تحقيقات

لظاهـرة الطلاق أسبـاب متعـددة..منها الباطنة ومنها الظاهـرة

وصلت معدلات الطلاق في العالم العربي وفي منطقة الخليج الى معدلات غير مسبوقة.. ولم يخل بلد عربي واحد من المعاناة من استفحال هذه الظاهرة..

فهي تؤدي الى عواقب ومشكلات مشرفة على المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية أيضا، ولم تقتصر هذه الظاهرة على عمر معين أو مرحلة معينة من الزواج،

فقد طالت حديثي الزواج من ناحية والزيجات طويلة الأمد من ناحية أخرى!

ولأهمية بل خطورة هذه الظاهرة، التقت «أسرتي» د.أحمد الصانع، استشاري نفسي وتربوي وطرحنا عليه القضية حيث إن له إصدارا متخصصا في الموضوع «أنتِ طالق».

 

من أسباب الطلاق بمنطقة الخليج.. الحرية المتاحة الآن!

 

كتاب «أنتِ طالق».. لماذا ألّفته؟

– لا يخفى على الجميع مشكلة الطلاق، فقد أصبحت متفشية في المجتمع بنسب عالية، وهي ظاهرة لها أسباب متعددة، منها باطنة ومنها ظاهرة..

الأسباب الظاهرة أولها أنه ليس هناك توافق زوجي، اجتماعيا أو ثقافيا أو دينيا، وذلك بسبب سوء الاختيار من البداية..

إضافةً إلى الحرية المتاحة الآن بمنطقة الخليج، فالفتاة مثلا أخذت الكثير من حريتها، الى درجة أنها ترفض الزواج وهي في الثلاثين من عمرها! وقد تكون مشغولة في عمل خاص بها،

وهذه الظاهرة أصبحت موجودة بقوة.

ومن الأسباب، أن الدولة تدعم الطلاق بشكل غير مباشر، مُمثلة في وزارة الشؤون، فالمطلقة تُعطى راتبا أو معاشا شهريا، وأيضا لا تستطيع الكويتية تجنيس أبنائها من الأجنبي إذا لم تُطلّق!

 

إذا كانت هذه هي المعايير في الاختيار..فالنتيجة «الفشل»!

 

غياب معايير واضحة للزواج

– من الأسباب أيضا، غياب حسن الاختيار للشريك الآخر، أي غياب معايير واضحة للزواج،

فالشباب – مثلا – يريد الزواج لمجرد الزواج! ويعتقد أن هذا هو المعيار الصحيح للزواج!

كما أن الفتاة تريد زوجا يحافظ عليها، أو يحترمها فقط، أو تريده وسيما!  أو مفتول العضلات! وذلك تأثرًا بالإعلام ومعاييره!

فإذا كانت هذه هي المعايير في الاختيار، فالنتيجة حتمًا هي الفشل!

 

من المعايير الصحيحة للزواج.. أن يكون على أساس «الشراكة»

 

المعايير الصحيحة للزواج

لكن المعايير الصحيحة للزواج لابد أن تكون على أساس أن الزواج «شركة»،

وأن هذا معناه أن تكون أنت قادرا على إدارتها، وماذا لو انتهت هذه الشراكة؟ وما المشكلات المترتبة على انتهائها؟

إن المجتمع صار الآن يُخرِّج جيلا مليئا بالعقد النفسية، وبينما يطلب منه عدم العنف وتطوير ذاته وفكره وثقافته،

فإن هذا الجيل هو جيل مُفكّك، خارج من أسرة مفككة بسبب الطلاق! فالمجتمع يكون هشا بسبب الطلاق،

وهذه نتيجة علمية وعملية على أرض الواقع، لذلك سعيت الى هذا الكتاب للفت الانتباه بقوة الى مشكلة الطلاق.

وفي الفصل السادس، هناك تركيز على أخطاء الاختيار في الزواج، بدءا بفترة الخطبة بل عند أول مقابلة.

 

العنف الذكوري.. والنسائي أيضا!

من أسباب الطلاق أيضا، العنف الذكوري عادة، بل العنف الأنثوي أيضا من حالات ظهرت حاليا، أيضا كل أنواع العنف الاخرى موجودة حاليا، وهي تعود الى الحالة النفسية والاجتماعية للرجل أو مصدر العنف أو المرأة.

 

حل الظاهرة وما الحل لهذه الظاهرة الخطيرة – ظاهرة الطلاق؟

1 – إعادة النظر في قضية الطلاق من خلال لجان متخصصة علمية لوضع ضوابط في حال حدوث الطلاق.

2 – بالنسبة الى الدولة، إعادة النظر في قوانين التجنيس (في الكويت).

3 – إدخال منهج دراسي بالصفوف الثانوية ويكون إلزاميا للتخرج، وثمة منهج قد اقترحته على اللجنة الاجتماعية بمجلس الأمة، وعلى وزير العدل ووزير الشؤون الإسلامية، كي نقوم بإدخال هذا المنهج التوعوي عن الزواج والطلاق والحياة الأسرية، وبالتالي لا يُعقد الزواج إلا بعد أخذ دورة تدريبية للذكور والإناث في كل ما يخص العلاقة الزوجية من حقوق وواجبات بطريقة علمية متخصصة.

4 – على الوالدين – أمًا وأبًا – تدريب الأبناء على حقوقهم وواجباتهم في الزواج منذ الصغر، ولابد أن يتلقى الأبناء القدوة الصالحة في الأب والأم وعلاقتهما معا، مع محاولة الطرفين لحل مشكلاتهما معا.. فالأسرة المفككة تُنتج أبناء وأزواجا بالمستقبل فاشلين في بيت مفكك.

5 – الثقافة الأسرية أساسية عن طريق الكتب والدورات التدريبية المتخصصة، فهناك أمور كثيرة مخفية في مسائل الزواج والعِشرة الزوجية.

 

ليس هناك عيب في أن تلجأ إلى المتخصصين إذا واجهت مشكلة زوجية!

 

كلمة أخيرة لك.

– ختاما.. ليس هناك عيب في اللجوء الى المتخصصين الاستشاريين أو سواهم، إذا واجهت مشكلة زوجية، قبل أن تلجأ الى الطلاق كحل سريع.

 

كتاب «أنتِ طالق».. صرخة علمية ضد الظاهرة

يقول د.أحمد الصانع المؤلف:

إن الطلاق ظاهرة عامة موجودة في كل المجتمعات، وهو أمر عرفته البشرية من قديم الزمان وكانت له طرق وأشكال مختلفة من بيئة الى بيئة ومن عصر الى آخر.

ولا شك في أن الطلاق حادث مشؤوم للزوجين، حيث يعتبر مؤشرا واضحا لمدى تفكك الأسرة..

هذا بالإضافة الى اعتباره محنة شخصية وطريقا للهروب من توترات الزواج ومتاعبه، فخلال دورة الحياة الزوجية تنشأ الخلافات والتوترات والمشاكل الزوجية التي قد تصل الى درجة عالية

بحيث تصبح الحياة شاقة بين الزوجين، فيكون الحل الوحيد والأمثل أمامهم هو الطلاق، فالطلاق هو نهاية مؤلمة للغاية ومأساة، ولكنه في الحقيقة أفضل من الحياة التعيسة للزوجين.

ومن هذا المنطلق يتناول هذا الكتاب البسيط مشكلة الطلاق وأسبابها وأهمية الأسرة في حياة الفرد والمجتمع، كما يرصد الآثار المختلفة المترتبة على هذه الظاهرة،

ويقدم بعض المقترحات والحلول للمحافظة على الكيان الأسري والوقاية من مشكلة الطلاق، كما يعرض بعض المقالات التربوية المهمة للمؤلف التي تم نشرها في بعض الصحف والمجلات المتخصصة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق