تحقيقات
أخر الأخبار

حذرنا‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً المحامية‭ ‬مريم‭ ‬البحر‭:‬ الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭.. ‬هفوات‭ ‬الضحايا‭ ‬تسهّل‭ ‬مهمة‭ ‬النصابين

المحاماة‭ ‬ملاذ‭ ‬ومروءة‭ ‬وفن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مهنة‭.. ‬وليس‭ ‬المحامون‭ ‬كلهم‭ ‬محامين‭ ‬بالضرورة‭.. ‬ليس‭ ‬عمل‭ ‬المحامي‭ ‬فقط‭ ‬معرفة‭ ‬القانون،‭ ‬فالكثير‭ ‬يعرف‭ ‬النصوص‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المحامين،‭ ‬لكن‭ ‬حقيقة‭ ‬المحامي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬الوقائع‭ ‬دراسة‭ ‬قانونية‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬القانون‭.. ‬المحاماة‭ ‬فن‭ ‬الحجة‭ ‬والجدل‭ ‬والبرهان‭ ‬والإقناع‭.. ‬وليس‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬المحامين‭ ‬قلب‭ ‬الثوابت‭ ‬أو‭ ‬تضليل‭ ‬الحقائق؛‭ ‬لأن‭ ‬المحامي‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬إنســان‭ ‬لا‭ ‬يكسب‭ ‬دعوى‭ ‬ويخسر‭ ‬نفسه‭.‬

معكم‭ ‬القانونية‭ ‬المحامية‭ ‬مريم‭ ‬فيصل‭ ‬البحر‭ ‬يقال‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬امن‭ ‬عاش‭ ‬بالحيلة‭ ‬مات‭ ‬بالفقرب،‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬عالم‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أساليبه‭ ‬ووسائل،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنوع‭ ‬الابتكارات‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬امحترفي‭ ‬نصب‭ ‬واحتيالب،‭ ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬الضحايا‭ ‬يتنوعون،‭ ‬فكثير‭ ‬منهم‭ ‬بسطاء،‭ ‬ويتعاملون‭ ‬بحسن‭ ‬النوايا،‭ ‬فيكونون‭ ‬الفريسة‭ ‬الأسهل‭ ‬للنصابين‭. ‬وبعضهم‭ ‬يكونون‭ ‬صعب‭ ‬المراس،‭ ‬شديدي‭ ‬الملاحظة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنك‭ ‬مراوغتهم‭ ‬بسهولة،‭ ‬لكن‭ ‬معهم‭ ‬لا‭ ‬يعجز‭ ‬النصابون‭.‬‭ ‬

وقعت‭ ‬فريسة‭ ‬لعملية‭ ‬نصب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬يدعي‭ ‬بيع‭ ‬تذاكر‭ ‬لحفل‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬عبدالله

في‭ ‬قضيتنا‭ ‬الأولى‭ ‬أسرد‭ ‬لكم‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬رغم‭ ‬تحذيري‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬لعملية‭ ‬نصب‭ ‬واحتيال،‭ ‬ولكني‭ ‬وجدت‭ ‬فتاة‭ ‬قريبة‭ ‬لي،‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬فريسة‭ ‬لعملية‭ ‬نصب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬يدعي‭ ‬بيع‭ ‬تذاكر‭ ‬لحفل‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬عبدالله،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬وهميا،‭ ‬وبعد‭ ‬سماعي‭ ‬للحكاية‭ ‬من‭ ‬الفتاة‭ ‬وجدن‭ ‬أن‭ ‬االرجل‭ ‬شغله‭ ‬احترافي،‭ ‬وحاط‭ ‬موقع‭ ‬وهمي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإعلانات‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بين‭ ‬السناباتب،‭ ‬وقامت‭ ‬الفتاة‭ ‬بالدخول‭ ‬للموقع،‭ ‬وحجز‭ ‬التذاكر‭ ‬وجاء‭ ‬لها‭ ‬الكيو‭ ‬اركود،‭ ‬وأدخلت‭ ‬الرقم‭ ‬السري،‭ ‬وقام‭ ‬النصاب‭ ‬بسحب‭ ‬نفس‭ ‬قيمة‭ ‬التذكرة‭ ‬لعدة‭ ‬مرات؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬سحب‭ ‬مبلغا‭ ‬ماليا‭ ‬كبيرا‭.‬
وقمت‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬وبالفعل‭ ‬قامت‭ ‬محكمة‭ ‬الجنح‭ ‬بالحكم‭ ‬على‭ ‬بائع‭ ‬تذاكر‭ ‬حفل‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬عبدالله‭ ‬الوهمي‭ ‬انصب‭ ‬إلكترونيب،‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬وإحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬بعد‭ ‬الشكوى‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبلنا‭ ‬ومن‭ ‬موكلتي‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬قضيتنا‭ ‬الثانية،‭ ‬فقد‭ ‬حدثتني‭ ‬إحدى‭ ‬ضحايا‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬بصوت‭ ‬متألم‭ ‬وغاضب‭ ‬بضياع‭ ‬ما‭ ‬جمعته‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنواتها‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬دفعها‭ ‬الصدق‭ ‬والثقة‭ ‬للولوج‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬إحداهن‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬جنسها،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬أولادها،‭ ‬وثقتها‭ ‬لمعرفتها‭ ‬الشخصية‭ ‬بها،‭ ‬وما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬سلوكي‭ ‬وديني،‭ ‬لكن‭ ‬جرت‭ ‬الرياح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬تشتهي‭ ‬السفن،‭ ‬البداية‭ ‬مبلغ‭ ‬ربحي‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬ثم‭ ‬الانتظار‭ ‬لربح‭ ‬آخر،‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬شيء،‭ ‬حتى‭ ‬انتهى‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬لإجراء‭ ‬اللازم‭ ‬قانونيا‭ ‬بالأوراق‭ ‬الثبوتية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬القضية‭ ‬معلقة،‭ ‬لا‭ ‬ربح‭ ‬ولا‭ ‬إعادة‭ ‬للأموال‭ ‬ولا‭ ‬تعويض،‭ ‬ولا‭ ‬توظيف‭ ‬للأموال‭ ‬التي‭ ‬أخذت،‭ ‬والتي‭ ‬تقدر‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬بالملايين،‭ ‬ولا‭ ‬عقوبة‭ ‬رادعة‭ ‬وصارمة‭ ‬قانونيا‭.‬

القلادة‭ ‬التي‭ ‬اشترتها‭ ‬كانت‭ ‬مقلدة‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬قيمتها‭ ‬الفعلية‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬
إلا‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬دفعت‭ ‬مقابلاً‭ ‬لها‭ ‬بلغ‭ ‬نحو‭ ‬9000‭ ‬دينار‭!‬

تداولت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬قضية‭ ‬إصرار‭ ‬مواطنة‭ ‬على‭ ‬حيازة‭ ‬قلادة‭ ‬عالمية‭ ‬مسحوبة‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬لتجد‭ ‬ضالتها‭ ‬باتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬من‭ ‬شخص،‭ ‬لكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬القلادة‭ ‬التي‭ ‬اشترتها‭ ‬كانت‭ ‬مقلدة،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬قيمتها‭ ‬الفعلية‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬دفعت‭ ‬مقابلاً‭ ‬لها‭ ‬بلغ‭ ‬نحو‭ ‬9000‭ ‬دينار‭.‬
وأدلت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬بأقوالها‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬قائلة‭ ‬إنها‭ ‬شاهدت‭ ‬قلادة‭ ‬عالمية‭ ‬بحوزة‭ ‬صديقة‭ ‬لها‭ ‬فطلبت‭ ‬منها‭ ‬إبلاغها‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬الشراء‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ ‬المخصصة‭ ‬لبيع‭ ‬هذه‭ ‬القلادة،‭ ‬لكنها‭ ‬فوجئت‭ ‬بأن‭ ‬القلادة‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬وعليها‭ ‬الانتظار‭ ‬شهرين‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭.‬
وأضافت‭: ‬نظراً‭ ‬لمناسبة‭ ‬قريبة‭ ‬نويت‭ ‬أن‭ ‬أحضرها‭ ‬بالقلادة‭ ‬دخلت‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬وتلقيت‭ ‬اتصالاً‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬رقم‭ ‬محلي،‭ ‬وأبلغني‭ ‬بأن‭ ‬القلادة‭ ‬متوافرة‭ ‬لديه‭ ‬وعرضها‭ ‬علي،‭ ‬وقمت‭ ‬بشرائها‭ ‬منه،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬توجهت‭ ‬للشركة،‭ ‬وكانت‭ ‬الصدمة‭ ‬أن‭ ‬القلادة‭ ‬مزيفة‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالمجوهرات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬حاولت‭ ‬التواصل‭ ‬بصاحب‭ ‬الرقم،‭ ‬لكن‭ ‬الهاتف‭ ‬دوما‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬التغطية‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أدلت‭ ‬السيدة‭ ‬بكامل‭ ‬المعلومات،‭ ‬وأرفقت‭ ‬رقم‭ ‬الهاتف‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬البائع‭ ‬المزيف‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬قضية‭ ‬بعنوان‭ ‬انصب‭ ‬واحتيالب‭ ‬وتكليف‭ ‬المباحث‭ ‬بضبط‭ ‬وإحضار‭ ‬صاحب‭ ‬الرقم‭ ‬المحلي‭ ‬المرفق‭ ‬في‭ ‬القضية‭.‬

أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتضررين‭ ‬والمخدوعين‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والأفراد‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬استرجاع‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬منهم‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العقاب‭ ‬القانوني‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬حقهم‭ ‬بإلزام‭ ‬المحتال‭ ‬بالدفع،‭ ‬ومعرفة‭ ‬أين‭ ‬وظّفت‭ ‬الأموال،‭ ‬فأين‭ ‬يتجه‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬ومن‭ ‬يعوضهم؟‭!‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق