تحقيقات
أخر الأخبار

هدفها من زراعة المورينغا إنتاج عضوي ٪100 فاطمة الغيث: المورينغا Super Food وكل جزء منها له استفادة

سطرت السيدة فاطمة الغيث وزوجها السيد غانم الغانم تاريخا كبيرا لقصص نجاح فاستطاعا إنشاء أول مزرعة متخصصة في زراعة أشجار المورينغا بالكويت، ورسما صورة إيجابية للمواطنة الفاعلة بالعزيمة والإصرار على تخطي العقبات والتحديات، لتتوافر منتجات مزرعتهما في الجمعيات التعاونية، كمنتج كويتي إنتاج عضوي أورغانيك 100 ٪ مفيد.
«أسرتي» التقت السيدة فاطمة الغيث للتعرف على فكرة إنشاء هذه المزرعة وكيفية الاستفادة من هذه الشجرة متعددة الفوائد:

كيف جاءت فكرة إنشاء ‎أول مزرعة متخصصة في زراعة أشجار المورينغا بالكويت؟ ولماذا المورينغا بالتحديد؟
– البداية جاءت في 2007 عندما اتخذت أنا وزوجي من مزرعتنا استراحة عائلية لنا، لتعزيز هوايتنا واهتمامنا بالعسل، حيث كنا نعمل على إنتاج مناحل العسل وكانت مزروعة بالسدر والبرسيم، وفي 2008 التقينا الأخ الصديق جواد أشكناني، وهو باحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية وتبادلنا الحديث عن مزرعتنا لإنتاج العسل بشكل أساسي، وأخبرنا معنا عن شجرة موجودة في الكويت بكميات قليلة جلبها بعض العمال الآسيويين من بلادهم، وموجودة في بعض البيوت القليلة بغرض علاجي اسمها “شجرة المورينغا” وإن شجرة مورينغا أوليفييرا تنتج زهورا تعيش 8 أشهر في العام،
وتعتبر غذاء مناسبا للنحل وإنتاج العسل، ومن هنا بدأ اهتمامنا بزراعة المورينغا من باب إنتاج العسل من بعد هذه النصيحة.
وأضافت:
قمنا بعملية البحث العلمي من خلال أوراق وبحوث علمية من مراكز أبحاث الجامعات (عددها وصل إلى 70 بحثا أو دراسة علمية جادة- بنوك المعلومات)، والمفاجأة كانت بمدى غنى هذه الشجرة بالمواد الطبيعية من فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية ومضادات الأكسدة وغيرها، وقمنا باستيراد بذورها، وبدأنا في تجارب زراعتها ومتابعة الشجرة وطبيعتها والأمراض التي تصيبها وطريقة العناية فيها واستغرقت العملية نحو 5 سنوات قبل أن نتخذ القرار، ووجدنا أنه تخصص جديد وننمو معه، فتخصص زوجي غانم الغانم في جانب الإنتاج الزراعي، أما جانب المنتجات وتسويقها وتطويرها فأصبح هذا هو مهمتي في المشروع، وهدفنا من زراعتها والإصرار على إنتاج عضوي أورغانيك 100% مفيد حتى يمكن استخدامه بالجانب الطبي ومنذ عام تقريبا نقوم بعمل تجارب لخلطات الشعر لإنتاج ماسكات للشعر.

كل جزء من الشجرة يمكن الاستفادة منه حقاً

لماذا المورينغا بالتحديد؟
– فوجئنا بحجم الفوائد الموجودة في المورينغا وندرتها في الكويت، بالإضافة إلى أن كل جزء منها مفيد، بدءاً من الأوراق إلى السيقان ولحاء الشجرة والورد وحتى جذورها، لذلك يُطلق عليها شجرة الحياة – الشجرة المعجزة أو صيدلية المنزل.

هناك نقص بالمعلومات عنها ولم تكن متوافرة في الكويت

وأضافت:
يمكننا تناول أوراق المورينغا والاستفادة منها، أما السيقان ولحاء الشجرة فهما غذاء مناسب للحيوانات أو الطيور، وبنفس الوقت إذا تم جرش الخشب الناشف منها ليصبح غذاء مماثلا للتبن الذي يقدم مع طعام الماشية، فكل جزء يمكن الاستفادة منه حقا.
ورأينا ضرورة زيادة الوعي في المجتمع بتوفير هذه النبتة في الكويت، ويجب أن تكون هناك مبادرات بيئية وتنموية فعندما نرى نقصا في أمر معين يجب أن نساهم في إيجاده وتوفيره للمواطن والمقيم ولكل مستهلك.

