أزواج وزوجاتمقالات
أخر الأخبار

أنا في قلبه… وهي في حياته

هي تقولالحب وحده لا يكفي، فقلت لهانعم بالحب وحده لا يستمر الزواج، ولكن بالرحمة والمودة والتفاهم والتضحية، فقالت“نعم التضحية.. ضحيت بحبي في سبيل أولادي”!

سألتهاوهل ضحيتي بزوجك؟!

أجابت بلطفاسمعوا قصتي..

أنا وخالد أحب كلٌّ منا الآخر في الجامعةالتقت نظراتنا وبدأ حبنا بالنظرات فقط، ولكنه نما وكبر، فبدأ خالد يتقرب مني ويحاول الحديث معي عن المحاضرة والدرس والواجب… شيئاً فشيئاً أصبحنا لا نفترق، ولكن كانت علاقتنا طاهرة.. وبعد تخرجنا تزوجنا.. لم يكن خالد من عائلة ثرية… ولا أنا، ولكن عاهدنا أنفسنا على أن نعيش معاً … نعمل معاً… نبني معاً ونربي معاً.. كلانا كان طموحا.. وكلانا كان مجتهدا.. عمل خالد في شركة كبيرة في قسم المحاسبة، وعملت أنا معلمة في مدرسة ثانوية.. وبدأنا نبني عشنا… بدأنا ندّخر لنشتري بيتاً.. لم ننجب أطفالا في بداية حياتنا، هذه كانت إرادة الله.. ومع ذلك زاد حبنا ، الكل مستغرب من علاقتنا، أنا وخالد يجمعنا حب واحد،  كان الحب واضحا في كلامنا.. لا يناديني إلا بــ “حبيبتي لطوفة”، ولا أناديه إلا بحبيبي.. لم يفتح معي أبدا موضوع الإنجاب، وتأخُّري عن الحمل، مع أن والدته لم تكف عن السؤال في هذا الموضوع.. قررت مراجعة طبيب، فأوضح لي أنني بحاجة إلى تقوية عملية التبويض.. وأخذت العلاج وفعلا حملت، فكان أسعد يوم في حياتنا أنا وخالد، والأسعد من ذلك أننا أنجبنا توأمبنتين جميلتين.. ولكن مع وجود تلك المسؤولية قررت التوقف عن العمل فقدمت استقالتي ، واستحسن خالد ذلك.

أصبحنا ثلاثةأنا وابنتيّ على عاتق خالد الذي كان يعمل ويكدح… زاد حبه لنا، قد تعجبون من أننا ــ نادرا ــ  ما كنا نتشاجر، فكنا دائما نحب النقاش في أي موضوع حتى نصل إلى حل يرضينا جميعاً.. ومع إلحاح والدته التي أرادت أن ترى ولداً لابنها، حملتُ مرة أخرى.. وأنجبت بنتاً.. فرح خالد وكان يقول ليالمهم انك بخير والطفلة أيضا، أما والدته فاكفهر وجهها.. كثرت مسؤوليات البيت عليَّ وأصبح خالد يعمل ساعات إضافية حتى لا يجعلنا بحاجة إلى شيء، وحملت مرة أخرى.. وبحمد الله أتى المولود ولدا.

كبرت أسرتنا الصغيرة وكبر حبنا أيضا، كنا أسعد أسرة على ضيق حالتنا المادية.. وضيق سكننا أيضا.. فكنا نعيش عند أهل زوجي بملحق صغير.. أصررنا على استئجار شقة، وكان ذلك مكلفا بالنسبة لخالد، ولكنه أصر على ذلك.

حاولت مرارا بأن أقنع خالد بعودتي للعمل، فهذا سيساعدنا كثيرا، ولكنه رفض.. فالأولاد جميعا بحاجة إليَّ خاصة أنهم جميعا أقل من ست سنوات… فمنهم الطفل الرضيع، وطفلة الحضانة، وتوأم الروضة.. أصبح خالد يعمل حتى منتصف الليل، والحمد لله أصبح حالنا أفضل، ولكن بدأت اشتاق إلى زوجي، فلم نعد نتسامر ونتناقش، ولا نسهر مع بعضنا، ولكنني متفهمة لوضعه.. وفي يوم جاء إليَّ خالد مبكرا وفرحت به وفرح بي، جلسنا نحكي ونضحك وعشنا ساعات افتقدناها كثيرا.. وفي اليوم التالي عاد خالد مبكرا أيضا، ولكنه كان حزينا مكتئبا.. وأراد التحدث معي.. وما إن بدأ كلامه حتى انهار في البكاء، خفت كثيرا من تلك الدموع، ولكنني هدَّأته وبدأت أسمع… خالد سوف يتزوج من صاحبة الشركةامرأة تكبره بعشر سنوات.. جميلة ولكنها ليست أجمل مني.. ولكن أين حبنا؟!  كنا مضرب المثل ولكنه أفهمني الحقيقة.. صاحبة الشركة معجبة بشخصية وأمانة خالد، هي أرملة وليس لها أبناء.. هي تحبه، أما هو فيحترمها.

هي تحبه وتريد الزواج منه، وهو تَعِب ويريد أن يستغل الوضع.. ولكن كيف يا خالد؟ فأجابلقد تعبت.. سنين شبابي ذهبت وأنا أعمل ليل نهار حتى نعيش، ومع تلك الحياة فأنا غير مستمتع مع زوجتي وأبنائي، فقليلاً ما أراكم!!  ثم إنني لم أستطع توفير أي مبلغ لبيت المستقبل حتى الآن، والأولاد يكبرون ومطالبهم ستكثر.. فما العمل؟ صاحبة الشركة مغرمة بي، وإن تزوجتها سوف أدير معها الشركة الكبيرة.. دخلي الشهري سيكبر، سوف يتحسن وضعنا المادي يا حبيبتي، سوف أشتري بيتاً لك وسوف أجعل أبنائي لا يحتاجون إلى شيء.. فكري يا لطيفة ولا تنسي أنك حبي الأول… وما زلت أحبك، أما هي فسوف تكون زوجة، هي بحاجة إلى رجل ومغرمة بي، وأنا بحاجة إلى مال ومغرم بك!

لم يكن الوضع سهلا.. ساد الحزن على البيت السعيد وأحسست بأن الدنيا مُغيّمة، ولكنني بدأت أفكر حتى سئمت.. فوجدته يقوللنحاول.. وبعد شهر من هذا الحديث تزوج خالد ولم ينسانا.. نعم هو في ليلة عندي وفي ليلة عندها.. يأتي إلينا بالكثير، تحسنت حالتنا المادية، ولكن َّ في قلب كلٍ منا  شيئا من الحزن..ضحيت بحبي لأسعد أبنائي.. مرت عليَّ ليال لم أذق فيها طعم النوم.. خالد مع امرأة أخرى، ولكنني أحسّ بأنه يأتي إلى بيته متلهفاً عليَّ وعلى أبنائي، فأسعد.. وحياتنا مستمرة على هذه الحال منذ أربع سنوات، وما زلناأنا وخالد مُغْرمَينِ، كلٌّ يعشق الآخر،  ولكن…..

وملأت الدموع عينيها، وهي تنهي حكايتها… ولكن ماذا؟

ولكن … هناك امرأة أخرى في حياة زوجها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق