يضم 16 جنسية لنشر حماية البيئة وزراعة الأشجار «الأيادي الخضراء»: الكل مسؤول عن حماية البيئة
يعاني العالم في الوقت الحالي من آثار التغير المناخي والاحترار الذي تُحذر منه مختلف الهيئات الدولية. وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة فمن المحتمل أن يصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية قرابة عام 2030، ما جعل البعض يتجهون للمبادرات المجتمعية للمشاركة في حماية البيئة والحد من آثار تغير المناخ. ويحاول فريق الأيادي الخضراء البيئي نشر ثقافة حماية البيئة في الكويت بين مختلف الفئات في المجتمع. ويقدم الفريق عددا من الفعاليات لزراعة الأشجار في مناطق متعددة، إلى جانب الترويج لإعادة التدوير وترشيد الاستهلاك.
في الموضوع التالي نلقي الضوء على الفريق البيئي، ونتعرف من د.سامية السعيدان رئيس الفريق على أهداف الفريق وأنشطته:
فريق الأيادي الخضراء فريق بيئي لنتعرف أكثر على فكرة الفريق.
- نعم نحن فريق رسمي تطوعي بيئي تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشباب ومتعاونون مع بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة أشهر الفريق في عام 2017 رسميًا. وفكرة الفريق نشأت بسبب قلة الفرق البيئية في الكويت، فكان على عاتقنا إيجاد الحلول لكثير من المشاكل البيئية التي تواجه الكويت. رؤيتنا تحقيق مناطق صحية صديقة للبيئة والتنمية المستدامة. وأهدافنا إعداد المتطوع المحترف من خلال إشراكه في عدد من الأنشطة والورش، واهتمام بالطاقة النظيفة والشمسية، والاهتمام بإعادة التدوير والكائنات البحرية وشواطئ الكويت والنباتات للفطرية الصحراوية في كل الأماكن بالكويت وعمل شراكات مع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية والتعاونية وغيرها في أنشطة البيئة. كما نؤمن بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة.
فريقنا يضم 16 جنسية من مختلف الأعمار
هل هناك سمات معينة للانضمام إلى الفريق؟
- لفريقنا رئيس ومؤسس وأعضاء مؤسسون ومستشار قانوني وبيئي ولجان مختلفة. كما يضم الفريق 16 جنسية من مختلف الأعمار ويحتوي على عدد من الثقافات. ولدينا سفراء في عدد من الدول منها ماليزيا وباكستان ومصر ولبنان وسلطنة عمان وغيرها. ويميزه اختلاف الثقافات والتنوع، ومن السمات التي تهم عند اختيار العضو أن يكون مبادرا وإيجابيا ويتعامل برقي مع غيره.
زرعنا أشجار السدر والنيم في يوم الأرض العالمي ونظمنا القرقيعان المستدام في رمضان هذا العام
ما أبرز الأنشطة التي يقوم بها الفريق؟
- ننظم الكثير من الأنشطة في الفريق، وتقريبًا لدينا يوميًا فعالية أو نشارك في ورشة أو محاضرة. على سبيل المثال تعاون الفريق مع سلاسل أحد المطاعم الشهيرة لتنظيم نشاط صيفي للأطفال يتم فيه استبدال الألعاب البلاستيكية في وجبات الأطفال إلى برامج تعليمية وتثقيفية بيئية تغرس فيهم أهمية الحفاظ على البيئة. كما نحرص كذلك على تكوين شراكات مجتمعية مختلفة مثلًا التعاون مع مجموعة الساير بزراعة أشجار السدر والنيم في يوم الأرض العالمي لتقليل التلوث في الكويت ونهتم بالتعاون مع جهات وشركات في إعادة تدوير النفايات.
كذلك أطلقنا مع جمعية المعلمين الكويتية قبل فترة قريبة في المدارس الثانوية بالكويت مسابقة لأفضل حقيبة مصممة من خلال إعادة التدوير. ونُطلق مبادرات في الأيام البيئية العالمية. ومن بين المبادرات التي شاركنا فيها احفظها لتدوم لجمع بذور المائدة فنستخدم بقايا الخضروات والفاكهة واستخدامها كسماد طبيعي وإعادة زراعتها للأجيال القادمة.
وفي قرقيعان العام الحالي قدمنا قرقيعان مستداما باستخدام أكياس قابلة متعددة الاستخدام واستبدلنا الحلويات بأطعمة صحية، ولدينا شراكة مع جمعيات نفع عام من دول أخرى مثل جمعية المتبرعين بالدم الباكستانية والجمعية الهندية الإسلامية.
وهل حصل الفريق على جوائز أو تكريمات مسبقًا؟
- نفتخر بأن فريق الأيادي الخضراء حصل على عدة جوائز محلية وعربية وعالمية. ففزنا بالمركز الأول في الماراثون البيئي الأول الذي أقيم في الكويت، وجمعنا كميات هائلة من النفايات والمخلفات. وحصلنا على تكريم ووسام من سلطنة عمان، وتكريم من مكتب الأمم المتحدة. كذلك حُزنا جائزة الالتزام التشاركي من الأمم المتحدة وسفارة فرنسا. كما فزنا بجائزة أفضل الجهود التطوعية لمواجهة كوفيد-19 من الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية، وكنا من الرعاة الرسميين للمؤتمر الأول لجودة الهواء في ماليزيا.
نعاني في الكويت من الاحترار والتصحر وهدفنا إيجاد حلول
البيئة تعاني عالميًا، ففي رأيك ما أبرز جوانب المعاناة البيئية في الكويت؟
- الكويت جزء من العالم، فنحن نعاني بيئيًا من الاحترار والتصحر وظواهر التغير المناخي المختلفة، ولكن هناك حلولا تتمثل في إعادة التدوير والزراعة وتقليل النفايات ووقف استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وهذا ما نسعى في الفريق لترويجه.
هل توجد حلول عملية قابلة للتطبيق؟
- نحن نؤمن بأهمية وجود المباني والمساجد الخضراء، فيمكن استغلال مياه الوضوء في سقي النباتات واستغلال الآبار غير المستغلة في الكويت. من أمثلة هذه الحلول أيضا مبادرة سقيا الخير التي أطلقناها لحماية النباتات والأشجار والكائنات من الاحترار والتغيرات المناخية، وهذا دورنا التركيز على هذه الحلول لمواجهة الاحترار.
من ضمن شعاركم «نشر ثقافة البيئة بطريقة ممتعة»، فما الخطوات التي اتبعها الفريق لتحقيق ذلك؟
- نقدم العديد من الأنشطة للفئات المختلفة بطريقة مغايرة ممتعة. فعلى سبيل المثال نذهب للمدارس لنشر الوعي البيئي ونظافة الشواطئ والدور المسؤول لكل فرد، إلى جانب الاستعانة بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لذلك نظمنا فعاليات من خلال القوافل المتنقلة والمسابقات واللعب لرفع وعي الأطفال بأهمية حماية البيئة، ونجد الجميع يشارك بهذه الطرق المختلفة.
أيضًا نحن لا ننظف بالشواطئ على سبيل المثال، لكننا نقدم طرقًا مختلفة للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية مثل عمل ورش لصنع الحلي بالقواقع وإعادة التدوير للنفايات وإجراء المسابقات لهذا نجذب الأطفال للمشاركة.
كما ننظم بازارات خيرية للتبرع بالأشياء غير المستعملة ويذهب ريعها إلى الأسر المتعففة، وذلك لتحقيق هدفين إعادة تدوير المنتجات المستعملة ومساعدة الغير.
جهود الفرق البيئية غير ملموسة لأن كل وزارة تعمل وحدها وبطريقة مختلفة
رغم الجهود التي تقدمها الفرق البيئية في الكويت فما زالت نتائجها غير ملموسة بشدة، فما السبب؟
- نعم هذا صحيح مع الأسف، فرغم الجهود الكبيرة فهي غير ملموسة، ويرجع ذلك إلى افتقاد فرق العمل المتعاونة التي تضم جميع الوزارات، فكل وزارة تعمل وحدها وبطريقة مختلفة. وواجهنا هذا الأمر من قبل عندما كنا نذهب للمسؤولين في الوزارات. ثانيًا عدم الاستعانة بالطرق المبتكرة التي تقدمها على سبيل المثال مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت وغيرهم. نحن مثلًا قدمنا عددا من الحلول للمشاكل البيئية لبلدية الكويت.
إلى جانب ذلك، فبعض الشركات الخاصة تدمر الجهود البيئية مثل قطع توصيلات الماء أو الأشجار المزروعة. فنحن نحتاج إلى قيادة واحدة وفرق تطوعية تعمل تحت منظومة فيها تعاون مع جميع الجهات بالمجتمع، لذا نتمنى أن تكون لكل وزارة من يمثلها ويجتمعون مع الهيئة العامة للزراعة ووزارة البيئة لوضع خطط مشتركة لتكون النتائج ملموسة.
يمكن اللجوء للقطاع الخاص للمساعدة في حل المشكلات البيئية، فهل تتعاونون معه لتحقيق ذلك؟
- نحن نتعاون باستمرار مع القطاع الخاص سواء بنوك أو شركات، فهي تحتاج إلينا من باب المسؤولية الاجتماعية التي تلزمها بالاهتمام بالبيئة حولها والكشف عن الأثر البيئي الذي تحدثه. كذلك الإعلام الكويتي يدعمنا بشكل مستمر ويبرز دورنا للتركيز على الفرق المنجزة ويحث الغير على الاستمرار في هذه المبادرات بالكويت. جدير بالذكر أن بلدية الكويت لا تُقصر أيضا وتوفر لنا الدعم والتسهيلات المختلفة.
نشجع على وجود كاميرات واستغلال طاقة المتقاعدين لتطبيق القوانين البيئية
كيف يمكن فرض العقوبات للحد من الآثار البيئية السيئة في الكويت؟
- الكويت لديها قوانين للبيئة رائدة ومن الأفضل في المنطقة، ولكن تحتاج إلى تطبيق فعلي وزيادة عدد المسؤولين عن الضبطية القضائية، لذلك نشجع على وجود كاميرات واستغلال طاقة المتقاعدين وتدريبهم للقيام بمهمة الإشراف على تطبيق القوانين البيئية، فهذه اللامبالاة في تلويث البر والبحر والشواطئ تحتاج إلى رادع؛ لذلك اقترحنا مثلًا تحديد ساعات معينة لإلقاء القمامة، ومحاسبة من لا يلتزم بهذه المواعيد بما فيها الشركات كذلك.
الكل مسؤول وعلى الأفراد ترشيد الاستهلاك وتقليل استخدام البلاستيك حماية للبيئة
ما النصائح التي تقدمونها للأفراد لدعم جهود الحفاظ على البيئة؟
- عليهم أولًا بترشيد الاستهلاك في جميع الجهات بما فيها الماء والطعام والكهرباء، وتقليل استخدام البلاستيك لأضراره الكبيرة. والنصيحة المستمرة هي أن الكل مسؤول فيمكن أن تزرع شجرة أو نبتة في أي مكان فلتبدأ في بيتك أو منطقتك أو مدرستك. كذلك لا نشجع على استخدام وإطلاق البالونات الهيليوم، فهي تؤثر على الحيوانات البرية، فلنبتكر في عاداتنا. وأيضا الاستفادة من الأيام العالمية السنوية في الزراعة، كزراعة شجرة في يوم النجاح أو بعيد الميلاد، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم في أيام الحرب عن قطع الأشجار، فالزراعة جزء من ديننا الحنيف. إلى جانب محاولة استخدام الطاقة الشمسية المهدرة.
ما أبرز المشروعات المستقبلية التي تعملون عليها في الفريق؟
- لدينا مشروعات كثيرة في المستقبل، أهمها سعينا لأن تصبح مناطق الشامية والفيحاء والأندلس وعبدالله السالم والروضة مناطق صديقة للبيئة لإشهارها مناطق صحية بالمعايير الدولية. بالإضافة لعدد من المبادرات في الكويت وخارجها.
وفي الختام نشكركم على تشجيعكم ودعكم للعمل البيئي ونحرص على رفع علم الكويت لأنها مركز العمل الإنساني.
«أسرتي» في كل مكان
داليا شافعي