هل كانت رحلة بحثكم عن المعلومات عنها سهلة؟
– في الحقيقة إنها لم تكن سهلة بالدرجة، لأن هناك نقصا بالمعلومات عنها، ولم تكن متوافرة في الكويت وفوجئنا بالكثير من المعلومات عنها ووجدنا أنها تعتبر صيدلية بحيث ترفع من كفاءة جهاز المناعة في الإنسان، كما أنها تستخدم من قبل المنظمات الإنسانية لدعم فقراء أفريقيا بزراعتها وهي مفيدة أيضاً للحيوانات وتحتاج إلى مزرعة متخصصة فيها.
وفعلاً هذا ما حصل، حيث إننا حولنا المزرعة بالكامل لزراعة المورينغا لتسويقها وتوفير شتلاتها، منذ تخصصنا في 2013 إلى الآن نحن أكبر موزع مجاني في الكويت لشتلات المورينغا سواء للمزارعين أو المواطنين وقد قمنا بتوزيع 10 آلاف شتلة مجانية.. وفرنا لهم في حملات تنسيقية عن طريق الجمعيات التعاونية.

علمنا أن لها فوائد للإنسان، ولكن كيف تكون مفيدة للحيوانات أيضا؟
– هذه النبتة لها فوائدها جمة أولا كأعلاف لكل أنواع الحيوانات من الجمال والأغنام والماعز وغيره ما عدا الخيول، لا تستخدم لتغذيتها لاحتوائها على فيتامين K بشكل عال، وهو ما لا يناسب الخيول، وهي مغذية جداً للطيور بكل أنواعه من الدجاج وغيرها، وتستخدم كسماد، وقد بدأ السيد نوري الحمدان في إنتاجها بغرض الأعلاف لمزارع الأبقار.
أصحاب المزارع مثلاً يعرفون أن تربية الأغنام في المزرعة تعرضهم للعديد من الأمراض، لأن طبيعتهم يعيشون في الصحراء ويمشون طول النهار بالتالي يكتسبون مناعة في الصحراء وعندما يتم تربيتهم في المزارع يتعرضون للأمراض، فالمورينغا تساعد في علاج هذه الأمراض وترفع من مناعة الماشية، ولذلك زودنا المزارعين بشتلات المورينغا لاستخدامها لأعلاف الحيوانات.

هل تحتاج (المورينغا) إلى عناية خاصة؟
– بالفعل فجانب هام من عملنا هو أننا نحرص على توفير عناية خاصة لها من خلال وضع مبيدات عضوية، وهذا المبيدات ليست متوفرة في الكويت، وغالبا نأتي بها من السعودية والإمارات ومصر لكي تكون معتمدة عضوية، وفي الكويت اعتمادنا على المغذيات العضوية مثل سماد الدود، سماد كاكولي، كمبوست العضوي، من مزارعين متخصصين في ذلك.

خطأ شائع بين الناس أن المورينغا تعالج 300 مرض!

هل صحيح أن المورينغا تعالج 300 مرض؟
– هذا خطأ شائع بين الناس أن المورينغا تعالج 300 مرض وهذا خطأ، المورينغا لا تعالج 300 مرض ولكن في الحقيقة ترفع قدرة جهاز المناعة في مواجهة الأمراض، لذلك الطب الهندي القديم عندما يعالج أي مرض دائماً يقرن معه المورينغا، والغرض أن المورينغا ترفع كفاءة جهاز المناعة مع تناول الأدوية لعلاج المرض ويتم القضاء عليه، كما أنها تدخل في علاج هذه الأمراض وليست لأنها تقضي على هذه الأمراض.

ما فوائد أشجار المورينغا للإنسان؟
– تعتبر المورينغا Super Food، لما لها من فوائد عديدة للإنسان لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة بشكل مضاعف عن الموجود في أي فاكهة أو خضار، مثال فهي تحتوي على 7 أضعاف فيتامين C الموجود في البرتقال، 4 أضعاف الكالسيوم الموجود في الحليب، 4 أضعاف فيتامين A الموجود في الجزر، 3 أضعاف البوتاسيوم في الموز، ضعفين البروتين الموجود في الزبادي، وبها 96 عنصرا مضادا للأكسدة، كما تحتوي على 18 حمضا أمينيا منها 9 الأساسية التي يحتاج إليها جسم الإنسان.
وهي من نوادر الأشجار التي ممكن تستفيد من جميع أجزائها وأهميتها أيضاً أنها تعطينا مجموعة هائلة من الفوائد نادراً ما تجتمع من مصدر نباتي واحد ومن فوائدها أنها تقوي جهاز المناعة في الجسم وغنية جداً بالبروتين والفيتامينات والمعادن وتحسن المزاج وتحارب الشيخوخة.

هل أجواء الكويت تناسب المورينغا؟
– مناسبة جداً لأجواء الكويت فقط هناك فترة في السنة من بداية شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس هي فترة السموم فقط هي التي تؤثر عليها، ومن الممكن تدارك ذلك بعمل مصدات للرياح أو بزراعتها في مكان محمي يمنع عنها رياح السموم وهي فترة قصيرة 6 أسابيع في السنة.
العنصر الأساسي الذي يمنع انتشار شجر المورينغا هو أنها لا تتحمل درجة التجمد، وفي الكويت لدينا درجة التجمد نادرة وإذا حدثت فشجرة المورينغا لا تموت حتى إذا جفت من فوق تظل جذورها حية، وفور تغير الجو تنمو مرة ثانية، لذلك فهي مناسبة للكويت.

