لعـمـر جـديـد..افرد ذراعيك للكون.. يمنحك ما تريد
«اضحك من قلبك، يضحك معك.. ويضحك لك الكون كله.. وافتح له صدرك وقلبك يفتح لك ذراعيه.. حب كل ما فيه سيعطيك كل ما لديه».
هكذا هي القاعدة الكونية.. الحب والفرح والإقبال على الحياة أمور تجلب الفرح والسعادة على حياتك وحياة من حولك.. المهم هنا كيف تصل إلى هذه الحالة من التصالح مع النفس ومع الكون ومع كل ما حولك؟
الإجابة عند المحاضرة العالمية «لويس هاي» صاحبة أهم الكتب وأكثرها مبيعا كتاب «يمكنك أن تشفي حياتك».
تؤكد «لويس هاي» في كتاباتها أن السعادة لا تأتي إلا من الداخل ومن قدرتنا على تلقي الصدمات وتحويلها من أحداث سلبية إلى اخرى إيجابية يمكن أن تكون انطلاقة جديدة ونقلة إلى الأمام.
يرى بعضنا في كل جميل شيئًا قبيحًا، ويكون محور تركيزه وانتباهه، بينما يجد آخرون – وعادة هم قلة – بقعة النور الإيجابية المضيئة في كل قبيح.. «الأساس في الموضوع هو كيف ترى الأمور وتستقبلها».
تقول «هاي»: إن كل الخبرات السلبية التي تواجهنا ما هي إلا انعكاس لأفكار سلبية رسخت في عقلنا الباطن منذ الطفولة، ومن ثم فتغيير تلك الأفكار بأخرى إيجابية هو مكمن الحل للوصول إلى حياة سعيدة، ولكن يبقى السؤال: كيف نصل إلى هذه الموهبة التي لا يتقنها إلا قلة منا رغم أنها لا تتطلب سوى بعض الخطوات البسيطة السهلة شريطة الاستمرارية والمداومة عليها؟
وتضيف «هاي»: الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من ترسيخ مفاهيم ريجابية حول الذات والكون وكل من حولنا كبديل لأفكار معاكسة علقت في الأذهان وأيضا في اللاوعي نتيجة خبرات سلبية سابقة تعرضنا لها في الصغر..فغالبا ما يتم نسيان الحدث نفسه بحكم مرور الوقت، بينما تبقى العاطفة المصاحبة له سواء كانت غضبا أو حزنا أو خجلا جزءا من تكويننا النفسي ومبعثا لأفكارنا وطريقة تفسيرنا للأمر.
وتقدم «هاي» خبراتها عبر وسائل متعددة أبرزها مجموعة من الكروت يزيد عددها عن المائتين يحمل كل منها فكرة إيجابية تنصح بترديدها عدة مرات في اليوم وعلى أوقات مختلفة ولعدة أيام حتى يستوعبها العقل الباطن وتتحول مع الوقت إلى فكرة، ومن ثم إلى ممارسة إيجابية يومية بديلة عن الفكرة السلبية المناقضة.
«المهم هنا أن يكون لدينا اليقين الكامل بجدوى هذه الأفكار في تغيير حياتنا، مع إدراك أن كل ما نمرُّ به من تجارب وردود أفعال عليها في الحقيقية تجارب غيرنا، وعادة ما تكون تجارب الوالدين التي تربينا عليها، والتي يجب أن نضعها جانبا لنعيش حياتنا بتجاربنا وأفكارنا نحن لا هم.
تجارب غيرنا بأفكارنا:
-1 الحب هو الدواء الوحيد لتداوي كل الجروح التي لحقت بأرواحنا ومشاعرنا.
حب نفسك بكل ما فيها من عيوب ومميزات؛ لأننا بشر، والبشر يصيبون ويخطئون.. المهم أن نسامح أنفسنا على أخطائنا وإخفاقنا، وأيضا نسامح الآخرين على إخفاقهم وأخطائهم.
-2 مهما كانت المشكلة التي تواجهنا، فعلينا أن نعي أنها مجرد رد فعل تلقائي لأفكار داخلية مسبقة يمكن تغييرها بمجرد تغيير نظرتنا لها، ومن ثم طريقة تعاطينا معها.
-3 عقلك هو أداة التغيير التي يمكن أن نستخدمها كيفما نشاء، فنحن منْ نملك القدرة على التغير دون أن ننتظر منْ حولنا ليقوموا بالمهمة عوضًا عنا.
-4 المرور بتجربة مؤلمة أو غير محببة يمكن ان تكسرنا وتضعفنا، إذا أردنا ذلك، ولكنها تقوينا وتصلب عودنا أيضا، إذا نظرنا إليها على أنها مجرد تجربة تواجهنا لخير ما ينتظرنا.
يجب أن نرسخ مفهوم «ان كل شيء في الكون يسير لمصلحتنا، إذا أردنا ذلك، ومهما كان مؤلما وسيئا.
-5 توقع دائما الأفضل وستجده أمامك دون عناء.
هذه النظرية كونية بحتة.. فنحن من نجذب الترددات الكونية الإيجابية بأفكارنا المماثلة أو نبعدها بالأفكار السلبية، وكثيرون يرددون: «حظي عثر.. حظي أسود.. الحياة لا تعطيني ما أريد»، إنهم يرددون ذلك دون وعي منهم بأنهم بتلك المعتقدات يستدعون بالفعل ما لا يريدون، بل يجعلونه نمط حياة.
-6 حدد أهدافك في الحياة، وردد دائما أنك قادر على تحقيقها وحدك، وبمساعدة رب هذا الكون الذي منحك القدرة كي يساعدك على ذلك.
إذا تعثرت، فاعتبر ذلك سببا للتقدم للإمام لا للعودة من حيث بدأت أو الرجوع للخلف «نحن نتعلم من التجارب السلبية حتى لا نكررها».
-7 افترض دائما حسن النية فيمن حولك حتى لو كنت متأكدا من عكس ذلك، أو اختلق لهم الاعذار، فكما نخطئ علينا أن نتوقع ونتقبل الخطأ ممن حولنا، ولا مانع من لفت أنظارهم بطريقة راقية إلى سوء تصرفاتهم.
-8 ابتعد قدر الإمكان عن مصاصي الطاقة الذين يبثون فيك طاقة سلبية أينما وجدوا؛ لا بسبب شكاواهم المستمرة ونقمتهم على الحياة بل لأنهم لا يريدون الحلول بقدر ما يريدون لعب دور الضحية.
ردد دائما: «سأساعد من يريد المساعدة، ولكن لا أقبل أن تُُجر قدماي إلى مستنقع السلبية».
-9 أعط نفسك وروحك بعض الوقت؛ فهما تستحقان ذلك، ولا تقع فريسة لكل من حولك.
ردد دائما أن روحك وصحتك بحاجة للراحة من وقت إلى آخر حتى تفرغ كل الشحنات السلبية وتستبدل بها إيجابية.
لا مانع أبدا من لعب الرياضة أو سماع الموسيقى التي تحبها أو الذهاب إلى السينما أو المسرح أو القيام بأي عمل تود القيام به وحدك أو مع من تحب.
-10 ردد دائما: «أنا أستحق الأفضل من هذا الكون، وسوف أحصل على كل ما أريده»؛ لأن الله خلقه لمساعدتنا لا لعرقلتنا.
أنا طاقة كبيرة، وعليَّ أن أستغلها لمصلحة نفسي أولاً ولمصلحة الكون.