التسويقية التي خدمتها فيما بعد ومنها إعطاء العميل مميزات إضافية عما تقدمه المتاجر الأخرى كالأعمال المجانية في بعض المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد والعطل الأسبوعية، وهو ما استخدمته استي في تسويق منتجاتها فيما بعد وكانت سباقة بذلك، حيث كانت أول من اعتمد سياسة تقديم الكريمات المجانية للزبائن، وهو ما ضاعف من حجم مبيعاتها.
بداية المشوار مع عمها جون شوتز
لم تكن استي هاوية لطبيعة عمل والدها الذي قررت تركه للعمل في مختبر عمها الكيميائي جون شوتز الذي انتقل بعد نهاية الحرب العالمية الأولى إلى العيش مع عائلته بنيويورك، هناك تعلمت على يد من كانت تصفه دائما بالمعلم الساحر أصول تركيب الكريمات المغذية للبشرة والذي كان موهوبا بها، بل ابتكر أربع تركيبات سرية استطاعت الفتاة الطموحة بيعها لصديقاتها وبعض المقربين منها.
لم يعلمها العم جون تركيب الكريمات فقط، بل أيضا كيفية عمل المساجات الخاصة بالوجه أثناء تنظيفه ومن ثم تطبيق تلك الكريمات على وجهها الذي كان ينبض بالنضارة والجمال حتى انها لفتت نظر صاحب صالون تصفيف الشعر والتجميل الذي تتعامل معه، وكانت النواة الأولى لتسويق منتجات عمها التي أطلقت عليها اسم (زجاجات الأمل)، كما أنها قامت بتوزيع بعض العينات المجانية من منتجات عمها لتحقق مبيعات كبيرة، وسرعان ما كسبت مبالغ كبيرة من المال.
تزوجت إستي في 1930 من جوزيف لودر وكانت في بداية العشرينيات من العمر، وكانت زيجة سعيدة حيث ساندها الزوج في كثير في عملها حتى كونا معا امبراطورية (استي لودر) العالمية التي تحمل اسميهما والتي ورثها عنهما ابناهما ليوناردو ورونالد.
استمرت لودر في العمل المتواصل على تطوير كريمات عمها وفى العام 1933 استطاعت أن تضيف الكثير من المكونات الطبيعية التي ميزتها عما كان متوافرا في الأسواق في ذلك الوقت، وفي غضون بضعة أشهر فقط كان لديها عملاء من صفوة المجتمع النيويوركي.
وبعد عشر سنوات تمكن الزوجان من افتتاح أول متجر خاص بهما في مدينة نيويورك حيث كانت تقوم هي بالتصنيع والتسويق بينما كان زوجها يدير عملية التمويل، واستمر ذلك الحال لمدة عاميين توسع بعدهم الزوجان في عملهما وأسسا شركة Estee Lauder Inc التي كانت لا تنتج إلا أربعة منتجات فقط تخصصت فيها، وكانت تقوم بتركها في مطعم كان يمتلكه الزوج وحوله لاحقا إلى مصنع تطهى فيه الكريمات والزيوت العالية الجودة، واستمرت الشركة في تحقيق نجاحات متتالية حتى عام 1950 حيث سافرا إلى عدد كبير من دول العالم لتقديم منتجاتهما والإعلان عن علامتهما التجارية.
واصلت عائلة لودر نجاحاتها، حيث عملوا على تعزيز استراتيجية مبتكرة بهدف توسيع أعمالها، وحققت نجاحا منقطع النظير، فبحلول عام 1950 قدمت أول منتجاتها من العطور التي أسمتها (ندى الشباب) وقدمتها بأسعار مقبولة تناسب أكبر شريحة من النساء العاملات، وفي منتصف الخمسينيات شكل هذا العطر نحو 80% من مبيعات الشركة وحولها من شركة ناشئة إلى عمل تجاري يدر الملايين من الدولارات، حيث بيعت منه 50 ألف عبوة وبحلول عام 1984، قفز الرقم ليصل إلى 150 مليون عبوة، وهو ما أحدث نقلة نوعية في الشركة.
وبسبب ذلك العطر الرائع تحولت لودر إلى مادة إعلامية خصبة، ففي عام 1985 تم اختيارها لتكون موضوع الفيلم الوثائقي The Sweet Smell of Success الذي يحكي قصة نجاحها وقالت فيه انه “لم يمر يوم عملت فيه دون أن تبيع فيه وبمنتهى القوة”.
ومن نجاح الى نجاح قامت لودر بإنشاء مراكز تجميل سريعة تستهدف النساء العاملات اللواتي يعانين من ضيق الوقت، إذ تنهي هذه المراكز عملها مع هؤلاء النساء في ثلاث دقائق فقط، وما زاد من إقبال السيدات عليه كان تقديمها لعينات مجانية واستحداث استراتيجية تسويق «تقديم هدية مع المشتريات» لجلب المزيد من الزبائن.
واصلت الشركة نجاحاتها المتتالية حتى انها تحولت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لتصبح ثالث أكبر شركة مستحضرات تجميل في أميركا وضمت نحو 10.000 موظف، وحققت مبيعات تجاوزت الملياري دولار. وفي عام 1999، شكلت منتجات استي لودر ما يقارب 50% من مستحضرات التجميل التي تباع بالتجزئة في الولايات المتحدة.
ورغم كل ذلك النجاح الكبير، فإن وسائل الإعلام الغربية أخذت عليها مأخذا ليس فقط الكذب فيما يخص أصولها كما أسلفنا سابقا، ولكن بتزويرها رسائل كانت تقول إنها من مشاهير يمدحون في منتجاتها، وهو ما لم يحدث قط.
ونظرا لأعمالها الاستثنائية تم منحها “وسام فارس” من قبل قنصل فرنسا العام من وسام جوقة جيرارد كوزر. كما كانت أول امرأة تحصل على وسام شوفالييه في العام 1978. وفى 2004 تم منحها وسام الحرية الرئاسي، وهو نفس العام الذي توفيت فيه وهي في الـ 94 من عمرها لتترك امبراطوريتها التي كانت تقدر بـ 5 مليارات دولار لابنيها الاثنين، ليوناردو الذي كان يشغل منصب الرئيس الفخري لمجموعة شركات استي لودر، وابنها الأصغر رونالد الذي شغل منصب رئيس مختبرات كلينيك، أما حفيدها وليام لودر فهو الرئيس التنفيذي لشركات استي لودر.
وتموّل “مؤسسة لودر” جمعيات خيرية ومتاحف وأبحاثا طبية ومؤسسات تعليمية معظمها في مدينتها نيويورك.