لا ننصح بالمورينغا كأشجار تزين الشوارع

وهل يمكن استبدالها بأشجار الشوارع؟
– المورينغا كأشجار تزين الشوارع لا ننصح بها لأنها ستكون معرضة لرياح السموم بشكل كبير، وهذا غير مناسب، بالإضافة إلى أن نموها عال جداً، ومن الناحية الجمالية تحتاج إلى عملية تقليم مستمرة، فنحن نزرعها ونقلمها بشكل شبه أسبوعي، ولأنها تحتاج إلى أياد عاملة كثيرة للاعتناء بها.

ما الموعد الذي تزرع فيه المورينغا؟
– في نهاية الربيع شهر أبريل والموعد الآخر في نهاية الخريف شهر سبتمبر هما أفضل موعد لزراعة المورينغا في الأجواء الخارجية، ولكن قبلها تكون في المشتل حتى يصل ارتفاعها إلى 30 سم – بعدها تستطيع تحمل الأجواء الخارجية فيتم نقلها من المشتل إلى الأرض الدائمة.
اليسر والبان والشوع من أسمائها وهناك 14 نوعا أساسيا منها

كم عاما تستغرق المورينغا للنضوج؟
– من مميزاتها الأساسية سرعة النمو، فالشجرة يُطلق عليها النمو الاستثنائي، ممكن توصل إلى مرحلة النضوج في ستة أشهر وممكن يصل طولها إلى مترين ثلاثة، وخلال سنة ممكن تصل إلى 10 أمتار وتنتج الثمار والورد والبذور بسرعة استثنائية، فهذه شجرة مباركة تتمتع بنموها أمامك وتعطيك نوعا من الرضا، تشوفها تكبر وتنتج فتعطيك رضا نفسيا لزراعتها في فترة قصيرة جداً من ستة أشهر تكون تقريبا نضجت، وفي المناطق المناسبة لها تصل إلى 15 مترا في الارتفاع!

يقال إن أصل شجرة المورينغا هندي فهل هذا صحيح؟ وهل لها أسماء أخرى؟
– من المعروف أن المورينغا شجرة نشأت في شبه القارة الهندية، خصوصاً في المناطق الاستوائية جنوب الهند وهي أنواع مختلفة، وفي العالم هناك في حدود 14 نوعا أساسيا منها المورينغا العربية (البان)، وهناك شجرة موجودة في شمال أفريقيا ويقال إنهم وجدوا بعض أشجار المورينغا في طور سيناء منذ آلاف السنين.
طولها أسماء عديدة، مثلا في الدول العربية – الجزيرة العربية (شجرة اليسر – البان – الشوع) وهي موجودة غالباً جنوب السعودية – اليمن – سلطنة عمان والإمارات

المورينغا كانت موجودة من أيام الفراعنة!

هل رأيتم مزارع مشابهة لها خارج الكويت؟
– عندما بدأنا في هذا المشروع كان هناك أيضاً المهتمون في مصر ويشكلون حركة لإعادة اكتشافها لأنها كانت موجودة من أيام الفراعنة وتم إهمالها وفي 2012 تم إنشاء الجمعية العلمية المصرية للمورينغا، وحتى أعتقد في وزارة الزراعة في مصر، وهناك اهتمام رائع من الحكومة المصرية ونشطة جداً ولهم دور كبير يشكرون عليه، خصوصاً في توفير المصادر العربية للمعلومات عن هذه الشجرة، وقاموا بدراسات في المختبر عن فوائدها الطبية وحاولوا يطورون أنواعا جديدة!
وفي 2005 أو 2006 ذهب باحث أو مزارع سعودي إلى هولندا وأجرى دراسات متخصصة عن المورينغا ثم أسس (المزرعة الاستراتيجية السعودية لإنتاج شجرة البان) وكان اهتمامهم بالبان العربي، وهو نوع من أنواع المورينغا الموجودة في الجزيرة العربية وبعض مناطق السعودية خصوصاً الجنوب، ويعتبر من أوائل الذين بدأوا وبعدها أصبح الاهتمام بالمورينغا الهندية متأخرا وهو الأقدم، ولا يحضرني اسمه.
وقبل 5 سنوات زاد الاهتمام بالمورينغا من قبل الأخوة في الإمارات وكانوا يسمونها الشوع، وهو النوع العربي وموجود أيضاً في السعودية، وأعتقد السنة الماضية في الفجيرة أو رأس الخيمة تم إنشاء أول مزرعة للشوع وهي مفتوحة للعامة، وأعتقد مساحتها 50 ألف متر مربع وهي منطقة جبلية مناسبة للشوع العربي.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق