حياتنا أحلي

وسط المصائب والنكبات ترقبوا الأحداث السارة

 

انتظار الفرج عبادة والصبر على المصائب بلسم الهموم وقد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

 

كيف يتعامل الناس إذا نزلت بهم كارثة أو مصيبة في مالهم أو فقدوا أبناءهم؟

 

لكل امرئ هم يسير وراءه. ويتبعه في عمره كخياله فهذا فقير همه سد جوعه، وهذا غني همه حفظ ماله.

يقول صموئيل سمايلز: الترقب الشديد للأحداث السارة في حد ذاته يحوّل الاحتمال إلى واقع.. وغالبا ما تكون رغباتنا مؤشرات على الأمور التي تستطيع القيام بها.

يقول الدكتور مايكل بي فريش.. وكارولين أوافر ميللر في كتاب «اصنع أفضل حياة لك»: كان الطيار الأميركي باول في مهمة البحث عن طيارين ناجين أسقطت طائراتهم في حرب فيتنام.. كان يفكر أثناء الحرب فيما ينتظره في بيته مثل طعام شهي وسرير مريح دافئ ويقول إن الساعات الطوال التي قضاها في الاستمتاع بهذا النوع من أحلام اليقظة مساعدته في البقاء حيا وسط أهوال المعركة، حيث قتل معظم أفراد كتيبته، وقال بعد 30 سنة من هذا الحدث: إن استمتاعي بترقب الأحداث السارة وثقتي الأكيدة في أني سأعود سالما إلى البيت يوماً ما بدلاً من الاستغراق في الخوف، الهموم، القلق وترقب الموت من تلقي رصاصة في رأسي بأي لحظة ربما منعت وقوعي في أخطاء قاتلة أو التصرف على نحو خاطئ يؤدي بي نحو الهلاك.

ترقب الاستمتاع بالإجازة قبلها بمدة يفوق سعادة القيام بها

ويقول الخبراء إن ترقب السعادة في القيام برحلة ما يفوق السعادة عند القيام بالرحلة ذاتها في وقتها – لأن الترقب يخلق حالة ذهنية خيالية مشحونة بمشاعر فياضة.

وقد قررت عميلة أخرى التخطيط لقضاء إجازة الصيف من بداية العام بدلا من التخطيط لها على عجل قبل مدتها بشهر.

أو في الدقائق الأخيرة لكي تستمتع بترقب الأحداث السارة بالمناظر التي سيرونها أو الفنادق التي سيقيمون فيها أو الأطعمة التي سيأكلونها في الكتب التي سيقرؤها أو الأماكن التي سيزورنها.

 

الترقب للأحداث السعيدة يؤدي لتغيرات فسيولوجية وإفراز هرمونات البهجة الكبرى

 

يقول العلماء إن حالة ترقب الأحداث السعيدة مثل مشاهدة فيلم أو مسرحية في السهرة، أو الخروج لنزهة آخر الأسبوع أو انتظار قدوم ابن عزيز من السفر أو شراء منزل أو سيارة جديدة يصنع نوعا من البهجة الكبرى لأنهم يشعرون بتغييرات فسيولوجية وكيميائية داخل أجسامهم وجهازهم العصبي تشمل ارتفاع إفراز هرمون السعادة  «الأندروفين»، «الأنكفالين»، «الروبامين» وهي تبث موجات البهجة والسعادة وتشمل انخفاض مستوى هرمون النورادرينالين والكورتيزول، وذلك يؤدي لشعورهم بشعور إيجابي.

 

ترقب الأحداث السارة يطيل الأعمار!

 

يذكر الدكتور بيرني سيجل في كتابه معجزات الحب الطبي الشفاء إن إحدى مريضات السرطان غير القابل للشفاء أو الجراحة قد عاشت مدة 10 سنوات أكثر مما قرره الأطباء لها ذلك بفضل ترقبها لزفاف ابنتها.. هذا الترقب فعل مفعول السحر في جهاز مناعتها وجعلها تتغلب على قسوة مرضها.

مريضة أخرى بالسرطان..عاشت 6 سنوات أطول مما قرره الأطباء لأنها كانت تترقب وتنتظر تخرج ابنها في  الجامعة، هذا الترقب أبقاها على قيد الحياة.

 

العلاج الوهمي يخفف الألم المبرح بفعل الترقب الإيجابي في الشفاء

 

يذكر أحد أساتذة الطب أنه أثناء نوبة الليل بأحد المستشفيات جاء مريض يعاني من آلام الذبحة الصدرية الخانقة، فلم يجد الطبيب حقن المسكنات المورفين أو البثيدين لتخفيف آلام المريض، بسرعة حقن المريضة بحقنة محلول ملح، موحيا له بأنه سيشعر بالتحسن سريعا وفعلا ترقب المريض الايجابي في الشفاء جعل آلامه تختفي كأنه حقن بمورفين حقيقي.

 

تقول الأمثال الألمانية: اليأس انتحار للقلب. والرجل الفقير ليس من لا يملك المال ولكنه الرجل الذى يعيش بلا آمال يحققها

أو طموحات يحلم بها.

 

 

كتب الدكتور : حسني الفار

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق