«لوحة تجريدية» تفتتح مهرجان الكويت الدولي للمونودراما السادس
دورة مريم الصالح برعاية وزير الإعلام
نجح المخرج الفنان حسين المفيدي في صياغة لوحة فنية رشيقة على خشبة مسرح كيفان من أداء شباب وشابات يخطون أولى خطواتهم نحو التمثيل في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما دورة الفنانة القديرة مريم الصالح والذي يأتي برعاية وزير الإعلام.
«لوحة تجريدية» هو عنوان لعرض مسرحي قدمته مجموعة من خريجي الورشة الفنية التابعة لمهرجان المونودراما في دورته السادسة والتي تصدى لها المغامر في هذا النوع من المهام حسين المفيدي إشرافا وتدريبا وبلورة للأفكار المفككة والمتواترة من عقول شباب لا يملكون سوى الرغبة في العمل الفني وربما مواهب ومهارات بحاجة للصقل والعلم والممارسة.
في لوحة تجريدية التي أعلن من خلالها الشباب عن تخرجهم شاهدنا عملا فنتازيا انطلق من لمحة تاريخية عن افتتاح معهد الدراسات المسرحية في الكويت في خمسينيات القرن الماضي باستهلال أدائي للفنان حسن القلاف العائد بعد فترة غياب. تميز القلاف ببراعة الاستهلال فنجح في جذب الجماهير من اللحظة الأولى وتحرك بخفة ورشاقة في أرجاء المسرح تتابعه العيون وتحمست الفنانة مريم الصالح فشاركته المشهد على الرغم من أنها لم تكن موجودة في العرض وهى التي ابتعدت عن المسرح منذ سنوات طويلة ومن ثم بدأ عرض الشباب بتقديم مزج بين لوحات تعبيرية مستوحاة من أعمال مشهورة، منها عطيل ومكبث وهاملت وروميو وجولييت وقيس وليلى وصلاح الدين وغيرها من الأعمال التي عاشت وتعيش في الذاكرة.
هناك في اليمين من خشبة المسرح شاب مؤلف تتزاحم الأفكار والشخصيات في رأسه ومن حين إلى آخر تتداخل أفكاره مع لوحات التمثيل في تناغم حركي وإيقاع للأداء الجماعي المتقن في حين تقوم فرقة موسيقية على اليسار بعزف المؤثرات الموسيقية لايف.
من كلمة المؤلف في اليمين إلى نغمة الموسيقيين في اليسار تتجسد مسيرة فنانة ورحلة كاتب، حيث نكتشف أن الفتيات يقدمن ادوارا سبق ان قدمتها مريم الصالح في أعمالها السابقة الذكر، في حين يقوم الشباب بتجسيد أعمال للكاتب فهد الحارثي وترديد أسماء أعماله مثل تشابك وبعيدا عن السيطرة وتنصيص وغيرها. بانوراما نشاهدها منسوجة خيوطها بحرفية وأداء متقن يعكس نجاح الورشة الفنية في تحقيق هدفها بنجاح وتكريم لشخصيتي مريم الصالح وفهد الحارثي، كما أن الوصلة الغنائية للمطرب خالد المسعود بمطلع كل من كان في الغرام شقيا، وهي كلمات من التراث الشعبي غناء عبد اللطيف الكويتي تأتي الضلع الثالث في مثلث إبداع الأمسية وهو العشق ذلك القاسم المشترك بين كلمات الأغنية ولوحات العرض المسرحي في معظم أعمال شكسبير.
لوحة تجريدية تكرم الصالح والحارثي وتخرج عددا من منتسبي الورشة الفنية في حين تؤكد تلك المعادلة الصعبة التي يصر حسين المفيدي على تحقيقها في كل عمل فني يتصدى له.