تحقيقات
أخر الأخبار

محمد مرعي يكتب: بنت مرفهة تعيش في بيت فخم في حي المهندسين

المرأة والسياسة

البنت تحولت إلى أخطر جاسوسة مصرية

ونحن نمضي للحديث عن أخطر جاسوسة مصرية نتوقف عند ما يؤكده وكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء الدكتور عادل شاهين، حيث يقول:
“المرأة قوة اختراق”.
أحيانا “سلاحها مفاتنها” للوصول الى تحقيق الهدف.
وأحيانا أخرى “سلاحها عقلها وعلمها وثقافتها وذكاؤها وحيلها الماكرة”، وهذا ما أكدناه في العدد الماضي عندما قلنا:
“المرأة كسلاح في عالم المخابرات والجاسوسية لها سحرها لأن أسرارها في جمالها وجسدها. وعلى درجة عالية من الذكاء.. مدربة على فنون الإغراء وأساليبه”.

نصل الآن الى أخطر جاسوسة مصرية.. ولنتابع قصتها ونستعرض عدة مشاهد:
– المشهد الأول:
بيت فاخر.. تعيش فيه فتاة جميلة ذكية مع أسرتها.. في حي المهندسين بالقاهرة.
الفتاة مرفهة، تقضي وقتها مع مجموعة من الصديقات في نادي الجزيرة الراقي، لا يشغل الفتاة وصديقاتها إلا الحديث عن الموضة والأزياء، لم يكن يشغلهن شيء في عالم السياسة.
– المشهد الثاني:
الفتاة تحصل على الثانوية العامة في عام 1968، والدها أحد رجال التربية، يعمل وكيلاً لوزارة التربية، كان منتدبا للعمل في طرابلس بليبيا.
– المشهد الثالث:
الفتاة المدللة والمرفهة تطلب من والدها أن يسمح لها بالسفر الى العاصمة الفرنسية باريس لمواصلة دراستها.
بذكاء شديد تحصل على موافقة الوالد.
– المشهد الرابع:
في باريس الفتاة تبحث عن عمل، تتصل بالسفارة المصرية في باريس في محاولة للحصول على عمل، لكن طلبها رفض، الفتاة لم تيأس اتصلت بالملحق العسكري المصري في باريس، لكنها أيضا فشلت في الحصول على عمل.

في الجامعة تعرفت بفتاة يهودية بولندية

في أحد المدرجات بالجامعة التي التحقت بها تلتقي بطالبة تدرس بالجامعة، الطالبة من أصول بولندية وهي يهودية، الطالبة تقول للفتاة:
يا عزيزتي.. إسرائيل لا ترغب في الحرب، إنها، أي إسرائيل، دولة تريد أن تعيش في سلام، دولة تسعى الى تأمين أبنائها وتساعدهم على تنمية قدراتهم خدمة للسلام.
أستاذها يقول لها:
سوف أقف الى جوارك، سوف أساعدك في تحقيق أهدافك.

قبل أن نمضي أعزاءنا القراء الى استكمال الحكاية دعونا نقل:
الفتاة لم يكن عمرها يتجاوز العشرين.
الفتاة اسمها:
هبة عبدالرحمن سليم عامر، تأثرت برأي زميلتها الفتاة اليهودية البولندية أن الإسرائيليين ليسوا وحوشا، إنهم يريدون فقط تأمين مستقبل أولادهم، يريدون الأمان وتأثرت بأستاذها الذي أكد لها أنه سوف يقف الى جانبها.
وهكذا تم تجنيدها لصالح الموساد الإسرائيلي!
هبة سليم بذكائها استطاعت أن تمد إقامتها في باريس من بضعة أسابيع للدراسة الى عامين، تعرضت خلالها الى ضغوط من الموساد وعملائه المنتشرين في باريس في ذلك الوقت.

قصة هبة تحولت إلى فيلم «الصعود إلى الهاوية»

هبة تذكرت أحد ضباط الصاعقة برتبة مقدم كان مغرما بها وهي تتردد على نادي الجزيرة، الضابط اسمه المقدم فاروق عبدالحميد الفقي، كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات، كان المقدم فاروق يمد هبة بمعلومات سرية جدا، قدم لها خطط الجيش المصري الدفاعية، أمدها بمواقع وخرائط الصواريخ التي زرعت في مواقع عديدة في مصر لتحمي العمق المصري.

قصة هبة تحولت الى فيلم سينمائي عنوانه” الصعود الى الهاوية” بطولة محمود ياسين، مديحة كامل، جميل راتب، إخراج كمال الشيخ، الكاتب صالح مرسي، وكتب في أفيش الفيلم: ضمن سلسلة “أفلام مخابرات وجاسوسية” وذلك في عام 1998.

في أول إجازة لها بمصر تمكنت من تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها في نادي الجزيرة، وافقت على خطوبته، بدأت هبة تسأله عن مواقع الصواريخ التي وصلت من الاتحاد السوفييتي، كانت هبة تحصل منه أيضا على وثائق وخرائط عسكرية واضح بها منصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، كان المقدم فاروق يعمل مهندسا، والذي بدأ مطاردة لها في نادي الجزيرة، تلاحقت أنفاسه، كادت هبة تنفجر فيه، تلاحقت أنفاسه اضطرابا وهو يرجوها أن تحس به، لكنها كانت عنيفة وقاسية في صده، تذكرت هبة هذا الضابط الولهان وتذكرت وظيفته المهمة في مكان حساس في المخابرات المصرية.

وضعت المخابرات المصرية خطة برئاسة الفريق أول رفعت جبريل من أجل إحضار هبة الى مصر، كانت الخطة تقضي بسفر اللواء حسني عبدالغني ومعه ضابط آخر بالمخابرات المصرية الى ليبيا، حيث يقيم والدها الذي كان يعمل في وظيفة تربوية كبيرة.
أقنعت المخابرات والد هبة بأن ابنته متورطة في خطف طائرة بالتعاون مع منظمة فلسطينية، وان الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها، لذلك يجب خروجها من فرنسا، وفي نفس الوقت يجب عدم الزج بالمخابرات المصرية في مثل هذه العمليات الإرهابية، طلب الضابطان من والد هبة أن يتصل بابنته ويبلغها بضرورة حضورها لرؤيته بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية.
أرسل والد هبة برقية عاجلة لابنته طلبت هبة من والدها السرعة في مغادرة طرابلس بليبيا، وأنها حجزت له في أكبر مستشفيات فرنسا، وقالت له:
سأنتظرك في المطار بسيارة إسعاف، وتمت جميع الترتيبات للمحافظة على صحتك.
قامت المخابرات المصرية بالتعاون مع سلطات ليبيا، وان الضابطين المصريين التابعين للمخابرات سوف يقومان باعتقالها.
حجزت المخابرات المصرية غرفة في المستشفى لوالد هبة وإفهام السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، وأيضا إفهام أطباء المستشفى بالقصة.

أرسل والد هبة لابنته قائلا:
أنا غير قادر على السفر إلى باريس لصعوبة حالتي الصحية، وبالفعل صح ما توقعته المخابرات المصرية، وقيام الموساد الإسرائيلي بالتأكد من وجود والد هبة بالمستشفى الليبي، وعندها سمح لها بالسفر على متن طائرة إلى طرابلس في اليوم التالي.

نزلت هبة عدة درجات على سلم الطائرة في مطار طرابلس، وجدت في انتظارها:
ضابطين من المخابرات المصرية، صحب الضابطان هبة الى طائرة أخرى على بعد أمتار.
سألت هبة الضابطين:
(احنا رايحين فين؟).
قال لها اللواء حسن عبدالغني:
المقدم فاروق الفقي عايز يشوفك.
هبة: هو فين؟
أجاب الضابط: في القاهرة.
صمتت هبة برهة ثم سألت:
أمال انتوا مين؟
رد اللواء حسن عبدالغني:
احنا المخابرات المصرية.
أوشكت هبة أن تسقط على الأرض.. أمسك بها الضابطان وحملاها الى الطائرة التي أقلعت الى القاهرة على الفور.

في القاهرة حوكمت هبة وتم إعدامها

في القاهرة قدمت هبة الى المحاكمة.. أصدرت المحكمة حكمها على هبة بالإعدام شنقا.
وقالت هبة:
أنا نادمة على خيانتي!
وقدمت هبة التماسا لرئيس الجمهورية أنور السادات تطلب فيه العفو، لكنه رفض.
كان كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية قد طلب من الرئيس السادات تخفيف الحكم على هبة، رد السادات: لقد أعدمت!
كيسنجر باستغراب يسأل: متى؟
أجاب السادات: النهارده!

بقي أن نقول:
– إن صورة هبة معلقة على جدران صالة الموساد!
– إن جولدا مائير بكت عندما أُعدمت هبة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق